المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب حائل يكرمون الشيخ ابن جبرين !وشباب بريدة يكرمون الليبراليين !(تناقضات)


كمان
01-08-07, 09:18 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ..
كتب احد فرسان الشمال اهل الكرم والجود والمدينة المقدسة عندي فقال:
أكتب بعض الكلمات التي احتسب من الله أن تكون في ميزان الحسنات وأن نستفيد منها جميعاً ..
فهي ليست رواية كرواية مالك في ابن عثيمين لأنه شتان ما بين علمه وقلمه بعلمي وقلمي ...
لكني أكتب بعض المواقف التي ربما مر على البعض أضعافها وأفضل منها ..
ولكن العيب في الكثير منا أنه لا يدون ولا يكتب .. ونجد العلمانيين والقصاصيين الذين حياتهم خواء .. وكتابتهم في الحضيض يكتبون وينشرون قصص هابطة ومغامرات ساقطة .. ونحن أولى منهم وأجدر بالقلم ..
لا أحب أن أطيل علي وعليكم ..
سأذكر مواقف مرت مع هذا العالم الجليل الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء في زيارته الأخيرة لحائل الذي والله أحبه وأحب أن أجلس معه منذ أربع عشرة سنة حينما كنا في القصيم في الجامعة ورأيت هذا العالم ومواقفه الجريئة وشجاعته فضلاً عن علمه وتقواه .. وأذكر أني رأيته لأول مرة في حفل تخريج حفظة السنة ..
المهم لا أريد أن أسرد مواقف قديمة فأنا ولله الحمد أكتب كل فترة في مذكرات خاصة بعض الأحداث والمواقف الهامة التي تمر علي حتى لا أنساها وربما تكون ذكرى جميلة إن طالت بي الحياة لي ولأبنائي ..
كنت ولله الحمد أحبذ أن أستقبل الشيخ في كل زيارة لحائل وكنت أطلب من المنسق أن يخبرني ويخبر الأخوة ولمته كثيراً في السنوات الماضية لأنه لم يخبر أحداً مما يؤدي أنه لا يخرج للمطار إلا اثنان أنا وهو فقط ..
وأتذكر أني كنت أعمل في مدينة تبوك قبل عشر سنوات وعندما دعوت ُالشيخ ابن جبرين لزيارتها اتصل مدير مكتب الدعوة على كل معلمي التربية الإسلامية في المدارس وأمرهم بالحضور للمطار ولبس البشوت إحتفاءً بالشيخ .. فكنت أتمنى أن تكون حائلاً كذلك ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..
المهم اتصل علي المنسق وهو أخ حريص وفاضل وأخبرني بموعد الرحلة أنها الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الأحد 12/7/1427هـ فسألته مباشرة - حتى نتدارك الخطأ الماضي - هل أخبرت الأخوة بالحضور ؟؟ فقال : أرسلت لمجموعة كبيرة من المشائخ والدعاة فاستبشرت خيراً وذهبت مباشرة ومعي أحد الدعاة إلى المطار ..
وحينما وصلنا الصالة الملكية اكتشفت أن الموجودين جميعاً أربعة فقط !! الأخ المنسق وصاحبي الذي معي ورجل آخروأنا فسألت المنسق أين الإخوة ؟ فقال أخبرتهم والله ولكنهم لم يحضروا !!
المهم انتظرنا الشيخ الذي أسأل الله أن يحشرني وإياكم معه في الفردوس الأعلى .. ووصلت الطائرة ..
وكان تعامل الموظفين في المطار - أقصد في الصالة الملكية - في غاية الأدب والاحترام ..
وعندما وصلت الطائرة كان هناك رجل أسمر كنيته أظنها أبوعبدالله أمرنا بالدخول للمدرج حتى نصل الطائرة وفعلاً دخلنا حتى وصلنا الطائرة وقد أحضروا سيارة لإيصال الشيخ من الطائرة إلى الصالة لأن المسافة ما يقارب الثلاثمائة متر ..
وكان أول ما نزل من الطائرة هذا العالم الجليل لأنه كان في الدرجة الأولى وأيضاً قدموه لمكانته التي لا تخفى على أحد ..
ونزل من على الدرج كالبدر بوجهه البشوش المتواضع .. ولكن بدا لي أن الشيخ ليس كنشاطه المعهود السابق ، وأثر الإرهاق والتعب واضح عليه ولكنه أطال الله في عمره عنده العزيمة والتحامل على نفسه .. وكان برفقته ابنه سليمان وهو دمث الأخلاق وفيه رحابة الصدر وبر عجيب بوالده كما سيأتي إن شاء الله من المواقف التي رأيتها ..
ونزل من الطائرة وكعادة الشيخ لا يحب التقبيل خاصة تقبيل الرأس وأنا كنت أعرف هذه من الشيخ من زمن بعيد ومن يتجرأ ويريد أن يحب رأس الشيخ فسيرده الشيخ وكأنه يخنقه .. فصافحته وتظاهرت أني سأقبل وجهه ثم ولله الحمد بسرعة قبلت رأسه ومرت بسلام .. لأنه يستحق .. ووالله لو تهيأ لي لقبلت قدمه ..
أما صاحبي فوقع في الفخ وأراد مباشرة أن يقبل رأس الشيخ ولكن أنى له ذلك ..
ودخلنا الصالة الملكية وقُدمت مباشرة القهوة للشيخ والشاي ولكنه لم يشرب منها شيئاً وتعجبت وسألت ابنه فقال أن الشيخ منذ ارتفاع الضغط ودخوله المستشفى في السنة الماضية وكذلك ارتفاع السكر قرر التقليل من الشاي والقهوة ما استطاع ..
ثم ذهب الشيخ إلى الاستراحة المعدة له وكانت استراحة جميلة جداً على نمط الأجنحة الفندقية .. وهي لأحد أقارب الأخ الشيخ سعود التمامي - حفظه الله - ووصل الشيخ الاستراحة وارتاح حتى الظهر لأنه متعب .. وحق لهذا الجسد أن يتعب إن كانت فيه مثل روح الشيخ ابن جبرين - حفظه الله - فقد تنقل من مكة إلى جدة إلى الجنوب منذ بداية العطلة الصيفية التي يقضيها كثير منا في أمور لا تنفعه والله المستعان .. ولكن الشيخ يزيد برصيده ليلقى الله وقد صلت عليه الملائكة وحتى الحيتان في البحر ..
المهم قال لي منسق الشيخ ( أبوعبدالرحمن ) هناك غداء في الاستراحة خاص للشيخ .. ووالله كانت اللحظات إلى وقت الغداء تمر كأنها سنوات لأني في شوق لأتشرف بالجلوس معه .. وفعلاً أحضر الغداء ومرني في بيتي وذهبنا سوياً للاستراحة وفي الطريق تدور في بالي أسئلة كثيرة فقهيه وقضايا لبنان والمسمى حزب الله وقضايا وأسئلة كلفني بها بعض الإخوة من الإنترنت ومن خارج السعودية ..
وعندما وصلنا الاستراحة وطرقنا الباب فتح لنا إبنه واستأذنا بالدخول فدخلنا ولم يكن موجوداً إلا نحن الثلاثة فقط ..
ودخلنا المجلس ولم يكن موجوداً الشيخ فسألت إبنه مباشرة فأخبرني أن الشيخ صلى الظهر ورجع يرتاح لغرفته وبعد قليل يخرج إن شاء الله .. كنت أظن راحة الشيخ بالنوم - مثلي ومن هو على شاكلتي - ولكني اكتشفت أن الشيخ لا ينام إلا قليلاً ووقت راحته يقضيه بمراجعة بعض البحوث والأوراق وبعض الكتب التي أحضرها الشيخ معه وفيها كتب يريد أصحابها تقديم الشيخ ليتشرفوا بذلك .. وكنت مؤملاً أن الشيخ قد أنهى مراجعة رسالة مني وقد كان لها قصة .. وهي أن الشيخ لما قدم حائل في السنة قبل الماضية طلبت وقتاً أسجل فيه بعض الفتاوى التي تتعلق بالتعدد وفعلاً أعطاني الشيخ لمدة يومين من بعد الظهر ولمدة ساعة ونصف أعرض عليه الأسئلة وهو يجيب ما يقارب من سبعين سؤالاً .. وكان الإخوة في تسجيلات ابن القيم مشكورين قد تكفلوا بتسجيل اللقاءات بأحدث الأجهزة .. وقمت بتفريغ الأسئلة وتخريج الأحاديث وبمساعدة بعض الأفاضل حتى تخرج رسالة أنال شرف أن يكون اسمي تحت اسم الشيخ ..
بل كانت زوجتي تعيينني على إخراجها وتساعدني كثيراً ومن الطرائف أني كنت أراجع المراجعة النهائية بعد تفريغ الاسئلة وزوجتي على وشك الولادة بل وهي في المستشفى بعد إنجاب بنتي الصغرى سمية كان معي الكمبيوتر المحمول وكنت أستمع لكلام الشيخ وأدقق في الورق المطبوع معي ..
حتى أن أقارب زوجتي كانوا يأتون لزيارة زوجتي في المستشفى بعد العملية بسويعات ويسألون عن الأوراق التي معي فأخبرهم أنها فتاوى في التعدد ..
وبعد ذلك سمعت أن بعضهم يقولون لزوجتي كيف ترضين أن يُخرج زوجك مثل هذا الكتاب ألا تخافين أن يتجرأ زوجك بالزواج مرة أخرى عليك ..
وكانت تطمئنهم وتردد دائما بأن المقدر سيقع ولن يغني حذر من قدر .. وترى دائماً أن التعدد أكرم للزوجة من أن ينصرف زوجها للحرام ... على عكس قناعات كثير من النساء !!
المهم لا أطيل أنهيت الرسالة قبل ثلاثة أشهر من الآن وأنا في الخارج وعند عودتي من خارج السعودية كنت منسق على أن أصل للرياض ليلة الأحد الساعة الثامنة ليلاً وبعدها أنطلق لحائل صباح الأحد كان هذا بتنسيق مع أخ فاضل وصاحب عزيز من طلاب الشيخ الخاصين وهوفرنسي من أصول جزائرية وقد أخبرني أن الشيخ له دورة في الرياض في جامع الراجحي وله درس يوم الأحد فجراً ولكن قدر الله أن تتأخر الرحلة فبدل أن تقلع الساعة السادسة مساء السبت لتصل الرياض الثامنة تأخرت الرحلة ثمان ساعات حتى أقلعت الثانية والنصف فجراً لتصل الرياض بعد صلاة الفجر فانطلقت مسرعاً لمسجد الشيخ بعد أن صليت الفجر بالمطار ودخلت المسجد فإذا الشيخ يشرح الدرس وحوله الطلاب من كل جانب وكان يشرح ثلاثة كتب في المحرر والزاد وألفية العراقي وكنت مرهقاً جداً وأول ما دخلت المسجد كان بارداً فعلمت أني لن أقاوم النوم خاصة أني مواصل والليلة التي قبلها لم أنم فيها إلا قليلاً .. فعمدت إلى مكان مستتر ووجهي للقبلة استعداداً وتهيؤاً لهجوم النوم ...
وفعلاً كانت المذكرة في يدي أنتظر الشيخ لينتهي لأجل أن أعطيه إياه لأنطلق للمطار مرة أخرى لأدرك الدوام أو شيئاً منه .. والنوم يهاجمني من كل جانب وأنا أدافعه وأرده حتى انتهى الدرس ..
ولما انتهى الدرس قام الشيخ كالعادة ليصلي ركعتين وقابلت صاحبي الفرنسي واستقبلني بحرارة وعندما انتهى الشيخ أخذ صاحبي بيدي مباشرة للشيخ قبل أن يجتمع عليه الطلاب وسلمت عليه وكالعادة وضع يديه لئلا أقبل رأسه .. وسلمته المذكرة وتصفحها بسرعة وكان يذكرها حيث أنه في زيارته لحائل في وقت الانتخابات البلدية كان يسألني ماذا عملت فيها ؟؟
وودعت الشيخ إلى حائل ..
نرجع للشيخ في هذه الزيارة الأخيرة كنت اطمع أن الشيخ قد أنهاها خاصة أن أوراقها تعتبر قليلة .. فهي فتاوى صغتها لي ولأجل نشرها لعامة الناس حيث أني لم أجد فتاوى عصرية في هذا الباب ..
المهم نرجع لحديثنا الأول جلست مع ابن الشيخ وكانت لي معه علاقة قديمة في زيارات الشيخ السابقة .. وهو مثل أبيه - تبارك الله - يحفظ ولا ينسى .. هذا الشبل من ذاك الأسد ..
وكنت اسأل ابن الشيخ عن الشيخ وحالته الصحية واخبرني أن الشيخ ليس كالسابق والآن يأخذ الشيخ مجموعة من الأدوية .. وأخبرني أن الشيخ دخل المستشفى العام الماضي بسبب ارتفاع الضغط في القصة المشهورة يقول وعندما أردنا إخراجه من المستشفى قسنا السكر فقط للاحتياط ولم يكن مع الشيخ سكر وتفاجأنا أن السكر 500 مما زاد بخوفنا على الشيخ .. والشيخ فيه ميزة أنه لا يشتكي من الألم الذي يجده .. كثر الله أمثاله وأطال بعمره ..
ثم سألته عن الدورات التي مر عليها الشيخ في المملكة وأفضل المناطق فقال من غير حائل أفضل المناطق بريدة من حيث التنظيم والترتيب للشيخ ..
ثم سألته عن رسالتي التي أعطيتها الشيخ فكان لا علم له بها وقال إذا أتى الشيخ اسأله أفضل ..
المهم سألت وأكثرت عن مسألة فتوى الشيخ في حزب الله والقضايا التي أثيرت فقال هذا السؤال سُأل أبي كثيراً في كل منطقة .. وأوضح لي أن الفتوى قديمة وان الذي أخرجها الشيخ محمد الهبدان ووضعها على حزب الله اجتهاداً منه .. وان الشيخ لم يأذن بذلك .. وعند الشيخ فتوى جديدة في هذا الأمر .. وأنه سيعطيني إياها ..
وتحدثت معه عن خطورة الرافضة وربما ينتقمون من الشيخ فكأنه مطمئن من هذه الناحية وقال لو تعرضوا للشيخ فليس هذا في مصلحتهم ..
وتحدث عن احد الشيعة الذين ردوا على الشيخ في فتواه السابقة وأرسلوا الرد عليه وأنه كتب في رده على الشيخ حشرك الله مع أبي بكر وعمر .. وسبحان الله انظر لجهل الرافضي كيف أنه يدعو للشيخ وهو يظن انه يدعوا عليه .. ونسأل الله أن يستجيب دعاء هذا الرافضي ولنا بمثل ...
وفي هذه الأثناء دخل الشيخ وسلم علينا فقام الأخ المنسق بإحضار الغداء .. وجلسنا نحن الأربعة على الغداء و رحبت بالشيخ وبقدومه إلى حائل ثم كلمت الشيخ عن الرسالة وكأنه يتذكر ثم سأل ابنه سليمان عنها فقال ابنه لا أدري .. فقلت على العموم عندي نسخه هنا يا شيخ جاهزة ثم أشار الشيخ برأسه بنعم .. وكنت حريصاً لأغتنم وجود الشيخ ..
ثم عرضنا على الشيخ بعد صلاة العصر الصلاة على عائلة العيد حيث توفي الأب وزوجته وبنتهم الداعية وطفلها خاصة أن بنتهم من الداعيات المشهورات في حائل -رحمهم الله جميعا - وسألني الشيخ أين سيصلى عليهم فقلت في الجامع الكبير فقال لا بأس .. وحضر في هذه الأثناء الشيخ سعود التمامي وكان بادياً عليه الحزن على وفاة العائلة حيث كانت ابنتهم داعية في دار البيان النسائية التي هي تحت مظلة مؤسسة الراجحي.. ثم سبقنا الشيخ سعود للمسجد وتوضأ الشيخ وانطلقنا نحن الأربعة إلى الجامع الكبير ..
ونحن في السيارة سألت الشيخ بعض الأسئلة الفقهية .. واتذكر منها :الجزء الثاني
:

نسيت أن أذكر شيئاً كدرني وضاقت علي الأرض بما رحبت لما سمعته ..
وهو أن الشيخ لما تشرفت باستقباله والسلام عليه ركب مع الأخ أبي عبدالرحمن المنسق لمكتب الدعوة أخبره ابن الشيخ أن الشيخ سيصوم الأيام البيض وهي تصادف الاثنين والثلاثاء والأربعاء .. فلذلك سيلغى كل فطور وغداء في هذه الأيام !!!
فاتصل علي الأخ أبو عبدالرحمن مباشرة وأخبرني لأني كنت قد حجزت أن يكون الشيخ عندي يوم الاثنين للغداء وتم اختيار هذا اليوم لأتشرف بأن أكون من أول من يعزم الشيخ ...
فضاق صدري واتصلت على بعض الإخوة أستشيرهم وتضاربت الآراء .. ولكني عزمت على تكليم الشيخ مباشرة ومعالجة هذه القضية .. وكان هدفي من هذه العزيمة هو أن أتشرف بإكرام هذا العالم الجليل الذي أعلم أنه بعد سنوات – وأسأل الله أن يطيل في عمره – سيندم من لم يجلس أو يقابل هذا الشيخ كما ندم الكثير منا بعد وفاة الشيخين الفاضلين ابن باز وابن عثيمين – رحمهما الله – والهدف الآخر جمع الإخوة جميعاً للجلوس مع الشيخ حتى يتشرف الجميع برؤيته ووالله من أبغض الأشياء التي أراها أن يأتي عالم ثم يكون في ضيافة رجل يقول العشاء خاص أو غداء خاص !! الشيخ ليس ملكاً لأحد ولماذا أحرم الناس من الجلوس مع هذا العالم بحجة غداء خاص أو عشاء خاص !!.. وعندما كنت منسقاً للمشائخ قبل ست سنوات في مخيم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأول اشترطت على رئيس الهيئة أن يكون التنسيق عندي إذا حضر المشائخ ووافق فأتى ولله الحمد جمع منهم وكان من يتصل علي يريد أن يعزم أحدهم أشترط عليه أن تكون المناسبة في استراحة وأن يستعد لحضور أكبر عدد من الأخوة ..
لذلك لما رأيت الجدول في وجبات الغداء والعشاء ضاق صدري من بعض الأسماء لأني اعلم أن بعض الجلسات ستضيع بسبب فلان وفلان الذين عندهم مبدأ العزيمة الخاصة ..
المهم بعد الظهر وقبل صلاتنا على عائلة العيد كنت أحدث ابن الشيخ وأطلب منه أن يتوسط عند الشيخ لأجل أن يفطر ولا يصوم .. ولكنه قال إن الشيخ لن يرض !!
واتصلت على أحد طلاب الشيخ الخاصين له في الرياض أستشيره وأسأله هل مرت مثل هذه الحالة عليكم مع الشيخ ؟؟ لعلي أجد مدخلاً آحاج به الشيخ .. فقال لا أذكر .. المهم عندما حضر شيخنا الجليل وكلمته عن عائلة العيد قلت يا شيخ غداً نسقت مع استراحة وسيأتي مجموعة من الأخوة وطلاب الحلقات والمكتبات الخيرية – لأني أعلم ان الشيخ يحب الجلوس معهم – ومجموعة من الإخوة الأفاضل وتفاجأنا بأنك صائم !! هل بالإمكان أن تفطر غداً يا شيخ ؟؟!! فقال : لا يمكن ، بعدها استحييت أن ألزم الشيخ تأدباً معه ولكني طلبت من ابنه سليمان أن يتوسط عند الشيخ والشيخ يسمع ووصل ابنه سليمان إلى حل جميل وسط وقال لوالده يا شيخ ما رأيك أن تحضرغداً وتتكلم معهم وتجيب على الأسئلة وإذا حضر الغداء انصرفنا ؟؟ فقال الشيخ : لابأس .. والحمد لله ارتحت كثيراً لهذا الرأي وإن كنت أحب أن يأكل الشيخ من الطعام الذي أصنعه .. المهم انطلقنا في السيارة من صبابة ونحن في الطريق سأل الشيخ إلى أين يذهب هذا الطريق من الخلف فأخبرته أنه طريق عقدة وسألت الشيخ هل دخلت عقدة فقال : نعم في السنة الماضية مع شخص عندكم من حائل يقال له جارالله الشايع ..
المهم كنت أستغل وجود الشيخ بالأسئلة لأني أعلم أنه يحب أن يُستغل الوقت بما يفيد فسألته عن مسائل عقدية أشكلت علي وأنا في أحد سفراتي إلى مصر حيث سألته عن الصلاة في المساجد التي بها قبور فقال : لا يجوز ... وسألته عن مسألة مرت علي وهي أني صليت في أحد المساجد ولم أعلم بوجود القبر إلا بعد الصلاة فهل أعيد الصلاة ؟؟ فقال : إذا كنت لم تعلم بوجود القبر فلا تعيد الصلاة ... وذكرت له بعض ما رأيت من دعاء الأموات ووصفت له مسجد الحسين الذي يجتمع فيه الآلاف وهم يدعونه ويتوسلون به وسألني هل هو جهة القبلة فأخبرته بنعم بل إني رأيت يا شيخ من يتعمد الصلاة إلى جهة القبر وأخبرته أن لدي صور فوتغرافية وفيديو وسأريه إياها إن شاء الله .. لكن لم يتهيأ الوقت لذلك ..
وحدثته عن بعض القصص التي مرت بي هناك وحدثته أني أحياناً اصلي في مساجد الفجر ويقنتون – حسب المذهب الشافعي وهو القنوت في صلاة الفجر مطلقا – فقال تابعهم واقنت معهم .. وسألته عن الجهر بالبسملة في الفاتحة إذا أميتهم هل أجهر بالفاتحة إذا كانوا معتادين فقال : نعم ... وحدثت الشيخ عن مسألة طريفة مرت علي وهي أني صليت بجماعة الفجر هناك وقرأت عليهم سورة الزلزلة في الركعة الأولى والثانية لأنها وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد الصلاة قام مجموعة منهم وخرجوا من المسجد وذهبوا للمسجد الآخر ليعيدوا الصلاة لأنهم ظنوا أن تكرار السورة يبطل الصلاة فتبسم الشيخ ، ثم قال مسألة هامة يراها وهو أن الزلزلة لا تقرأ لوحدها فلا بد من ذكر سورة معها ...
وسألته كم المدة التي أعتبر فيها مسافراً ويحق لي القصر والجمع فأخبر الشيخ أن الإنسان إذا استوطن مكان ولو كان يوم فهو يعتبر مقيم !! فقلت يا شيخ انتم الآن ستجلسون في حائل خمسة أيام هل تعتبرون مقيمين أم مسافرين ؟!! فقال : بل مقيمين .. بل إن الشيخ عندما قدم لحائل من الرياض في وقت الانتخابات البلدية ومكث أقل من يوم كان يتم الصلاة ..وقال الشيخ لي : من قدم بلداً وسكن فيها فإنه يعتبر من أهلها وإن قصرت المدة .. وإن سكن في أطرافها ولم يستوطن بها فله حكم المسافر .. وأخبر الشيخ أن الحكمة من القصر والجمع هو التيسير لأن السفر قطعة من العذاب أما الآن فالسفر بالطائرة والسكن في الشقق المفروشة لا يجد فيه الإنسان المشقة ..
هذا رأي الشيخ وله حق أن يجتهد وغيره من العلماء له رأي آخر .. وكلٌ له اجتهاده ..
المهم ذهبنا للجامع الكبير واتصلت وأنا في الطريق بإمام الجامع لأجل أن أخبره أن الشيخ موجود ليؤم الناس ولكنه لم يرد فربما كان الأخ في المسجد ...
وبعدها أرسلت له رسالة بالجوال لأخبره .. وعندما اقتربنا من المسجد رأينا جمع كبير من السيارات وسأل الشيخ : كل هذه الزحام لأجل الصلاة على عائلة العيد ؟!! فقلت : نعم فسألني عن أسماءهم وعمل أبوهم .. فأخبرته عن أبوهم أنه رجل فاضل – رحمه الله – وأنه محبوباً لعامة الناس بسبب أخلاقه العالية التي لا يختلف عنها أثنان ، وذكرت للشيخ أن إبراهيم العيد - رحمه الله - كان وكيلاً للثانوية أبان دراستي بها قبل ثقريباً سبع عشرة سنة وكان له أخلاق عالية ونفس طيبة .. جمعه الله بأهله في عليين .. وهو في آخر حياته يعمل في إدارة التعليم ...
وسألت ابن الشيخ - وكان بجانبي - هل سيخرج الشيخ للمقبرة فقال لا أظن لكن سأسأله ثم قال لوالده : هل ستخرج يا والدي للمقبرة أو تعب عليك ؟؟ فقال الشيخ بل نخرج معهم ..
وسبحان الله علمت أن هذه العائلة نرجو أن يكون الله راضياً عنهم فهم قد توفوا بعد العمرة وسيصلي عليهم هذا العالم الجليل وسيخرج ويشهد دفنهم ويدعو لهم ..
وسمعت بعد ذلك أن ابنتهم الداعية كانت تدعو أن تموت بعد العمرة وان يموت معها ابنها وأن يصلي عليها عالم .. وتحقق لها ما أرادت .. فاللهم لا تحرمنا فضلك ..
وأُخبر الشيخ بعد ذلك بدعوة المرأة في إحدى المجالس .. ودعا لهم ..
ولما دخل الشيخ المسجد صلى تحية المسجد ثم في الركعة الثانية أقام المؤذن ولم يقطع الشيخ صلاته فتقدم الإمام وصلى بنا صلاة العصر ..
ثم بعد الصلاة أتى الإمام وسلم على الشيخ وطلب منه أن يتقدم للصلاة على الجنازة ورفض الشيخ وطلب من الإمام أن يؤم لأنه أحق فرفض الإمام وألزم الشيخ أن يتقدم فتقدم الشيخ للصلاة ..
وبعدها وقف الشيخ قليلاً ينظر للجنائز ثم قال بالميكرفون سنصلي خمس تكبيرات بعد الأولى الفاتحة وبعد الثانية الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد الثالثة دعاء خاصاً للأموات وبعد الرابعة دعاء للطفل وبعد الخامسة دعاء عاماً ..
ونحن لم نعتد التكبيرات الخمس فجميع صلاة الجنائز التي نصليها في الجامع الكبير أربع تكبيرات .. ولا أذكر أنه كبر خمس تكبيرات إلا على الشيخ سليمان العامر – رحمه الله – قبل ست سنوات ..
وعلى رجل كبير من عائلة الحماد وأذكر أنه كان رجلاً مشهوراً بالعبادة والتقوى نحسبه كذلك ..
كنت في البداية أظن أن الشيخ كبر الخمس تكبيرات لمكانة المرأة لأنها داعية إلى الله ولكني اكتشفت أن الخمس تكبيرات لأجل الطفل وأن هذا رأي بعض الفقهاء ويراه الشيخ هو الراجح .. فالشيخ – حفظه الله – لا يتعصب لمذهب معين بل يتبع الدليل وما يترجح لديه ، سلفه بذلك الشيخ ابن باز والعثيمين – رحمهما الله – وكنت أسمع تهماً من هنا وهناك أن مشائخ السعودية يتعصبون للمذهب الحنبلي ولكني والله وجدتهم من أبعد الناس عن التعصب وإنما يتبعون الدليل .. بل إني وجدت بعض الدول القريبة لنا يتعصبون للمذهب الحنفي وهم من يتهمنا بالتعصب .. رمتني بداءها وانسلت ..
ثم سلم الشيخ عن يمينه تسليمة واحدة .. ووقف واتى الناس أفواج منهم من يسلم على الشيخ ومنهم من يحمل الجنائز ..
ثم خرج الشيخ وركبنا السيارة سوياً واتجهنا إلى مقبرة مهجورة غالباً تدفن فيها عوائل معينة تعارفوا فيها لأن آباءهم وأجداهم دفنوا فيها وتمسى مقبرة الجراد نسبة للحي القديم التي هي فيه ..
وإنا أتمنى أن لا أدفن بمثل هذه المقابر ولا أحب أن يدفن فيها أحبابنا مثل هذه العائلة .. وأحب أن أدفن في المقبرة التي مستمر الدفن فيها وهي حالياً مقبرة صديان وذاك لهدف وهو أني إذا دفنت بمقبرة يكثر فيها الناس سيستمر الدفن وكل من دخل المقبرة سيسلم على الأموات ويدعو لهم .. فلعل دعوة من رجل صالح تنجي من هول المطلع ..
نرجع لحديثنا مع شيخنا الفاضل عندما ركبنا السيارة سألت الشيخ مباشرة عن بعض أحكام الجنائز وسألته عن سبب التكبير لخمس فأخبرني أنه لأجل الطفل .. وقال لابد إن كان مع الأموات طفل أن يخص بتكبيرة ودعاء .. وقال للأسف أن الناس لا يزيدون حتى في الحرمين ..
ثم سألته عن دعاء الاستفتاح في الصلاة على الميت فقال : لم يرد دليل فلذلك أبدأ بالاستعاذة والبسملة والفاتحة .. وسألته أن حصل وإن فاتتني بعض التكبيرات فكيف أقضيها فقال كبر وأقرأ الفاتحة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أدع للميت وإذا سلم الإمام أقض التكبيرات الفائتة سرداً ..
فقلت : يا شيخ هل يجوز صفة أخرى وهي أن اكبر بسرعة وأقرا الفاتحة ثم أكبر واصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ثم أكبر وأدعو للميت حتى أدرك الإمام فقال تجوز هذه الصفة ولكن الأولى أولى حتى تدرك الدعاء للميت ...
فوصلنا المقبرة وطلب ابن الشيخ من الأخ أبي عبدالرحمن أن يقترب لباب المقبرة وكانت السيارت كثيرة جداً فقال الشيخ لا بأس قفوا بأي مكان والمقبرة ليست بعيدة إن شاء الله .. ولكن سبحان الله وجدنا طريقاً بين السيارات كأنه مهيأ لنا حتى وصلنا لباب المقبرة وأردنا الدخول للمقبرة بالسيارة فرفض الشيخ وقال يكفي هنا ...
ونزل الشيخ الفاضل وطلب من ابنه أن يخلع البشت منه لأن هذا مقام خضوع وذل لله .. وترجل الشيخ حتى دخل المقبرة وكانت الشمس حارة شعرت بالعرق يتصبب من جسمي من شدتها وقلت لابن الشيخ أطلب من الشيخ ان يذهب للظل وكان هناك كثير من كبار السن في الظل وعندهم كراسي كثيره ليس عليها أحد فقال للشيخ فرفض الشيخ واستمر واقفاً قريباً من القبر .. كان هناك زحاماً وترى في الناس الباكي والمتأثر .. والشيخ مستمراً بوقوفه فقام ابنه بطريقه تدل على بره بوالده وأعجبت به حتى أن الشيخ ذا السبعة والسبعين سنة ومريض بالسكر والضغط قد تؤثر عليه الشمس فكان الابن يقف بجانب الشيخ وكان أطول من الشيخ وكان طوال الوقت يقف على طرف أصابع قدميه ليظلل الشيخ من الشمس أستمر ما يقارب النصف ساعة أو تزيد على هذه الحالة وكلما تحرك الشيخ قليلاً تحرك معه .. حتى انتهى الناس من الدفن وعندما انتهى الناس من الدفن تقدم الشيخ يريد مشاركتهم الدفن ويريد أن يحثوا ثلاث حثيات على القبر كما ورد في السنة وفعلاً تقدم الشيخ في وسط الزحام وكثير من الناس لم ينتبه للشيخ فمنهم من يرجع عليه ومنهم من يأتي من خلفه ويحاول سبقه حتى ضقت ذرعاً فقالت بصوت مرتفع : يا أخوان وسعوا للشيخ .. فاشار لي إبنه أن لا تخبرهم والحقيقة جاء في بالي أمران ربما هما السبب وهي ربما أن الشيخ لا يرضى أن يقدم على الناس تواضعاً منه .. أو أن ابنه خشي على الشيخ أن يعرف ويزداد الزحام عليه المهم وصل الشيخ وحثى ثلاث حثيات على قبرين ولم يستطع إكمال الباقي ..
ورجع الشيخ لمكانه وبدأ الناس يتوافدون عليه وأحضر ابنه ماء ليشربه الشيخ حتى إنه لم يستطع الشرب من كثرة الناس .. المهم ذهبت وأحضرت الكرسي للشيخ ليستريح وكان الشيخ يريد أن يشرب جالساً كما في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .. وفعلاً أحضرت له الكرسي وجلس وشرب والناس ينتظرونه ينتهي ليكملوا السلام عليه ولما انتهى الشيخ من الشرب كنت أتمنى أن يستمر جالساً ولكنه قام مباشرة وأبعد الكرسي ليسلم على الناس حتى إن بعضهم اصغر من الشيخ بستين سنة والشيخ واقف يسلم عليهم !! ولم انتهى الشيخ أمر بالاقتراب من القبر ليدعو لهم واقترب الشيخ من القبر ورفع يديه متوجهاً للقبلة وبين يديه القبر ودعاء دعاء طويلاً ثم انصرفنا وركب السيارة للذهاب للمنزل استعداداً لوقت إجابة الفتاوى وبعدها الدرس في جامع خادم الحرمين الشريفين حيث أن الشيخ يجيب الفتاوى من الساعة السادسة إلى قبيل المغرب عن طريق الهاتف ثم يذهب للجامع ليلقي الدرس وكان الكتاب الذي يشرحه كتاب الصلاة من عمدة الفقه .. والفجر يشرح لامية شيخ الإسلام بن تيمية ..
فذهبنا بالشيخ إلى استراحته وذهبت لمنزلي لأجل أن استعد لغداء الشيخ .. علماً أني حرصت على أن يكون الغداء مسجلاً بالصوت والصورة ..الجزء الثالث :
بعد ذلك ذهبت مباشرة لشراء شريط كاميرا فيديو لأجل تسجيل لقاء الشيخ .. وكنت قد سألتُ سليمان – ابن الشيخ – هل سيمانع الشيخ من تسجيل كلامه بالفيديو ؟؟ فأجابني : بأن الشيخ لا يمانع مطلقا ..
وذهبت إلى أفضل المطاعم وطلبت منهم أن يجهزوا غداء ليوم الاثنين وأن يختاروا أكبر ذبيحة على ثلاثة صحون .. وكنت في السابق متحمس لأضع أكثر من ذلك ولكن عندما علمت أن الشيخ صائم ولن يفطر بقي الآن إكرام الضيوف الأفاضل الذين أتشرف أن يجيبوا دعوتي .. وفعلاً نسقت أموري كاملة ووصفت للمطعم الاستراحة وكان بجانب المطعم الذبائح وطلبوا مني أن أختار الذبيحة بنفسي فقلت لهم أنتم اختاروا الذبيحة كثيرة اللحم ولكنهم ألزموني أن أختار وذهبت معهم ورأيت مجموعة من الأغنام ولكنها لم تعجبني لصغرها وقلت أليس عندكم غيرها ؟؟!! فقالوا : لدينا أكبر من ذلك في إحدى المزارع ولكنها أرفع بالسعر فقلت : لا مشكلة ، وكنت مستعجل لأجل حضور درس الشيخ .. وأتصل بي والدي - حفظه الله – وسألني هل ستضع المناسبة في بيتنا الكبير فاستأذنت الوالد أن أضعها في استراحة ليقدم أكبر عدد فوافق الوالد وقال على العموم بيتنا جاهز لو أردت .. واتجهت للمسجد وفعلاً حضرت بعد بداية الدرس والشيخ الدكتور ابن جبرين يتكلم في أحكام الصلاة والمسائل الفقهية الرائعة ومن الأشياء العجيبة أن الشيخ عندما سمع مؤذن جامع خادم الحرمين وكان صوته جميل جداً بالأذان على نمط أذان الحرمين الشريفين وهي دمج التكبيرتين بنفس واحد لاحظ الشيخ هذه الملاحظة عليه وقال إن المؤذنين يخطئون في هذه الطريقة ولابد فصل كل تكبيرة لوحدها في الآذان وأن من يعمل ذلك أستدل بحديث ( فيقول الله أكبر الله أكبر ثم يقول الله أكبر الله أكبر ) وقال الشيخ ليس في ذلك دليل على أن التكبيرتين يدمجتا مع بعض ، وأكثر الأحاديث على الفصل .. ثم رأيت المؤذن بعد ذلك جزاه الله خير يفصل التكبيرات وعوضه الله بان أصبح صوته أندى ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه )
ثم انتهت الصلاة وقمت للسلام والتنسيق أيضاً مع أبي طلحة الفرنسي وهو من يتولى تسجيل دروس الشيخ كاملة وكنت أحب هذا الرجل في الله منذ تعرفت عليه ونتبادل الاتصالات مع بعض والرسائل .. فأخبرني أن هناك احد الأخوة قدم من الطائف لأجل حضور دورة الشيخ وسألني هل بالإمكان أن تأخذه معك لحضور عشاء الشيخ ؟؟ فقلت : نعم بكل تأكيد .. ورأيت فإذا شاباً متحمس يذهب مع الشيخ ويتبعه في كل مكان لحضور دروسه وكان يدرس في المرحلة الثانوية .. فأخذته معي واستأذنته بأني سأذهب إلى المكتبة لأجل تغليف مذكرة الشيخ ( الخاصة بالتعدد ) لأجل أن أسلمه إياها .. وذهبنا سوياً وكنت أسأله عن منطقته فقال أنه في قرية صغيرة قريبة من الطائف وبقريته ضعف في تعلم العلم ويشتكي من جهل الناس هناك وأن العادات تحكمهم أكثر من العبادات !!
ثم انتهيت من المكتبة وانطلقت أتبع الشيخ – حفظه الله - في استراحة في منطقة قريبة أسمها قفار حيث وضع له الشيخ أبوعبدالله طعام العشاء .. وكان في الاستراحة جمع من الأفاضل وطلبة العلم المربين ...
وقبل العشاء تحدث الشيخ – حفظه الله – وأكثر من الحديث حول لبنان وظلم اليهود عليهم ثم ذكر أن اليهود هم شر خلق الله وقد لعنهم الله في كتابه العزيز ، ثم ذكر أيضاً الرافضة وخطرهم وأن حزب الله هم المفلحون وان حزب الله هم من يتمسك بالقرآن والسنة .. وأن الروافض الذين يقولون بتحريف القرآن ويكفرون الصحابة ويسبون عائشة – رضي الله عنهم أجمعين - ليسوا حزب الله إنما هم حزب الشيطان وحزب الشيطان هم الخاسرون ..
وذكر أنه اطلع على كتب كثيرة للروافض ومن ضمنها كتاب الطبرسي ( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي يذكر فيه هذا الرافضي الخبيث أن القرآن حرفه الصحابة وأن القرآن الحقيقي ليس مما في أيدينا منه ولا حرف !!!
وذكر أنه استمع لهم في عرفة والمسلمين يدعون الله ويطلبون مغفرته والروافض يدعون علي و الحسين وفاطمة – عليهم السلام - .. قال لهذا نرى أنهم ليسوا مسلمين وهم مشركون وعلى ضلال .. وذكر أن فتواه قديمة ووزع على الحاضرين فتواه الجديدة التي انتشرت في المنتديات ...
بعد ذلك حضر العشاء وقام الشيخ وتناول العشاء أما أنا فجلست حتى أتعشى في القلطة الثانية ( الدفعة الثانية ) وإن كنت أحب الجلوس مع الشيخ في صحن واحد ولكني رأيت أن لا أزاحم والشئ الآخر هناك من هم أقدر مني بالقيام .. وعندما قام الشيخ من العشاء قمنا لنتعشى وكان الطعام لذيذاً ولكني تفاجأت أن الشيخ يريد الانصراف فقمت من العشاء مباشرة بعد ما أكلت بضع لقيمات لأكلم الشيخ عن المذكرة وأعطيه نسخه منها حتى إني تبعته للسيارة ولم أغسل يدي من العشاء خشية أن أذهب فيذهب .. وكان معي نسختين ولما انتهت أسئلة الأخوة الذين يتبعون الشيخ للسيارة وكان يتبعه مجموعة يسألون ويستفسرون ركب الشيخ فاقتربت منه وقالت يا شيخ هذه مذكرة فتاوى التعدد وأعطيت نسخة أخرى لأبي طلحة الفرنسي فأخذها الشيخ ومضى ...
ورجعت فقال لي الإخوة تعال أكمل عشاءك فاستحييت من الرجوع وغسلت يدي وتذكرت أن زوجتي لابد أن تسألني كل ليلة هل تريد طعام وفي المنزل الخير الكثير ..
بعد ذلك جلست قليلاً في الاستراحة ومضيت أنا وصاحبي الطائفي ... ثم ذهبت به إلى سكن كان أعده الإخوة لضيوف الشيخ .. ثم انطلقت إلى استراحة أخرى بها جمع من الأفاضل من المكتبات الخيرية والحلقات للتنسيق معهم للغد .. وكم والله أحب هؤلاء الشباب وأشعر أني جزء منهم وإن كنت لم أنل مثل ما نالوا من فضل الله .. ولكني أعلم أن الذي جمعهم لم يكن قبيلة أو مكان أو لون وإنما جمعهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكنت أتذكر عصوراً ذهبية مرت علي وأنا في عمرهم تلاوة وحفظاً لكتاب الله وحرصاً على تعلم العلم .. وكنت أحب أن أستضيف أمثال هؤلاء أكثر من غيرهم .. لأنهم على أقل الأحوال أقل ذنوباً منا ... وجلست معهم ونسقت مع من يصور بكاميرا الفيديو ومن يسجل اللقاء ومن يتولى تقديم الأسئلة للشيخ ووجدت منهم التفاعل بل إني أرتاح جداً عند تكليفهم بأي عمل لأني أستمع دائما كلمة ( إزهله ) بمعنى اتركه علينا ولا تهتم .. وكان شيخ حلقتهم أبو حسناء نعم الرفيق ( أبو الفزعات ) حتى انه كثيراً ما يعرض المساعدة بكل شئ .. وإن حائل تغبط بوجود أمثال هؤلاء – أبعد الله عنهم حقد الحاقدين وكيد الحاسدين وثبتنا وإياهم على الإيمان أجمعين -
المهم اتجهت بعدها لمنزلي وأنا مرتاح وأجد ولله الحمد الزوجة الصالحة التي تعطيني الاقتراحات وتشجعني كثيراً في مثل هذه المناسبات وكانت أيضاً زوجتي ولله الحمد تعينني على حضور الدروس بل تتابعنا أحياناً وهي في المنزل وتستمع للدروس عن طريق الانترنت حيث كانت تُنقل مباشرة وهذا من فضل الله وحده ...
ومن الغد بعد انتهى درس الشيخ توجه مباشرة للراحة لأنه صائم – تقبل الله منه – أما أنا فذهبت مع الظهر للاستراحة وجهزت كل شئ بل والصحيح وجدت الشباب الذين جهزوا كل شئ تخيل تجد من يخدمك ولا يبتغي الأجر إلا من الله لا تربطك بهم علاقة إلا العلاقة بالله .. هذا أجتهد بعمل الشاي والقهوة وهذا ذهب لإحضار الماء والثلج وهذا أحضر المشروبات وهذا يستقبل الضيوف .. والله كأنك بين هؤلاء الأفاضل تعيش عيشة الملوك .. ولا ريب في عملهم إذا كان من يربيهم على هذا العمل يضرب به المثل في الأخلاق والتعامل .. واتصل بي منسق الشيخ وقال إنه مع الشيخ قريبين من الاستراحة فخرجت مباشرة لاستقبال الشيخ ونزل الشيخ تعلوه الابتسامة وكان الجو حاراً فدرجة الحرارة ما يقارب الخمس وأربعين .. وسلم الأفاضل على الشيخ وكان الشيخ لا يريد أحداً أن يقبل رأسه ثم لما اكثروا على الشيخ ولا يلامون فأي شرف تناله عندما تتشرف بالسلام على عالم من علماء الأمة وعلى احد ورثة الأنبياء .. قال الشيخ : يكفي المصافحة ودخل الشيخ وتوسط المجلس وكانت الكاميرا أمامه والأجهزة جاهزة للشيخ ثم جلست بجانب الشيخ ورحبت به وقلت له جزاك الله خيراً على إجابة الدعوة .. ثم قال : وإياك ...
قلت يا شيخ إذا أنت جاهز لنبدأ اللقاء أو تريد تستريح قليلاً قال : ابدؤا لا مشكلة .. وكان ابنه سليمان قد أخبرني أن والده صائم ومتعب وربما لا يستطيع أن يتكلم بمقدمه فيرغب بان نبدأ بالأسئلة مباشرة .. المهم قلت للأخ المقدم تفضل وقد تم اختيار المقدم ( أبو لجين ) من قبل شيخ الحلقة فهو يثني عليه خيرا .. المهم بدأ بمقدمة جميلة عن العلم والعلماء وأثنى على الشيخ- وكان نعم الاختيار- ثم طرح الأسئلة وكان أول سؤال عن الشيعة ولبنان لأنها كانت مدار حديث الناس لأن الحرب ما تزال قائمة بين اليهود ولبنان ... فالشيخ بعدما تكلم سلم ثم حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث بمقدمة عن العلم والعلماء وفضل تعلم العلم ما يقارب العشر دقائق ثم أجاب عن السؤال بقريب من جوابه في الليلة الماضية .. وأخبر أن الروافض ليسوا مسلمين حقاً وأن أفعالهم تكفرهم .. وأنهم يحرفون القرآن ومن أنكر حرفاً فهو كافر .. وأخبر الشيخ أن سبب قولهم بتحريف القرآن أنهم لم يجدوا آيات تخص أهل البيت بفضل الذين يغلون فيهم .. وآل البيت عندهم فقط خمسة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم أجمعين – وبقية أقارب النبي لا يعترفون بهم !! .. فلما لم يجدوا آيات تخصهم اتهموا الصحابة بأنهم حرفوا ، وبأنهم حذفوا من القرآن ثلثيه .. أليس هذا كفر ؟؟!!
ثم قال الشيخ حفظه الله : أليس هذا إنكار لكلام الله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
الأمر الثاني الذي ذكر الشيخ : تكفيرهم للصحابة وأنهم مرتدون وإن الروافض يستدلون بحديث الحوض الذين يذادون عنه فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيقول الله تعالى ( أنهم لا تدري ما أحدثوا بعدك ) وقال الشيخ إن المقصود من الحديث هم الأعراب الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وحاربهم الصحابة .. وقال الرافضة أيضاً إن الصحابة اتفقوا على كتمان الوصية لعلي بالرغم من أن عددهم أكثر من مائة الف !! وقال لا يقبلون أحاديثهم ولا يعترفون بالصحيحين ولا بالسنن الأربعة والمسانيد لأنها - بزعمهم - عن طريق كفار .. فهم بذلك أبطلوا الشريعة ..
الأمر الثالث : أنهم غلو في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصبحوا يدعونهم من دون الله .. ثم ذكر الشيخ أنه في قبل عدة أشهر كان بعض الروافض الذين قدموا من إيران وغيرها إلى مكة يذهبون إلى مقبرة المعلاة في مكة بعد الفجر يدعون ولا يعترفون بأحد من الأموات إلا خديجة لأنها أم فاطمة – رضي الله عنهن أجمعين – فيدعونها يا خديجة اشفعي لنا يا خديجة يا خديجة إلى الساعة التاسعة .. وكذلك بالبقيع قال الشيخ لما دخلنا فيها رأيناهم يدعون فاطمة بأبيات شركية والحسن .. كل ذلك يؤدي إلى الشرك ثم قال الشيخ لأجل كل هذا وغيرها أخرجنا الفتوى السابقة أنهم كفار مشركون .. وقال الشيخ ولم نذكر حزب الله أو لبنان ولكن أحد المشائخ أخذها من الموقع ونشرها وطبقها على حزب الله وقال الشيخ ونحن ما رضينا بذلك .. وقال الشيخ لا شك أن لبنان فيها سنة وروافض ونصارى والأحباش وسلط الله عليهم اليهود لأجل ذنوبهم .. ثم قال الشيخ ونحن نقول إذا كان هناك حزبٌ لله يقاتلون في سبيل الله وكانوا مضطهدين فإنهم على الحق فنحن معهم ونساعدهم .. أما اليهود والروافض فنتبرأ منهم وليسوا حزب الله إنما هم حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ..
ثم سأل الشيخ عن تكفير عوامهم ، والزواج منهم فاخبر الشيخ حفظه الله : أنهم قد يكونون معذورين ربما قبل ثمانين سنة أما الآن فلا عذر لهم فهم معاندون فقد انتشرت السنة والردود عليهم فلا عذر لهم فهم مقلدون مع معرفتهم بالسنة ولا يجوز النكاح منهم فهم لا يقرون أصلاً نكاح نساءهم من السنة وذكر قصة الشيخ رياض الحقيل المشهورة في الشرقية وكيف ضربه الروافض عندما تقدم لزواج امرأة تسننت منهم وكادوا أن يقتلوه ..
وذكر الشيخ أن أحد أئمتهم له فتوى مسجلة عنده انه سُئل أيهما يزوج ، السني المتعبد أم الشيعي الفاسق فقال إمامهم : أن العابد من السنة في النار ولو تعبد ما تعبد فلن تنفعهم عبادتهم .. أما العاصي الشيعي فهو في الجنة لا يعذب لأنه على طريقتنا !!
ثم قال الشيخ ابن جبرين لذلك لا يزوجون ولا يتزوج منهم إلا من تاب ..
وسُئل عن الأسهم المختلطة فأجازها وقال تخرج منها النسبة المحرمة ..
وسُئل – حفظه الله –هل يجوز دفع الزكاة للمكتبات ولحلقات تحفيظ القرآن فقال يجوز ..
وسُئل أسئلة فقهية أخرى أجاب عليها باستفاضة - أيده الله – ثم طلب ابن الشيخ مني أن أخبر الأخ بالتوقف عن الأسئلة لأن الشيخ متعب ومجهد وصائم وهو مواصل الكلام منذ ما يقارب الساعة والنصف !! والغريب أن الشيخ لا يطلب من أحد أن يتوقف حتى ولو بلغ به الجهد مبلغه وأذكر أني اتصلت عليه ذات مرة وقلت يا شيخ عندي بعض الأسئلة فاستأذنك لطرحها وأذن وسألته عشر أسئلة ثم قلت يا شيخ أواصل فوافق ثم عشر وعشر إلى أن طرحت عليه خمسين سؤالاً في الهاتف !!
ثم طلبت من الأخ المقدم أن ينهي اللقاء وبالفعل انتهى ثم قمت لجانب الشيخ وقلت يا شيخ لعلك تأكل معنا أمازحه ، فتبسم وقال : لا ، ثم قلت يا شيخ هل ستجلس حتى ننتهي من الغداء فقال لا أريد أن أنصرف فقام وقام الإخوة ثم طلبت من الأخوة الدخول للغداء وأخبرتهم أن الشيخ صائم وذلك أن الكثير منهم لم يعلم بصوم الشيخ ..
ومن الطرائف أن أحد الإخوة سألني مستنكراً كيف يصوم الشيخ وهو مسافر ؟!! فقلت له وهل تظن الشيخ يفعل شيئاً خلاف الأولى يا فقيه عصرك !! الشيخ أولاً يعتبر نفسه له حكم المقيم .. ثانياً هناك حديث عن أبي هريرة في البخاري ومسلم يقول فيه أبو هريرة ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام في كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام )
وركب الشيخ سيارته وسلم عليه أخي الكبير وشكره على الحضور وأخي مهندس في الاتصالات وعندما علم منسق الشيخ بأن أخي في الاتصالات طلب خدمة من شركة الاتصالات بخصوص الشيخ فوافق أخي مباشرة وفي الصباح كانت الخدمة جاهزة ولن أبيح بنوع الخدمة لأنها غير نظامية .. والحمد لله الذي وفقنا لخدمة الشيخ ..

كمان
01-08-07, 09:39 pm
الجزء الثالث :
بعد ذلك ذهبت مباشرة لشراء شريط كاميرا فيديو لأجل تسجيل لقاء الشيخ .. وكنت قد سألتُ سليمان – ابن الشيخ – هل سيمانع الشيخ من تسجيل كلامه بالفيديو ؟؟ فأجابني : بأن الشيخ لا يمانع مطلقا ..
وذهبت إلى أفضل المطاعم وطلبت منهم أن يجهزوا غداء ليوم الاثنين وأن يختاروا أكبر ذبيحة على ثلاثة صحون .. وكنت في السابق متحمس لأضع أكثر من ذلك ولكن عندما علمت أن الشيخ صائم ولن يفطر بقي الآن إكرام الضيوف الأفاضل الذين أتشرف أن يجيبوا دعوتي .. وفعلاً نسقت أموري كاملة ووصفت للمطعم الاستراحة وكان بجانب المطعم الذبائح وطلبوا مني أن أختار الذبيحة بنفسي فقلت لهم أنتم اختاروا الذبيحة كثيرة اللحم ولكنهم ألزموني أن أختار وذهبت معهم ورأيت مجموعة من الأغنام ولكنها لم تعجبني لصغرها وقلت أليس عندكم غيرها ؟؟!! فقالوا : لدينا أكبر من ذلك في إحدى المزارع ولكنها أرفع بالسعر فقلت : لا مشكلة ، وكنت مستعجل لأجل حضور درس الشيخ .. وأتصل بي والدي - حفظه الله – وسألني هل ستضع المناسبة في بيتنا الكبير فاستأذنت الوالد أن أضعها في استراحة ليقدم أكبر عدد فوافق الوالد وقال على العموم بيتنا جاهز لو أردت .. واتجهت للمسجد وفعلاً حضرت بعد بداية الدرس والشيخ الدكتور ابن جبرين يتكلم في أحكام الصلاة والمسائل الفقهية الرائعة ومن الأشياء العجيبة أن الشيخ عندما سمع مؤذن جامع خادم الحرمين وكان صوته جميل جداً بالأذان على نمط أذان الحرمين الشريفين وهي دمج التكبيرتين بنفس واحد لاحظ الشيخ هذه الملاحظة عليه وقال إن المؤذنين يخطئون في هذه الطريقة ولابد فصل كل تكبيرة لوحدها في الآذان وأن من يعمل ذلك أستدل بحديث ( فيقول الله أكبر الله أكبر ثم يقول الله أكبر الله أكبر ) وقال الشيخ ليس في ذلك دليل على أن التكبيرتين يدمجتا مع بعض ، وأكثر الأحاديث على الفصل .. ثم رأيت المؤذن بعد ذلك جزاه الله خير يفصل التكبيرات وعوضه الله بان أصبح صوته أندى ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه )
ثم انتهت الصلاة وقمت للسلام والتنسيق أيضاً مع أبي طلحة الفرنسي وهو من يتولى تسجيل دروس الشيخ كاملة وكنت أحب هذا الرجل في الله منذ تعرفت عليه ونتبادل الاتصالات مع بعض والرسائل .. فأخبرني أن هناك احد الأخوة قدم من الطائف لأجل حضور دورة الشيخ وسألني هل بالإمكان أن تأخذه معك لحضور عشاء الشيخ ؟؟ فقلت : نعم بكل تأكيد .. ورأيت فإذا شاباً متحمس يذهب مع الشيخ ويتبعه في كل مكان لحضور دروسه وكان يدرس في المرحلة الثانوية .. فأخذته معي واستأذنته بأني سأذهب إلى المكتبة لأجل تغليف مذكرة الشيخ ( الخاصة بالتعدد ) لأجل أن أسلمه إياها .. وذهبنا سوياً وكنت أسأله عن منطقته فقال أنه في قرية صغيرة قريبة من الطائف وبقريته ضعف في تعلم العلم ويشتكي من جهل الناس هناك وأن العادات تحكمهم أكثر من العبادات !!
ثم انتهيت من المكتبة وانطلقت أتبع الشيخ – حفظه الله - في استراحة في منطقة قريبة أسمها قفار حيث وضع له الشيخ أبوعبدالله طعام العشاء .. وكان في الاستراحة جمع من الأفاضل وطلبة العلم المربين ...
وقبل العشاء تحدث الشيخ – حفظه الله – وأكثر من الحديث حول لبنان وظلم اليهود عليهم ثم ذكر أن اليهود هم شر خلق الله وقد لعنهم الله في كتابه العزيز ، ثم ذكر أيضاً الرافضة وخطرهم وأن حزب الله هم المفلحون وان حزب الله هم من يتمسك بالقرآن والسنة .. وأن الروافض الذين يقولون بتحريف القرآن ويكفرون الصحابة ويسبون عائشة – رضي الله عنهم أجمعين - ليسوا حزب الله إنما هم حزب الشيطان وحزب الشيطان هم الخاسرون ..
وذكر أنه اطلع على كتب كثيرة للروافض ومن ضمنها كتاب الطبرسي ( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ) الذي يذكر فيه هذا الرافضي الخبيث أن القرآن حرفه الصحابة وأن القرآن الحقيقي ليس مما في أيدينا منه ولا حرف !!!
وذكر أنه استمع لهم في عرفة والمسلمين يدعون الله ويطلبون مغفرته والروافض يدعون علي و الحسين وفاطمة – عليهم السلام - .. قال لهذا نرى أنهم ليسوا مسلمين وهم مشركون وعلى ضلال .. وذكر أن فتواه قديمة ووزع على الحاضرين فتواه الجديدة التي انتشرت في المنتديات ...
بعد ذلك حضر العشاء وقام الشيخ وتناول العشاء أما أنا فجلست حتى أتعشى في القلطة الثانية ( الدفعة الثانية ) وإن كنت أحب الجلوس مع الشيخ في صحن واحد ولكني رأيت أن لا أزاحم والشئ الآخر هناك من هم أقدر مني بالقيام .. وعندما قام الشيخ من العشاء قمنا لنتعشى وكان الطعام لذيذاً ولكني تفاجأت أن الشيخ يريد الانصراف فقمت من العشاء مباشرة بعد ما أكلت بضع لقيمات لأكلم الشيخ عن المذكرة وأعطيه نسخه منها حتى إني تبعته للسيارة ولم أغسل يدي من العشاء خشية أن أذهب فيذهب .. وكان معي نسختين ولما انتهت أسئلة الأخوة الذين يتبعون الشيخ للسيارة وكان يتبعه مجموعة يسألون ويستفسرون ركب الشيخ فاقتربت منه وقالت يا شيخ هذه مذكرة فتاوى التعدد وأعطيت نسخة أخرى لأبي طلحة الفرنسي فأخذها الشيخ ومضى ...
ورجعت فقال لي الإخوة تعال أكمل عشاءك فاستحييت من الرجوع وغسلت يدي وتذكرت أن زوجتي لابد أن تسألني كل ليلة هل تريد طعام وفي المنزل الخير الكثير ..
بعد ذلك جلست قليلاً في الاستراحة ومضيت أنا وصاحبي الطائفي ... ثم ذهبت به إلى سكن كان أعده الإخوة لضيوف الشيخ .. ثم انطلقت إلى استراحة أخرى بها جمع من الأفاضل من المكتبات الخيرية والحلقات للتنسيق معهم للغد .. وكم والله أحب هؤلاء الشباب وأشعر أني جزء منهم وإن كنت لم أنل مثل ما نالوا من فضل الله .. ولكني أعلم أن الذي جمعهم لم يكن قبيلة أو مكان أو لون وإنما جمعهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكنت أتذكر عصوراً ذهبية مرت علي وأنا في عمرهم تلاوة وحفظاً لكتاب الله وحرصاً على تعلم العلم .. وكنت أحب أن أستضيف أمثال هؤلاء أكثر من غيرهم .. لأنهم على أقل الأحوال أقل ذنوباً منا ... وجلست معهم ونسقت مع من يصور بكاميرا الفيديو ومن يسجل اللقاء ومن يتولى تقديم الأسئلة للشيخ ووجدت منهم التفاعل بل إني أرتاح جداً عند تكليفهم بأي عمل لأني أستمع دائما كلمة ( إزهله ) بمعنى اتركه علينا ولا تهتم .. وكان شيخ حلقتهم أبو حسناء نعم الرفيق ( أبو الفزعات ) حتى انه كثيراً ما يعرض المساعدة بكل شئ .. وإن حائل تغبط بوجود أمثال هؤلاء – أبعد الله عنهم حقد الحاقدين وكيد الحاسدين وثبتنا وإياهم على الإيمان أجمعين -
المهم اتجهت بعدها لمنزلي وأنا مرتاح وأجد ولله الحمد الزوجة الصالحة التي تعطيني الاقتراحات وتشجعني كثيراً في مثل هذه المناسبات وكانت أيضاً زوجتي ولله الحمد تعينني على حضور الدروس بل تتابعنا أحياناً وهي في المنزل وتستمع للدروس عن طريق الانترنت حيث كانت تُنقل مباشرة وهذا من فضل الله وحده ...
ومن الغد بعد انتهى درس الشيخ توجه مباشرة للراحة لأنه صائم – تقبل الله منه – أما أنا فذهبت مع الظهر للاستراحة وجهزت كل شئ بل والصحيح وجدت الشباب الذين جهزوا كل شئ تخيل تجد من يخدمك ولا يبتغي الأجر إلا من الله لا تربطك بهم علاقة إلا العلاقة بالله .. هذا أجتهد بعمل الشاي والقهوة وهذا ذهب لإحضار الماء والثلج وهذا أحضر المشروبات وهذا يستقبل الضيوف .. والله كأنك بين هؤلاء الأفاضل تعيش عيشة الملوك .. ولا ريب في عملهم إذا كان من يربيهم على هذا العمل يضرب به المثل في الأخلاق والتعامل .. واتصل بي منسق الشيخ وقال إنه مع الشيخ قريبين من الاستراحة فخرجت مباشرة لاستقبال الشيخ ونزل الشيخ تعلوه الابتسامة وكان الجو حاراً فدرجة الحرارة ما يقارب الخمس وأربعين .. وسلم الأفاضل على الشيخ وكان الشيخ لا يريد أحداً أن يقبل رأسه ثم لما اكثروا على الشيخ ولا يلامون فأي شرف تناله عندما تتشرف بالسلام على عالم من علماء الأمة وعلى احد ورثة الأنبياء .. قال الشيخ : يكفي المصافحة ودخل الشيخ وتوسط المجلس وكانت الكاميرا أمامه والأجهزة جاهزة للشيخ ثم جلست بجانب الشيخ ورحبت به وقلت له جزاك الله خيراً على إجابة الدعوة .. ثم قال : وإياك ...
قلت يا شيخ إذا أنت جاهز لنبدأ اللقاء أو تريد تستريح قليلاً قال : ابدؤا لا مشكلة .. وكان ابنه سليمان قد أخبرني أن والده صائم ومتعب وربما لا يستطيع أن يتكلم بمقدمه فيرغب بان نبدأ بالأسئلة مباشرة .. المهم قلت للأخ المقدم تفضل وقد تم اختيار المقدم ( أبو لجين ) من قبل شيخ الحلقة فهو يثني عليه خيرا .. المهم بدأ بمقدمة جميلة عن العلم والعلماء وأثنى على الشيخ- وكان نعم الاختيار- ثم طرح الأسئلة وكان أول سؤال عن الشيعة ولبنان لأنها كانت مدار حديث الناس لأن الحرب ما تزال قائمة بين اليهود ولبنان ... فالشيخ بعدما تكلم سلم ثم حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث بمقدمة عن العلم والعلماء وفضل تعلم العلم ما يقارب العشر دقائق ثم أجاب عن السؤال بقريب من جوابه في الليلة الماضية .. وأخبر أن الروافض ليسوا مسلمين حقاً وأن أفعالهم تكفرهم .. وأنهم يحرفون القرآن ومن أنكر حرفاً فهو كافر .. وأخبر الشيخ أن سبب قولهم بتحريف القرآن أنهم لم يجدوا آيات تخص أهل البيت بفضل الذين يغلون فيهم .. وآل البيت عندهم فقط خمسة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين – رضي الله عنهم أجمعين – وبقية أقارب النبي لا يعترفون بهم !! .. فلما لم يجدوا آيات تخصهم اتهموا الصحابة بأنهم حرفوا ، وبأنهم حذفوا من القرآن ثلثيه .. أليس هذا كفر ؟؟!!
ثم قال الشيخ حفظه الله : أليس هذا إنكار لكلام الله ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
الأمر الثاني الذي ذكر الشيخ : تكفيرهم للصحابة وأنهم مرتدون وإن الروافض يستدلون بحديث الحوض الذين يذادون عنه فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فيقول الله تعالى ( أنهم لا تدري ما أحدثوا بعدك ) وقال الشيخ إن المقصود من الحديث هم الأعراب الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وحاربهم الصحابة .. وقال الرافضة أيضاً إن الصحابة اتفقوا على كتمان الوصية لعلي بالرغم من أن عددهم أكثر من مائة الف !! وقال لا يقبلون أحاديثهم ولا يعترفون بالصحيحين ولا بالسنن الأربعة والمسانيد لأنها - بزعمهم - عن طريق كفار .. فهم بذلك أبطلوا الشريعة ..
الأمر الثالث : أنهم غلو في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصبحوا يدعونهم من دون الله .. ثم ذكر الشيخ أنه في قبل عدة أشهر كان بعض الروافض الذين قدموا من إيران وغيرها إلى مكة يذهبون إلى مقبرة المعلاة في مكة بعد الفجر يدعون ولا يعترفون بأحد من الأموات إلا خديجة لأنها أم فاطمة – رضي الله عنهن أجمعين – فيدعونها يا خديجة اشفعي لنا يا خديجة يا خديجة إلى الساعة التاسعة .. وكذلك بالبقيع قال الشيخ لما دخلنا فيها رأيناهم يدعون فاطمة بأبيات شركية والحسن .. كل ذلك يؤدي إلى الشرك ثم قال الشيخ لأجل كل هذا وغيرها أخرجنا الفتوى السابقة أنهم كفار مشركون .. وقال الشيخ ولم نذكر حزب الله أو لبنان ولكن أحد المشائخ أخذها من الموقع ونشرها وطبقها على حزب الله وقال الشيخ ونحن ما رضينا بذلك .. وقال الشيخ لا شك أن لبنان فيها سنة وروافض ونصارى والأحباش وسلط الله عليهم اليهود لأجل ذنوبهم .. ثم قال الشيخ ونحن نقول إذا كان هناك حزبٌ لله يقاتلون في سبيل الله وكانوا مضطهدين فإنهم على الحق فنحن معهم ونساعدهم .. أما اليهود والروافض فنتبرأ منهم وليسوا حزب الله إنما هم حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ..
ثم سأل الشيخ عن تكفير عوامهم ، والزواج منهم فاخبر الشيخ حفظه الله : أنهم قد يكونون معذورين ربما قبل ثمانين سنة أما الآن فلا عذر لهم فهم معاندون فقد انتشرت السنة والردود عليهم فلا عذر لهم فهم مقلدون مع معرفتهم بالسنة ولا يجوز النكاح منهم فهم لا يقرون أصلاً نكاح نساءهم من السنة وذكر قصة الشيخ رياض الحقيل المشهورة في الشرقية وكيف ضربه الروافض عندما تقدم لزواج امرأة تسننت منهم وكادوا أن يقتلوه ..
وذكر الشيخ أن أحد أئمتهم له فتوى مسجلة عنده انه سُئل أيهما يزوج ، السني المتعبد أم الشيعي الفاسق فقال إمامهم : أن العابد من السنة في النار ولو تعبد ما تعبد فلن تنفعهم عبادتهم .. أما العاصي الشيعي فهو في الجنة لا يعذب لأنه على طريقتنا !!
ثم قال الشيخ ابن جبرين لذلك لا يزوجون ولا يتزوج منهم إلا من تاب ..
وسُئل عن الأسهم المختلطة فأجازها وقال تخرج منها النسبة المحرمة ..
وسُئل – حفظه الله –هل يجوز دفع الزكاة للمكتبات ولحلقات تحفيظ القرآن فقال يجوز ..
وسُئل أسئلة فقهية أخرى أجاب عليها باستفاضة - أيده الله – ثم طلب ابن الشيخ مني أن أخبر الأخ بالتوقف عن الأسئلة لأن الشيخ متعب ومجهد وصائم وهو مواصل الكلام منذ ما يقارب الساعة والنصف !! والغريب أن الشيخ لا يطلب من أحد أن يتوقف حتى ولو بلغ به الجهد مبلغه وأذكر أني اتصلت عليه ذات مرة وقلت يا شيخ عندي بعض الأسئلة فاستأذنك لطرحها وأذن وسألته عشر أسئلة ثم قلت يا شيخ أواصل فوافق ثم عشر وعشر إلى أن طرحت عليه خمسين سؤالاً في الهاتف !!
ثم طلبت من الأخ المقدم أن ينهي اللقاء وبالفعل انتهى ثم قمت لجانب الشيخ وقلت يا شيخ لعلك تأكل معنا أمازحه ، فتبسم وقال : لا ، ثم قلت يا شيخ هل ستجلس حتى ننتهي من الغداء فقال لا أريد أن أنصرف فقام وقام الإخوة ثم طلبت من الأخوة الدخول للغداء وأخبرتهم أن الشيخ صائم وذلك أن الكثير منهم لم يعلم بصوم الشيخ ..
ومن الطرائف أن أحد الإخوة سألني مستنكراً كيف يصوم الشيخ وهو مسافر ؟!! فقلت له وهل تظن الشيخ يفعل شيئاً خلاف الأولى يا فقيه عصرك !! الشيخ أولاً يعتبر نفسه له حكم المقيم .. ثانياً هناك حديث عن أبي هريرة في البخاري ومسلم يقول فيه أبو هريرة ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: بصيام ثلاثة أيام في كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام )
وركب الشيخ سيارته وسلم عليه أخي الكبير وشكره على الحضور وأخي مهندس في الاتصالات وعندما علم منسق الشيخ بأن أخي في الاتصالات طلب خدمة من شركة الاتصالات بخصوص الشيخ فوافق أخي مباشرة وفي الصباح كانت الخدمة جاهزة ولن أبيح بنوع الخدمة لأنها غير نظامية .. والحمد لله الذي وفقنا لخدمة الشيخ ..



يتبع بإذن الله

كمان
01-08-07, 09:42 pm
الجزء الرابع :
وبعد غداء الشيخ طلب مني ابنه سليمان شريط الفيديو وألح في ذلك وقال مستحيل أن ينشر كلام والدي لأن فيه ضرر كبير وما إلى ذلك .. فقلت له نستأذن الشيخ فقال : أعرف والدي والله لو استأذنت فلن يمانع ولكن أنا أحدثك للمصلحة العامة وأخذني بمكان منفرد وقال : ضروري أن آخذ الشريط ولما رأيت إصراره قلت له : أبشر ولا يهمك شئ .. فارتاح ثم قلت له بشرط قال : ما هو ، قلت : تمسح إجابة الشيخ التي تراها غير مناسبة للنشر وتعطيني بقية الإجابات وخاصة التربوية لأننا أريدها تبقى لتفيد الغير ووافق ثم سحبته من الكاميرا وأعطيته إياه .. علماً بأني اشتريت الشريط بعشرين ريال – والعوض على الله –
ثم ذهب الشيخ وبقي الأفاضل لتناول الغداء وانصرفوا مشكورين وعندنا مثل يقول ( الأكل على قدر المحبة ) وهذا المثل هو عزائي حيث لم يبق من الطعام إلا القليل !!!
وأذكر إني كنت في رحلة مع الشيخ أبي فواز وهو أحد المشائخ الأفاضل الذين تعتز بهم منطقتنا .. حيث زرنا رجلاً كبيراً في السن من حفظة كتاب الله يرى عليه أثر التقوى والعلم فوضع لنا الرجل الغداء وكنت أول من انتهى فقال الشيخ لي اشبع من طعام الصالحين .. وذكر أن الإمام الشافعي عندما زار الإمام أحمد أكل وأكثر الأكل بطريقة لم يعهدها أصحابه فقال الشافعي – رحمه الله - : أفلا أشبع من طعام الصالحين ؟!!
المهم هذا المثال لا يقاس علي والله سقته لأنه أتى في بالي للفائدة ولو كان الطعام الذي يشبع منه طعام الصالحين فحسب لما أكل أحد عندي طعام ..
المهم ذهب الشيخ ليستريح لأنه في العصر يستقبل الفتاوى إلى صلاة المغرب – حفظه الله –
وسألت منسق الشيخ ( أباعبدالرحمن ) كيف سيفطر الشيخ قال في المسجد يتناول تمرات ثم يصلي ويبدأ الدرس فقلت سأحضر الطعام هذا اليوم ، فقال : لا لأن الشيخ فلان سيحضره ، قلت : إذن غداً قال : أنا سأحضره غداً قلت : إذن يوم الأربعاء ولن أتنازل ، قال : لا مشكلة لأني أحب أن يأكل الشيخ ولعلي أن أنال دعوة منه عنده فطره ولأجل أن آخذ مثل أجر صومه .. وكنت أفكر في صاحب لي يقال له أبو جهاد وهو فاضل وكان يقول لي أتمنى أن أستضيف الشيخ فاتصلت عليه مباشرة وقلت له هل تحب أن تشاركني في إفطار الشيخ : قال والله أتمنى ، قلت له يوم الأربعاء جهز فطورك ولا تخبر أحداً .. فوافق وهو يدعو لي ..
ثم ألقى الشيخ دروسه التي هي كالدرر والثمار اليانعة مجلس فيه جم كبير من الفوائد والنكت وأقوال العلماء كأنك تعيش مع الإمام مالك وهيبته أو مع أبي حنيفة وذكائه واستنباطه أو مع الشافعي وآراءه أو مع احمد في علمه وتقواه .. لا تسمع إلا آيات وأحاديث ونقولات عمن سبق من العلماء وترجيحات يراها الشيخ – حفظه الله –
وإذا حضرت مع درسه في الفجر لا تسمع إلا تأصيلاً في العقائد ورداً على شبهات المعتزلة والأشاعرة والروافض فلله دره ..
ومن الطرائف أني كنت في درس الفجر أستمع لبعض الأسئلة التي تطرح على الشيخ سواء من الحضور أو من الشبكة الإنترنت وكان من ضمن الأسئلة شخص يسأل عن حكم المحادثات في البالتوك ( البرايفت ) بين الرجال والنساء !! فقلت في نفسي ما أجهل هذا السائل وكيف سيعرف الشيخ البرايفت بمثل هذه الأسئلة يسأل بها من دخل وغاص في مثل هذه الأمور مثل الشيخ محمد المنجد .. واكتشفت بعد ذهابي للبيت أن السائل من موقعنا !!
وكنت والله في بعض الدروس أرحم الشيخ حتى أنه ذات مرة تكلم يشرح ويوضح ما يقارب الساعتين ثم الأسئلة وكان يستمع بضعف للأسئلة وكان السائل صوته ضعيفاً بعض الشيء مما حدا بالشيخ أن يطلب من السائل أن يعيد السؤال أكثر من مرة بل وصل بعض الأحيان إلى أن يطلب منه الشيخ أن يعيد كلامه أربع مرات !! حتى أن الشيخ تعب واتضح عليه التعب ولكنه لا يقول للسائل كفى أو نكمل غداً بل ينتظر إلى أن ينتهي السائل من جميع الأسئلة حتى أن الشيخ والله ذاك اليوم تعب وسئل أيهما يقدم في السجود اليدين أم الركبتين فأجاب الشيخ بأن يقول الراكع سبحان ربي العظيم وله أن يزيد سبحانك اللهم وبحمدك .... ومما يلاحظ أن الشيخ أجاب على غير السؤال من شدة تعبه وكنت أتمنى أن أكون قريباً من السائل لأجل أن أنبهه أن يقف عن الأسئلة .. أطال الله في عمر شيخنا ..
وفي يوم الأربعاء طلبت من أحد طلاب الشيخ وهو أبو طلحة الفرنسي أن يزور أهله أهلي لأني اعلم أن المغترب الرجل ربما يجد من يسليه أما المرأة فتتضايق بين الجدران الأربع وتتمنى أن تتعرف وتزور غيرها ,, فوافق ورحب بالفكرة فاجتمعت كثير من الداعيات الفاضلات في منزل أحد الأخوات الفاضلات .. واستضفت الأخ أيضاً على الغداء وكان مدار حديثنا حول الشيخ وسيرته وكنت أستمتع ببعض القصص التي يرويها ويراها .. وكنت أسأله ماذا يحب الشيخ وماذا يكره وما هي الأسئلة التي يحبها ..
ومتى ترى الانزعاج من الشيخ وذكر بعض القصص مثل أن هناك من يسئ للشيخ وذكر ذات مرة أن الشيخ خرج من الدرس متعباً مجهداً في إحدى المناطق وبعدها أتاه رجل وقال يا شيخ انطلق معي للبيت فقال الشيخ اعذرني فقال والله ما أعذرك يا شيخ وأقسم على الشيخ أن يأتي معه للبيت وقال الشيخ كفر عن يمنك ولن أذهب معك ..
وذكر أن الشيخ يحب قصص السابقين والمواقف التي مرت به .. ويذكر كثيراً العلماء الذين التقى بهم ويحبهم ,, وأخبر أنه يحب كثيراً من العلماء وطلبة العلم ويلتقي بهم كثيرا للتشاور ومحبته للشيخ سعد الحميد مميزة وكذلك يحب الشيخ سفر الحوالي كثيرأ والشيخ سلمان ودائما يثبتهم ويدعو لهم ..
وفي مغرب ذلك اليوم اتصلت على صاحبي ( أبو جهاد ) وقلت هل جهزت الإفطار للشيخ قال نعم قلت أحضر البعض وأنا اكمل الباقي وتفجأت انه أثابه الله قد جهز مما لذ وطاب من المأكولات تمر وقهوة وشوربا وفطائر ومعجنات وعصيرات طعام يكفي لثلاثين شخص ولا يلام الأفاضل بإكرامهم للشيخ فهو والله من المحبة التي يجدونها له .. وعندما جاء وقت الأذان وضعنا الإفطار في المسجد في غرفة الإمام حتى يفطر الشيخ وفعلاً قدم الشيخ مع الآذان وكان في الغرفة مكان مهييأ لجلوس الشيخ وكنا قد وضعنا غالب الطعام أمام مكان الشيخ وتفجأنا أن الشيخجلس على الأرض في الطرف على الفرشة ولم يجلس على الآرائك مما جعلنا ننحرج من الشيخ وطلبت منه الجلوس على الفراش المعد ورفض وقال هنا .. ما أجمل التواضع من أهله .. فوالله له رونق وميزة يتذوقها الحاضرون ومن تواضع لله رفعه ... واستغليت الفرصة وقلت يا شيخ أدع لنا والتفت الشيخ لنا وقال ( أسأل الله ان يوفقكم ويجزيكم خير ) ووالله من أجمل اللحظات عندما تجد من يدعو لك فكيف بمثل هذا العالم الإمام ، وأيضاً وهو صائم وعند فطره .. ثم قال أبو جهاد وأقترح أن يزور الشيخ الدكتور عثمان العامر الذي أصيب بطلق ناري أثر خلاف مع شخص آخر .. ووافق الشيخ مباشرة وقال ابنه سليمان بعد الدرس نذهب مباشرة إن شاء الله .. وذهب أخي أبا جهاد وقلت سأوصل الشيخ إلى منزل الدكتور وفعلاً بعد درس الشيخ توجهنا إلى منزل عثمان العامر ووجدنا هناك جمع كبير من العائلة بانتظار الشيخ فدخل الشيخ وسلم وجلس إلى جانب الدكتور عثمان وذكر الشيخ ابن جبرين الدكتور عثمان بالصبر والاحتساب .. وإن ما يصاب المؤمن من مكروه يجده – إذا صبر – في ميزان حسناته .. ثم دعا الشيخ له وأنصرفنا ...
وبعدها كانت هناك مناسبة عشاء أعدها الشيخ عبدالعزيز المحيني – مدير الدعوة والإرشاد – في منزله ورافقت الشيخ وكان الحضور ليسوا بالكثير وكان هناك رجلأ كبيراً في السن يكلم الشيخ ويحدثه عن فساد الشباب وسفرهم للخارج لأجل فعل المحرمات وذكر أن في بيروت آلاف من هؤلاء .. وذكر الشيخ أن هذه مسؤولية الأولياء فكثير من الآباء أهملوا أبناءهم وأعطوهم المال وتركوهم يسافرون للخارج وهم في الغالب يتلوثون بهذه المعاصي ويقدمون وقد انحرفت أفكارهم وعقولهم ..
وفي ليلة الخميس أخبرني أخي الفاضل أبوعبدالرحمن أن الشيخ سنقدم له الفطور في أعلى السمراء وهو منتزه فوق الجبل جميل فيه مكان للجلوس ترى فيها كل حائل من الأعلى ، إضافة إلى أن جوه في ساعات الصباح المبكرة فيها رونق عذب .. وطلب مني أن أرافقهم وبالتأكيد وافقت ..
ثم بعد الفجر وبعد درس الشيخ انطلقنا سوياً .. وسألت الشيخ عن الأذان الذي يسمع غير مباشر سواء في الراديو أو الجوال هل يردد معه ؟؟ فقال الشيخ : نعم يردد معه وهو ذكر من الأذكار ...
وصعدنا إلى العلى حيث وجدنا أربعة من الإخوة بانتظارنا وقد أعدوا المكان لجلوس الشيخ وعندما نزل الشيخ من السيارة تعجب من المنظر وظهر عليه الأنس وقال لماذا تذهبون للطائف وعندكم مثل هذه الأماكن .. ووقف الشيخ كثيراً يتمعن ونحن نشرح له الأماكن وكنا ننظر لجامع خادم الحرمين الشريفين ونريه الشيخ وبعض أحياء حائل القديمة وكأنك تنظر من جو جل .. فعلاً منظر لا يسوءه إلا إهمال البلدية له حيث أنهم بدؤا بأوله وتركوا آخره ولم يكملوه ..
المهم بعد ذلك تكلم الشيخ عن بعض القصص وذكر له أحد الأخوة رجلاً كبيراً في السن تزوج – وكان الشيخ يعرفه – فقال مستغرباً ومبتسماً : فلان تزوج وهو في ذلك العمر ؟!! فقال أحد الأفاضل : ضاحكاً يا شيخ هناك كبار في السن وفيهم نشاط .. وتبسم الشيخ ..
وبعدها قلت إن شاء الله سنختار للشيخ زوجة من بنات حائل فقال ابنه لا تحاول فأبي لم يستطع عليه أهل القويعية – موطن الشيخ – ولم يستطع عليه أهل الرياض ولا القصيم .. واخبرني سليمان ابنه أن الشيخ كانت معه زوجة واحده وهي أم سليمان ثم توفيت وتزوج الشيخ بعد ذلك ...
وتذكرت قصة الإمام أحمد – رحمه الله – انه لما ماتت أم ابنه عبد الله – المحدث - تزوج مباشرة وقال إني كرهت أن أبيت عزبا .. فأنجبت الإمام أحمد صالح -الفقيه –
وسألته عن رأيه في حائل فذكر أنه زار حائل عام 1402هـ ورأى جمعاً من الأفاضل وأحبهم ثم زار المنطقة عام 1408هـ وقال استضافنا قاضي عندكم يقال له مسفر وسأل عنه فأخبرناه أنه موجود ..
يقول وزرت حائل عام 1417هـ ووجدت وجوهاً غريبة وكان رجل دائما يركب معي اسمه ( .......) وذكر الشيخ عنه قلة أدبه وقال أنه أزعجني كل كلامه يا شيخ ليش تمدح الأخوان المسلمون يا شيخ سيد قطب فاسق يقول حتى إني تضايقت منه كثيرا ..
وأنا أذكر زيارته فقد كنت مع أحد الأخوة عندما ذهبنا لبيت الشيخ ونسقنا معه زيارة حائل وتلقفه هذا المتعالم الجاهل المدعي أنه من العلماء .. وهو ولله الحمد الآن ليس له تواجد على الساحة بعدما نجح في تفريق الشباب وضرب الدعوة ..
المهم قال الشيخ هل الجامية خف شرهم عندكم ؟؟؟ قلنا له ولله الحمد قل شرهم بعدما عرف المسؤلين أنهم هم من يشعل الفتن وأخبرناه أن سمو أمير المنطقة متفهم جداً لوضع وحاجات المنطقة وهو بدأ يقرب أهل الخير لديه – نصر الله به الدين – والوشاة في كل زمان ومكان لا يحبون أن يروا التلاحم بين أهل الدين وولاتهم .. منذ سالف الزمان وما سبب سجن الإمام أحمد وابن تيمية إلا أمثال هؤلاء أصحاب التقارير الظالمة المكذوبة .. وذكرنا للشيخ ولله الحمد أننا ننعم بتلاحم كبير مع أميرنا وهو يحب أهل الدين .. ورجل صاحب شخصية قوية .. أسأل الله أن يجعله سلماً لأوليائه حرباً على أعدائه ...
وحدثنا الشيخ بعض القصص أن في إحدى قرى الجنوب كان هناك مجموعة من تجار المخدرات والذين لا يعرفون الصلاة طرفة عين فأتاهم مجموعة من الإخوة التبليغ ونقلوهم من الضلال للهدى وأصبح تجار المخدرات من أكثر الناس عبادة وتقوى وصلاح .. حتى تعجب الناس من هذه النقلة وأصبح هؤلاء مع التبليغ يقول فأتاهم أحد مشائخ الضلال – الجامية – واخبرهم أنهم لو كانوا على المخدرات أهون من كونهم مع التبيلغ وأن الله لن يقبل أعمالكم !!! يقول الشيخ بتحسر وبعد ذلك ترك هؤلاء العبادة وتركوا الصلاة ورجعوا للمخدرات .. وذكر قصصاً كثيرة عنهم ..
وقال الشيخ وبعد ذلك زرنا حائل ورجعت الوجوه الطيبة وأحببناها وأحببنا اهلها .. وأصبحنا نرتاح فيها ولأهلها ..
ووضع الطعام للشيخ وأكثره من الطعام الشعبي ... ثم أكل الشيخ – حفظه الله – وانطلق بعدها ليرتاح في سربه ... علماً أننا بعد الظهر سنأخذ الشيخ جولة إلى بعض قرى حائل مثل الخطة والقاعد
المهم أختصرت كثيراً لأني أكتب هذه الكلمات وأنا على سفر .. ولعلي اكمل لاحقاً بإذن الله



يتبع بإذن الله

كمان
01-08-07, 10:02 pm
الجزء الخامس والأخير
أعتذر للتأخير فقد كنت مسافراً بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
وعندما ركب الشيخ سيارته قال لي أبشرك خلصت من الرسالة التي فرغتها عشرين صفحة وأكملها إن شاء الله اليوم .. وشكرته ودعوت الله له .. ثم أوصلت له رسالة خاصة واقتربت منه وقلت يا شيخ امرأة كبيرة في السن تعرضت لابتلاء ومصيبة – وشرحت له ما هي – ثم قلت للشيخ إنها تريد جلسة خاصة معك لتشرح وتستفسر منك عن شبهات مرت عليها وعلى موت ابنها وإنها لا تثق بأحد غيرك ، فقال الشيخ : بالتلفون فذكرت للشيخ أن التلفون يتعذر لأسباب فقال : بل التلفون أفضل .. ثم ودعنا الشيخ ليرتاح في مسكنه المعد له وذهبت أرتاح في بيتي ، ومع الظهر اتصلت على صاحبي أبي طلحة لأجل أن نذهب سوياً لغداء الشيخ ، وكان غداؤه في استراحة تبعد عن مدينتنا ما يقارب الأربعين كيلو على طريق قرية يقال لها ( الخطة ) ، وهي استراحة جميلة فيها بناء فاخر للشيخ سعود التمامي – ونعم المال الصالح بيد الرجل الصالح – هذا الرجل الذي لا نزكيه على الله له باع وجهود وآثار في المنطقة .. حتى عندما رآه بعض المشائخ من الرياض قالوا لنا : والله عندكم رجل بألف .. وصدقوا ، نحسبه كذلك والله حسيبه ..
وذهبنا بعد صلاة الظهر إلى الاستراحة ثم عندما وصلنا للاستراحة – وكان عدد الموجودين قليلاً - وجدناهم قد سبقونا على الطعام فقال لنا العامل ادخلوا بسرعة إلى الشيخ فهو يتغدى فدخلنا مسرعين ولم نمر على المجلس واكتشفنا بعد ذلك أن الشيخ سعود ومعه أحد الإخوة لم يأكلوا مع الشيخ واستأثرا انتظارنا للأكل معنا لأننا تأخرنا !! وعندما دخلنا إلى صالة الطعام سلمنا ووجدنا الشيخ ومعه خمسة من الإخوة جلوساً فأشار الشيخ لي أن تعال للجلوس بجانبي – فاستغللت الفرصة للجلوس عنده – خاصة أن المكان كان واسعاً فجلست إلى جانب الشيخ ثم مكث الشيخ قليلا ولاحظته لم يأكل من الأرز واللحم بالرغم من أن الصحن وضع عليه ذبيحة ( شاة ) كاملة واكتفى الشيخ بالأكل من (الجريش ) فقط وشرب اللبن والشيخ لاحظت فيه ملاحظة جميلة وهي أنه يفتح علبة اللبن ثم يصب ما فيها بكأس ثم يشربه ثم يحضر ماء قليلاً ويصبه داخل العلبة ويغلق العلبة ثم يحركها ثم يشرب ما فيها .. لا تفسير لدي إلا أن الشيخ لا يريد أن يرمى ما بقي من اللبن في العلبة - وهذا من احترام نعمة الله علينا – وإلا فالعلب كثيرة التي توضع أمام الشيخ ولكنه يكتفي بواحدة ..
وانتهى الشيخ من الطعام وفي الشيخ – أطال الله بقاءه - ميزة أدب وهي أنه يعلم أن العرف لدينا أنه إن قام الضيف قام غالب الناس معه ولا يقومون من الطعام قبله فكان أحيانا يجلس وينتظر حتى ينتهي الجميع من الطعام .. ثم أخذ الشيخ ابن جبرين يضع اللحم الذي وضع أمامه بكثرة يضعه أمامي لأجل أن آكله ووالله إني أتلذذ باللحم الذي أعطاني اياه ، ولا تقولوا عني صوفي أو مقدس ومبالغ ولكني احكي واقعاً وإن شئت قلت محبة لعالم رباني ... ألست تتشرف بجلوسك وخدمتك لعالم مثل الشيخ ومن سلفه ؟؟!! فأنا إذن أتشرف أن آكل من طعام لمسته يد الشيخ ..
الشيخ بعد ذلك شعر أننا سنطيل الجلوس لأننا وصلنا وهم على نهاية الطعام ثم رفع يده من الطعام ورفع الجميع أيديهم من الطعام ولم يبقى إلا أنا وصاحبي أبو طلحة نأكل فشعر الشيخ أن جلوسهم محرج لنا وقيامهم ربما يسبب لنا إحراج فقال لنا وهو مبتسم : كلوا ولا تستعجلوا نحن سبقناكم ، وقام من مكانه - أقام الله له الخير حيث حل – فغسل يديه ثم ذهب ، أما أنا وصاحبي فأكلنا ثم ملئنا الثلاثة أثلاث بالطعام ولله الحمد والمنة والله المستعان .. حتى أننا لم نجد للطعام مسلكاً وأنى له ذلك !!
وكنت أحفظ من جدي – رحمه الله – مثلاً كان يوصينا به ونحن صغار وهو ( كل أكل جمال وقم مع أول الرجال ) لكن بعض الأمثال ربما يصعب عليك تطبيقها خاصة عندما يكون الطعام قد أحسن طبخه ونفخه ..
وبعد ذلك قمنا وغسلنا أيدينا وذهبت للمجلس عند الشيخ ودخلت المجلس الكبير وكان فيه والد الشيخ سعود وهو عبدالله التمامي – حفظهما الله – وكان رجل أشعر منه الاحترام والتقدير فعندما دخلت قام وسلم علي وأمرنا بالجلوس في مكانه - عند الشيخ - فانحرجت خاصة أنه في مقام والدي ولكنه أقسم وألح فجلست محباً وكارهاً .. محباً للجلوس بجانب الشيخ وكارهاً أن أجلس في مكان رجل بعمر والدي !! المهم جلست وأخذ يقول للشيخ ضاحكاً احذر يا شيخ من هذا المعدد – ويشير علي – والشيخ يتبسم وينظر إلي وضحكنا جميعا .. وقد اعتدت أن أسمع دائماً من يعلق على التعدد أو من يسأل أو من يحذر وكلها تصب في قالب واحد ..
ثم أُحضر لنا حليب النوق وأعطي الشيخ فشرب منه ثم أعطاني إياه فشربت منه وكنت أحب حليب النوق كثيراً لأني استحضر الفوائد النبوية الطبية فيه فأتلذذ به ..
ثم قلت - لابن الشيخ - سليمان ألم تسمعوا الأخبار؟ فقال : لا ، قلت له اليهود أعلنوا بدء الهجوم البري البربري على لبنان .. فقال الشيخ مستغرباً : بدأ اجتياح اليهود ؟؟!! قلت : نعم أعلن ذلك في الأخبار ، فقال الشيخ : الله يستر على المسلمين .. ثم سألت الشيخ كيف يا شيخ هزم العرب في حرب 1967م وهل الأحداث الآن مثل الأحداث في ذلك الوقت ؟؟!! فتكلم الشيخ تأريخيا كيف كان هجوم اليهود على جيش مصر وكيف قصفوا الجنود والمطارات وذكر الشيخ أن جيش مصر في ذلك الوقت كان أقوى جيش ولكنهم دكوهم بالطائرات ثم ذكر جيش الأردن وسوريا وكيف أنهم هزموا وذكر الشيخ أن الملك فيصل في ذلك الوقت طلب جمع تبرعات خاصة للأردن التي تضررت كثيراً .. وذكر سلسة من الأحداث ، ولكن قاطع الشيخ الأخوة المستضيفين بأن طلبوا من الشيخ أن يرتاح في غرفة خاصة مهيأة له استعداداً لرحلة العصر لأنهم سيأخذون الشيخ – حفظه الله - بين المزارع والجبال وألزموا الشيخ بالقيام فقام وجلست مع ابن الشيخ وأبي طلحة وقريبين للشيخ وهما شابان كانا قد لحقا بالشيخ ..
وكان معي جهاز تخزين خارجي ( هاردسك ) فيه جمع من ملفات الفيديو والصور وكنت قد وعدتهم بإحضاره لأجل أن أنسخ للشيخ بعض المقاطع ليراها خاصة المتعلقة بحسن نصر الله .. وأحضروا الكمبيوتر المحمول مباشرة ( اللاب توب ) وشغلت الهاردسك وبدأت بملفات الرافضة وعندما رأوا مقطع الفيديو الذي يظهر فيه حسن نصر الله وهو يسب أبا سفيان – رضي الله عنه - ويتهمه بالكفر والنفاق تعجبوا وقالوا إن الشيخ لم يره فنسخته لهم حتى يره الشيخ وكذلك نسخت لهم مقطع الرافضي بالمسجد الذي يتظاهر في البكاء عندما رأى الكاميرا متوجهه إليه فضحكوا جميعا وقالوا لابد أن نريها الشيخ وسمعتهم بعض ملفات علماء الروافض ، فقال ابن الشيخ : نعم سمعها والدي ، فنسخت لهم ما لم يسمعه أو يره الشيخ ..
ثم مكثنا في الظهر إلى قريب من صلاة العصر ونحن غاطسون في الملفات أريهم من الملفات الغريبة والعجيبة التي جمعت جلها من الإنترنت وسألت منسق الشيخ أخي العزيز أبي عبدالرحمن وقلت له : عند من إفطار الشيخ غداً ؟؟ فقال : لا أحد ربما يرتاح الشيخ لأنه سيخطب الجمعة .. فسكت ثم تحينت الفرصة لوحدي واتصلت على صاحب لي عزيز وأخ كريم هو الداعية ناصر العديلي وقلت له في الهاتف : ما رأيك لو يفطر الشيخ ابن جبرين عندك غداً ، فقال بسرور : والله أتمنى ذلك ، وأنا اخترت الأخ لسببين ، الأول أنه قريب جداً إلى قلبي وأتمنى له الخير وأي خير مثل أن يدخل الشيخ ابن جبرين إلى بيتك وتتشرف باستضافته فأنا أحب له الخير كما أحبه لنفسي ، الثاني : أعلم أنه كريم وبيتهم بيت كرم ولو قال الضيف سآتيك الآن لقام كل أهل بيته بإكرامه وكأنهم قد استعدوا من أشهر ، فهم واجهه طيبة أمام الضيوف .. وفعلاً صدقت فراستي ومعرفتي بهم .. فقلت للأخ ناصر إذن أتصل على منسق الشيخ وكأن الأمر من جهتك وألح عليه ، وفعلاً نجحت الخطة ولم يعلم بها المنسق إلا ربما عندما يقرأ هذه الكلمات ، وما أجمل بعض الخطط والمؤامرات والتنظيمات التي فيها الخير ..
بعد ذلك استأذنا الإخوة لأني أنا وأبو طلحة الفرنسي مرتبطون بأخذ زوجاتنا لإحدى الاستراحات حيث أن مجموعة من داعيات حائل قد أقمن مأدبة عشاء إكراماً لزوجة أبي طلحة الفرنسي .. كثر الله أمثال الفاضلات ولا عجب إذا كان أزواجهن كرام كرماء – طبعاً لا أقصد نفسي منهم – حتى لا يقال مادحاً لنفسه ولكن أمروها كما جاءت ..
ورجعنا لبيوتنا وكل واحد أخذ زوجته اقصد ريحانته وذهب بها لاجتماع الفاضلات ... وكانت المسافة بعيدة جداً بين مكاننا وذهابنا لبيوتنا ورجوعنا للاستراحة الأخرى حيث كانت المسافة كاملة ما بينا ذهابنا ورجوعنا إلى ما يقارب المائتين كيلو متر مما حرمنا من الذهاب بنزهة مع الشيخ ولكن خيركم خيركم لأهله ..
المهم وصلت للمسجد مع صلاة المغرب حتى أدرك آخر دروس الشيخ – حفظه الله – ولعلي أيضاً أنال بركة الجلوس في حلق الذكر لعلنا أن ننال ( قوموا مغفوراً لكم ) وما ذلك على الله بعزيز ..
وحضر الشيخ وألقى الدرس بكل قوة وكأنه قد ارتاح كل اليوم أما أنا فحصل لي ما حصل في بداية هذه الرواية عندما ذهبت للشيخ في الرياض بدرس الفجر وارجعوا إليها لتعرفوها فهي قصة محزنة !!
وبعد الدرس ذهب الشيخ إلى إحدى الجلسات أما أنا فلم استطع المقاومة وذهبت لأرتاح قليلاً ..
ثم من الغد في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة أكد علي صاحبي ناصر العديلي بالحضور وأخبرني أن الشيخ سيأتي في التاسعة والنصف – بإذن الله – وأنا أحب الجلوس كثيراً مع أخي ناصر أبي معاذ حيث إني كثيراً ما أتكلم معه بمواضيع التعدد .. وكان دائما يقول علي كيف عددت – ماشاء الله عليك - وكيف أعدد أنا وما هي الطريقة ، فقلت له ذات مرة هل تظن أن التعدد أدوية شعبية تخلطها مع ماء زمزم وتتناولها ثم تجد عروسة جاهزة أمامك ؟!!! التعدد إذا احتجته فتقدم لبنت الحلال التي يعجبك منها ما حث عليه المصطفى وسيوفقك الله ..
وكان مرة يتكلم في أحد المجالس – وكما هو معلوم أن المجالس بالأمانات – ويقول أنه سيتزوج قريباً وسيخطب فقلت له : والله إن تزوجت في الإجازة القادمة فلك مني ستون ألف ريال .. فقال للحضور: أتشهدون ؟
فقلت له : لو أردت أن تُشهد كل أهل حائل لقبلت .. لأني أعلم أنه لن يتزوج ودون ذلك خرط القتاد ..
والحمد لله مرعلى عرضي له ثلاث إجازات .. وأبشر بطول سلامة يا مربع .. وأنا مؤمل أنه سيعدد إذا شاب الغراب ... وطار الجمل في السماء .. وسبح الفيل في الماء ..
المهم حضرت لمجلس أبي معاذ الأخ ناصر ووجدنا كالعادة كرم الضيافة ورحابة الصدر في الاستقبال وانتظرنا قليلاً ثم حضر الشيخ ابن جبرين – حفظه الله – وجلس وكان المجلس مليئاً بالأفاضل ..
ولم يشرب الشيخ القهوة أو الشاي كالعادة بل اكتفى بأكل تمرة واحدة وشرب ماء ثم عندما جلس لم أر أحداً تكلم بشئ فقلت هذه فرصة ثم قلت يا شيخ معي بعض الأسئلة وأستأذنك بأن أطرحها عليك فقال : لا بأس ، فسألته عن مسافر صلى خلف رجل وأدرك الركعة الأخيرة معه ولا يدري هل الإمام مسافر أم مقيم فهل يتم قصر أم يتم ؟؟ فقال – سلمه الله - : بل يتم ولا يقصر ، ثم سألته : إذا دخلت للصلاة وقد فاتتني بعض الركعات هل يجوز الاعتماد على من بجانبي إذا سهوت في عدد الركعات ؟ فقال : نعم يجوز
ثم سألته عمن يؤم الناس وهو يغير في بعض أحرف الفاتحة وهذه طبيعة قومه فهل يجوز لي الصلاة خلفه ؟؟ فقال الشيخ – حفظه الله - : صلاته له ولبني قومه مجزيه ولكن إذا كان في بلد يحسنون القراءة فلا يقدم بالصلاة ، وإذا صليت معه في بلده فصلاتك مجزيه ..
ثم سألته : عن من يطوف على القبور والأضرحة ويدعو الأموات ويتوسل بأدعية شركية هل يعذر بجهله ؟؟ فقال الشيخ : في هذا الوقت لا يعذرون بجهلهم بعد انتشار السنة ومعرفة أحكام الدين ..
ثم سألته : كيف الجمع بين عدم جواز الصلاة في المساجد التي بها قبور وبين الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ فقال الشيخ : مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبن على قبر ولم يدفن الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد وإنما دفن في حجرة عائشة - رضي الله عنها – لذلك دخول القبر لا يغير من أحكام المسجد الأصلية شيئاً ، ثم إنه أدخله عبدالملك بن مروان وفعله ليس بحجة فهو ليس صحابي ، وقد أنكر عليه العلماء ولكنه رفض ..
ثم سألته : عن مضاعفة الصلاة في الحرم هل هي خاصة بالمسجد الحرام أم بالحرم عامة ؟؟ فقال : بل خاصة بالمسجد ثم قال للأسف أن بعض الناس أخذ بقول من يقول أن المضاعفة في الحرم عامة واخذ يصلي في شقته ويترك الحرم !!!
ثم سألته : في بعض الدول ضرائب جائرة على الناس تؤخذ عليهم ظلماً وكل معاملة لابد من دفع مبلغ من المال فهل يجوز التحايل على هذه الضرائب لمحاولة التخلص منها ؟؟ فقال – سدده الله - : نعم إذا وضعت ظلماً وفيها مشقة على الناس فيجوز ذلك ..
ثم سألته : الأفضل الدخول للمقبرة بأي رجل ؟؟ فقال – رفع الله قدره - : لم يثبت في ذلك شئ فيكون الدخول بأي رجل ..
ثم بعد أن انتهيت من هذه الأسئلة قلت له أثابك الله وجزاك الله خير .. ثم بدأ الإخوة يسألون بعض الاسئلة الفقهية ..
ثم قال صاحب المنزل للشيخ والحضور تفضلوا يا شيخ وقام الشيخ وقمنا معه ثم دخلت للإفطار فوجدت شيئاً لم أره في حياتي من أنواع الوجبات وإفطار يكفي لمائة رجل وأنواع طبخات عجيبة شعبية سعودية وشامية ومصرية بل ربما حتى من الكنغو الديمقراطية حتى إن الجميع يقولون شبعنا فقط من المشاهدة وأكلنا ولله الحمد مما لذ وطاب ونسأل الله أن يديم النعمة على المسلمين ..
ثم قام الشيخ وقام الجميع وقلت لأخي ناصر هل كل هذا طبخ بيتكم ؟؟ قال : نعم ، قلت له مازحاً : ثبت عتبة دارك !!
ثم حينما أراد الشيخ الانصراف كلمه الشيخ الفاضل عيسى المبلع وقال للشيخ يا شيخ أريد أن أبشركم بشارة المرأة والأسرة التي صليتم عليها كانت ابنتهم تدعو الله أن يميتها وهي آتية من عمرة وان يقبض روحها مع ابنها وأن يصلي عليها عالم .. ثم قال : يا شيخ وإن شاء الله تحقق لها ما أرادت فأشار الشيخ برأسه ثم قال : رحمهم الله .. وانصرف الشيخ استعداداً لخطبة الجمعة ..
ثم انطلقنا للمسجد الذي سيخطب له الشيخ وهو مسجد السمير في حي الجامعيين ودخل الشيخ في تمام الساعة الثانية عشر وعشر دقائق وصعد المنبر وخطب ارتجاليا وتكلم عن تقوى الله وان المصائب التي تصيب الأمة هي بسبب الذنوب والمعاصي والشيخ – حفظه الله – يتعب من رفع الصوت ولكنه كان يخطب ويواصل في كلامه وكأنه - ما شاء الله تبارك الله – يقرأ من ورقة وكان أحياناً يكح ولكنه واصل حتى انتهى .. وأنا انظر في الحقيقة للناس وكلهم محدقين النظر لهذا الشيخ الجليل ولا أدري هل هي نظرات تعجب من هذا الشيخ الكبير وعزمه وجهاده في نشر العلم ؟؟!!.. أم هي نظرات خوفاً على الشيخ – أطال الله عمره – أن لا يروه مستقبلاً ؟!! أم هي نظرات تمعن في هذه الرجل الذي يمثل مدرسة السلف في أخلاقهم وتعاملهم ؟؟!! لا ادري ولكن نظرتي للشيخ جمعت كل ما سبق وثلة سيشاطرونني هذا الأمر ..
وفي نهاية خطبة الشيخ – رفع الله منزلته – رفع يديه يدعو ودعاء على اليهود والنصارى ثم دعاء للمجاهدين في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان وفي الشيشان ثم مسح يديه بوجهه ونزل من على المنبر ، وصلى بنا صلاة الجمعة وقرأ بنا في الركعة الأولى سورة الجمعة وفي الثانية سورة المنافقون اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من تعب الشيخ بعد الخطبة وكبر عمره إلا أنه أراد تطبيق هذه السنة في حين أن كثير من الخطباء لا يقرأ إلا بالأعلى والغاشية وإذا سألته تطبيق هذه السنة الأخرى احتج بتعب الناس وتعبه !!!
وبعد الصلاة سلمني الشيخ الكتاب وقد قدم له – حفظه الله – بمقدمه جميلة وثناء ولقب والله لا لاأستحقه ولكن الشيخ لا يعرف السرائر – والله المستعان – وقد تفاجأت بأن الشيخ اكتشف ملاحظات نحويه فاتت علي وعلى من راجعه بعدي بل فاتت حتى على دكتور في اللغة العربية فالشيخ متضلع باللغة زاده الله من فضله .. وأوراقي معي بخط يديه ما أحب أن لي بها حمر النعم ..
وانطلقنا لحضور غداء الشيخ وقد أعده الشيخ وليد الحميد وهو من يقرأ على الشيخ في المسجد – جزاه الله خيرا – وحينما دخلت المنزل قلت للأخ وليد هل لديك موضوع تريد الشيخ يتكلم به فقال : لا ، قلت ما رأيك بأن يتكلم الشيخ عن بعض مواقفه مع المشائخ فقال : يا ليت وأرجو منك أن تتولى هذا الأمر ..
ودخل الشيخ – حفظه الله – وحينما جلس جلس إلى جنبه بعض المشائخ وكانوا يسألونه بصوت منخفض بعض الأسئلة الفقهية وأنا بيني وبين الشيخ اثنان وأحاول أن استرق السمع ولا أسمع إلا ما ندر .. وسأل أحد المشائخ الشيخ عن رفع يديه في الخطبة فقال الشيخ في رده على حديث قبح الله هاتين اليدين قال الشيخ : أن الخطيب كان يأمر الناس أن يرفعوا أيديهم في الذكر ويقول أذكروا الله يذكركم ويشير للناس أن يرفعوا أيديهم وكان يشير الشيخ بيديه كهيئة من يريد تكبيرة الإحرام ... والجميع ينظرون للشيخ ولا يسمعون شيئاً والحقيقة هذه طريقة غير مناسبة فالمفترض أن تسأل الشيخ بصوت عال ليستفيد الجميع ثم تحينت الفرصة في لحظة سكوت الجميع وقلت يا شيخ إذا لم يكن هناك أسئلة من الحضور أتمنى أن تحدثنا ببعض المواقف التي مرت عليك مع الشيخ ابن باز والعثيمين .. فالتفت الشيخ للحضور وسكت قليلاً ، وخفت أن يكون حديثي غير مناسب ثم تكلم الشيخ ، وكان حفظه الله – ينتظر إذا كان أحد لديه سؤال فلما لم ير يدا بدا...
وانطلق الشيخ بالحديث ولم أره متهللاً لحديث كما رأيته ذلك اليوم وبدأ يذكر بعض المواقف مع الشيخ ابن باز – رحمه الله – وكيف كان منهجه بالدعوة وكيف أنه يجمع الدعاة شهرياً ويعرضون عليه المستجدات وقد اقترح ندوة شهرية في الجامع الكبير للدعاة ويعلق الشيخ بعد كل ندوة وكان غالباً يؤكد كلام المشائخ وذكر الشيخ أنه ذات مرة قال في أحد الندوات أن صوت المرأة عورة ثم بعد الندوة علق الشيخ ابن باز وذكر أن صوت المرأة ليس بعورة لأن النهي عن الخضوع بالقول ، يقول الشيخ ابن جبرين ثم ذكرت له رأيي وإني أرى انه عورة لأن المرأة نهيت عن الأذان وإذا حزبها شئ في الصلاة تصفق والرجال يسبحون كل هذا وغيره دلاله على نهي المرأة أن تسمع صوتها للرجال ..
وذكر بعض الطرائف عن الشيخ ابن باز وانه ذات مرة تناقشوا حول الدجاج المستورد ثم عندما دخلوا للغداء عن الشيخ وضع دجاج وقال لا تخافوا هذا دجاج وطني مذبوح على الطريق الإسلامية .. وذكر الشيخ الكثير عن مواقف الشيخ ابن باز – رحمه الله – وقصصهم معه .. وكان الحضور مستمعين بشغف لحديث الشيخ فقد كان والله لا يمل حتى قال أحدهم ليتنا سجلنا كلام الشيخ ..
ثم قام الشيخ للغداء وعلى الغداء سألت ابن الشيخ سليمان وقلت هناك فيديو منتشر بالجوال يقال أنه الشيخ محمد بن إبراهيم مع الملك فيصل – رحمهما الله – هل صحيح هذا فقال ابن الشيخ رآها والدي وقال إن هذا ابن حميد وليس ابن إبراهيم والشيخ يستمع ومقرٌ لهذا الكلام والشيخ – حفظه الله – لا يأكل إلا القليل ثم ينتظر ولا يستعجل القيام حتى لا يستعجل الناس وبعد الغداء استأذن الشيخ للانصراف ..
وذهبت أنا بأوراقي إلى منزلي لأبشر زوجتي بانتهاء تقديم الشيخ على فتاوى التعدد وكان البيت كل فرح مسرور ..
وبعد صلاة العصر نمت قليلاً ثم قمت فزعاً خوفاً من سفر الشيخ ولم أقم بتوديعه ثم اتصلت بالمنسق مع الشيخ وقال لي أنهم قريبين من المطار وأرى الآن طائرة أظنها طائرة الشيخ وأظنك لن تستطيع أن تدرك الشيخ !!! فقمت مباشرةً وركبت سيارتي وسرت مسرعاً حتى إني أسير بسرعة ما يقارب المائة وثمانين متجهاً للمطار .. ولله الحمد حصل أن الطائرة تأخرت ودخلت على الإخوة في الصالة الملكية وسألت عن الشيخ فقالوا إنه يتوضأ وانتظرته ثم خرج لحيته البيضاء تقطر ماء ..
وجلسنا قليلاً ولم يكن فيه إلا القليل .. وسألت الشيخ سؤالاً هاماً كانت أتحين الفرصة لأسأله وحده .. والحمد لله أجابني بجواب برد فيه غليلي ولا تقول ما هو السؤال لأنك لو عرفته لما كان خاصاً ..
ووصلت الطائرة قبيل أذان المغرب ثم نزل ركابها وأذن المغرب فقال الشيخ نصلي هنا ؟؟ قلت : على راحتك يا شيخ ثم دخل مسئول الصالة وقال للشيخ تفضلوا يا شيخ الطائرة جاهزة فتردد الشيخ قليلاً ثم قال نصلي هنا وقال لي : أقم الصلاة فأقمت وصلى بنا إماماً وبعد الصلاة قام الشيخ للطائرة وسلمنا عليه وقبلت رأسه بكل سهولة وقلت يا شيخ محتاج للدعاء فادع لي فدعا لي بدعوة أسأل الله أن يجيبها ..
وركب الشيخ الطائرة لمدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث أن له دورة علمية هناك لمدة أسبوع ، سبحان الله ما أجلده !! حفظه الله وسدده .. وانتظرت أنظر للطائرة حتى طارت ووالله إني انظر إليها وأقل في نفسي لله درك من طائرة فيك مثل الشيخ ورجعت لأهلي وفي تلك الأثناء والله لا أدري أين أذهب فالشيخ في هذا الأسبوع قد ملأ علينا حياتنا ... ووالله تغيرت علي البلاد والعباد ..
هذه نهاية أسبوع مع هذا الشيخ الجليل كتبت هذه الكلمات علها أن تكون في ميزان الحسنات وتبقى نبراساً مدى الحياة ..
مما جملها ليس كاتبها وقلمه بل لأنها تحكى عالماً وأدبه ..
أسأل الله أن يجمعني به ومن يقرأ هذا الكلمات في عالي الجنات ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..