شامة نور اليقين
17-10-07, 01:38 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ما هي السعادة ؟!
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، فطوبى للغرباء
ليست السعادة قصر عبد الملك بن مروان، و لا جيوش هارون الرشيد ، و لا دور ابن جصاص، و لا كنوز قارون، و لا كتاب الفاء لابن سينا، و لا في ديوان المتنبي، و لا في حدائق قرطبة أو بساتين الزهراء.
السعادة عند الصحابة مع قلة ذا اليد، و شطف المعيشة، و زهاده ألموار
وشح النفقة.
السعادة عند ابن المسيب في تألهه، و عند البخاري في صححيه، و عند الحسن البصري في صدقه، و مع الشافعي في استنباطه، و مالك في مراقبته ، و أحمد في روعه، و ثابت ألبناني في عبادته { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لا مخمصة في سبيل الله و لا يطؤن موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا ، إلا كتب لهم به عمل صالح}
ليست السعادة شيكا يصرف، و لا دابة تشترى، و لا وردة تشم، و لا برا يكال و لا بزا ينشر
السعادة سلوه خاطر بحر يحمله، وانشراح صدر لمبدأ يعيشه و راحة القلب لخير يكنفه
كنا نظن إننا إذا أكثرنا من التوسع في الدور، و كثرة الأشياء، و جمع المسهلات، و المرغبات و المشتهيات ، إننا نسعد و نفرح و نمرح و نسر فإذا هي سبب الهم و الكدر و التنغيص، لأن كل شيء بهمه و غمه و ضريبه كده و كدحه { و لا تمدن عيناك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}
إليه يصعد الكلام الطيب
كان للصحابة كنوز من كلمات المباركات الطيبات، التي علمهم إياه صفوة الخلق صلى الله عليه و سلم و كل كلمة عند احدهم خير من الدنيا و ما فيها، و من عظمتهم معرفتهم بقية الأشياء و المقادير الأمور
أبو بكر يسال الرسول صلى الله عليه و سلم ان يعلمه دعاء ، فقال له : قل : رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، و لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفلي مغفرة من عندك و ارحمني ، انك أنت الغفور الرحيم .
و يقول صلى الله عليه و سلم للعباس : اسأل الله العفو و العافية
و يقول لعلي : قل : اللهم أهدني و سددني.
و يقول لعبيد بن حصين : قل : اللهم ألهمني رشدي و قني شر نفسي
و يقول لشداد بن أوس قل : اللهم إني أسالك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد، و شكر نعمتك، و حسن عبادتك، و أسالك من خير ما تعلم، و اعوذ بك من شر ما نعلم وأستغفرك لما تعلم، انك علام الغيوب
و يقول لمعاذ : قل : اللهم اعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
و يقول لعائشة قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني
إن الجامع لهذه الأدعية سؤال رضوان الله عز و جل و رحمته في الآخرة و النجاة من غضبه، و اليم عقابه و العون على عبادته سبحانه و تعالى و شكره
و أن الرابط بينهما : طلب ما عند الله و الإعراض عما في الدنيا انه ليس فيها طلب أموال الدنيا الفانية و أعراضها الزائلة، أو زخرفها الرخيص
من كتاب لا تحزن
لشيخنا عائض القرني
إذا ما هي السعادة ؟!
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، فطوبى للغرباء
ليست السعادة قصر عبد الملك بن مروان، و لا جيوش هارون الرشيد ، و لا دور ابن جصاص، و لا كنوز قارون، و لا كتاب الفاء لابن سينا، و لا في ديوان المتنبي، و لا في حدائق قرطبة أو بساتين الزهراء.
السعادة عند الصحابة مع قلة ذا اليد، و شطف المعيشة، و زهاده ألموار
وشح النفقة.
السعادة عند ابن المسيب في تألهه، و عند البخاري في صححيه، و عند الحسن البصري في صدقه، و مع الشافعي في استنباطه، و مالك في مراقبته ، و أحمد في روعه، و ثابت ألبناني في عبادته { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لا مخمصة في سبيل الله و لا يطؤن موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا ، إلا كتب لهم به عمل صالح}
ليست السعادة شيكا يصرف، و لا دابة تشترى، و لا وردة تشم، و لا برا يكال و لا بزا ينشر
السعادة سلوه خاطر بحر يحمله، وانشراح صدر لمبدأ يعيشه و راحة القلب لخير يكنفه
كنا نظن إننا إذا أكثرنا من التوسع في الدور، و كثرة الأشياء، و جمع المسهلات، و المرغبات و المشتهيات ، إننا نسعد و نفرح و نمرح و نسر فإذا هي سبب الهم و الكدر و التنغيص، لأن كل شيء بهمه و غمه و ضريبه كده و كدحه { و لا تمدن عيناك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}
إليه يصعد الكلام الطيب
كان للصحابة كنوز من كلمات المباركات الطيبات، التي علمهم إياه صفوة الخلق صلى الله عليه و سلم و كل كلمة عند احدهم خير من الدنيا و ما فيها، و من عظمتهم معرفتهم بقية الأشياء و المقادير الأمور
أبو بكر يسال الرسول صلى الله عليه و سلم ان يعلمه دعاء ، فقال له : قل : رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، و لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفلي مغفرة من عندك و ارحمني ، انك أنت الغفور الرحيم .
و يقول صلى الله عليه و سلم للعباس : اسأل الله العفو و العافية
و يقول لعلي : قل : اللهم أهدني و سددني.
و يقول لعبيد بن حصين : قل : اللهم ألهمني رشدي و قني شر نفسي
و يقول لشداد بن أوس قل : اللهم إني أسالك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد، و شكر نعمتك، و حسن عبادتك، و أسالك من خير ما تعلم، و اعوذ بك من شر ما نعلم وأستغفرك لما تعلم، انك علام الغيوب
و يقول لمعاذ : قل : اللهم اعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
و يقول لعائشة قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني
إن الجامع لهذه الأدعية سؤال رضوان الله عز و جل و رحمته في الآخرة و النجاة من غضبه، و اليم عقابه و العون على عبادته سبحانه و تعالى و شكره
و أن الرابط بينهما : طلب ما عند الله و الإعراض عما في الدنيا انه ليس فيها طلب أموال الدنيا الفانية و أعراضها الزائلة، أو زخرفها الرخيص
من كتاب لا تحزن
لشيخنا عائض القرني