@ قرطبة @
23-09-07, 01:44 pm
تعاورني الدموع كما لو أنني لا أزال في حجر أمي وليدة ولم أكبر , ويأخذني النشيج كما لو كنت على صدرها , نهاري عذاب أشد من عذاب المعذبين , وليلي ترياق للخدود من تلك الدموع , فكأنها رسمت جداول الأنهر منها فهي بائنة للعيان , من رآني حسب أني هالكة اليوم قبل غده , فرثى لحالي عطفًا منه على حبيبتك بالأمس , فأين ذلك الحنان منك كيف أضعته ؟ !
لقد جعلتني لوكة في أفواه المتحدثين , يحسبونني مدانة وقد كنت أنت المدين , فكأنهم اطلعوا الغيب حين رأوني قعيدة بيت أهلي , فليتك تزورني حتى ترى كتابًا قد حوى أحاديثهم , بل يضيق بها ذلك الكتاب , وما كنت لأعذرك لو أنك تمهلت حتى تعرف عذري .
ظلمتني حين حسبتني لك غير صائنة , ولقدرك غير رافعة , ولولدك غير جديرة وخليقة , فأين أروح وقد اخترتني لنفسك , واصطفيتني لحياتك ؟ وكيف تنجو من عتابي حين اصطفيتك كما اصطفيتني ؟ فدلني على حقك قبل نقمتك مني , وأرني خطئي قبل عقابك , وعاتبني قبل أن تنـزل بي حكمك , فليتك احتكمت إلى غيرك حين كنت غضبان أسفًا .
يا حبيب الأمس أرضيت لحبيـبتك أن تسكب الدموع من جريرة فعلك ؟ كيف جاز لك أن تظلمها ولم تظلمك من قبل ؟ أهانت عليك كلماتي لك , فما بالك تهين كلماتك أنت لها ؟ تلك الكلمات التي أستشعرت بها الأمان معك , فعاهدتني على صونها فلا تفارق مبسمك , فهل أقول إنك اليوم خائني ملء فمي وملء سمعك ؟ !
حين أتيت على قلبي فاجتررته من صدره , فراحت العيون تبكيه وتألم لفراقه , فدع ابنـنا قريبًا مني فلا تأخذه من حجر أمه , دعه يذكرني بك حين يناديك فلا أزال أحفظ عهدك وإن جُرت وظلمت وجرحت , أتركه لي فإني لا أطيق بعده , فحسبي أنه سلوتي بعد عذاباتك الجسام .
لقد جعلتني لوكة في أفواه المتحدثين , يحسبونني مدانة وقد كنت أنت المدين , فكأنهم اطلعوا الغيب حين رأوني قعيدة بيت أهلي , فليتك تزورني حتى ترى كتابًا قد حوى أحاديثهم , بل يضيق بها ذلك الكتاب , وما كنت لأعذرك لو أنك تمهلت حتى تعرف عذري .
ظلمتني حين حسبتني لك غير صائنة , ولقدرك غير رافعة , ولولدك غير جديرة وخليقة , فأين أروح وقد اخترتني لنفسك , واصطفيتني لحياتك ؟ وكيف تنجو من عتابي حين اصطفيتك كما اصطفيتني ؟ فدلني على حقك قبل نقمتك مني , وأرني خطئي قبل عقابك , وعاتبني قبل أن تنـزل بي حكمك , فليتك احتكمت إلى غيرك حين كنت غضبان أسفًا .
يا حبيب الأمس أرضيت لحبيـبتك أن تسكب الدموع من جريرة فعلك ؟ كيف جاز لك أن تظلمها ولم تظلمك من قبل ؟ أهانت عليك كلماتي لك , فما بالك تهين كلماتك أنت لها ؟ تلك الكلمات التي أستشعرت بها الأمان معك , فعاهدتني على صونها فلا تفارق مبسمك , فهل أقول إنك اليوم خائني ملء فمي وملء سمعك ؟ !
حين أتيت على قلبي فاجتررته من صدره , فراحت العيون تبكيه وتألم لفراقه , فدع ابنـنا قريبًا مني فلا تأخذه من حجر أمه , دعه يذكرني بك حين يناديك فلا أزال أحفظ عهدك وإن جُرت وظلمت وجرحت , أتركه لي فإني لا أطيق بعده , فحسبي أنه سلوتي بعد عذاباتك الجسام .