قرطبة
15-07-07, 05:38 am
بعد أن وضعت حرب الخليج أوزارها منذ ما ينيف على ثماني عشرة سنة , وبعد أن سمع الجميع عن تلك التجاوزات في قوتنا الحربية , ظهر لنا كتاب " مقاتل من الصحراء " ليطمس لنا حقيقة تألم لها كل غيور , فقد أصبح الباطل حقًّا , وأصبح الحق باطلاً .
وبعد أن ثارت شبهة سرقت ميزانية الدولة من قِبل أحد أعضاء الأسرة الحاكمة خرج لنا كتاب " الوليد " الذي فاق سابقه دجلاً وكذبًا , حيث إنه لم يجنِ على فن السيرة الذاتية ومصداقيتها , وإنما فضح الكتاب صاحبه المكتوب عنه شر فضحية .
كان الكتاب الأول يحكي عن مدى عبقرية المكتوب عنه , وكيف أنه أسد نشط من عرينه وصد العدو العراقي , ورد كيده في نحره , بينما الحقيقة غير ذلك , لقد تحول الكتاب العربي إلى مادة تستفرغ فيها ما يحرض الأجيال على التدليس واختلاق البطولات الوهمية .
وكان الكتاب الثاني فاضحًا حين لم يراعِ التسلسل في سرد سبب تجارة صاحبه , إذ استطاع بسنوات معدودة لأن يكون أغنى رابع رجل في العالم , حيث لم تأتِ قصة سيتي بنك على نحو محبوك , ولم تكن تلك الاستثمارات المتتابعة يفصلها فاصل زمني طويل , وإنما كانت تباعًا , فظهرت أشياء تقر الكذب ولا تنفيه .
لقد كان هذا الكتاب دليل إدانة على المكتوب عنه , ولو فطن مؤلفه ريز خان وهو الصحفي والمذيع الدولي لما جاء بتلك المتناقضات , حيث يبدأ المكتوب عنه باستثمار مهول في البنك السعودي المتحد , حتى صار رئيس مجلس إدارة البنك , ثم نراه يُهرع إلى سيتي بنك الذي هو أضخم بنك في الولايات المتحدة .
لم يكن هذا الكتاب حصرًا على فرد العضلات , وإنما لتسطير الغرور بالمال المشبوه , حيث يسرد حياة من يتمتع بالمال , ويصف إنفاق من لا يخشى الفقر , حتى أننا نجد ابنيه يرفلان بالنعيم بما يبعث على الحسرة في ظل غياب المحاسب الذي يقول له : من أين لك هذا .
إنني أعجب من هؤلاء المكتوب عنهم , كيف يرضون لأن يكونوا أضحوكة في عيون العقلاء ؟ وكيف جاز لهم أن يكذبوا الكذبة ثم يصدقونها ؟ فلا ريب أن فعلهم هذا يدل على محاولة يائسة لذر الرماد في عيون الناس وما هم بقادرين إلا على العوام فحسب .
وإن تعجب فاعجب لتلك الظاهرة التي يتمنطقون بها حين يقول سهرت , وكافحت , وجاهدت النفس , بينما لا يلتفتون إلى أن لو كان مع الناس ربع ما معهم لفاقوهم حنكة وذكاء واجتهادًا , إنهم كالطالب الذي يجد ويحصل على مؤهل عالٍ , فتراه يقول : لقد نلته بالجد والمذاكرة , بينما لا يلتفت إلى أولئك المحرومين من الدراسة لعدة أسباب وهو يمر عليهم في عملهم في بناء المساكن أو بيع الخضرة في طريقه للمدرسة , إما للفقر فهم يساعدون أهلهم , وإما لبعد المكان فنشأوا أميين لا يعلمون الكتاب , فالظروف اختلفت , بينما العقول واحدة لو تهيأ للأول ما تهيأ للثاني .
وبعد أن ثارت شبهة سرقت ميزانية الدولة من قِبل أحد أعضاء الأسرة الحاكمة خرج لنا كتاب " الوليد " الذي فاق سابقه دجلاً وكذبًا , حيث إنه لم يجنِ على فن السيرة الذاتية ومصداقيتها , وإنما فضح الكتاب صاحبه المكتوب عنه شر فضحية .
كان الكتاب الأول يحكي عن مدى عبقرية المكتوب عنه , وكيف أنه أسد نشط من عرينه وصد العدو العراقي , ورد كيده في نحره , بينما الحقيقة غير ذلك , لقد تحول الكتاب العربي إلى مادة تستفرغ فيها ما يحرض الأجيال على التدليس واختلاق البطولات الوهمية .
وكان الكتاب الثاني فاضحًا حين لم يراعِ التسلسل في سرد سبب تجارة صاحبه , إذ استطاع بسنوات معدودة لأن يكون أغنى رابع رجل في العالم , حيث لم تأتِ قصة سيتي بنك على نحو محبوك , ولم تكن تلك الاستثمارات المتتابعة يفصلها فاصل زمني طويل , وإنما كانت تباعًا , فظهرت أشياء تقر الكذب ولا تنفيه .
لقد كان هذا الكتاب دليل إدانة على المكتوب عنه , ولو فطن مؤلفه ريز خان وهو الصحفي والمذيع الدولي لما جاء بتلك المتناقضات , حيث يبدأ المكتوب عنه باستثمار مهول في البنك السعودي المتحد , حتى صار رئيس مجلس إدارة البنك , ثم نراه يُهرع إلى سيتي بنك الذي هو أضخم بنك في الولايات المتحدة .
لم يكن هذا الكتاب حصرًا على فرد العضلات , وإنما لتسطير الغرور بالمال المشبوه , حيث يسرد حياة من يتمتع بالمال , ويصف إنفاق من لا يخشى الفقر , حتى أننا نجد ابنيه يرفلان بالنعيم بما يبعث على الحسرة في ظل غياب المحاسب الذي يقول له : من أين لك هذا .
إنني أعجب من هؤلاء المكتوب عنهم , كيف يرضون لأن يكونوا أضحوكة في عيون العقلاء ؟ وكيف جاز لهم أن يكذبوا الكذبة ثم يصدقونها ؟ فلا ريب أن فعلهم هذا يدل على محاولة يائسة لذر الرماد في عيون الناس وما هم بقادرين إلا على العوام فحسب .
وإن تعجب فاعجب لتلك الظاهرة التي يتمنطقون بها حين يقول سهرت , وكافحت , وجاهدت النفس , بينما لا يلتفتون إلى أن لو كان مع الناس ربع ما معهم لفاقوهم حنكة وذكاء واجتهادًا , إنهم كالطالب الذي يجد ويحصل على مؤهل عالٍ , فتراه يقول : لقد نلته بالجد والمذاكرة , بينما لا يلتفت إلى أولئك المحرومين من الدراسة لعدة أسباب وهو يمر عليهم في عملهم في بناء المساكن أو بيع الخضرة في طريقه للمدرسة , إما للفقر فهم يساعدون أهلهم , وإما لبعد المكان فنشأوا أميين لا يعلمون الكتاب , فالظروف اختلفت , بينما العقول واحدة لو تهيأ للأول ما تهيأ للثاني .