المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيب مافيهش ولا مليم ... " يوم من حياة بائس جائع فقير "


الناقد1
17-07-07, 10:57 pm
آآآآآآآه
أصبحنا وأصبح الملك لله ...
ينظر السيد " جائع " من حوله .. يحاول فتح عينيه بشكل كامل ، عله يرى ما يسره مع اشراقة هذا الصباح
يزيح غطائه ، ويحاول أن يجر جسمه النحيل من بقايا فراش خرج عن الخدمة منذ عقد ونيف
يتمتم
أعطني الناي وغن *** فا لغنا سر الوجود
وأنين الناي يبقى *** بعد أن يفنى الوجود
هل اتخذت الغاب مثلي *** مــنزلا دون الـقصور
وتتبعت السواقي *** وتسلقت الصخور
يحاول كفرد عربي أصيل " استمد أصالته من فقره وعروبته من ضنى جوعه " ، أن يتجاوز اليأس والشكوى " ككل صباح " ، ليؤكد أنه موجود من خلال تجميل الواقع وجعله محفزاً له على الوجود
صبح الصباح فتاح يا عليم
والجيب مفهش ولا مليم
بس المزاج "معكر" يا حليم
باب الأمل بابك يارحيم ....

إن العمل مقوم رئيس للاستمرارية ، ولكن أنى للسيد " جائع " من عمل ؟
وهو الذي جمع بين ثلاث " الفقر والجوع والبطالة "
ولم يتبق له في هذه الدنيا إلا ذكريات الجامعة
أيام الجامعة التي لم يتبق منها سوا
جراح سيارته .. التي خلفها الحفر والنقر في الطرقات
وجراح مذلة الدائنين الذين باتوا يشتمونه ، وهو الصامت ببلادة ضعف ذات اليد ، ولم يكن ولله ليستدين لولا لعنة طباعة البحوث وتجميع المراجع ، وأعطال السيارة التي لا تنتهي !
تلك السيارة اللعينة " قرينة الفقر "
تلك السيارة التي شابهت الفقر بكفره
نعم ... " والحديث للسيد جائع "
ألم نتعلم من آبائنا أن الجوع كافر
لكن بعد أن حاصرني من كل الجهات ، وسلمت أمري إليه وتعود علي وتعودت عليه ، وصرت أنا وإياه خلان لدودان !
تعرفت خلال منادمتي بالحديث للجوع ،على أنه كافر بلا دين ، فهل هناك ما يثبت مثلاً أن الجوع يهودياً أو نصرانياً .. أو أنه ينتمي لدين معين ؟.. لذا هم قالوا بكفر الجوع بكل الأديان ، وأنا أقول بكفر تلك السيارة التي لادين لها
ولـي سيّـارة لا خـيـر فيـهـا ** سقتنـي المـر لـم تـرأف بحالـي
أعارتهـا الحـوادثُ وجـهَ قــردٍ ** وأوهـن عزمَهـا مَـرُّ الليـالـي
إذا شغّلْتُهـا خَنَـقـتْ صبـاحـا ** فؤادي بالعُـطـاس وبالسُّـعـال
وإن دار المُحَـرّكُ خلـتَ حـربـا ** ضروسـا أشعلـتْ نـار القتـال
حَـرونٌ لا تُطيـع وإنْ أطـاعـتْ ** فـلا تـدري يمينـا مـن شمـال !
وتغفـو فـي الطريـق بغيـر إذنـي ** وأبـواقٌ تصـيـح ، ولا تبـالـي
وترتفـع الحـرارة كـلّ صيـفٍ ** فأسقـيـهـا زُلالا بـالـقِـلال
وتأبى فـي الشّتـاء مسيـر شِبْـرٍ ** فأضـرب بالعقـال وبالنّـعـال !
وتَصْرِفُ ما أحـوّشُ مـن فلـوسٍ ** صَـروفٌ نافسـتْ كل العـيـال
يقـول العاذلـون ابْتَـعْ جديـدا ** فقلتُ : وكيف ، والجيب اشتكى لي !
* القصيدة لعمار محمد الخطيب

فلنضرب صفحاً عن تلك الكافرة اللعينة وأحزانها
لنعود لذكريات الجامعة التي لم يتبق منها سوا رائحة الطعام والقهوة والشاي التي كانت تفوح في كل مكان ، لتجعلني في حرب ضروس مع بطني
يتحدث الطلاب وهم يأكلون عن التلوث الحاصل بفعل سياراتهم وأفران مأكولاتهم ، والحديث هنا لا يعنيني ، لأن الحديث عن التلوث لا يكون إلا لمن أكل وشبع ، وشرب وارتوى ، ونام في مكان دافئ ، وجلس على مقعد سيارته ، فلما فتح النافذة ضايقته هذه الروائح !
أنا لم تسمح لي أنفتي " وأنا العربي الأصيل " ، أن أسير بنفس الطرق التي يسير عليها زملائي المترفين ، كنت أسلك طرقا فرعية إلى الجامعة ، مخافة أن يرى زملائي بقايا سيارة أقودها حيناً ، وتقودني أحيانا كثيرة
كنت أعزي نفسي بأن " جميع الطرق تؤدي إلى روما " ، فما الفرق بيني أنا الراكب " كسرة " سيارة لعينة لا تجاوز قيمتها ألوف بعدد اليد الواحدة ، سائراً في طرق متعرجة مكسرة ، وبينهم الراكبون على مريح السيارات ، السائرون في فسيح الطرقات .. مالفرق طالما أن الجميع سيصل إلى الجامعة ؟
ثم سنرى ماذا سأركب بعد التخرج والوظيفة ... هي مسألة وقت فقط .. !

لكن الآية انقلبت بعد التخرج !

كنت قد تعلمت أن الخط المستقيم هو أقرب وأسرع طريق إلى نقطتين .. أي أنه أقصر من الخط الملتوي .. لكن هذا صحيح في الهندسة
أما واقع الحياة الذي أعيشه فإن الخط الأعوج هو الذي يصل بك أسرع نحو الوظيفة !
لقد كنت وابن خالتي ندرس بالجامعة سوياً في تخصص واحد ، لكن شتان بين عائلة خالتي الارستقراطية ، النائمة في كنف استشارية سمو الوزير ، وبين عائلتي النائمة في حي البؤساء
شتان بيني أنا ذو الخصال الثلاث " الفقر والجوع والبطالة "
وبين من أخذ كرسياً بجوار والده في اللجنة الاستشارية لمعاليه ، لا داعي للحديث هنا عن أفضلية معدلي ، مادام طعام هؤلاء مدعماً بـ " فيتامين واو " !

آآآآآآخ عليك يا أبتاه
لو كان الأمر بيدي لحرمتك من هويتك الشخصية ، لطالما صررت أسناني غيظاً على ماكنت أقرأها
" متسبب " والصحيح أنها " متسيب "
نعم يا أبتاه فتلك المهنة الوهمية ، أوصلتنا لطريق التسيب
لا أريد التحدث عنك فالله قرن عبادته بالإحسان إليك أنت ووالدتي " رحمها الله " ......
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )
سأحسن إليك يا أبي " إن كتب لي رزقاً " ، بمنزل يليق بعذابات السنين التي رأيتها في الكويت حينما كنت تشتغل عاملاً تحمل " زبلان " الطين على " اللواري " بأجرة " أربع روبيات " و كنت تتخيل أن الدنيا قد حيزت لك بهذا المبلغ !
حينما كنت ترفض الذهاب إلى العاصمة بصحبة بقية العمال يوم اجازتكم لتوفر أربع روبيات أجرة الطريق + روبيه قيمة التوت الذي ستشربه مع العمال
كنت تدخرها لتطعم بها أباك الضرير القابع مع عجوزه في بقاع نجد البؤس ، حيث الجوع والهلاك
عذابات السنين التي ذقتها على ضفاف بحر " مشعاب " جراء ذلك الحريق الذي أتى على أخضرها و يابسها ، ولم يتبق لك من تجارتك التي كنت قد بدأتها منذ عهد قريب ، إلا دفتر الديون ... ومن سيدد ديون وبيته أو دكانه للتو احترق !
عذابات السنين التي كنت تروي لنا ، حينما كدت تهلك في وسط البحر من شدة البرد على سطح تلك الدوبة اللئيمة ، وكيف شتمك الأمريكي حينما تأخرت في إطفاء الموتور ، مما جعلك تعلن الرحيل من أرامكو دفاعاً عن عزتك وكرامتك كما تقول ...... ولكن أين هي كرامتك الآن !
لقد قلت لك من قبل وأؤكد الآن أن الفقر ثابت كلون البشرة ، ذو صفة أزلية في أبيك وجدك وستكون متلازمة وراثية مني لأبنائي من بعدي ... تلك هي تركتك !
أريد أن أعرف منك يا أبي ... متى سيرزقنا الله بمثل ما رزق به هؤلاء الأغنياء ؟
ألست أنت أكثر منهم شقاء وتعباً وأكثر منهم شكراً لله ؟
لماذا لم يرزقك الله وتصبح ثرياً مثلهم ؟
هل لأنك مؤمن أصبحت فقيرا ؟
أم لأنك دائماً تدعو بذاك الدعاء " اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني مع زمرة المساكين "
ثم ما ذنبنا نحن إن أردت أن تعيش وتموت مسكينا ؟

لا أعرف كيف أصبح وجه أبيه ...
لقد توارى الصفاء من وجهه ، وبدت عليه ملامح القلق والغضب ... يحاول أن يمسك ذلك كله ، ثم ينظر إلى ابنه " جائع " نظرة ازدراء ، ويقول : لاحول ولاقوة إلا بالله ... يجب أن تشكر الله الذي أعطاني الصبر ... حيث أجد ولداًُ من أولادي يكفر بنعم الله ، ثم لا اقتله بعد ذلك طمعاً في عفو ربي !
يرد " جائع " : أستغفر الله يا أبي ...
أبوه : لا تكمل يا ولدي
لا أعرف مالذي أقوله لك .. أنت الآن يا ولدي على باب الدنيا ، باستطاعتك أن تدخل من الباب .. وباستطاعتك أن تتسلق الأسوار ... وباستطاعتك أن تعمل ليكون لك بيت أجمل وقصر أعظم ومستقبل أروع ؟
الأمر لله ، والله قد أعطاك الإرادة والعقل والصحة والأمل ، أما أنا فقد أعطيتك أقصى ما أستطيع ، حرمت نفسي وأعطيت ، عذبت نفسي لكي أريح ، قهرت نفسي لكي انتصر بك وبإخوتك ، فإن خذلتني فلله الأمر من قبل ومن بعد ، والعوض على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
يتميز الابن من الغيظ ، ويهم بقذف قنبلة غيظ ومرارة ويأس ... لكنه يتراجع
السيد " جائع " يردد
أستغفر الله العظيم ...... اللهم ارزقني الإحسان إلى الحي والميت منهما
" رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " .... كفى حديثا عنهما حتى لا أقع في الخطيئة

يعود " جائع " لذكريات الجامعة
لازلت أتذكر قبة الجامعة التي كنت أحس تحتها بالعدالة والمساواة ، فالجميع سواسية أمام العلم
لم يكن شيء أثقل علي من العودة إلى بيوتنا ..
آسف أنا قلت بيوتنا ؟
أقصد بيوتهم
أما أنا فسأغادر هذا المهد ... إلى ذاك اللحد
سأغادر تلك القبة إلى ذاك السقف المهترئ ، سقف ما سمي " ضرورة " بيتا !
ذلك السقف الذي تتسرب الأمطار من خلاله ، فتزيد عناء الشتاء مشقة ..

يستفيق " جائع " من تلك الذكريات الى الواقع المر
يردد يتفاؤل مع سيد
خل اتكالك ع الفتاح *** يلا بنا يا لا الوقت اهو راح
الشمس طلعت والملك لله ** اجري لرزقك خليها على الله

يحاول زرع الحماسة في ذاته ، ولكن كيف تكون الحماسة مجاورة للانكسار !
كان يعزي نفسه بأن هذا الانكسار محمود ، طالما أن الحرمان لم يأخذه لمسلك الانحراف !
يحاول شحذ همته التي أعيتها البطالة
إذا لم تجد مايبتر الفقر قاعدا *** فقم واطلب الشيء الذي يبتر العمرا
هما خلتان .. ثروة ، أو منية *** لعلك أن تبقى بوحدة ذكرا
ماذا يريد هذا الشاعر ببيتيه ..؟!
إنه يعرف يقيناً ، أن من السهل على " جائع " أن يسرق ، ومن السهل أن يدخل السجن ، وليس أسهل من قطع يده ، أو حتى إعدامه
وإلا كيف تكون الثروة أو المنية والشافعي يقول :
ولو أن الأرزاق تأتي بقوة *** لما أكل العصفور شيئاً مع النسر

إن هدفي " والحديث لمستر جائع " هو الحياة ، وأملي هو حياة كريمة ، أريد أن أشعر بإنسانيتي قبل أن أموت كالكلاب على جانب الطريق ، لذا علي أن أقوم علني أن أبتر الفقر واقفا !
علني أستر بقامتي فضيحة أن يولد إنسان برقة إحساسي ، يتعلم ويتعذب ، ولا أمل له أمام سطوة الألم ووطأة اليأس !
ما علينا :)
المهم أن أقف لأخرج مما يسمى " ضرورة " بيت ، أخرج إلى سراديب و دهاليز حارة البؤساء ، التي لا يجمع بين سكانها أي قاسم إلا قاسم الحرمان والشقاء

إن الغريب عن الحارة حينما يمر من هنا " خطأ " سيجد نفسه في رحلة استكشافية عن الفقر ومآثره الأليمة
هنا مشهد لأطفال يقفون بثيابهم الرثة على باب بيتهم المتهالك ، وقد مثلوا مشهداً صارخاً لكل أشكال البؤس
هناك شيخ كبير قد اتكأ على يمينه أمام بقالة ، فيها " بقايا " مواد غذائية لم تجد من يملك المال ليقتنيها ، وباقي الشقاء تجده في تجاعيد وجه ذاك الشيخ في مشراقه ، والذي أخذ من آلام السنين ما تنوء عن حمله عصبة من الرجال
أما هؤلاء الشباب الواقفون في زاوية هذا السرداب ، فهم وإن دلت تصرفاتهم على أنهم في حالة نفسية حرجة ، إلا أنهم قد أنهوا دراستهم الجامعية ، ولكن العوز والبطالة ظلت تطاردهم بعد تخرجهم ، منتظرين التفات المسئولين للنظر في حالهم قبل أن يغادروا " كما غادر غيرهم " إلى المصحات النفسية !
أخرج متوجهاً إلى أين ؟ ...
لا أدري !
المهم أن أخرج من جحور الحرمان والانكسار ، ومن سراديب اليأس والبؤس تلك ، إلى أماكن قد أجد فيها بصيصاً من الأمل ، أمل في الحياة والعيش الكريم

اتجه نحو الطريق العام ... ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
انتظم في عقد السيارات على الطريق العام ... ابتدأت مظاهر الحياة
هنا عند هذه الإشارة سيارات مليئة بالحياة ، وأناس مفعمون بالأمل ، أخشى أن أنظر إلى هذه السيارة
" اللكزس " فيزدريني و " كسرتي " بنظراته ، وأنا " العربي الأصيل " !
هنا من يتحسس الأموال في جيبه ...
إنني انحني ببقايا السيارة التي أقودها باتجاه هذا الحي الراقي
يا ألله .. ما هذه البيوت الفخمة جدا .. إن نوافذها لامعة ، أضواءها حالمة ، إنهم لا يمشون إلى بيوتهم ، بل يركبون أفخم ما صنع من الدواب .. !
مع أن تركيبة الإنسان تحت الجلد واحدة ، إلا أنهم لا يوسخون أحذيتهم اللامعة ، ولا يلوثون وجوههم المغسولة المليئة بريقاً ممزوجاً بابتسامة عريضة " وأنى لك يامستر جائع من ابتسامة .. وأنت تمتطي هذه السيارة "
لابد أن من يسكنها هم أناس مثلي .. جاءوا من الأرض وليسوا سكان الكواكب الأخرى !
آآآآه :confused:
الآن أدركت أن مقولة " القناعة كنز لايفنى " ، ماهي إلا اكذوبة روجها هؤلاء !
علي أن أغادر هذا الحي الظالم أهله
أتذكر الحوار الذي دار بيني وبين ابي ، ثم أتأمل قول الله تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "
أستدرك نفسي ثم استغفر الله ... واشيح بناظري عن بهرج الدنيا ومتاعها !

بعد جهد جهيد مع آلة التنبيه في المقود
طاط .. طاط
ينبه " جائع " عاملاً إن كان يريد التفضل عليه بإيصاله إلى مشوار " ما " مقابل آحاد من الريالات ، علها تسد ظمأ تلك السيارة اللعينة ، يزدريه هو اللعين الآخر ، لأنه يريد الركوب بسيارة تليق بمقام أهل بنغلاديش !
يا ألله .... أنا مستر " جائع " أذل من وافد أتى به الفقر ! :mad:
ألم ينظر هذا البنغالي السافل الحقير إلى أن الفقر سمة مشتركة بيننا ، هل نحن بحاجة إلى جمعية للجائعين ، حتى نعرف حقوقنا نحن الفقراء تجاه بعض ؟
آآآآآآخ بس يالقهر
يمشي وكله خوف من سيارته الحرون ، بطنه يتضور جوعا ، وبطن سيارته " إن صحت التسمية " هو الآخر يريد نصيبه ، وجسمه قد أصابه النصب ، والعمالة لا تريد ركوب سيارته !
يحين وقت الصلاة , يدخل المسجد لأداء الصلاة ، يخرج ليسقي نفسه وسيارته " المفوره " شيئاً من الماء " المجاني " ، وأجمل ما فيه أنه بلا ثمن
يفتح كبوت السيارة ليضيف كالعادة شيئاً من الماء إلى الرديتر
وترتفـع الحـرارة كـلّ صيـفٍ *** فأسقـيـهـا زُلالا بـالـقِـلال

الجوع منه قد أخذ مأخذه ، و شيخ يصيح من مكبر صوت المسجد ، متحدثاً عن أدب الطعام " وهل وجدناه حتى نتحدث عن آدابه ؟ "
يؤكد على أن ثلثاً للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس
ينظر نحو مكبر الصوت بازدراء وغضب :mad:
لأن ثلث طعامه خاو ، لا يملأه سوا " القرقرة " ، وأما ثلث الشراب فقد شرب من " برادة " المسجد ، ولكن في معدته الخاوية " مرارة " أن تكون فقيراً وابن فقير ، وأب لفقير .. إن كتب في العمر مزيد شقاء
يتأوه السيد " جائع " آآآآآآه و آآه ... ثم يقول :
حتى النفس ضاقت به الحناجر
إنني مصاب بخيبة أمل وعقد نفسية لاتنتهي من جراء تذكري الدائم لحالنا نحن الفقراء
إننا نشعر بالعجز ، عجز عن أن نشتري ، وعجز عن أن نبيع أي شيء لنشتري به أي شيء !
وكيف نبيع ونحن لانملك ؟
نحن الفقراء وإن كنا أغلبية ، إلا أن نصيبنا من الحياة أقل من القليل ، وفرص الحياة لنا ضيقة ، نحن الفقراء نعيش غرباء في أوطاننا !
أص ... صه ... اسكت ... انثبر :)
هذا الزول يؤشر ....... آآآآي ... عليك الله يازول تركب :)
الزول : بكم توصلني أيها الرجل الفاضل
باللي تبي ... وين رايح
أجده عائداً إلى مضارب الفقر القريبة من ديارنا
يتفضل مشكوراً بالركوب
المعذرة السيارة مش ولابد يا زول
الزول : عليك الله يا أخي ، انا داير اعرف كيف تقدر تقود مثل هذه السياره ؟
أقووووووول عين خييييييير ترا السيد" جائع " مو ناقصك :mad:

دقائق قليله ، وكعادة سيارته الحرون ، تقرر الوقوف جانباً
آآآآآآآآآآآخ بس ... يضرب بيده على مقود السيارة ... ولكن ثم ماذا ؟
كالعادة
تغفـو فـي الطريـق بغيـر إذنـي *** وأبـواقٌ تصـيـح ، ولا تبـالـي

الزول الموقر ، أعطاه 5 ريالات كأجرة على ما مضى من الطريق ، وترجل من سيارته باحثا عمن يوصله إلى حيث شاء
الحرون قررت الوقوف هنا ... وجائع يحاول فيها منذ ساعة من الزمن ، ولكن لا أمل فيها
يقرر الرحيل ... ولكن الرحيل بثمن ... إنها الخمسة ريالات ولا سواها " علها " توصله إلى حيث بيتهم ... آسف أقصد إلى حيث تابوتهم


يشاهد " جائع " منظر حارتهم من علو الطريق وهو بصحبة التاكسي ، يطالع تلك التوابيت المتراصة " المسماة ضرورة بيوتا " ، والشوارع الضيقة والناس بأعداد كبيرة ، والأفواه كثيرة ولكن الأرزاق ضيقة ، وما هو إلا دموع في عيونهم وآهات في قلوبهم ، فهذا اليوم ينتهي ، كما تنتهي آلاف الأيام : " لافائدة ... لا أمل "
حينها فقط خطر على باله حل
( أن يموت الفقراء الآن بشكل جماعي ! ) :6[1]:



السطور أعلاه شيء من الحقيقة والخيال ، فخذ ودع منها ماشئت

عذراً على الاطالة
دمتم بعيداً عن العوز

the-moon
18-07-07, 04:39 am
اعرف رأيي مقدماً بما تكتب

نقد التعليم
18-07-07, 12:57 pm
الناقد اهنيك على موضوعك الذي يلفت النظر ويسبر اغوار الفقر http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon7.gif

لقد استطعت بحرفنة أن تمنحنا فرصة العيش في اجواء حياة السيد ( جائع ) والإلتحام بأدق تفاصيل يومياته البائسة !!

وياكثر الذين هم على شاكلة ( جائع ) من الملحطين والطفرانين والمنتفين اللي مايلقون ولاقيمة البنزين http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon9.gif
واللي يبط التسبد انهم متعلمين ومعهم شهادات .. ومع ذلك عاطلين وميتين جوع http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon9.gif

اقرأوا هالقصة وتمعنوا في كساء البؤس الذي ارتدته عفراء ( صاحبة الشهادة العليا ) ذات جوع وقلة حيلة


حتى الماجستير لم تنفعها!!

فتاة واجهت معاناة الفقر والسفر من سكاكا إلى الرياض حتى حققت طموحها بالحصول على الشهادة.. ولم تجد وظيفة!

http://www.alriyadh.com/2007/03/21/img/203029.jpg

الجوف - أحلام العنزي:

على الرغم من ظروفها الصعبة ومرارة الأيام التي عاشتها، تحت سقف منزل بسيط لا يحميها لا من صقيع برد الشتاء ولا من حرارة شمس الصيف، ورغم أن الدخل الضئيل لا يلبي احتياجات أسرة تتكون من 13فرداً، إلا أن المكافحة "عفراء" أثبتت جدارتها وقدراتها على حصولها على أعلى درجات التعليم بحصولها على شهادة الماجستير في الآداب في التاريخ من جامعة الملك سعود بالرياض، وبرغم من كل الكفاءات التي تميزت بها إلا أنها لم تجد من يكرمها بوظيفة تساعدها على تخطي مصاعب الحياة لتجد نفسها مضطرة لبيع الكتب للحصول على ربح لايتجاوز ريالين للكتاب محاولة أن تسد بها رمقها ورمق أسرتها الفقيرة بعد أن عاشت هي وأسرتها على قيمة بيع العلب الفارغة!!.. والحقيقة أنها أمضت سنوات طويلة من عمرها في الدراسة لتحصل على الشهادة.

"الرياض" زارات عفراء في منزلها بمدينة سكاكا لتنقل للجميع مأساة هذه المواطنة المكافحة..

بدأت عفراء بالحديث عن قصتها حيث تقول: "تخرجت من الثانوية العامة بنسبة 89% فقررت أن التحق بجامعة الملك سعود بالرياض رغم مايمكن أن أواجهه في السفر والترحال ولكن كانت رغبتي أن أدرس التاريخ وفي ذلك الوقت لم يكن هذا القسم قد استحدث في كليات الجوف ولحبي لهذا القسم التحقت بجامعة الملك سعود مما جعلني أتفوق وعلى مدى الأربع سنوات حيث كنت احصل على الثانية أو الثالثة على الدفعة رغم حاجتي المادية لشراء بعض الكتب فمكافأة الجامعة أرسلها إلى أهلي لمساعدتهم فيها.

بعد التخرج

تواصل عفراء حديثها بحزن فتقول: تخرجت من الجامعة بمعدل (4.39) من أصل (5.00) مع مرتبة الشرف الثانية كما حصلت على الطالبة المثالية على الدفعة، بعد ذلك عدت وأنا احمل الشهادة التي أسعدت بها أهلي والأمل الذي يغمرني بالحصول على وظيفة تحسن أوضاعنا المعيشية خصوصاً أن قسم التاريخ افتتح بالمنطقة فقدمت شهاداتي بطلب معيدة في الكلية ولكنهم رفضوا وطلبوا مني أن أكمل شهادة الماجستير فرفضت لصعوبة ظروفي فتقدمت بطلب للعمل كمعلمة فرغم حاجة المنطقة لهذا التخصص إلا إني لم اقبل.

الظروف العائلية

وتعرج عفراء للحديث عن معاناتها العائلية حيث تقول.. بعد وفاة الوالد ساءت الظروف وعشنا على بيع علب المشروبات الفارغة التي تجمعها الوالدة وتبيعها وإخوتي جميعهم عاطلون عن العمل كما إن لدي أختاً مريضة وأولادها الخمسة جميعهم معاقون وهي تعيش معنا بعد أن هجرها زوجها لأكثر من عشر سنوات دون أن ينفق عليهم وأصبحنا نحن نتكفل برعايتهم.

الماجستير

وتعود عفراء للحديث عن حلمها العلمي فتقول.. كنت حريصة على أن أحصل على الماجستير لعلي أجد الوظيفة المناسبة وبالفعل رشحت للماجستير من قبل الجامعة والتحقت بالجامعة وبشهادة من الدكتور المشرف على رسالتي أن رسالتي رسالة مقدمة للدكتورة وليس للماجستير والحمدلله حصلت على درجة الماجستير بمعدل (4.71) من أصل (5.00) كما حصلت على خمس شهادات من قبل الفعاليات الثقافية والاجتماعية على مستوى الجامعة والمملكة وأيضاً حصلت سبع شهادات بدورات الحاسب الآلي واللغة الانجليزية وحصلت على خمس شهادات خبرة تعليمية وإدارية.. بعد ذلك قدمت في كل مكان ولكن كانت الإجابة واحدة "لسنا بحاجة"!!

بعدها عملت بائعة كتب وبصوت حزين تكمل "عفراء" حديثها فتقول اشتري مجموعة من الكتب وابعيها على المدرسات في مدارسهن حيث يصل ربحي من الكتاب ريال أو ريالين استفيد بها للصرف على أسرتي!!

رسالة

وبعد هذا الواقع المؤلم ألا تستحق "عفراء" أن تنعم بقليل من حقوقها؟! هل تودع عفراء سنين اليأس والشقاء لتعلم الأجيال كيف هو الكفاح؟!! إن مثلها فقط هو الجدير بتعليم الأجيال.

مكتب جريدة "الرياض" بالجوف يحتفظ بكافة الأوراق الرسمية وعنوان "عفراء".. للراغبين في مساعدتها ومساعدة أسرتها ولعلاج وضعها يمكن الاتصال بأرقام المكتب التالية: جوال ( 0508905907عصام فاكس 046244772).

http://www.alriyadh.com/2007/03/21/img/203030.jpg

المصدر
http://www.alriyadh.com/2007/03/21/article234595.html

هذي وهي ماجستير !!!!!!
والله شي يحززززززن في بلد البترول والتنمية http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon9.gif

الناقد1
19-07-07, 01:57 am
العزيز the-moon
واعرف غبطتي في تواجدك الكريم
حفظك الله في حلك وترحالك ووفقك

نقد التعليم
للفقر وجوه متعددة ، ما أوردته مشكوراً هو أحدها
ولكن يبقى الفقر هو الفقر ، والجوع " لادين له "
شرفني حضورك

دمتم بود

الذاهـبـة
19-07-07, 02:33 am
استاذ الناقد 1 ..
أهنيك على هذا الأسلوب السلس و الممتع ..
و هذه الصياغة الخفيفة ليوميات مستر جائع .. !!

( الحاجة ) .. وحدها و لا غيرها .. يضطرك للوقوف على زاوية المحك ..
و إن سايرتها الظروف _بطبيعة الحال هي تسايرها على الدوام _ تجدك تتأمل ( طيب لماذا أنا ؟ )
ولكن ليست كما يقولها صاحبنا مستر جائع !!

أحياناً .. تراودني أحلامي المتمردة .. في أن اعيش كما المليارديرية ..
و " أتمغط " في ساحات الثراء .. فلا طريق أيسر من السرقة و الاختلاس ..
نعم .. لا تتفاجأ .. !!
و إن سرقت .. فأهلاً بالسجن الذي سيساعدني لحفظ القرآن الكريم كاملاً في ظرف سنة ..
لأنال من بعده العفو .. و أخرج لأتمتع بالمليارات .. هه !!

شكراً استاذي لإمتاعنا .. !

الذاهـبـة
19-07-07, 02:50 am
أنا مادري إلى متى يستمرون في تخريج دفعات جديدة من الأقسام الميتة .. ؟

كنا نأمل بإقفال بعض الأقسام .. و افتتاح أقسام و تخصصات جديدة و مطلوبة ..

على الأقل تتناسب مع أرقام " العرض و الطلب " .. !!

لكن يبدو أن سياسة دولتنا الحبيبة .. تدعو الجميع للتعلم .. دون التفكير في العمل ..

يعني شعب متعلم .. و عاطل ..!

the-moon
19-07-07, 06:31 am
عدت مرة أخرى
عزيزي الناقد الحقيقة إعجابي فيما كتبت أعادني مرة أخرى
عزيزي الحقيقة أنك أجدت في سلاسة أسلوبك وجمال مفرداتك وسهولتها
وأعجبني في سردك وصفك للبيئة التي يدور فيها الحدث
لكن هناك مالفت نظري أنك تتقمص الحضيف في موضي حلم يموت تحت الأقدام
ربما وحدة الموضوع أتاني بهذا الإحساس لكن هناك ما انتابني بأن من كتب هنا تأثر كثيراً بموضي
أو لعله إقتبس الموضوع أو جزءً منه خصوصاً أن المحيط الذي تتحدث عنه هو نفسه الذي كانت تدور فيه أحداث موضي
وأنا أقرأ ماخط يراعك أجد روح الحضيف موجودة هنا وأنا حقيقة أراها مزيّة ولفته لمستواك الكتابي
تشبيهي لك بكبير كالحضيف لا أعتقد إلا أنه يدخل مع باب إمض وروح القدس معك

الناقد1
19-07-07, 08:51 pm
الأخت / الذاهبة
كفاني الله وإياك والاخوة شر الحاجة

أما الأحلام ، فهي حلالا زلالا ، فليحلم كل محتاج بما يشاء وكيفما يشاء ، فاليبن قصراً عظيماً حيناً ، وليرتع بجنته السارقة للأنظار كيفما أراد ، وليلعب بملايينه كيفما شاء
ألسيت الأحلام بالمجان ؟
ولكن لنتذكر ، أن السجن ثم حفظ القرآن ليس وحده هو العقاب لمن سرق ، فعلى كل من بيت نية لذلك أن يتلمس يده من مفصل الكف قبل أن يقدم على ذلك :)

أما مسألة التخصصات
فأكثر ما " يقرفني " في مجتمعنا
أنك تفني عمرك لسنين في تخصص معين ، ثم تجد نفسك في وظيفة بين تخصصك وبينها بعد المشرقين !
فعلاً يجب دراسة احتياج سوق العمل ، ومن ثم بناء الأقسام على اثر ذلك
خاصة وأننا في ثورة شبابية تحتاج إلى مصدر للرزق
شكراً لحضورك الكريم

العزيز the-moon

شتان بين الثرى و الثريا
شتان بين رائعة " موضي حلم يموت تحت الأقدام " التي تنساب معك كالنسائم العليلة
http://forum.buraydh.com/showthread.php?t=116116
وبين تخاريف القلم تلك ، التي يسبر أغوار انحناءاتها ومرتفعاتها وانخفاضاتها كل أحد

إن كان للجوع والفقر والبؤس حديث في الرائعة وفي هذه التخاريف
إلا أنها افتقرت للغة الحب والأنوثة التي طغت على موضي
عموما
لاشك أن الإنسان يتأثر بما يقرأ ، ولا أخفيك مدى إعجابي بالحضيف
الذي تشرفت بقراءة جميع ما كتب
شرفني حضورك مرة أخرى

دام الجميع بود

الناقد1
22-07-07, 02:04 pm
إنِّي تجرَّدتُ من دنيايَ حاسرةً *** مالي سوى طفليَ الباكي بها مالُ
أي امرئٍ بعد هذا اليوم ذي جِدةٍ *** يَعُولُني حيث لا زوج ولا آلُ
أودى الحريقُ بدارٍ كنتُ أسكنها *** وكنت من بعضها للقوت أكتالُ
واليوم أصبحتُ لا دارٌ ولا وزَرٌ *** آوي إليه ولا عمٌّ ولا خالُ
ياربِّ قد ضقْتُ ذرعاً بالحياة فما *** أدري حنانيكَ ربي كيف أحتال


أيها الأغنياء كم قد ظلمتمْ *** نِعَمَ الله حيث ما إنْ رحمتمْ
سَهِرَ البائسون جوعاً ونمتمْ *** بهناءٍ من بعد ما قد طعمتمْ
من طعامٍ منوّعٍ وشرابِ
كم بذلتم أموالكم في الملاهي *** وركبتم بها متونَ السفاهِ
وبخلْتم منها بحقِّ الإلهِ *** أيها الموسرون بعضَ انتباهِ
أفتدرون أنكم في تبابِ

الناقد1
23-07-07, 02:30 pm
سلام على الدنيا، سلام على الورى***إذا ارتفع العصفور وانخفض النسر!
أيعطى لـزيد ما يشاء مـن المنى*** ويحرم حتى من ضروراته عمرو؟
أيعطَى لنا - يا قومنا - القشر والنوى***ومَن دوننا يعطى له اللب والتمر؟
إذا العدل والإنصاف في الأرض لم يقم***فمن أين يأتي أهلها العز والنصر؟

الناقد1
31-07-07, 11:36 pm
يابني الفقر سلاماً عاطراً *** من بني الدنيا عليكم وثناء
وسقى العارض من أكواخكم *** معهد الصدق ومهد الأتقياء
كنتم خير بني الدنيا ومن *** سعدوا فيها وماتوا سعداء
عشتم من فقركم في غبطة *** ومن القلة في عيش رخاء
لاخصام لامراء بينكم *** لاخداع لانفاق لارياء
خلق بر وقلب طاهر *** مثل كأس الخمر معنى وصفاء
ووفاء تثبت الحب به *** وثبات الحب في الناس الوفاء
أصبحت قصتكم معتبراً *** في البرايا وعزاء البؤساء
يجتلي الناظر فيها حكمة *** لم يسطرها يراع الحكماء
حكم لم تقرءوا في كتبها *** غير أن طالعتم صحف الفضاء
وكتاب الكون فيه صحف *** يقرأ الحكمة فيها العقلاء
إن عيش المرء في وحدته *** خير عيش كافل خير هناء
فالورى شر وهم دائم *** وشقاء ليس يحكيه شقاء
وفقير لغني حاسد *** وغني يستذل الفقراء
وقوي لضعيف ظالم *** وضعيف من قوي في عناء
في فضاء الأرض منأى عنهم *** ونجاء منهم أي نجاء
إن عيش المرء في ذلة *** وحياة الذل والموت سواء
ليت فرجيني أطاعت بولسا *** وأنالته مناه في البقاء
ورثت للأدمع اللاتي جرت *** من عيون مادرت كيفض البكاء
لم يكن من رأيها فرقته *** ساعة لكنه رأي القضاء
فارقته لم تكن عالمة ً *** أن يوم الملتقى يوم اللقاء
ما لفرجيني وباريس أما *** كان في القفر عن الدنيا غناء
إن هذا المال كأس مزجت *** قطرة الصهباء فيه بدماء
لا ينال المرء منه جرعة *** لم يكن في طيها داء عياء
عرضوا المجد عليها باهراً *** يدهش الألباب حسناً ورواء
وأروها زخرف الدنيا وما *** راق فيها من نعيم وثراء
فأبته وأبى الحب لها *** نقض ما أبرمه عهد الاخاء
ودعاها الشوق للقفر وما *** ضم من خير إليه وهناء
فغدت أهواؤها طائرة ً *** بجناح الشوق يزجيها الرجاء
يأمل الانسان ما يأمله *** وقضاء الله في الكون وراء
ما لهذا الجو أمسى قاتماً *** ينذر الناس بويل وبلاء
مالهذا البحر أضحى مائجاً *** كبناء شامخ فوق بناء
وكأن الفلك في أمواجه *** ريشة تحملها كف الهواء
ولفرجيني يد مبسوطة *** بدعاء حين لايجدي دعاء
لهفي والماء يطفو فوقه *** هيكل الحسن وتمثال الضياء
زهرة في الروض كانت غضة *** تملأ الدنيا جمالاً وبهاء
من يراها لايراها خلقت *** مثل خلق الناس من طين وماء
ظنت البحر سماء فهوت *** لتباري فيه املاك السماء
هكذا الدنيا وهذا منتهى *** كل حي مالحي من بقاء

القصيدة للمنفلوطي

دمتم بخير