التميمي24
23-06-07, 04:50 pm
http://www.upload.ps/uploads130607/c5c82d30f6.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أقلب صفحات التاريخ وقفت عند هذه الذكرى المؤلمه والحزينة التي مرت على الأمة الإسلامية والعربية
ففي مثل هذا اليوم الثامن من شهر جمادى الآخرة من قبل 39 عاما تم إحراق المسجد الأقصى المبارك مسرى
الحبيب صلى الله عليه وسلم ومجمع الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى فتعالوا بدقائق نعيش لحظات تلك الفاجعة
وأحداثها ونتائجها :
البدايــــــــــــــــــــة :
في يوم الخميس الموافق 8 / 6 / 1389هـ - 21 / 8 / 1969 م وبعد صلاة الفجر وحين خلا الأقصى الشريف من
المصلين اقدم " دينيس مايكل روهان " (28) عاما يهودي إسترالي على حرق الاقصى الشريف بدأت بثلاث حرائق ظنا
منه أنها ستقضي على المسجد وكان الحريق في مواضع ثلاثة وهي:
الأول: في مسجد "عمر" الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، الذي قام الخليفة "عبد الملك بن مروان" بإعادة بنائه سنة 692م، بعد أن هدمته الزلازل.
الثاني: في منبر "صلاح الدين الأيوبي" والمحراب. http://www.qudsday.com/aqsana/jareem3.jpg
الثالث: في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار، ويصعب الوصول إليها من الداخل بدون استعمال سلَّم عالٍ، الأمر الذي لم يكن متوفرًا لدى "دنيس روهان"، وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل، مما يدل على أن هناك أفرادًا آخرين ساعدوا "روهان" من الجهة الغربية في الخارج، حيث كانت تحت إشراف الصهيونيين بعد أن هدموا حارة المغاربة، وسيطروا على بوابة المغاربة.
وأتت النيران على كامل السجاد ؛ وعلى ثلاثة أروقة مع الأعمدة والأقواس والزخرفة؛ وعلى جزء من السقف الذي سقط على الأرض، وثمان وأربعين نافذة من النوافذ الفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر عليها؛ الذي يمنع دخول الأشعة المباشرة إلى المسجد.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand11.jpg
عناية ربانية
لقد اعتقد اليهود أن الحريق في المواقع الثلاثة سوف يتصل بعضه مع بعض ويدمر الواجهة الجنوبية للمسجد كليًّا، ومن ثم يمتد شمالاً ليأتي على جميع المسجد، إلا أن عناية الله جعلت النار التي اشتعلت في النافذة العلوية تنطفيء وحدها، دون أن يطفئها أحد، ثم امتدت النار شمالاً وحرقت ما مساحته حوالي1500 متر مربع من أصل مجموع مساحة مبنى المسجد الأقصى البالغة4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد.
تواطؤ صهيوني
لقد قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس- التي يسيطر عليها الاحتلال- التأخير؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
http://www.upload.ps/uploads130607/60f451488b.jpg
لقد كان للعناية الربانية- ثم المواطنين المقدسيين المسلمين- الدور الأكبر في إطفاء الحريق ومنع امتداده إلى باقي أنحاء المسجد، حيث قام الشباب المقدسيون باستعمال البراميل، ونقلوا المياه يدويًّا من الآبار الموجودة في ساحات الحرم القدسي الشريف وأخرجوا السجَّاد المحترق إلى الساحات الخارجية، وجمع القطع الصغيرة التي بقيت من الحريق من آثار منبر "صلاح الدين الأيوبي"، وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف.
، بلغت مساحة الجزء المحترق في المسجد
http://www.ipc.gov.ps/ipc_a/ipc_a-1/infograph/alqsa/img/013_b.jpg
1500 م2 من اصل المساحة الكلية البالغة 4400م2 أي ثلث مساحة المسجد الأقصى .
أما أهم الأجزاء التي طالها الحريق داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك فهي:
1- منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة، وهو المنبر الذي صنعه "نور الدين زنكي"، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره فلما مات قبل تحريره قام "صلاح الدين الأيوبي" بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين.
2- مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand15.jpg
3- محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر".
4- مقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا".
5- ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
6- عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.
7- القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جمع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.
8- المحراب الرخامي الملون.
9- الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها.
10- ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.
11- جميع السجّاد العجمي.
12- مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand7.jpg
13- الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand8.jpg
لقد وقعت الجريمة في اليوم التالي لإنجاز بعض الحفريات التي تقوم بها حكومة "إسرائيل" تحت أرض المسجد الأقصى بحثاً وراء مزاعم الآثار المندثرة منذ ألفي سنة لهيكل سليمان، ومحاولة إحراق المسجد الأقصى كانت إجراءً متمماً لعمليات الحفر. فضلاً عن هذا فقد مهدت "إسرائيل" لهذا الحريق بعدد من الاجراءات الأخرى منها مصادرة وهدم ونسف العقارات الوقفية الملاصقة للمسجد الأقصى من الغرب والجنوب واحتلال باب المغاربة أحد أبواب الحرم الشريف الملاصق للمسجد الأقصى من الغرب واجراء حفريات عميقة خلف الحرم... إلخ.
المجرم :
لم تكن محاولة " دنيس روهان" إحراق المسجد الأقصى هي الأولى، بل سبق أن حاول القيام بها بتاريخ 21/8/1968م ولكن يقظة حراس المسجد الأقصى منعت الجريمة قبل وقوعها، وألقِي القبض على "دنيس روهان"، وحوكم محاكمةً صورية، وأبعد إلى استراليا ثم عاد ثانيةً بتواطؤ من سلطات الاحتلال الصهيوني، ونفَّذ جريمته النُّكراء
في المحكمة :
أما زعيم العصابة التي نفذت الحريق "دنيس روهان" فقد حكمت عليه سلطات الاحتلال بالجنون وبالنفي إلى بلاده استراليا، ولم تسجنه ولم تعاقبه بأي شيء آخر، أما باقي العصابة التي ساعدت "روهان" من الخارج- وأخرجته بعد الحريق، وحافظت عليه من غضب الأهالي المقدسيين- فبقيت مجهولة ولم ينَلها أي عقاب.
وعندما بدأت المحاكمة الإسرائيلية للشاب مايكل روهان في 6 أكتوبر 1969 بالغت "إسرائيل" في شكليات المحاكمة حتى يصدقها الرأي العام العالمي.
زيادة في الحبكة المسرحية، - كما أرادتها "إسرائيل" - فإن المتهم بعد نفيه التهم الموجهة إليه عاد واعترف بجزء من جريمته وقال إنه أشعل النار في المسجد الأقصى بالفعل، ولكن في ظروف خاصة سيطر فيها عليه الجنون، وقال محامي المتهم إن موكله ليس مذنباً لأنه كان وقت الحادث يعاني مرضاً عقلياً جعله غير قادر على وضوح التفكير خلال عمله، وذكر المحامي أنه بسبب ذلك المرض العقلي لايعتبر موكله عرضة للعقاب!
وفعلاً تمت تبرئة المتهم وأخلي سبيله..
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand5.jpg
الردود الغاضبة :
كان الرد العربي والاسلامي قيام المظاهرات الغاضبة وبعض الدول العربية جعلت إضراب لمدة ثلاثة ايام وتفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك إحتجاجاً على الحريق، و كان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب في 14/7/1389هـ - 25/9/1969م0
ونحن بدورنا يجب أن نقف وقفات صادقة مع النفس ..
نتذكر حريق الأقصى المبارك فتنتزع الذكرى الدمع الهتون من مآقي العيون ..
نتذكر حريق منبر صلاح الدين فنتيقن بأنه لا ثقة مطلقاً باليهود الذين جبلوا على .
المكر والغدر ... فلا يوجد أي رادع يمنع اليهود من المعاودة لارتكاب القبائح
في مقدساتنا ... فهم سادرون في غيهم .... ماضون في تنفيذ مآربهم ....
إن القدس تعيش في بؤرة الذاكرة الفلسطينية التي تستعصي على النسيان ....
وستبقى القضية المركزية الأولى والأهم ...
فمتى نحررها من قبضة الأسر وسيطرة اليهود الذين عاثوا فساد ودماراً ونشر الرعب في طول بلاد فلسطين وعرضها !!!!
صرخة الشعراء :
هزت هذه الفاجعة شعراء الأمة كما هزت غيرهم فجادت نفوسهم بهذه الأبيات حزنا على ماجرى :
محي الدين الحاج عيسى
أين الصريخ؟ وأين النار تندلع
أم أين ذاك العويل المرُّ يرتفع
في القدس؟ في المسجد الأقصى؟ فواحزني
عليه، وهو بنار الحقد ينصدع
ماذا يريد عدوّ الله؟ قد عظمت
منه الجرائم واستشرى به الجشع
بالأمس قد سلب العذراء حليتها
مستهتراً ماله من وازع يزع
وداس من حرمات الله أقدسها
في القدس، وهو بطبع الشر مندفع
واليوم تستهدف الأقصى أذيّتُه
يا غيرة الله تغشاه فلا تدع
الدين لله من يحرق معابده
يلق الجزاء وسخطاً ليس يندفعُ
كمال عبدالرحيم :
يا ثالث الحرمين حرقُك نكبة
فيها يزيد الجرح والإيلام
إن يحرقوك فليس ذلك بدعة
في دينهم بل إنها الأحلام
حرب على الدين الحنيف وإنها
لطويلة ما طالت الأيام
أين الملايين الذين نعدهم
أو ليس فيهم فارس مقدام؟
كيف الحقوق تضيع من أصحابها
إن كان فيهم مبدأ وحسام
قم يا صلاح الدين فالقدس التي
حررتها يزهو بها الحاخام
فلعلّ سفر المجد يفتح صفحة
فيطل يومٌ مشرق بسّامُ
وقال أحمد صديق :
يا عيد والمسجد الأقصى محرّقةً -- أحشاؤه، وهو في الأغلال مصفود
يا عيد أين صلاح الدين يعتقه حراً ، وفيه لـواء النصـر معقود
أما الشاعر أحمد فرح عقيلان فقد هزته الفاجعة وحاول أن ينفذ إلى ما وراء الوقائع ويستشرف آفاقها عند سماعه نبأ إحراق المسجد الأقصى:
تكشف الأمر عن حقد وعن لب وشبت النـار في مـيراث خـير نبي
وطأطأت هامة التاريخ من خجل وديس في الترب عز الشرق والعرب
يا من رأى القبلةالأولى وقد حرّقت نفسي الفداء لذلك المسجدالـخرب
يوسف العظم الذي يستهل هذه القصيدة بذكر الأقصى:
في ساحة المسجد المحزون حدثني شيخ على وجهه الأيـام ترتسم
لمن أبث شكاتي والشفاه عدت -- خرساء ليس لها في الحادثات فم
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة والقدس في العار والمحراب والحرم
يا قدس أين صلاح الدين يبعثها حطين تفتك بالبـاغين ويلـهم
إنّا على العهد لن ننساك فانتظري يوما يخر له الطاغوت والصنم
غنّى لك الشعر من أحلى قصائده "ريم" على القاع بين البان والعلم
لا تحسبوا الدمع من حب أُذَللُ له أو من تذكر جيران بذي سـلم
إن اللواتي أثرن الحب في كبدي خطرن في جنبات المهد والحـرم
محمود مفلح "يا قدس":
يا قدس يا بلد الإسراء بالـغةً كالجمر يتقنها من كـابد الشـجنا
يا وردة الجرح، يا أم العيال فهل ينسى بنوك النشامي الثدي واللبنا
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أقلب صفحات التاريخ وقفت عند هذه الذكرى المؤلمه والحزينة التي مرت على الأمة الإسلامية والعربية
ففي مثل هذا اليوم الثامن من شهر جمادى الآخرة من قبل 39 عاما تم إحراق المسجد الأقصى المبارك مسرى
الحبيب صلى الله عليه وسلم ومجمع الأنبياء وقبلة المسلمين الأولى فتعالوا بدقائق نعيش لحظات تلك الفاجعة
وأحداثها ونتائجها :
البدايــــــــــــــــــــة :
في يوم الخميس الموافق 8 / 6 / 1389هـ - 21 / 8 / 1969 م وبعد صلاة الفجر وحين خلا الأقصى الشريف من
المصلين اقدم " دينيس مايكل روهان " (28) عاما يهودي إسترالي على حرق الاقصى الشريف بدأت بثلاث حرائق ظنا
منه أنها ستقضي على المسجد وكان الحريق في مواضع ثلاثة وهي:
الأول: في مسجد "عمر" الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، الذي قام الخليفة "عبد الملك بن مروان" بإعادة بنائه سنة 692م، بعد أن هدمته الزلازل.
الثاني: في منبر "صلاح الدين الأيوبي" والمحراب. http://www.qudsday.com/aqsana/jareem3.jpg
الثالث: في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار، ويصعب الوصول إليها من الداخل بدون استعمال سلَّم عالٍ، الأمر الذي لم يكن متوفرًا لدى "دنيس روهان"، وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل، مما يدل على أن هناك أفرادًا آخرين ساعدوا "روهان" من الجهة الغربية في الخارج، حيث كانت تحت إشراف الصهيونيين بعد أن هدموا حارة المغاربة، وسيطروا على بوابة المغاربة.
وأتت النيران على كامل السجاد ؛ وعلى ثلاثة أروقة مع الأعمدة والأقواس والزخرفة؛ وعلى جزء من السقف الذي سقط على الأرض، وثمان وأربعين نافذة من النوافذ الفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر عليها؛ الذي يمنع دخول الأشعة المباشرة إلى المسجد.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand11.jpg
عناية ربانية
لقد اعتقد اليهود أن الحريق في المواقع الثلاثة سوف يتصل بعضه مع بعض ويدمر الواجهة الجنوبية للمسجد كليًّا، ومن ثم يمتد شمالاً ليأتي على جميع المسجد، إلا أن عناية الله جعلت النار التي اشتعلت في النافذة العلوية تنطفيء وحدها، دون أن يطفئها أحد، ثم امتدت النار شمالاً وحرقت ما مساحته حوالي1500 متر مربع من أصل مجموع مساحة مبنى المسجد الأقصى البالغة4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد.
تواطؤ صهيوني
لقد قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس- التي يسيطر عليها الاحتلال- التأخير؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.
http://www.upload.ps/uploads130607/60f451488b.jpg
لقد كان للعناية الربانية- ثم المواطنين المقدسيين المسلمين- الدور الأكبر في إطفاء الحريق ومنع امتداده إلى باقي أنحاء المسجد، حيث قام الشباب المقدسيون باستعمال البراميل، ونقلوا المياه يدويًّا من الآبار الموجودة في ساحات الحرم القدسي الشريف وأخرجوا السجَّاد المحترق إلى الساحات الخارجية، وجمع القطع الصغيرة التي بقيت من الحريق من آثار منبر "صلاح الدين الأيوبي"، وهي محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم القدسي الشريف.
، بلغت مساحة الجزء المحترق في المسجد
http://www.ipc.gov.ps/ipc_a/ipc_a-1/infograph/alqsa/img/013_b.jpg
1500 م2 من اصل المساحة الكلية البالغة 4400م2 أي ثلث مساحة المسجد الأقصى .
أما أهم الأجزاء التي طالها الحريق داخل مبنى المسجد الأقصى المبارك فهي:
1- منبر "صلاح الدين الأيوبي" الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة، وهو المنبر الذي صنعه "نور الدين زنكي"، وحفظه على أمل أن يضعه في المسجد إذا حرَّره فلما مات قبل تحريره قام "صلاح الدين الأيوبي" بنقله ووضعه في مكانه الحالي بعد تحرير المسجد من دنس الصليبيين.
2- مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand15.jpg
3- محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر".
4- مقام الأربعين المجاور لمحراب "زكريا".
5- ثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
6- عمودان رئيسان مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد.
7- القبة الخشبية الداخلية وزخرفتها الجصية الملونة والمذهبة مع جمع الكتابات والنقوش النباتية والهندسية عليها.
8- المحراب الرخامي الملون.
9- الجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها.
10- ثمان وأربعون نافذة مصنوعة من الخشب والجص والزجاج الملون والفريدة بصناعتها وأسلوب الحفر المائل على الجص لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد.
11- جميع السجّاد العجمي.
12- مطلع سورة الإسراء المصنوع من الفسيفساء المذهبة فوق المحراب، ويمتد بطول ثلاثة وعشرين مترًا إلى الجهة الشرقية.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand7.jpg
13- الجسور الخشبية المزخرفة الحاملة للقناديل والممتدة بين تيجان الأعمدة.
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand8.jpg
لقد وقعت الجريمة في اليوم التالي لإنجاز بعض الحفريات التي تقوم بها حكومة "إسرائيل" تحت أرض المسجد الأقصى بحثاً وراء مزاعم الآثار المندثرة منذ ألفي سنة لهيكل سليمان، ومحاولة إحراق المسجد الأقصى كانت إجراءً متمماً لعمليات الحفر. فضلاً عن هذا فقد مهدت "إسرائيل" لهذا الحريق بعدد من الاجراءات الأخرى منها مصادرة وهدم ونسف العقارات الوقفية الملاصقة للمسجد الأقصى من الغرب والجنوب واحتلال باب المغاربة أحد أبواب الحرم الشريف الملاصق للمسجد الأقصى من الغرب واجراء حفريات عميقة خلف الحرم... إلخ.
المجرم :
لم تكن محاولة " دنيس روهان" إحراق المسجد الأقصى هي الأولى، بل سبق أن حاول القيام بها بتاريخ 21/8/1968م ولكن يقظة حراس المسجد الأقصى منعت الجريمة قبل وقوعها، وألقِي القبض على "دنيس روهان"، وحوكم محاكمةً صورية، وأبعد إلى استراليا ثم عاد ثانيةً بتواطؤ من سلطات الاحتلال الصهيوني، ونفَّذ جريمته النُّكراء
في المحكمة :
أما زعيم العصابة التي نفذت الحريق "دنيس روهان" فقد حكمت عليه سلطات الاحتلال بالجنون وبالنفي إلى بلاده استراليا، ولم تسجنه ولم تعاقبه بأي شيء آخر، أما باقي العصابة التي ساعدت "روهان" من الخارج- وأخرجته بعد الحريق، وحافظت عليه من غضب الأهالي المقدسيين- فبقيت مجهولة ولم ينَلها أي عقاب.
وعندما بدأت المحاكمة الإسرائيلية للشاب مايكل روهان في 6 أكتوبر 1969 بالغت "إسرائيل" في شكليات المحاكمة حتى يصدقها الرأي العام العالمي.
زيادة في الحبكة المسرحية، - كما أرادتها "إسرائيل" - فإن المتهم بعد نفيه التهم الموجهة إليه عاد واعترف بجزء من جريمته وقال إنه أشعل النار في المسجد الأقصى بالفعل، ولكن في ظروف خاصة سيطر فيها عليه الجنون، وقال محامي المتهم إن موكله ليس مذنباً لأنه كان وقت الحادث يعاني مرضاً عقلياً جعله غير قادر على وضوح التفكير خلال عمله، وذكر المحامي أنه بسبب ذلك المرض العقلي لايعتبر موكله عرضة للعقاب!
وفعلاً تمت تبرئة المتهم وأخلي سبيله..
http://ahmed-ha.4t.com/images/quds/Brand5.jpg
الردود الغاضبة :
كان الرد العربي والاسلامي قيام المظاهرات الغاضبة وبعض الدول العربية جعلت إضراب لمدة ثلاثة ايام وتفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك إحتجاجاً على الحريق، و كان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب في 14/7/1389هـ - 25/9/1969م0
ونحن بدورنا يجب أن نقف وقفات صادقة مع النفس ..
نتذكر حريق الأقصى المبارك فتنتزع الذكرى الدمع الهتون من مآقي العيون ..
نتذكر حريق منبر صلاح الدين فنتيقن بأنه لا ثقة مطلقاً باليهود الذين جبلوا على .
المكر والغدر ... فلا يوجد أي رادع يمنع اليهود من المعاودة لارتكاب القبائح
في مقدساتنا ... فهم سادرون في غيهم .... ماضون في تنفيذ مآربهم ....
إن القدس تعيش في بؤرة الذاكرة الفلسطينية التي تستعصي على النسيان ....
وستبقى القضية المركزية الأولى والأهم ...
فمتى نحررها من قبضة الأسر وسيطرة اليهود الذين عاثوا فساد ودماراً ونشر الرعب في طول بلاد فلسطين وعرضها !!!!
صرخة الشعراء :
هزت هذه الفاجعة شعراء الأمة كما هزت غيرهم فجادت نفوسهم بهذه الأبيات حزنا على ماجرى :
محي الدين الحاج عيسى
أين الصريخ؟ وأين النار تندلع
أم أين ذاك العويل المرُّ يرتفع
في القدس؟ في المسجد الأقصى؟ فواحزني
عليه، وهو بنار الحقد ينصدع
ماذا يريد عدوّ الله؟ قد عظمت
منه الجرائم واستشرى به الجشع
بالأمس قد سلب العذراء حليتها
مستهتراً ماله من وازع يزع
وداس من حرمات الله أقدسها
في القدس، وهو بطبع الشر مندفع
واليوم تستهدف الأقصى أذيّتُه
يا غيرة الله تغشاه فلا تدع
الدين لله من يحرق معابده
يلق الجزاء وسخطاً ليس يندفعُ
كمال عبدالرحيم :
يا ثالث الحرمين حرقُك نكبة
فيها يزيد الجرح والإيلام
إن يحرقوك فليس ذلك بدعة
في دينهم بل إنها الأحلام
حرب على الدين الحنيف وإنها
لطويلة ما طالت الأيام
أين الملايين الذين نعدهم
أو ليس فيهم فارس مقدام؟
كيف الحقوق تضيع من أصحابها
إن كان فيهم مبدأ وحسام
قم يا صلاح الدين فالقدس التي
حررتها يزهو بها الحاخام
فلعلّ سفر المجد يفتح صفحة
فيطل يومٌ مشرق بسّامُ
وقال أحمد صديق :
يا عيد والمسجد الأقصى محرّقةً -- أحشاؤه، وهو في الأغلال مصفود
يا عيد أين صلاح الدين يعتقه حراً ، وفيه لـواء النصـر معقود
أما الشاعر أحمد فرح عقيلان فقد هزته الفاجعة وحاول أن ينفذ إلى ما وراء الوقائع ويستشرف آفاقها عند سماعه نبأ إحراق المسجد الأقصى:
تكشف الأمر عن حقد وعن لب وشبت النـار في مـيراث خـير نبي
وطأطأت هامة التاريخ من خجل وديس في الترب عز الشرق والعرب
يا من رأى القبلةالأولى وقد حرّقت نفسي الفداء لذلك المسجدالـخرب
يوسف العظم الذي يستهل هذه القصيدة بذكر الأقصى:
في ساحة المسجد المحزون حدثني شيخ على وجهه الأيـام ترتسم
لمن أبث شكاتي والشفاه عدت -- خرساء ليس لها في الحادثات فم
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة والقدس في العار والمحراب والحرم
يا قدس أين صلاح الدين يبعثها حطين تفتك بالبـاغين ويلـهم
إنّا على العهد لن ننساك فانتظري يوما يخر له الطاغوت والصنم
غنّى لك الشعر من أحلى قصائده "ريم" على القاع بين البان والعلم
لا تحسبوا الدمع من حب أُذَللُ له أو من تذكر جيران بذي سـلم
إن اللواتي أثرن الحب في كبدي خطرن في جنبات المهد والحـرم
محمود مفلح "يا قدس":
يا قدس يا بلد الإسراء بالـغةً كالجمر يتقنها من كـابد الشـجنا
يا وردة الجرح، يا أم العيال فهل ينسى بنوك النشامي الثدي واللبنا