المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيـن أدب الإنـصاف وشَـبَق الفـوقـيَّـة في الـحوار


الناقد1
30-08-07, 02:25 pm
بيـن أدب الإنـصاف وشَـبَق الفـوقـيَّـة في الـحوار

إن وجود الاختلاف في الآراء و التنوع في الأفكار والأطروحات داخل المجتمع هو الحالة الطبيعية التي يجب أن يكون عليها أي مجتمع ، ولا يمكن أن يعتبر تعدد الآراء تعزيز للانهيار الفكري أو الانحلال العقدي أو تشتيت للحمة الأمة " وفق ذهنية الإلغاء " ، فلا يمكن أن يكون الاختلاف شراً محضا ، والفيصل فينا ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُول )
لكن مع أن الاختلاف داخل المجتمعات مظهر حضاري وسنة من سنن الله الكونية ، إلا أننا نرى من ضاق ذرعاً بهذا الاختلاف ، فلا تكاد تجد للتمايز و الاختلاف مساحة عنده ، بل يطالب بأن يكون المجتمع كله كتلة واحدة وفق نـَسَـقه ، أو كما يريد جنابه ، وإن خالفت فقد أتيت ببدع من القول واقترفت ردة فكرية لابد أن يستتيبك عليها !

و الأقبح من هذا .. ذاك الذي يأتيك مدعياًً احترامه لتعددية الرأي ، ثم يعتريك مع أول حديث بنظرة فوقية استعلائية تحت ذريعة أنه مثقف !
هذا هو مفهوم التعددية عنده
أنه لوحده العارف .. لذا .. فما أريك إلا ما أرى .. فإن خالفت وبقية " المستمعين " رأيه .. صيَّـرك .. " غلطان " .. " كلامك غير صحيح " و " لا يقول به عاقل " و" كله مغالطات " و " غث و ركيك "
يريد أن ينضوي الكل تحت رايته المقدسة في حوار الطرشان هذا ، دون النبس ببنت شفة عن أي تساؤل أو نظر في التفاصيل
يريد أن يكون الكل
قوله لشيء لا إن قلــــــت لا *** و إذا قلت : نعم , قال : نعم

فتحت راية هذا الدستور السلطوي المحدد بالسمع والإجابة ولاغير ، تجد بعض الآباء يتسلط في ما يسميه حوار مع أبناءه فيأخذ رأيهم ثم يعرضه أمام رأيه فيوهنه ويكون القرار الأخير في كل مرة هو قراره ! .. ويعتبر نفسه بذلك في منتهى التعددية ، دون أن يتيح لهم فرصة حوار " حقيقي " ينمي من خلاله قدراتهم ويعززها بالتحاور والتعبير عن الذات
المدرس مع طلابه يطالبهم بالكتابة والحفظ و" النصية المطلقة " دون إيغال في معاني السطور وتساؤلاتها الملحة ، وإن سألت " صرّفك " أو مال بحديثه يمنة أو يسرة و " ياويلك " إن عدت في تساؤلك مرة أخرى ، فستصنف مشاغب و" قرقه " و محب للجدل !
المدير مع موظفيه يأخذ رأيهم ثم ينسفه نسفاً فيذره قاعاً صفصفاً ليقيم عليه بنيان استعلاءه تحت مسمى " خبرته وتجاربه " ، ويقرر لأنه الأعرف بالمصلحة العامة ورأيه هو ما تقتضيه تلك المصلحة ، دون مراعاة لأكثريَّة أو رأي آخر قد تنكَّـر له وسفَّـهَه وألغاه !
إذاً
كل ما عليك فعله أن تسمع وتنفذ تلك الأوامر الفوقية مستجيباً خانعاً ، دون نقاش أو بلبلة أو تضجر

أما في دهاليز هذه الشبكة فلا تسل ، فلم نحلم بأن التقنية يوما ، ستضعنا على المحك أمام أهواء نفسية وأطوار تعاملية لم نظنها موجودة في فئات من الجنس البشري
والأدهى من ذلك نزغات الفوقية والاستعلاء الحادة و ذهنية الإلغاء التي تعتري البعض وتسكن ذواتهم ، لمجرد أن كتب سطرين في هذه الشبكة فأحدث ضجيجاً حول سوقيـَّة أو نكارة ماطرح ، أو أن يكتب " كما كتب غيره " ، فيرد عليه آخرون بطريقة عاطفية يشبع بها معهم " هواية " الكسب لأصدقاء جدد يقضي معهم أوقاتاً سعيدة
ومع هذا لو خرجت عن صراطه مقدار أنملة ، بتحليل المعلومات التي أورد أو النظر في التفاصيل بمنطقية بعيداً عن منطق الصداقات و التشكرات ، فستجد خلافك معه في الرأي قد تحول إلى أمر جنائي يستلزم منه أن يضرب عليك سياسة الحصار بأسلحة الفوقية والاستعلاء ، تحت ذريعة أنني المثقف الذي تنزَّلت لمحاورتك !
ولو بحثت بين ثنايا كلامه لما وجدت مضموناً يستحق منحه تسمية " قارئ " أو حرف الميم فقط من كلمة " مثقف " ، كيف لا ، وهو الذي أخذ بناصية فوقيته ليدخلها كأداة في الحديث يسلبك بها اعتدالك وتوازنك ، ويغلق عليك بها بحر العقل ليرميك سجيناً في زنزانة العاطفة " وقد ينجح في ذلك " فيستنطقك مالا ترغب قوله في حالة الاتزان ، فيدخلك في ممرات ضيقة مليئة بالعاطفة الغوغائية البعيدة عن أي عقلانية أو علمية ، وقد تجد في تلك الممرات شيئاً من الحلول المماثلة في المستوى الدوني ، فبعض " المخلوقات " إن تبسَّـمت له قطـَّب حاجبيه وصرخ ، و إن كشَّـرت في وجهه تبسم ، إن جهلت عليه تحلـَّم ، وإن حلمت عليه جهل فوق جهل الجاهلينا !
ويبقى الهدف الأخير في " معركته " تلك ، هو حلم الغلبة الذي يلهث وراءه منذ بداية الحديث البعيد عن الأسس الموضوعية للحوار ، وتلك برأيي من أعتى و أقبح الممارسات القمعية ، فهو في برجه العاجي قد استخدم فوقية الحديث والبعد عن مفاهيم الحوار غطاء ً لضعفه الفكري وعجزه عن حوار البنـَّائين
مع أن الإبداع يعني للمثقف تحرير الذات ، والبعد عن تهميش الآخر أو إقصاء خطابه ، لكن لأنه لا يمت للثقافة بصلة تجده يعتريك بظلم الإقصاء والاستعلاء ، ويسرف في تمجيد ذاته مستغرقاً بأحلام نرجسيته
وما ذاك إلا لهوى في النفس ، ولذلك يروى عن علي رضي الله عنه " أشجع الناس من غلب هواه "
ومن الذين تغلبوا على هواهم فأعلى " مع نور العلم " مقامهم وشأنهم إمامنا الشافعي " رحمه الله " حيث يقرر بتواضعه وطلبه الحق :
رأيي صواب يحتمل الخطأ , ورأي غيري خطأ يحتمـل الصواب
ويقول :
ما حاورت أحدًا إلا وتمنيت أن يكون الحق إلى جانبه
ويقول :
ما حاورني احد فقبل الحق مني إلا عظم في عيني , وما رد الحق إلا سقط من عيني ، فليكن قصدنا هو الحق , سواء جاء على لسانك , أو على لساني, فمن قال لك الحق فعليك أن تقبل منه, سواء أكان صغيرا أو كبيرا, عظيماً أو حقيرا, امرأة أو طفلاً , كما قال عمر " رضي الله عنه " : أصابت امرأة واخطأ عمر، وكان بعض السلف يقول: رغم انفي للحق
ولاشك أن التواضع للحق قد يصعب على بعض النفوس ، ولكن لابد من استحضار مثل ما يروى عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام " لم أقف على صحته " : ( اقبل الحق ممن أتاك به من كبير أو صغير ولو كان بغيضاً واردد الباطل على من أتاك به من صغير أو كبير وإن كان حبيباً )
ويقول حاتم الأصم : " معي ثلاث خصال أظهر بها على خصمي ، قالوا : وما هي ؟ قال : أفرح إذا أصاب ، وأحزن إذا أخطأ ، وأحفظ نفسي حتى لا تتجاهل عليه "

وتعر من ثوبين من يلبسهما *** يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه *** ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلة *** زينت بها الأعطاف والكتفان

فمادام المدار حول حمى الحق ، فيلزم معه التعامل بالاحترام اللائق مع المخالف ، في قول لين لا يذكي للعزة بالإثم ناراً ، ولا يعلي عقيرة الكبرياء اللعين
فمتى استعلى أحد الطرفين على الآخر فلن يحقق الحوار مقاصده ولن يؤتي ثماره ، وكيف يكون ذلك وهو يريد من الآخر أن يقف موقف المطيع والمسلـّم بكل ما جاء عنه
بل قد تكون حالة الفوقية والاستعلاء مستعصية وحادة فـ" يزودها " ويحقر من يحاور ويتعالم عليه رجاء أن يظهر له الخضوع ليستمتع بتثبيت نظريـَّته الفوقيـَّة عليه ، وقد يولي مستكبراً دون تعليق على عبارات الاستكانة التي قيلت له " كأن لم يسمعها " ، أو قد يكون وقر النرجسية المفرطة قد أصم أذنيه فعلاً !
ولكي نتجرد من التعصب لذواتنا لابد من العدل والموضوعية والإنصاف مع من نحاور ، ليكون حواراً يحيي القلوب علها تتدبر أو تتذكر فتخشى
فقبول الحق لا يقاس بالمزاجية أو الأهوائية ولا بالتقلبات النفسية والنزعات الاستعلائية ، وإنما يتمحور القبول والرد حول الحجة المعضودة بالدليل والقول الحسن
وللتخلص من تلك النزعات لابد من الاهتمام بمسألة الاستعداد النفسي عند المحاور ، ليتحقق الإنصاف والرقي بحيثيات الحوار بعيداً عن رد الحق وازدراء الخلق
بعيداً عن الفوقيَّـة ووهم النخبويَّـة .. فكما يقال : " العُجب آفة العقل "


دمتم بعيداً عن العُجب

عبدالله الحلوه
30-08-07, 03:11 pm
اخي الناقد

لقد لامست جروحاً تنزف من ذواتنا وجروحاً يؤلمنا رؤيتها في غيرنا

نأمل ونحاول ونطمع بالرقي بحوارتنا ونحاول الأستفاده والتعلم ممن سبقونا لكن لانخرج دائماً سالمين من الوقوع في مانهرب منه

جبلت انفسنا على اطباع لازلنا غير قادرين على التنصل منها


اثق بأن كل من مر من هنا سيجد شيئاً يتعلمه


تقبل تحياتي ,,,

مدرعمهـ
30-08-07, 06:43 pm
اخي الناقد اشكرك على هذا الطرح المفيد نحن حقا في زمن اضمحلا ل لثقافه
وسيطرت الاقوى
اشكرك مره اخرى وارجوا ان لاتعتبرني ممن وصفتهم بموضوعك....(( يشبع هواية...))

دمت بصحه وسلامه

مدرعمهـ
30-08-07, 06:56 pm
اخي الناقد اشكرك على هذا الطرح المفيد نحن حقا في زمن اضمحلا ل لثقافه
وسيطرت الاقوى
اشكرك مره اخرى وارجوا ان لاتعتبرني ممن وصفتهم بموضوعك....(( يشبع هواية...))

دمت بصحه وسلامه

نـدى الـورد
30-08-07, 07:27 pm
صوره مكبره لحقيقه تمسنا هنا

الناقد

مضمون موضوعك أخرسني


,

خبي أنيق
30-08-07, 11:35 pm
أستاذي الكريم:
معزوفة جميلة تراقصت طربا وأنا أتنقل بين مقاطعها وسلمها الموسيقي العذب
كانت شبية "بالنقازي" ههههههه
مشكلتنا أستاذي أننا نصفق للكتابة ونشيد بكاتبها ونتحدث عن أنفسنا أننا أولئك القوم لكن .....
حينما نكون داخل الملعب يتغير كل شئ ..
ما يجب أن يقال هنا في تصوري هو أن لا تدخل ملعبا غير قانوني يفتقد لحكم ساحة وحكام تماس كي تحفظ نفسك وأسمك ..
ما أراه هنا هو أن الموضوع لوحة حائط ننظر إليها ولكننا لانعبأ بمحتوياتها القيمة.
تقديري لك بحجم فكرك الراقي.

الناقد1
30-08-07, 11:36 pm
مديرنا العزيز
هكذا عهدناك تشرئب عنقك دوماً للرقي ، و لكن قد نكون بحاجة إلى الجرأة أكثر حتى نحقق السمو المنشود :)

أما الحديث عن الأنفس التي بطرت الحق و وقعت في براثن الاستعلاء ، فلا أدري هل من الممكن أن يكون هذا الشيء فيها جبلة أم لا ؟
بلغة أعم ...... هل الطباع السيئة من الممكن أن تكون جبلة ؟
الطباع الحسنة لاشك في أنها قد تكون جبلة ، يدل لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس " رئيس وفد هجر " حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة ) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلـّقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله
وحتى لو كانت سيئ الطباع تلك جبلـّة وفطرة سجيـّة ، فالتخلـّق بحميد الخصال من الممكن أن يكتسب ، يدل لهذا حديث خير البشر عليه الصلاة والسلام ( إنما العلم بالتعلـّم و إنما الحلم بالتحلـّم و من يتحر الخير يعطه و من يتـّق الشر يوقه )
وهذا تأكيد على أن الإنسان لديه استعداد نفسي للتغيـّر ، والمسألة في هذا نسبيـّة و تختلف من شخص لآخر ، حسب طبيعة الإنسان وتربيته وبيئته التي ترعرع فيها
أخيراً
ثق أيها العزيز أنك كلما مررت على نزف قلمي ، فإني أجد في ثنايا حديثك شيئاً أتعلمه
شرفني حضورك

مدرعمه
لن أعدّك إلا زميل شرفني بالمرور من هنا
شكراً لحضورك

أريج
تلك الصورة تمسنا في بقاع وظروف شتى
وقاك الله من الخرس ، ورزقنا أدب الإسلام وفصاحة وسحر بيان البلغاء المفوهين من قريش وهذيل :) ، علنا ندفع بها عن أنفسنا شر تلك الصورة السيئة

الخبي الأنيق
وإن شئت أن تكون " سامرية " فكما تشاء :)
أما الاستعداد فلابد أن يكون ، والقدماء في الشبكة أعتقد أنهم أصبحت لديهم مناعة قوية ضد الاستفزازات التي تصب في مصلحة المغالبة


دام الجميع بود

لمبة شارع
30-08-07, 11:45 pm
إن وجود الاختلاف في الآراء و التنوع في الأفكار والأطروحات داخل المجتمع هو الحالة الطبيعية التي يجب أن يكون عليها أي مجتمع

نعم....






................................



أو أن يكتب " كما كتب غيره " ، فيرد عليه آخرون بطريقة عاطفية يشبع بها معهم " هواية " الكسب لأصدقاء جدد يقضي معهم أوقاتاً سعيدة


بتحليل المعلومات التي أورد أو النظر في التفاصيل بمنطقية بعيداً عن منطق الصداقات و التشكرات ، فستجد خلافك معه في الرأي قد تحول إلى أمر جنائي يستلزم منه أن يضرب عليك سياسة الحصار بأسلحة الفوقية والاستعلاء
كل السطور تؤدي الى معنى واحد...

طبيعة مجتمع الطابور...

آمـــال
30-08-07, 11:51 pm
أستاذي الناقدا


كلماتك أكثر من رائعة

وحروفك أتت إلينالتدخل (دون استئذان) إلى قلوبنا

لا عدمنا قلمك.

أستاذي

قالت لي مديرتي ذات يوم: إن مبدأ أن يقال للمحسن أحسنت وللمسئ أسأت لا يعجبني!!؟؟

قلت: ولم!!

قالت: حفاظا على نفسية المسئ..!!

قلت: وهل نهمل المحسن من أجل المسئ!! من يراعي نفسية المحسن؟؟

قالت: نعم نحن نرحب بالذين يبدون آراءهم ونؤيدهم ونستمع لوجهات النظر المختلفة حتى نتوصل للحق.. ولكن لا أريد أي معارضة في هذا الموضوع..!

عندها خرجت من الإدارة وأنا أردد يرحبون ويؤيدون ويستمعون و...و...


ألا يحق لأستاذي أن ينادي مطالبا الإنصاف في الحوار

وفقني الله وإياكم إلى الصواب.

لمبة شارع
30-08-07, 11:59 pm
قالت: نعم نحن نرحب بالذين يبدون آراءهم ونؤيدهم ونستمع لوجهات النظر المختلفة حتى نتوصل للحق.. ولكن لا أريد أي معارضة في هذا الموضوع..!

كيف ؟

هل هي تصل الى الحق لوحدها؟

ثم ان المعارضة جزء أصيل في عملية صناعة الرأي.

خبي أنيق
31-08-07, 12:08 am
أستاذي الناقدا


كلماتك أكثر من رائعة

وحروفك أتت إلينالتدخل (دون استئذان) إلى قلوبنا

لا عدمنا قلمك.

أستاذي

قالت لي مديرتي ذات يوم: إن مبدأ أن يقال للمحسن أحسنت وللمسئ أسأت لا يعجبني!!؟؟

قلت: ولم!!

قالت: حفاظا على نفسية المسئ..!!

قلت: وهل نهمل المحسن من أجل المسئ!! من يراعي نفسية المحسن؟؟

قالت: نعم نحن نرحب بالذين يبدون آراءهم ونؤيدهم ونستمع لوجهات النظر المختلفة حتى نتوصل للحق.. ولكن لا أريد أي معارضة في هذا الموضوع..!

عندها خرجت من الإدارة وأنا أردد يرحبون ويؤيدون ويستمعون و...و...


ما رأيكم؟؟

وفقني الله وإياكم إلى الصواب.



ليأذن لي أستاذي الناقد
وتطفلي جاء بعد طلبك الرأي بصفة العموم..
مثل تلك الشخصية ترى أن الرأي الأحادي بعد أن يولد من رحم الجماعة هو العلاج الناجع للصراعات التي تعتريها وأيضا هو الحل للقلق الذي تعانيه من عدم ثقتها برأي الآخر ..
هنا لكي أن تتساءلي :اذا لماذا الإجتماع ؟!
ويأتي الجواب سريعا وهو أن إضفاء طابع القرار الجمعي ولو صوريا يخفف من حدة ردود الأفعال على مصدره فيما لو لم يكن موفقا.
واسف للتطفل.

عبدالله30
31-08-07, 04:12 am
أهلا عزيزي الناقد0

نعم الاختلاف حالة صحية يؤمن بها الانسان الواعي الذي يحترم جميع الزوايا والاتجاهات0

و الأقبح من هذا .. ذاك الذي يأتيك مدعياًً احترامه لتعددية الرأي ، ثم يعتريك مع أول حديث بنظرة فوقية استعلائية تحت ذريعة أنه مثقف !
هذا هو مفهوم التعددية عنده
أنه لوحده العارف .. لذا .. فما أريك إلا ما أرى .. فإن خالفت وبقية " المستمعين " رأيه .. صيَّـرك .. " غلطان " .. " كلامك غير صحيح " و " لا يقول به عاقل " و" كله مغالطات " و " غث و ركيك "
يريد أن ينضوي الكل تحت رايته المقدسة في حوار الطرشان هذا ، دون النبس ببنت شفة عن أي تساؤل أو نظر في التفاصيل
يريد أن يكون الكل
قوله لشيء لا إن قلــــــت لا *** و إذا قلت : نعم , قال : نعم

هولاء عندما تكون وفق مايريدون فأنت الفاهم الواعي واذا خالفتهم فأنت لاتملك من

العلم ذرة00يريدون أن يشكلوك على امزجتهم!

أما بقية الموضوع فأعتقد أنني فهمت بعضا من القصد00أقول لك0

هناك مايسمى بتواضع الكبار من ادباء وعلماء ومشايخ فكلما زاد المرء علما واطلاعا

وادبا رأيته يتواضع في حواره لايسفه مخلوقا مهما كان0

أما أشباه المثقفين مما نراهم هنا فهم يظنون انهم وصلوا لمكانة عالية فوضعوا انفسهم

في بروج عاجية واخذوا ينظرون لمن يحاورهم نظرة دونية 0

هل تعلم أن هذا الشعور الكاذب لديهم واقصد بالشعور مايظنون أنهم وصلوه من أدب

قد حماهم من انكشاف حقيقتهم أمام القاري وحماهم من حقيقة افلاسهم 0

تحياتي لك0

الناقد1
31-08-07, 03:59 pm
العزيز لمبه
هذا الاختلاف والتنوع " الطبيعي " ، لابد أن يفرز رؤى متفاوتة الجودة ، وبنفس القدر يكون التفاوت في تحديد ماهية الجودة ذاتها ، وأعتقد أن الحديث بالعموم يسوغ فيه مالا يسوغ بخصوص الآحاد ، ومثل العموم هذا لا أظنه منفذاً لأبسط الحلول عبر التصنيف الجمعي ........ أظن هذا :)
تزدان تلك الحروف بتواجدك يابن الكرام

الفارسة
أدخل الله لقلبك السكينة ونور الايمان
أختي الفاضله
إن مديرتك تلك قد تكون أنصفت المسيء بشكل كامل ، بينما حرمت المحسن من الانصاف أو في أدنى الدرجات التحفيز
لذا أقول أن من يسعى إلى الاحسان عليه أن يحسن أيضاً لمن أساؤوا إليه " وتلك أعلى درجات الاحسان " ، كما عليه أن يكتسب مناعة قوية ضد إساءة الآخرين أو سلبهم لحقه المشروع ، فضلاً عن أن ينتظر الشكر من أحد
لذلك نجد حقوق المحسنين الصادقين في الغالب مسلوبة ، ولكنها عند الله وفي أعين المنصفين من خلقه خير وأبقى
سررت باضافتك حدثاً من الواقع ، شكراً لك

لمبه
أظنها تريدهم أن يطرحوا آرائهم منمقة محشوة بكيل من المديح والموافقة ، ومن تجرأ وطرح خلاف ماتذهب إليه فإنها ستتفضل مشكورة بقبول " طرحه " كرأي ، ولكن هي في الأخير من يقرر الحق ، وحينها يبقى الحق نص مقدس لايقبل الاعتراض !
ومع هذا قد ألتمس لها العذر باعتبارها صاحبة القرار الأخير ، والتماس العذر يتوقف على " هل ماينفذ هو رأيها في الغالب أم رأي غيرها " ، مع تقديري بأن الأخذ برأي الأغلبية في مجتمع كمجتمعنا " خصوصاً إن كانوا في دائرة حكومية " يعني أن نوقع فننصرف مغفور لنا ، ومع هذا فسيصوت الأغلبية مرة أخرى ضد " مشقة " الاتيان للتوقيع !

خبي
لم تتطفل وإنما حفلنا باضافة ماتعة منك أيها العزيز

العزيز عبدالله 30
قايلك انت وش تمثل لي .... " عبق الماضي :) "
مشكلتنا ايها العزيز في عقلية " ما أريكم إلا ما أرى " و " من لم يكن معي فهو ضدي "
اضافتك زادتني غبطة وسروراً أيها العتيق :)

دام الجميع بود

فور يو
31-08-07, 04:17 pm
في الحوارات والنقاشات الحقيقه تظهر

وكما يقال

الحق ابلج والباطل لجلج ...

اعذب تحيه للكل .

جلوي العتيبي
31-08-07, 04:27 pm
الناقد

صورت كثيراً من واقع الحوارات ولامست الجروح ووضعت الدواء لكن لعلنا نستفيد .

والأدهى من ذلك نزغات الفوقية والاستعلاء الحادة و ذهنية الإلغاء التي تعتري البعض وتسكن ذواتهم ، لمجرد أن كتب سطرين في هذه الشبكة فأحدث ضجيجاً حول سوقيـَّة أو نكارة ماطرح ، أو أن يكتب " كما كتب غيره " ، فيرد عليه آخرون بطريقة عاطفية يشبع بها معهم " هواية " الكسب لأصدقاء جدد يقضي معهم أوقاتاً سعيدة
ومع هذا لو خرجت عن صراطه مقدار أنملة ، بتحليل المعلومات التي أورد أو النظر في التفاصيل بمنطقية بعيداً عن منطق الصداقات و التشكرات ، فستجد خلافك معه في الرأي قد تحول إلى أمر جنائي يستلزم منه أن يضرب عليك سياسة الحصار بأسلحة الفوقية والاستعلاء ، تحت ذريعة أنني المثقف الذي تنزَّلت لمحاورتك !

مشكلتنا نعلم وندرك هذه الفوقيه لكننا نتعالى لنكون أكثر فوقيه :)

هو الإنتصار للنفس ايها الفاضل ..

لاتحرمنا هذه الحروف فهي إضاءات لطريق نسلكه سوياً

دمت بعز

الكبري
31-08-07, 06:23 pm
لاشك بأن الحوارسبيل لتبادل الأفكار وتصحيحها وحتى تغييرها ،


لكن النظرة المتكبرة التي تجعل الفرد إذا إستسلم بأن جزء من الحقيقة مع محاوره ،

يكون في موضع هزيمة وأقل مرتبة ،

وغالباَ يكون مدار الحوار أو معناه أن الحق معي وعليك بأن تتبعني ،

الناقد شكراَ لك ،

الناقد1
01-09-07, 02:59 am
فور يور ... الزعيم ... الكبري
أقلام حضرت فلابد أن تثري الموضوع
شرفني حضوركم

دام الجميع بود

آمـــال
01-09-07, 03:20 am
الأستاذ/ الناقد1 الموقّر..


حقيقة أعجبني الموضوع.. فكلما دخلت المنتدى أنجذب إليه مباشرة.. ألأنه يحكي واقعا مؤلما!! أم أن ندرة هذه الأقلام جعلتنا نعيد حساباتنا مع متصفحاتنا!!

أستاذي: من منطلق قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)
في نظرك كيف نبتعد عن العُجب؟ وكيف نعايش من اُبتلوا بهذا الداء؟

وفقت لكل خير

الناقد1
02-09-07, 02:31 am
الأخت الفارسة
في الكل خير إن شاء الله

سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ *** وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ وَما
الناسُ إِلّا واحِـــدٌ مِن ثَلاثَةٍ *** شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمَثَلٌ مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ *** وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا *** تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ بِالعِزِّ حاكِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن *** إِجابَتَهِ عِرضي وَإِن لامَ لائِمُ

أما الحديث عن العُجب أيتها الفاضلة
فقد كنت اطلعت على موضوع أعجبني فأحببت إيصاله إليك وإلى الاخوة
وهو على هذا الرابط
العجب : أسبابه - مظاهره - علاجه (http://saaid.net/rasael/84.htm)

وللعلماء مواقف مع العُجب
فهذا الشيخ المفسر الشعراوي " رحمه الله " يعينه الرئيس المصري وزيراً للأوقاف ، فأحس مرة بكبرياء و عُجب المنصب ، فخرج من مكتبه إلى مسجد الوزارة ، ودخل إلى مكان الوضوء وشمر عن ساعديه ينظف المكان ، تحقيراً للكبر في نفسه ، وإذلالاً للاستعلاء المذموم ، ولم يمكث طويلاً حتى استقال من الوزارة


وفي لقاءات الشيخ ابن عثيمين " رحمه الله "
في بيته كل خميس قبل الظهر ، كان الشيخ رحمه الله يبدأ اللقاء بتفسير آيات من القرآن الكريم ، وقد رأى أن يبدأ من الأجزاء الأخيرة لكثرة قراءتها واستماعها من الناس ، ثم يفسح المجال لكل زائر بسؤال واحد . وفي بعض تلك اللقاءات – والتي جمعت مادتها بما عرف بـ " الباب المفتوح " – استأذن بعض الشباب بقراءة أبيات من الشِّعر نظمها في مدح الشيخ رحمه الله ، وقد قاطعه الشيخ مراراً معترضاً على مدحه وطلب تغيير تلك الكلمات التي يُمدح فيها الشيخ ، وكلما سمع مدحاً اعترض وقاطع وأوقف الطالب ، حتى قال الطالب : لا يصلح هذا يا شيخ ! إما أن أقرأ ما كتبتُ أو أتوقف ! قال الشيخ : توقف أحب إليَّ !! ولم يرض رحمه الله بهذا المديح . والقصة حين تسمعها مباشرة في الشريط تتأثر من خُلُق الشيخ وعظيم دينه ، وقد كُتبت الحادثة فيما جمع من تلك اللقاءات ، فكانت هذه الحادثة على هذا النحو : الطالب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد يا فضيلة الشيخ : أستاذنكم في قصيدة أتلوها : فجر وأنواره في الأرض تنتشروا الحق رغم جهود الشر منتشر نقية ما بها شوب ولا كـدر بمثله يرتجى التأيـيد والظفـر يا أمـتي إن هـذا الليـل يعقبـه والخيـر مـرتقب والفتح منتظـر بصحوةٍ بـارَكَ الباري مسيـرتها ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا
هنا قاطعه الشيخ
أنا لا أوافق على هذا المدح لأني لا أحب أن يربط الحق بالأشخاص ، كل شخص يأتي ويذهب ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص ، معناه أن الإنسان إذا مات قد ييأس الناس من بعده . فأقول : إذا كان بإمكانك أن تغير البيت الأخير بقولك : بمثلها يرتجى التأيـيد والظفـر ما دام منهاجنا نـهج الأولى سلفوا فهذا طيب . أنا أنصحكم من الآن وبعد الآن ألاّ تجعلوا الحق مربوطا بالرجال : أولا ً : لأنهم قد يضلون ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول : من كان مستنا فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة . ثانياً : أنه سيموت ، ليس فينا أحدٌ يبقى أبداً ! { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } . وثالثاً : أنه ربما يغتر إذا رأى الناس يبجِّلونه ويكرمونه ويلتفون حوله ربما ظن أنه معصوم ويدَّعي لنفسه العصمة وأن كل شيء يفعله فهو حق ، وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، ولا شك أنه يحصل بذلك هلاكه ، ولهذا امتدح رجل رجلا عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال له : " ويحك ، قطعت عنق صاحبك " . وأنا أشكر الأخ على ما يبديه من الشعور نحوي وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر ، ولكن لا أحب المديح

رحم الله العظماء ، فقد كانوا مدارس في العلم والخلق

دمت بخير

الناقد1
03-09-07, 08:52 pm
سبق أن اطلعت على كتاب للدكتور طارق بن علي الحبيب ..... عنوانه
" كيف تحاور .. دليل عملي للحوار "
فاختصرته اختصاراً شديداً ، أرجو أن لا يخل هذا الاختصار بالمضمون حتى يمكن أخذ صورة سريعة ومختصرة عنه
وقد أوردته على شكل نقاط
وهي كالتالي :
- آداب الحوار
للحوار آداب لابد للمحاور أن يلم بها فهي الطريق لكسب الآخرين
والتأثير فيهم ، وقد أولى القرآن الكريم أدب الحوار فقال سبحانه :
( وقولوا للناس حسنا ) وقال ( وجادلهم بالتي هي أحسن )

- طلب الحق
لأن إنكار الحق وإخفاؤه صفة من أهل الكتاب ( وان فريقاً منهم
ليكتمون الحق وهم يعلمون ) وقد أحسن الإمام الغزالي بقوله
أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة
على يده أو على يد معاونه ، فيرى رفيقه معيناً لا خصماً ، ويشكره
إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق

- الخلاف طبيعة بشريه
شيء لابد منه ، ذلك هو الخلاف ، ولعله من أسباب تتابع الرسل
وتوالي الكتب ( كان الناس أمة واحده فبعث الله النبيين مبشرين
ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا
فيه ) وقد اختلف الصديق والفاروق مرات عديدة في حضرة النبي
صلى الله عليه وسلم

- حسن البيان
الفصاحة والبيان يفعلان فعل السحر في السامع ، فصاحة من غير
أغراب ولا تعقيد ، وبيان من غير تشدق ولا تفيهق

- الظرف المناسب
يحسن بالمحاور أن يلقي نظرة فاحصة فيما حوله قبل أي حوار
ثم يحدد تلاؤم الحال للحوار ، فان وجده ملائماً استعان بالله وبدأ
و إلا سكت وتريث ، والمحاور اللبق هو الذي يعطي الظروف النفسية
قدرها ولا يهملها ، فالإرهاق والجوع ودرجة الحرارة وضيق المكان
كلها قد تؤثر على الحوار سلباً فتبتره

- لا تستأثر بالحديث
يجب على المحاور تجنب الاستئثار بالحديث ، وأن لا يعيب على
غيره طول الحديث مبيحاً ذلك لنفسه ، قال أحد السلف : إن الله
خلق لي أذنين ولساناً واحداً كي أسمع أكثر مما أقول

- المتحدث البارع
المتحدث البارع هو المستمع البارع ، فأحسن الاستماع ولا تقاطع
من تحاور ، بل شجعه على الحديث كي يقابلك بالمثل

- ابدأ بنقاط الاتفاق
عند البدء في الحوار تجنب عرض نقاط الاختلاف لأنه يوقف الحوار
من أوله أو على أقل تقدير ينحى به منحى التحدي فتضطغن النفوس
وتكون نصرة الذات لا بلوغ الحق هي الهم الأوحد ، وهذا ما تؤكده
أساليب القرآن عند حوار المخالفين في المعتقد عن طريق البدء
بعرض البدهيات والمسلمات والدأب على تأكيدها ، والتي في
النهاية تكون ملزمة لهم بالإيمان بما أنكروه ابتداءً

- افهم من أمامك
لعله من المفيد أن تفهم شخصية من أمامك قبل الشروع بحوار
معه ، فلاتكن أنت البادئ بل اجعله يعرض الموضوع كيفما يشاء
حتى تدرك طبيعته وتستشف أسلوبه وتعلم هل هو ممن يحاورون
بالعقل أم العاطفة ، واعلم أنه ليس كل متحدث ينشد الحوار بل
فيهم من يكفيه أن تستمع له بإصغاء ، وتظهر شيئاً من الإعجاب
فدعه يعبر عن مكنونات نفسه فان ذلك يريحه ، وهذا يعتري كل
أحد منا في بعض أحيانه ، فتكون مادة حديثه للإخبار لا للحوار
واحذر من أناس يستفزونك قصداً ببعض القول وشيء من الإشارة
فيخرجوك عن طورك ويجعلوك مادة لحديثهم

- مثال وطرفه
ما أحوج المحاور أن يرفد كلامه ببعض من الأمثلة والطرائف ، فالمثال
ييسر الفهم والطرفة تهضم ثقيل الكلام

- حادثه باسمه
فقديماً قالوا .. أحب أسماء الانسان اليه اسمه .. وحقاً ماقالوا
فحرص على معرفة اسم مجالسك وادعه به

- أنا وأنت
عليك بانتقاء ألفاظ خالية من دواعي العجب والغرور ، ومن العلل التي
يعاني منها كثير من المتحدثين إدراج ( أنا ) أو ( ظني ) أو ( خبرتي )
وأقبح من ذلك أن يروي الضمير بصيغة الجمع (نحن نرى ، رأينا ، خبرتنا)
وهذا تجده عند بعض طلبة العلم فهو يردد ( اختيارنا ، ترجيحنا ) وهذه
ألفاظ فيها اعتداد بالنفس ، وفساد للنية ، وأقل ما فيها نفرة الآخرين
فالناس تكره من يتعالم عليها حتى ولو كان عالماً

- الدليل
تحتاج كل أطروحة إلى ما يدعمها بالحجة والبرهان لا بمجرد الكلام
فان الرد من غير دليل بمنزلة هدم العلم بالشك المجرد

- الحيدة
تلك حيلة الضعيف ولعبة الجبان ، وهي الجواب عن غير سؤال السائل

- الأمانة
فلا ينساق في الكذب بغية إقرار حقيقة ، بل يكون أميناً في عرضه
فلا يقطع عبارة عن سابقها أو يجتزئها من لاحقتها ان كان يؤثر في
الدلالة فذلك الكذب بعينه

- لا يهاب ولا يحقر
فلا يقع فريسة الخوف ولا فريسة العجب فكلاهما يؤثر على كفاءته

- لا أعلم
هي لكل محاور ولطالب العلم خاصة ، فمن الإخلاص لله والخوف منه
أن يقول لا أعلم في مسألة لا يعلمها ، أو يطلب الإمهال حتى يراجعها

- كن أكثر جاذبيه
يميل الناس لمن يجذبهم بحديثه دون مشقة التركيز من جانبهم
والحوار غذاء للعقول ، فالمحاور الذكي هو الذي يقدم لحواره بالمقبلات
ويطعمه بشيء من التوابل ، وان ختمه ببعض الحلوى فقد أبلغ كرمه

- لا تغضب
والغضب هنا هو محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها
وهي صفة ذميمة تنفر الناس وتبعدهم عن صاحبها

اعترف بالخطأ
فمن هو معصوم سوى الأنبياء والخطأ أمر طبيعي ( كل بني آدم
خطاء وخير الخطائين التوابون )

- واغضض من صوتك
يشين المحاور علو صوته من غير حاجه ، فالحجة الواهية لا يدعمها
صوت مهما علا وارتفع ، والحجة الظاهرة غنية بذاتها عن كل صوت

- احترم الطرف الآخر
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، فابدأ بالثناء على صاحبك
و الإعجاب بما له من حسنات تمتلك قلبه ، ولا تبالغ فتقع في الكذب والنفاق ، كما لا تتواضع حد الذل أو الضعف ، إنما روح واثقة مؤدبه والاحترام لكل أحد مهما كانت عقيدته ( لا ينهاكم الله عن الذين لم
يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين )

- لا تستطرد
فليس الهدف من الحوار مجرد الكلام أو اضاعة الوقت ، بل بلوغ
نتيجة محددة ومحصلة واضحة ، كي لا تذهب المجالس سدى

- العــلـــم
( و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسئولا ) فلا تحاور في موضوع تجهله إلا أن تكون سائلا

- لا تخطئ محاورك
لا تباشر محاورك بقولك ( انك مخطئ ) أو ( سأثبت لك عكس قولك )
فانه جرح للكبرياء ، وتهمة بالغباء

- لتحسن العرض
فطالما رفضت أفكار وردت أطروحات لأن صاحبها لم يحسن عرضها
في قالب جيد ، فتجنب التقريرية في حوارك واستبدل الأوامر
بالمقترحات تملك زمام صاحبك ، قدر أفكار صاحبك ، وابد عطفك
على رغباته ، واجعل الحوار فيما يهمه تجده شغوفا

- لكل مقام مقال
حكمة بالغة ، فما يروق لزيد ربما ينفر عمرو ، وما يدركه قوم ربما
أعجز آخرين ، فلتؤطر حوارك بالحال من حولك ، وتجنب التحديد
الواضح عند حوار ذوي القدرة الناقدة ، حتى لا يستعجلوا عليك
وتحفظ خط الرجعة مفتوحاً من ورائك

- لا تعجل عليه
لا يحسن الاستعجال بالرد قبل تمام الفهم ، فان في ذلك فائدة
للطرفين على السواء

- عرف واحد
شرط للحوار الناجح أن يجري المتحاوران حوارهما على عرف واحد
فان كان عرف الفقهاء فلا يلجأ الطرف الثاني الى عرف الفلاسفة
أو النحاة ونحو ذلك

- رتب أفكارك
كثير ما يفشل خير المحاورين في حوار بعض البسطاء لأنهم يعرضون
أفكاراً متعددة لتوضيح قضية بسيطة فتزدحم الأفكار في ذهن ذلك
البسيط فيضطرب إدراكه ، ولو أنهم اكتفوا بفكرة أو اثنتين لكان أفهم له

- كن منصفاً
فالعدل والموضوعية يزينان كل حوار ، فالناس تقدر ذلك المحاور الذي
يقف عند الدليل ويحترم جديد الأفكار من صاحبه
واعلم أن محاورك سيكون أكثر إعجابا بك كلما ازددت إنصافا

- تضخيم الجانب الواحد
تجد بعضهم يحاور في جزئية صغيرة ويجعلها أم القضايا ومادة لحوار
طويل ، وبعضهم يميلون بكل حديث في أي مجلس للحوار عن الفكرة
أو الأمر الذي يرونه مهماً - وربما كان مهماً - ولكنه ليس بمستوى هذا
التضخيم الذي أوجده له

- التحدي و الإفحام
فحتى ولو كان بالحجة والبينة إلا أنه يثير البغضاء ويورث الضغينة ليس
في نفس محاورك فحسب ، بل في نفوس الحاضرين أيضاً
فالحوار إنما يكون لكسب العقول والقلب معاً فما عساك أن تجني من
إحراج الآخرين بقوة حجتك فتسكتهم بها لكن قلوبهم تمتلئ حنقاً عليك

- لا تتعصب
فالمتعصب هو ذلك الإنسان الذي غطى هواه على عقله ، فتراه يكثر
من مقاطعة محاوره ، وقلما اعترف بخطأ بل يكثر الردود ويسعى
لحماية نفسه و ما يخصه دون تفكير ونظر

- عليك بنفسك
على المحاور أن يراقب نفسه أثناء حواره هل يتعالى بإشارة أو كلمه؟
هل هو مستمع جيد ؟ هل وهل ؟؟ باختصار هل أدب نفسه بأدب الحوار

- إنهاء الحوار
وهو أصعب جزء في الحوار وأكثره احتياجاً للمهارة ، ففي بعض الأحيان
يجد المحاور نفسه مضطراً إلى وقف الحوار ، مثل أن يتبين له أن قاعدة
الحوار وأساسيات النقاش في موضوعهما مجهولة أو متباينة ، أو عدم
مناسبة الظروف المحيطة لاستمرار مثل ذلك الحوار ، أو أن الطرف الآخر
دون المستوى المطلوب جدية وعلما
ففي مثل هذه الحالات قد يبلغ الأمر مبلغه فإنهاء الحوار بالقيام هو
السبيل الأمثل ، وليس شرطاً لإنهاء الحوار أن يذعن أحد الطرفين للآخر
فربما توصلا إلى أن قول كل واحد منهما صحيح أو يسعه الخلاف
فحينذاك يكون الحوار قد بلغ مقصده
إيقاف الحوار يكون بطريقة مهذبة وذكيه ليس فيها معنى العجز ولا
الهزيمة ، بل اعتداد الواثق المؤدب 0
( نقلته بتصرف )

Queen of buraydh
04-09-07, 08:24 am
و الأقبح من هذا .. ذاك الذي يأتيك مدعياًً احترامه لتعددية الرأي ، ثم يعتريك مع أول حديث بنظرة فوقية استعلائية تحت ذريعة أنه مثقف !
هذا هو مفهوم التعددية عنده
أنه لوحده العارف .. لذا .. فما أريك إلا ما أرى .. فإن خالفت وبقية " المستمعين " رأيه .. صيَّـرك .. " غلطان " .. " كلامك غير صحيح " و " لا يقول به عاقل " و" كله مغالطات " و " غث و ركيك "

فعلاً , , امر مستقبح لأبعد الحدود

فن الحوار مع الابناء , مع الاب والام , الاستاذ وتلميذه , المدير والموظف , الزوج والزوجه , المجتمع العربي يفتقد هذا الفن من الحوار الراقي , عندما يحاول ان يحاور ويتعلم هذا الفن فلا يلبث الا ان يكون الفشل حليفه بإثبات رأيه وان كان خاطئ

اثبتت الدراسات ان اسلوب المناقشه والحوار بين المدرس وتلاميذه من افضل الأساليب لعملية التعلم .. فأين المعلمين منها ؟ بكل تأكيد بعيدين كل البعد

كثيراً ما يحززني من يستخدم اسلوب ,, ان لم تكن معي فأنت ضدي

اخ الناقد

موضوع ثري , , , احترامي وتقديري

آمـــال
04-09-07, 03:42 pm
أستاذي الناقد1

بورك فيك يا فاضل ونفعك الله بعلمك وزادك من فضله

شاكرة لك تجاوبك معي..


حرسك المولى

الناقد1
04-09-07, 10:46 pm
Queen buraydh
أشكر إضافتك
أبهجني حضورك أيها الفاضلة

الفارسة
تقبل الله مادعوت ، وسدد الجميع للحق في القول والعمل
ورزقك خير الدنيا والآخرة
شكراً لك

دام الجميع بخير

سهورة
05-09-07, 12:10 am
طرح رائع ليته يطلع عليه الجميع

بالفعل هذا واقعنااا وحالناا الا من رحم ربي جبتها على الجرح والله

تقبل مروري الاول

الناقد1
10-09-07, 10:12 pm
سهورة
عجل الله باندمال هذا الجرح
كلي غبطة بهذا الحضور الأول ، وأسعد كل السعد إن لم تذريه فردا

دمت بخير

الكبري
11-09-07, 06:05 pm
وللعلماء مواقف مع العُجب
فهذا الشيخ المفسر الشعراوي " رحمه الله " يعينه الرئيس المصري وزيراً للأوقاف ، فأحس مرة بكبرياء و عُجب المنصب ، فخرج من مكتبه إلى مسجد الوزارة ، ودخل إلى مكان الوضوء وشمر عن ساعديه ينظف المكان ، تحقيراً للكبر في نفسه ، وإذلالاً للاستعلاء المذموم ، ولم يمكث طويلاً حتى استقال من الوزارة

هذا الموقف أثر كثيراَ في نفسي ،،

شكراَ لك أيها الناقد ،

لكم اطيب المنى

الناقد1
13-09-07, 12:10 am
الأخ الكبري
أثرت في نفسك لأنك
فيك نفس لو تقاس ببعضها ** نفوس الورى كانت أجل وأكبرا

رزقك الله خير الدنيا والآخرة

دمت بخير

الناقد1
18-09-07, 02:48 pm
إذا كـنت ذا فضل وعلم ** بما اختلف الأوائل والأواخر
فـناظر من تناظر في سكون ** حـليماً لاتـلـح ولا تـكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنان ** من النكت الطريفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي ** بأني قد غلبت ومن يفاخر
فـإن الشـر في جـنـبـات هذا ** يمنّـي بالتقاطع والتدابر