بوح الهجران
08-07-07, 10:27 pm
كان يزدريها وهي صامته ....
في البداية احتجت على أسلوبه ، ذكرته بأن ذلك لا يليق بإنسان متعلم ، بل لا يجوز أن يصدر من إنسان تجاه آخر . وحينما يكون ذلك (الآخر) زوجا أو زوجة ، يكون التعامل ، الذي يتعمد تجريح الذات الأخرى ، وإذلالها ، نوعا من القتل العمد ..
قتل الكبرياء .. قتل الكرامة .. وإغتيال الحب ...
وعلى جدث الحب .. تنبت الكراهية .
مع الوقت كان يزداد قسوة ، وكلماته الجارحة تزداد ضراوة ، ويتوغل نصلها الحاد في أعماقها . ضميرها المجروح ، يصرخ بصمت :
" نصل قسوتك يوشك أن يجتث بقايا زهرة قلبي الذابلة " .
ضربها فاشتعل الحقد في قلبها .. إحتقارا وإشمئزازا ورفضا . مات الحب ، فهوى مثخنا فوق جسد الكرامة الذبيحة .
ليلى صارت مطلقة ...
- مطلقة أنت يا ليلى ..؟ والأطفال يا ليلى ..؟ ماذا يقول الناس يا ليلى ..؟
- أنا لم أطلقه هو الذي طلقني .. أنا لم أهنه هو الذي أهانني .. أنا لم أكرهه ، هو الذي كرهني .. هو الذي أغتال عصفور الحب الذي أطلقته من قلبي ، ليشقشق بيننا ...
كيف يحب إنسان إنسانا يكرهه ..؟ كيف يعود إنسان لانسان يرفضه ..؟
الناس .. ماذا أفعل بالناس ..؟ لم لا يذهب الناس هم إليه ..؟
الأطفال .. آه من الأطفال ، تلك الورود التي لا تورق إلا بماء الحب .. ستموت إذا ما ظللتها غمامة الكراهية .. الكراهية التي نبتت يوم مات الحب بيننا .. يوم ذبح كرامتي ، وسار على جدث ذلك الشئ ، الذي كانوا يسمونه يوما .. حبا .
خير للأطفال أن يعيشوا على نصف حب ، من أن يكـدر صفـاء عيونهم وجه الكراهية القبيح .. من أن تلفح براءتهم سموم الحقد .
ليلى أفهمت الناس أنها مطلقة ، ولكنها أيضا ليست نصف أنثى . أنها مطلقة ، لكنها كذلك إنسان . أنها مطلقة ، ولكنها لم تكن خاطئة ولا مخطئة .
دوت في أوساط العائلة ، وفي أرجاء الحي ، وفي سمع المدينة :
- (ليلى مطلقة ولكنها لم تكن هي المخطئة) ...
فغرت الأفواه ، واتسعت الأحداق :
- (مطلقة وليست مخطئة) ..؟
هاه ... ألاف (هاه) تسللت من بين شفاة منقبضة ، وعيون تدور من الدهشة ، ورؤس تتحرك ذات اليمين وذات الشمال .. والصدى يتردد في الزوايا الصدئة ...:
(مطلقة ليست مخطئة .. مطلقة ليست مخطئة) ....
وهز الصدى ألاف الحطام البشري ، الذي سحق ، وأخرج من إيقـاع الحيـاة ، ودورة العطاء ..
لأنه .. مطلقات ..
لم تتزوج ليلى في اليوم التالي ، بعد أن (اثبتت) أنها مطلقة، لكنها أنثى كاملة وإنسان ، وأنها لم تكن مخطئة وليست خاطئة ...
ولن تتزوج ربما ، ولا في الشهر التالي ، أو حتى السنة التالية ، لأن القصة لن تكون نهايتها مثل نهاية (تمثيلية تلفزيونية) ، حيث ينتصر (البطل) ، ويموت (المجرم) ، أو الظالم، بسكتة أو جلطة .
ليلى ستنهض من بين الحطام ، وستعود إلى إيقاع الحياة ، وستنتظم في دورة العطاء ، إذا بقيت تقاوم ..
قاومي ليلى ..
بالحب والعطاء ... فالصدى يتساقط .
من سرديات الدكتور الكبير. محمد الحضيف
في البداية احتجت على أسلوبه ، ذكرته بأن ذلك لا يليق بإنسان متعلم ، بل لا يجوز أن يصدر من إنسان تجاه آخر . وحينما يكون ذلك (الآخر) زوجا أو زوجة ، يكون التعامل ، الذي يتعمد تجريح الذات الأخرى ، وإذلالها ، نوعا من القتل العمد ..
قتل الكبرياء .. قتل الكرامة .. وإغتيال الحب ...
وعلى جدث الحب .. تنبت الكراهية .
مع الوقت كان يزداد قسوة ، وكلماته الجارحة تزداد ضراوة ، ويتوغل نصلها الحاد في أعماقها . ضميرها المجروح ، يصرخ بصمت :
" نصل قسوتك يوشك أن يجتث بقايا زهرة قلبي الذابلة " .
ضربها فاشتعل الحقد في قلبها .. إحتقارا وإشمئزازا ورفضا . مات الحب ، فهوى مثخنا فوق جسد الكرامة الذبيحة .
ليلى صارت مطلقة ...
- مطلقة أنت يا ليلى ..؟ والأطفال يا ليلى ..؟ ماذا يقول الناس يا ليلى ..؟
- أنا لم أطلقه هو الذي طلقني .. أنا لم أهنه هو الذي أهانني .. أنا لم أكرهه ، هو الذي كرهني .. هو الذي أغتال عصفور الحب الذي أطلقته من قلبي ، ليشقشق بيننا ...
كيف يحب إنسان إنسانا يكرهه ..؟ كيف يعود إنسان لانسان يرفضه ..؟
الناس .. ماذا أفعل بالناس ..؟ لم لا يذهب الناس هم إليه ..؟
الأطفال .. آه من الأطفال ، تلك الورود التي لا تورق إلا بماء الحب .. ستموت إذا ما ظللتها غمامة الكراهية .. الكراهية التي نبتت يوم مات الحب بيننا .. يوم ذبح كرامتي ، وسار على جدث ذلك الشئ ، الذي كانوا يسمونه يوما .. حبا .
خير للأطفال أن يعيشوا على نصف حب ، من أن يكـدر صفـاء عيونهم وجه الكراهية القبيح .. من أن تلفح براءتهم سموم الحقد .
ليلى أفهمت الناس أنها مطلقة ، ولكنها أيضا ليست نصف أنثى . أنها مطلقة ، لكنها كذلك إنسان . أنها مطلقة ، ولكنها لم تكن خاطئة ولا مخطئة .
دوت في أوساط العائلة ، وفي أرجاء الحي ، وفي سمع المدينة :
- (ليلى مطلقة ولكنها لم تكن هي المخطئة) ...
فغرت الأفواه ، واتسعت الأحداق :
- (مطلقة وليست مخطئة) ..؟
هاه ... ألاف (هاه) تسللت من بين شفاة منقبضة ، وعيون تدور من الدهشة ، ورؤس تتحرك ذات اليمين وذات الشمال .. والصدى يتردد في الزوايا الصدئة ...:
(مطلقة ليست مخطئة .. مطلقة ليست مخطئة) ....
وهز الصدى ألاف الحطام البشري ، الذي سحق ، وأخرج من إيقـاع الحيـاة ، ودورة العطاء ..
لأنه .. مطلقات ..
لم تتزوج ليلى في اليوم التالي ، بعد أن (اثبتت) أنها مطلقة، لكنها أنثى كاملة وإنسان ، وأنها لم تكن مخطئة وليست خاطئة ...
ولن تتزوج ربما ، ولا في الشهر التالي ، أو حتى السنة التالية ، لأن القصة لن تكون نهايتها مثل نهاية (تمثيلية تلفزيونية) ، حيث ينتصر (البطل) ، ويموت (المجرم) ، أو الظالم، بسكتة أو جلطة .
ليلى ستنهض من بين الحطام ، وستعود إلى إيقاع الحياة ، وستنتظم في دورة العطاء ، إذا بقيت تقاوم ..
قاومي ليلى ..
بالحب والعطاء ... فالصدى يتساقط .
من سرديات الدكتور الكبير. محمد الحضيف