المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل طلاق الدنيا هو مهر الجنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


عبدالله الحجيلان7
27-07-07, 12:27 pm
الفكر الإسلامي بعد الراشدين، عانى من خلل معرفي و منهجي معا، عندما بنى منظومة الفكر، فقد ركز على ما ذكر القرآن وأكثر من ذكره، ونظر للنصوص نظرة تجزيئية، وفق منهج نصوصي حرفي لم يبنى على منهجية معرفية اجتماعية صارمة، فأضعف الارتباط بين شقي الصلاح.
وصرنا عندما نشير إلى الصالحين، نظنهم أولئك الزاهدين المنعزلين، المنشغلين بذواتهم، أو أولئك الذين صلحت عقيدتهم-على سكونها-، أو الذين صلحوا أفراداً وجماعات صغيرة. وبذلك حرفنا مفهوم الصلاح، رغم أننا نتلو، مئات الإشارات القرآنية إلى “الذين آمنوا وعملوا الصالحات«.ونسينا أن الأعمال الصالحة الناقصة، إن قبلها اللَّه في الآخرة ، فإنه لن يحمي بها ضعف المسلمين ، من هجوم الأقوياء، لأن اللَّه ينصر في الدنيا من يعرف كيف يغالب التحديات، بأسلوب عملي ،ويثيب من يستحق الثواب في الآخرة.
فمن عمر دار الآخرة ، على أنقاض أطلال دار الدنيا، حصد الهزيمة في الدنيا ، وأوشك أن يحصد الخسارة في الآخرة ،لأن عمارة الدنيا ، هي خط الدفاع الأول عن الأمة.
ومن عمر الدنيا على أنقاض الدار الآخرة،نصره اللَّه في الدنيا ، وعاقبه في الآخرة ، كما قال الحكيم الخبير: “وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، وما كان عطاء ربك محظوراً«.نحن هزمنا لأننا لم نعمل بشروط الإيمان الذي أرشدنا إليها القرآن، بل ظلت صورة الصالحين المنعزلين، تنخر في ثقافتنا المجتمعية السائدة منذ قرون طوال، حتى صارت مسلمة لا جدال فيها، ولذلك لا عجب إذا استحضر النووي -رحمنا الله وإياه- في مقدمة كتابه”رياض الصالحين”،قول الشاعر:
إن لله عبادا فطــــــنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
هل هذا هو نموذج الصالحين، ونموذج السلف الصالح؟،الذي يريد وعاظ ودعاة كثيرون؛ إعادة إنتاجه بين شباب الصحوة ؟.
هل نحن فطناء حقا عندما نطلق الدنيا؟ وهل طلاقها هو مهر الجنة؟ لقد طلقنا دنيا الصناعة والعلوم التطبيقية، وحسن الإدارة والسياسة والعمارة، لأن فكرنا الديني الذي تشكل في ظروف الاختلال بعد الراشدين، اعتبرها امرأة غير صالحة، عندها توهمنا أن الصلاح هو الرهبنة والدروشة، فتزوجها الأطلسيون، فأنجبت لهم أشبال المعرفة والتقنية، والإعلام والاقتصاد، وجاءوا من فوق والجو والبحر والبر ،يهيمنون علينا بها،فيفتنوننا عن أخلاقنا وإيماننا.
ونحن إذن ندفع فاتورة تحريف مفهوم العمل الصالح. ولذلك أذلنا اللَّه، حتى نعود إلى مفهوم العمل الصالح، كما هو في القرآن والسنة.

ع.ح