صبيح1
14-08-07, 10:58 am
قصيدة للشاعر الأخضر السائحي ، قالها قبل دخوله إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية خطيرة لا يعلم بعدها هل يخرج حياً أو ميتاً .
على الرَّغمِ منِّي أقبَلُ الأمرَ راضيا=ويقضي إلهُ الناسِ ما كان قاضيا
فما أنا إنْ أقدَمْتُ أقدَمتُ هالكا=وما أنا إنْ أدبَرْتُ أدبَرْتُ ناجيا
هو الدَّاءُ يكسُو الموت لوناً محبَّبا=ويجعلُه هَوْناً وإن كان قاسيا
وما الموتُ لولا أنَّه يَزرَعُ الأسى =ويؤذي نفوساً في الحياة بواقيا
ويُذبِلُ ورداً في خدودٍ نَدِيَّةٍ=ويُعطِي لِشَكْلِ البُؤسِ فيها مَعَانيا
إذا أغمضَ الموتُ العيونَ تفتحت=عيونٌ به أُخْرَى تظلّ بواكيا
فلا يطبق الليل الطويل جفونها=ولا تبصر الدنيا صباحاً كما هيا
فكمْ ذاهِلٍ لا يَنظرُ الدَّربَ إنْ مشى=وحينَ يُنَادَى لا يُجيبُ المناديا
يَراني على كلِّ الوجوهِ مُمَثَّلاً=ويَحسَبُني ما زلتُ بالقربِ دانيا
يُقلّبُ عينَيهِ وينظرُ حولَه=وأعجَبُ بعدَ البَحثِ ألاّ يَرانِيا
ومكبوتةِ الأحزانِ تُخفِي أنينَها=وقد كان ضحْكاً قبل ذلك عَاليا
تُغالِبُ شَجْواً في الضّلوعِ يَهُزّها=وتَكْتُمُ حُزناً ليس يُكْتَمُ باديا
وتُخْفِيهِ عن زُغْبٍ يَنَامُونَ حولَها=وكيف يكونُ الحزنُ في الوجه خافيا
إذا حاولتْ صَبْراً تَزَلْزَلَ عزمُها=بدمعَة طفلٍ يَطلُبُ الأكلَ باكيا
لَها الله ما تَلْقَى مِن الدْهرِ وحْدَها=وقد بَاتَ مِنِّي رُكْنُهَا مُتَدَاعِيا
إذا نَابَهَا خطْبٌ تَلَقَّتهُ بالرِّضا=كما قد تَلَقَيْتُ المنيَّةَ راضيا
حنَانَيْكِ لا تُجرِي الدُّموعَ رخيصةً=فدمعُكِ رغمَ الخَطبِ ما زال غاليا
ولا تحْزَني إنْ غالَني الموتُ فالرَّدَى=على كلَّ نفسٍ كان في الحُكْمِ مَاضيا
وسِيرِي معَ الدَّربِ الطويلِ فربَّما=يَعُودُ لَكِ الدهرُ العنيدُ مُواتيا
سَتنسَيْنَ هذا الحزنَ ، المرَءُ طبعُهُ=إذا عاش قد يَنسَى الأسَى والدَّوَاهِيَا
على الرَّغمِ منِّي أقبَلُ الأمرَ راضيا=ويقضي إلهُ الناسِ ما كان قاضيا
فما أنا إنْ أقدَمْتُ أقدَمتُ هالكا=وما أنا إنْ أدبَرْتُ أدبَرْتُ ناجيا
هو الدَّاءُ يكسُو الموت لوناً محبَّبا=ويجعلُه هَوْناً وإن كان قاسيا
وما الموتُ لولا أنَّه يَزرَعُ الأسى =ويؤذي نفوساً في الحياة بواقيا
ويُذبِلُ ورداً في خدودٍ نَدِيَّةٍ=ويُعطِي لِشَكْلِ البُؤسِ فيها مَعَانيا
إذا أغمضَ الموتُ العيونَ تفتحت=عيونٌ به أُخْرَى تظلّ بواكيا
فلا يطبق الليل الطويل جفونها=ولا تبصر الدنيا صباحاً كما هيا
فكمْ ذاهِلٍ لا يَنظرُ الدَّربَ إنْ مشى=وحينَ يُنَادَى لا يُجيبُ المناديا
يَراني على كلِّ الوجوهِ مُمَثَّلاً=ويَحسَبُني ما زلتُ بالقربِ دانيا
يُقلّبُ عينَيهِ وينظرُ حولَه=وأعجَبُ بعدَ البَحثِ ألاّ يَرانِيا
ومكبوتةِ الأحزانِ تُخفِي أنينَها=وقد كان ضحْكاً قبل ذلك عَاليا
تُغالِبُ شَجْواً في الضّلوعِ يَهُزّها=وتَكْتُمُ حُزناً ليس يُكْتَمُ باديا
وتُخْفِيهِ عن زُغْبٍ يَنَامُونَ حولَها=وكيف يكونُ الحزنُ في الوجه خافيا
إذا حاولتْ صَبْراً تَزَلْزَلَ عزمُها=بدمعَة طفلٍ يَطلُبُ الأكلَ باكيا
لَها الله ما تَلْقَى مِن الدْهرِ وحْدَها=وقد بَاتَ مِنِّي رُكْنُهَا مُتَدَاعِيا
إذا نَابَهَا خطْبٌ تَلَقَّتهُ بالرِّضا=كما قد تَلَقَيْتُ المنيَّةَ راضيا
حنَانَيْكِ لا تُجرِي الدُّموعَ رخيصةً=فدمعُكِ رغمَ الخَطبِ ما زال غاليا
ولا تحْزَني إنْ غالَني الموتُ فالرَّدَى=على كلَّ نفسٍ كان في الحُكْمِ مَاضيا
وسِيرِي معَ الدَّربِ الطويلِ فربَّما=يَعُودُ لَكِ الدهرُ العنيدُ مُواتيا
سَتنسَيْنَ هذا الحزنَ ، المرَءُ طبعُهُ=إذا عاش قد يَنسَى الأسَى والدَّوَاهِيَا