الــبــاســل
29-03-07, 11:52 pm
.
.
وتزوجت منـال !!
الله .. ما أحلى أيام الطفولة .. فلا حدود ولا قيود ..
لم تعرف تلكـ الفتاة التي عرفتها في أيام طفولتي .. أنها ستكون محط اهتمامي .. فالوسيط بيننا في صغرنا هي براءة الطفولة ..
كانت فتاة طيبة حسنة الخُلق .. تربت في كنف أبوين نحسبهما إن شاء الله صالحين ..
دارت الأيام فقست عليها الأزمان .. فتحملت عناء إخوتها .. بالرغم من صغر سنها .. فأصبحت الأب والأم لهم بعد أن فقدت والدتها .. تداري خاطر أخيها فلان .. وتمسح دمعة أختها فلانة .. وتبتسم في وجه أختها الصغرى ..
قامت بزيارة والدتي لصلتها بوالدتها عسى ربي أن يسكنها فسيح جناته ..
دخلت منزلنا في غير وقتي المعتاد .. وما أن فتحت الباب حتى شع في وجهي نور تلك الفتاة الصغيرة .. التي أبى الزمان إلا أن يرسم الحزن على محياها .. جثوت على ركبتي قبـّلتها .. كيف حالكـِ يا صغيرتي ؟!! وأخي الذي كان يلعب معها يحدق إلي بنظرهـ .. لأنه رأى علامات الاستفهام والتعجب قد غطت ملامح وجهي !!
ناديت والدتي .. فقلت لها " ( من اللي زايركم اليوم ) أجابتني " ( بنت فلانة الله يرحمه )
قلت لها " مخالف أروح أشتري للصغيره ؟ " قالت: بس ما تطيعكـ ..
قلت للصغيرة : هيا بنا يا صغيرتي .. فأجابتني بسرعة البرق .. وبصوت كأنه صوت الرعد .. وقوة كالصاعقة .. هزت كياني .. وأربكت لساني .. قالت لي : لازم أقول لماما "
من تقصد بماما ؟ .. وهل لها ماما ؟ .. نعم إنها أختها الكبرى .. التي أحلّت مكان والدتها التي فقدتها ..
في تلكـ اللحظة كأن روحي أخذت مني .. وسُلب عقلي .. حتى أرخيت العنان لدموعي .. فبللت وجهي .. وبدأت تعيد لي من الأيام ذكريات ..
لم أنتبه إلا وأمي تضرب على كتفي قائلة " ابعد لا تشوفكـ البنت تصيح "
لم أتمالكـ نفسي .. فيا لطيب أمها الحقيقية .. التي لطالما عشنا بين يديها .. واختلفنا بين بيتنا وبيتها .. من شدة تعلقنا بها .. فعسى ربي من أنهار الجنة يرويها ..
وما أن كفكفت دموعي .. حتى قالت لي والدتي " شفت البنية تبي تتزوج " وهي ما قصدته تلكـ الصغيرة بماما ..
ما حال إخوتها حينما يقال لهم .. تزوجت منال .. رحلت منال ..
كيف سيكون فقدهم لها .. فبعد أن فقدوا أمهم التي خرجوا منها .. هاهم يفقدون أماً قد خرجوا معها من بطن واحد ..
هذهـ الأبيات كتبتها وكأنها على لسان أحد أخوتها :
منال يامن فيكِ القلوب تعلقت *** وكنتِ لنا أمّـاً بعد فقدنا للحنان ِ
ويا مـن إذا في الليـل صلّت *** دعت ربا مجيباً وأنابت إلى الرحمنِ
أيا أمـي إن رحلتـي فمـن *** سيبقى لنا يبعد عنا هموم الزمـانِ
رُزقتِ بـ فارس الأحلام سيُلهيكِ عنا *** ومَن بعدكِ منالُ سيرعانِ ؟
كتبها بدموع الأحزان والأفراح
دموع الحزن على فراق إخوانها لها والفرح لها بزواجها
محبكــم
الــبــاســل
.
.
.
وتزوجت منـال !!
الله .. ما أحلى أيام الطفولة .. فلا حدود ولا قيود ..
لم تعرف تلكـ الفتاة التي عرفتها في أيام طفولتي .. أنها ستكون محط اهتمامي .. فالوسيط بيننا في صغرنا هي براءة الطفولة ..
كانت فتاة طيبة حسنة الخُلق .. تربت في كنف أبوين نحسبهما إن شاء الله صالحين ..
دارت الأيام فقست عليها الأزمان .. فتحملت عناء إخوتها .. بالرغم من صغر سنها .. فأصبحت الأب والأم لهم بعد أن فقدت والدتها .. تداري خاطر أخيها فلان .. وتمسح دمعة أختها فلانة .. وتبتسم في وجه أختها الصغرى ..
قامت بزيارة والدتي لصلتها بوالدتها عسى ربي أن يسكنها فسيح جناته ..
دخلت منزلنا في غير وقتي المعتاد .. وما أن فتحت الباب حتى شع في وجهي نور تلك الفتاة الصغيرة .. التي أبى الزمان إلا أن يرسم الحزن على محياها .. جثوت على ركبتي قبـّلتها .. كيف حالكـِ يا صغيرتي ؟!! وأخي الذي كان يلعب معها يحدق إلي بنظرهـ .. لأنه رأى علامات الاستفهام والتعجب قد غطت ملامح وجهي !!
ناديت والدتي .. فقلت لها " ( من اللي زايركم اليوم ) أجابتني " ( بنت فلانة الله يرحمه )
قلت لها " مخالف أروح أشتري للصغيره ؟ " قالت: بس ما تطيعكـ ..
قلت للصغيرة : هيا بنا يا صغيرتي .. فأجابتني بسرعة البرق .. وبصوت كأنه صوت الرعد .. وقوة كالصاعقة .. هزت كياني .. وأربكت لساني .. قالت لي : لازم أقول لماما "
من تقصد بماما ؟ .. وهل لها ماما ؟ .. نعم إنها أختها الكبرى .. التي أحلّت مكان والدتها التي فقدتها ..
في تلكـ اللحظة كأن روحي أخذت مني .. وسُلب عقلي .. حتى أرخيت العنان لدموعي .. فبللت وجهي .. وبدأت تعيد لي من الأيام ذكريات ..
لم أنتبه إلا وأمي تضرب على كتفي قائلة " ابعد لا تشوفكـ البنت تصيح "
لم أتمالكـ نفسي .. فيا لطيب أمها الحقيقية .. التي لطالما عشنا بين يديها .. واختلفنا بين بيتنا وبيتها .. من شدة تعلقنا بها .. فعسى ربي من أنهار الجنة يرويها ..
وما أن كفكفت دموعي .. حتى قالت لي والدتي " شفت البنية تبي تتزوج " وهي ما قصدته تلكـ الصغيرة بماما ..
ما حال إخوتها حينما يقال لهم .. تزوجت منال .. رحلت منال ..
كيف سيكون فقدهم لها .. فبعد أن فقدوا أمهم التي خرجوا منها .. هاهم يفقدون أماً قد خرجوا معها من بطن واحد ..
هذهـ الأبيات كتبتها وكأنها على لسان أحد أخوتها :
منال يامن فيكِ القلوب تعلقت *** وكنتِ لنا أمّـاً بعد فقدنا للحنان ِ
ويا مـن إذا في الليـل صلّت *** دعت ربا مجيباً وأنابت إلى الرحمنِ
أيا أمـي إن رحلتـي فمـن *** سيبقى لنا يبعد عنا هموم الزمـانِ
رُزقتِ بـ فارس الأحلام سيُلهيكِ عنا *** ومَن بعدكِ منالُ سيرعانِ ؟
كتبها بدموع الأحزان والأفراح
دموع الحزن على فراق إخوانها لها والفرح لها بزواجها
محبكــم
الــبــاســل
.
.