أحمد المهوس
07-08-07, 10:09 pm
يُؤثر عن كثير من ساكني الجزيرة العربية أنهم إلى العاطفة أميل , إذ يكثر فيهم لين الجانب وحب التسامح , ويظهر عليهم حب المساعدة , وبذل المستطاع حبًا في الخير , واستجابة لنداء الفطرة المتمثل في الطباع من جراء الخلق العربي المغروس الغريزي , ومن جراء الدين الإسلامي الحنيف المكتسب .
حين جاءت الدول , ومُصرت الأمصار , صار حظ ساكني الجزيرة البقاء على هذا الخلق الجميل إلى وقت قريب , ولم يرحل إلا حين أصبح أغلب ساكنيها يختلطون بغيرهم عن طريق الأسفار , وعن طريق الإعلام المتعدد , فقد كانوا من قبل في شبه عزلة عن العالم لاسيما وسط الجزيرة , فأصبح ساكنو الجزيرة كالمهجنين من حيث حلو الشمائل وطيب الأخلاق , فلم تعد تلك الأخلاق الجميلة فيهم كما كان أجدادهم , وإنما بدا عليها تغيير موحل بالرِّيَب .
قد يظن ظان أن بقاء لين الجانب وحب التسامح في بعض المواطنين اليوم ناشئ عن مستوى العيش الكريم نسبة إلى بعض الدول العربية غير الخليجية , لكن أكبر الظن عندي أن كريم العيش ونوعه ليس له أثر كبير في شيوع ذلك الخلق الجميل في بعض مواطنينا ؛ ذلك لأن لو كانت وفرة المال مدعاة لجميل الأخلاق لما رأينا بعض الشح في أغنيائنا , وقلة جودهم , وندرة مساعداتهم , بل إن الواقع يشهد على تقتيرهم , وكيف أنهم لا يزالون يألفون برجهم العاجي , غير آبهين للفقراء من مواطني دولتهم , وغير مبالين بتلك الأسر المكلومة فقرًا وجوعًا .
إنني – هنا – أرى أن آخر الجيل الذي نحن فيه والجيل القادم سيشهد نقصًا حادًا في العاطفة الجميلة , وسيشيع فيه طبائع غلاظ من جراء الاحتكاك بالمجتمعات الأخرى , سواء عن طريق السفر , أو عن طريق الإعلام المتعدد والمتنوع , فإن الناظر إلى ارتفاع معدلات الجريمة لاسيما السرقة سيجد أن القادم من الزمن لا يبشر بخير .
سيكون المواطنون أكثر حدَّة في التعامل , وستكون الأسرة مرتعًا للخلافات , فتنعكس سلبـًا على الأبناء حين يـتشربونها بكرة وأصيلاً , وسيكون المجتمع بأسرة مسرحًا للعمليات المشحونة بالغلظة والجفاء , فينشأ جيل لا هم له إلا دنياه دون آخرته , فلا حب ولا وئام , ولا صلات حميمة ولا تعارف يفاخر المرء به , وإنما ستؤخذ الدنيا غلابًا , فيختلف الابن مع أبيه , والأخ مع أخيه , والزوج مع زوجته وأم ولده , حين ذاك ؛ تكون العاطفة الجميلة قد رحلت عن الناس من مواطنينا .
قراءة موفقة . . .
حين جاءت الدول , ومُصرت الأمصار , صار حظ ساكني الجزيرة البقاء على هذا الخلق الجميل إلى وقت قريب , ولم يرحل إلا حين أصبح أغلب ساكنيها يختلطون بغيرهم عن طريق الأسفار , وعن طريق الإعلام المتعدد , فقد كانوا من قبل في شبه عزلة عن العالم لاسيما وسط الجزيرة , فأصبح ساكنو الجزيرة كالمهجنين من حيث حلو الشمائل وطيب الأخلاق , فلم تعد تلك الأخلاق الجميلة فيهم كما كان أجدادهم , وإنما بدا عليها تغيير موحل بالرِّيَب .
قد يظن ظان أن بقاء لين الجانب وحب التسامح في بعض المواطنين اليوم ناشئ عن مستوى العيش الكريم نسبة إلى بعض الدول العربية غير الخليجية , لكن أكبر الظن عندي أن كريم العيش ونوعه ليس له أثر كبير في شيوع ذلك الخلق الجميل في بعض مواطنينا ؛ ذلك لأن لو كانت وفرة المال مدعاة لجميل الأخلاق لما رأينا بعض الشح في أغنيائنا , وقلة جودهم , وندرة مساعداتهم , بل إن الواقع يشهد على تقتيرهم , وكيف أنهم لا يزالون يألفون برجهم العاجي , غير آبهين للفقراء من مواطني دولتهم , وغير مبالين بتلك الأسر المكلومة فقرًا وجوعًا .
إنني – هنا – أرى أن آخر الجيل الذي نحن فيه والجيل القادم سيشهد نقصًا حادًا في العاطفة الجميلة , وسيشيع فيه طبائع غلاظ من جراء الاحتكاك بالمجتمعات الأخرى , سواء عن طريق السفر , أو عن طريق الإعلام المتعدد والمتنوع , فإن الناظر إلى ارتفاع معدلات الجريمة لاسيما السرقة سيجد أن القادم من الزمن لا يبشر بخير .
سيكون المواطنون أكثر حدَّة في التعامل , وستكون الأسرة مرتعًا للخلافات , فتنعكس سلبـًا على الأبناء حين يـتشربونها بكرة وأصيلاً , وسيكون المجتمع بأسرة مسرحًا للعمليات المشحونة بالغلظة والجفاء , فينشأ جيل لا هم له إلا دنياه دون آخرته , فلا حب ولا وئام , ولا صلات حميمة ولا تعارف يفاخر المرء به , وإنما ستؤخذ الدنيا غلابًا , فيختلف الابن مع أبيه , والأخ مع أخيه , والزوج مع زوجته وأم ولده , حين ذاك ؛ تكون العاطفة الجميلة قد رحلت عن الناس من مواطنينا .
قراءة موفقة . . .