المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب المرأة في إسرائيل


حنيش الملز
04-08-07, 02:43 am
قراءة في كتاب المرأة في إسرائيل على هامش واقع المرأة في إسرائيل

تأليف: باسل النيرب
عرض: عبدالكريم السمك

خص الله المرأة المسلمة في مجتمعها، بما خص الله به الرجل من المساواة، وذلك في العديد من الجوانب التكريمية لها، عندما جعل سبحانه وتعالى الإيمان والإسلام هما أساس سمو مكانتها، في مساواتها للرجل، فقد قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة (الآية 71) والآيات والدلائل والشواهد كثيرة على ذلك لا سبيل لحصرها مكتفين بهذه الآية الكريمة، فتلك هي مكانة المرأة في دولة الإسلام، قياسًا بمكانتها في إسرائيل وغيرها من الدول العلمانية.


المرأة في إسرائيل :

هو اسم الكتاب الذي تصدر منشورات ومطبوعات مكتبة العبيكان، لسنة 1427 ه - 2006 المجتمع ، وهو مرآة عكس على صفحاته، الصورة النمطية للحياة الاجتماعية في إسرائيل عامة، وواقع المرأة ومكانتها بشكل خاص في هذا المجتمع، وواقعه المتأكِّل والمتهالك في حاضره، إنما هو من عطاء الماضي، لصورة المجتمعات الإسرائيلية أو اليهودية في ماضيها، فواقع هذا المجتمع في هذا الكتاب إنما هو صورة لمجتمع يهودي نما في كنف الصهيونية الحديثة، ليمثل اليهود في هذا المجتمع بأبشع صورة لهم في واقعهم المعاصر، فكانوا خلفا أسوأ لسلف سييء ،وقد عمد صاحب الكتاب، الكاتب الإعلامي باسل يوسف النيرب، في كتابه هذا، إلى تقديم الصورة الحقيقية لهذا المجتمع، الآيل للسقوط والانهيار، بسبب هذا الواقع المريض الذي يعيشه، والقضية قضية وقت لا غير، بعد أن تعود الأمة الإسلامية والعربية، إلى التمسك برسالة الإسلام شريعة وحُكماً، كرّم اللهُ فيها العرب بحملهم لهذه الرسالة لبني الإنسان، إلى أن يبعث الله الأرض ومن عليها، بعد أن بلغ وحمل أبناء هذه البلاد المباركة- الجزيرة العربية- رسالة الإسلام كدعاة وسفراء، لهذه الشريعة العظيمة لبني الإنسان، فدخل الناس في دين الله أفواجا.
ويقوم الكتاب في عرضه على فصلين لا ثالث لهما، مع مقدمة وخاتمة وأسس وقواعد لكل فصل من الفصلين، وقد وفق كاتب الكتاب باختيار صورة الغلاف له، فيما توحي له هذه الصورة، المعنية بصورة ثمرة الصبار الشائكة الممثلة للمجتمع الإسرائيلي، الرابضة على النجمة اليهودية، التي تمثل جغرافية أرض إسرائيل -فلسطين اليوم-. والملاحظ لقاعدة الصورة يجد أن الأرض متصدعة تحت الثمرة، بما يشير إلى الزلزلة القادمة لهذا المجتمع إن شاء الله .

والكتاب من ألفه إلى يائه، هو معني في الحديث عن الجانب الاجتماعي في إسرائيل، فهو لم يتكلم عن أي بعد أو جانب سياسي أو عسكري أو اقتصادي، أو غير ذلك من هذه الأبعاد، مكتفياً بالبعد الاجتماعي فقط، كأساس في خراب كل هذه البنى، المكونة لهذه الدولة - إسرائيل - .
إنه واقع الفساد والانحلال الذي حرمه الله ونها عنه عباده، مبيناً في قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالفصل الأول من هذا الكتاب جاء عنوانه على الشكل التالي: عرض لصورة المجتمع الإسرائيلي، وهذه الصورة مسبوقة بكلمة مختصرة لليهودي "يوسي بيلين" تحدث فيها بصراحة وصدق، عن صورة التعامل القذرة، التي تعامل فيها زعماء الحركة الصهيونية من الأشكناز، للشق الثاني من هذا المجتمع اليهودي، وهم السفرديم، فيقول:
"مع وصول قوافل المهاجرين السفرديم، وهم الأغلبية اليوم في إسرائيل في بدايات الهجرة، كانوا يوزعون على بيوت رثة، تنبعث منها الروائح، ولا تصلح للسكن الآدمي، وتطلبت طقوس الانصهار في المجتمع الإسرائيلي رشهم بالمبيد المعروف المسمى "دي - دي - تي" ، وإسكانهم في خيام لمدة طويلة امتدت سنين، بقصد طمس معالم ماضيهم، المتمثل في لغتهم الأم ذات الأصول الشرقية أو العربية، وإبعاد الأولاد عن عائلاتهم، لإماتة كل تراث أو تقاليد يهودية شرقية يعرفونها، بقصد صهرهم في بوتقة وثقافة الأشكناز، القائمة على القتل والكره والعنصرية"، تلك كانت شهادة من مثقف يساري يهودي معروف، عرف كاتب الكتاب كيف يعكس صورة هذا المجتمع بشهادة أحد أبنائه.
فكانت هذه الشهادة بمثابة إفادة جاءت في مقدمة الفصل الأول، القائم على عدة أسس، وكان أولها هو الصراع الشرقي الغربي فيما بين اليهود أنفسهم، الذي تحدث عنه يوسي بيلين، ما بين الأشكيناز والسفرديم، ثم جاء بعد ذلك، الحديث عن الصراع الديني العلماني، ثم الصراع الديني الديني.
وبعد هذه الجوانب المكونة لهذا الفصل، خلص مؤلف الكتاب إلى الحديث عن السكان في إسرائيل، كواقع فيما يعيشونه في إسرائيل، فهذا الواقع المتردي لهذا المجتمع، هو الذي سيؤول يوماً ما إلى السقوط.
وبنهاية هذا الفصل يأتي بعده الفصل الثاني، الخاص بالمرأة في إسرائيل.
استهل الكاتب مقدمة هذا الفصل، بفقرة جميلة، سبق لجريدة الحدث الأردنية أن نشرتها بتاريخ 21 أكتوبر لسنة 1996 المجتمع ، تحت عنوان "المرأة في الشريعة اليهودية"، فقد جاء في الفقرة ما يلي:
"لا يخجل حاخامات اليهود من الدعوة الصريحة إلى إعادة بناء هيكل سليمان، حيث تسرد مأثورات هؤلاء الحاخامات، كيفية تصميم هذا المعبد، فسكن سليمان عليه السلام في الطابق الأول، والحاخامات في الطابق الثاني، أما في الطابق الثالث فكان للفتيات العذارى، اللواتي وهبن أنفسهن لمتعة رجال الهيكل، وفي الطابق الأخير سكن الغلمان، لمن كان يهوى مباشرتهم جنسياً من هؤلاء الحاخامات، وأطلق الحاخامات على هذا النوع من الدعارة، اسم "المتعة المقدسة" ليلبسوا ثوب العهر والإباحية على الدين".
وقد جاءت مكونات هذا الفصل، في مجموعة من الدراسات، المعنية بالمرأة، وكان أولها: المرأة في التوراة والتلمود، وكلا الكتابين قد دخلهما التحريف والتدليس، كما قال تعالى في كتابه العزيز "من الذي هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"، فنالت المرأة نصيبها من الدونية والإذلال والاستعباد والاتهام، فقد أشارت التوراة إلى أن المرأة هي صاحبة الخطيئة الأولى، مما زاد وضع المرأة سوءًا في هذا المجتمع اليهودي، ثم ذهب كاتب الكتاب، إلى صورة أخرى من صور وضع المرأة في إسرائيل، وهو قضية الطلاق، والعزوف عن الزواج وكثرته في هذا المجتمع، وقد شاعت الرذيلة في هذا المجتمع، فكان منها مسألة الاعتداء على الأطفال جنسيا، ثم تلا ذلك واقع المرأة في التلمود والتوراة، ودراسة عن واقع العلاقة بين المرأة والحاخامات، الذين يعتبرون أن الشريعة اليهودية تجعل عباءة الصلاة (الطاليت) نجسة عندما تلمسها امرأة، وهنا يجب شراء غيرها بعد نجاستها.
ولسيادة العلمانية في المجتمع الإسرائيلي، عمد العلمانيون إلى مناهضة سياسة الحاخامات، تجاه المرأة اليهودية، فدفعوها إلى ممارسة الحياة العامة التي رسمتها الحركة الصهيونية، بمحاربة الدين اليهودي وحاخاماته، فمضت لتعيش حياتها في عوالم الشذوذ والحقد والمخدرات، وعالم الجريمة التي سعت لها الدولة، بعد أن تكشف للمرأة اليهودية كذب صورة القداسة، التي اكتستها التوراة، بما احتوت عليه من قصص الدعارة والرذيلة والشذوذ الجنسي، ومضت المرأة اليهودية في الخروج على كل ما هو طبيعي وفطري مألوف بالنسبة لواقع المرأة التي يجب أن تعيش فيه، كما تعيشه المرأة في الإسلام.
ثم انتقل كاتب الكتاب إلى الحديث عن المرأة في الجيش الإسرائيلي، ودورها الإجرامي، بعد أن شاركت في العديد من المذابح ضد الفلسطينيين من تاريخ نشأة دولة إسرائيل، فقد التحقت المرأة الإسرائيلية بجميع المنظمات الارهابية الإسرائيلية الإجرامية التي عرفت قبل قيام دولة إسرائيل، وتحولت هذه المنظمات إلى أحزاب سياسية، فيما بعد نشأة دولة إسرائيل.
وبعد نهاية فقرات فصول الكتاب يختم كاتب الكتاب حديثه بالسؤال التالي: المجتمع الإسرائيلي إلى أين؟ جاعلا السؤال هذا، على شكل خاتمة مستقرئاً من سياق ما عرض في نص الكتاب، الجوانب السلبية التالية، التي ستكون يوماً ما سببا مباشرا لزوال هذه الدولة الخارجة على رسالة السماء.
1- إسرائيل بواقعها الحالي هي دولة شاخت قبل أوانها، فذبلت أوراقها وجفت غصونها وهي آيلة للسقوط عن قرب إن شاء الله.
2- حياة إسرائيل السياسية والعسكرية، صورة عكستها بنية الخلل الاجتماعي الذي تعيشه إسرائيل اليوم.
3- التفاوت الطبقي في المجتمع الإسرائيلي، سيكون سببًا مباشرًا من أسباب الانهيار.
4- الواقع الديمغرافي السكاني من أهم مشاكل إسرائيل التي تعيشها اليوم.
5- الفساد الأخلاقي السائد في المجتمع الإسرائيلي، من واقع الخيانات المتبادلة في واقع عناصر تكوين الأسرة اليهودية، الأب والأم والأولاد، من أهم مسببات الخلل الأسري، وقد أورد كاتب الكتاب، شهادة ابنة موشي ديان (بولديان) في كتابها "وجه المرأة" متحدثة عن الواقع الأخلاقي والفساد فيه، ذاكرة في كتابها هذا عن خيانة أمها لأبيها، وخيانة أبيها لأمها كذلك، وقد بيّن كاتب الكتاب إضافة لذلك الاعتداءات الجنسية، التي يقوم بها الحاخامات على النساء، وكذلك عدم ثقة المرأة اليهودية بالتوراة، بعد أن شاعت ظاهرة المتاجرة بالنساء جنسيًا، وأثبتت التقارير الدولية المختصة، أن إسرائيل تأتي في مقدمة الدول المعنية بتجارة النساء في أبواب الدعارة والرذيلة. ويتوج ذلك كله، أن أصول التربية اليهودية القائمة على الكره والحقد للآخرين، قد جعلت من الفرد الإسرائيلي إنسانًا غير سوي، لا في مجتمعه اليهودي، ولا في المجتمع الذي يفكر أن يعيش فيه بعيدًا عن إسرائيل، فلعنة الذنب تطاردهم؛ إنها لعنة أوديب، المعروف في التاريخ اليوناني.
واختتم صاحب الكتاب عمله هذا بشهادة "بولديان" ابنة موشي ديان، في كتابها "وجه المرأة" بالقول بأن إسرائيل أصبحت مسرحًا للفجور بكثرة بيوت الخطيئة فيها، التي تدار تحت سمع حكومة إسرائيل وبصرها.
ولا يسعنا بعد هذا العرض والبيان، عن عرض هذه الصورة عن حياة اليهود، إلا أن نحمد الله على نعمة الإسلام، فكانت من أفضل النعم بحمد الله، ولنا في كتاب الله الخبر عن هذه الأمة الملعونة في القرآن، ولهم -أي اليهود- في سلفهم العبرة بغضب الله وعذابه فيهم وزوال دولتهم، ولا يكون ذلك إلا بعودتنا إلى الله وبتمسكنا بشريعته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.