المجمعة ديرتي
15-03-07, 12:21 am
دفق قلم
مدرسة الشيخ أحمد الصانع بالمجمعة
عبد الرحمن صالح العشماوي
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/886.jpg
ما أجمل المعالم المضيئة التي تبقى ذكراها عطرة للناس، وهل هنالك أجمل من دار علمٍ تظل شاهدةً على جهود رجالٍ تعلّموا وعلّموا وأسهموا في بناء العقول؟! لقد زرتُ المدرسة العريقة التي أسّسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها، فكانت مصدراً مهماً من مصادر العلم والمعرفة، وقد وضع لها مؤسّسها منهجاً لتعليم عددٍ من العلوم الشرعية واللغوية، وقسم فيها أوقات الدراسة إلى قسمين؛ أحدهما يبدأ من طلوع الشمس إلى أذان الظهر، والآخر من بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب، ما عدا يوم الخميس؛ فقد كانت الدراسة فيه تقتصر على الوقت الذي يبدأ من الفجر إلى الظهر.
وكان مؤسس المدرسة إماماً لمسجد (حويزة) القريب من المدرسة، وواعظاً وموجِّهاً، وتُروى عنه قصص في متابعة مَن يتخلفون عن الصلاة أو يتأخرون عنها بالموعظة الحسنة والحكمة وعدم التشدُّد الذي قد يدعو إلى التنفير.
وإذا كان (أحمد الصانع) قد غادر الحياة عام 1357هـ فإن المدرسة التي أسّسها ظلّت ذكرى حسنة جميلة لجهده العلمي المبارك.
والمدرسة مربّعة البناء، فيها أروقة وساحات مكشوفة، منها ما يناسب فصل الصيف بحرِّه اللاهب، ومنها ما يناسب فصل الشتاء ببرده القارس. وقد أحسنت وزارة التربية والتعليم حينما رمّمت هذه المدرسة وجعلتها دليلاً قائماً على مرحلة من مراحل التعليم في هذه المنطقة. ولقد أخبرني مَن له علم بتاريخ هذه المدرسة أن عدداً من الرجال المعروفين كانوا طلاّباً فيها حينما أسّسها الشيخ أحمد الصانع، ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام المسجد النبوي سابقاً، والشيخ عبد العزيز التويجري نائب الحرس الوطني، والشيخ عبد العزيز بن ربيعة عضو هيئة التمييز سابقاً، والشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقاً، وإبراهيم الحجي وكيل وزارة المعارف سابقاً، والأستاذ حمد الحقيل الكاتب والمؤلف المعروف، وعبد الله الصانع الذي كان مساعداً لمفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ حمود التويجري صاحب المؤلفات المتعددة في مجالي العقيدة والتوحيد، ومن القضاة: حمد الزيد، وسليمان بن حمدان، ومن الأئمة الوعاظ محمد المزيني.
نعود فنقول: ما أجمل المعالم المضيئة التي يتركها الإنسان شاهدةً على جهد بذله في نشر العلم والخير بين الناس، وقد لفت نظري بيت شعرٍ نقش على جدارٍ من جدران المدرسة الطينية يقول:
كم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب =ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب
وعلى الرغم من عدم استقرار هذا البيت فنّياً إلا أنه يدلُّ على ما كان يهدف إليه مؤسّس هذه المدرسة التاريخية في مدينة المجمعة من نشر للعلم والمعرفة.
إنّ من أجمل ما يشرح صدر الإنسان رؤية تلك الآثار الجميلة التي تعبّر عن قومٍ رحلوا، وترسم ملامح مرحلةٍ زمنيّة لها واقعها الاجتماعي والاقتصادي والعلمي الخاصّ بها. إنّ كل زاويةٍ تراها العين في أثر من الآثار القديمة تكاد تنطق بلسان عربي فصيح قائلةً: قد كان ذاك وهذا بعد ذاك أتى، ومردِّدة: (والذكر للإنسان عمر ثانِ)
إشارة
ذكرى تجاوب في الفؤاد صداها=وغدت تُشِعُّ بنور مَنْ أحياها
مدرسة الشيخ أحمد الصانع بالمجمعة
عبد الرحمن صالح العشماوي
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/886.jpg
ما أجمل المعالم المضيئة التي تبقى ذكراها عطرة للناس، وهل هنالك أجمل من دار علمٍ تظل شاهدةً على جهود رجالٍ تعلّموا وعلّموا وأسهموا في بناء العقول؟! لقد زرتُ المدرسة العريقة التي أسّسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها، فكانت مصدراً مهماً من مصادر العلم والمعرفة، وقد وضع لها مؤسّسها منهجاً لتعليم عددٍ من العلوم الشرعية واللغوية، وقسم فيها أوقات الدراسة إلى قسمين؛ أحدهما يبدأ من طلوع الشمس إلى أذان الظهر، والآخر من بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب، ما عدا يوم الخميس؛ فقد كانت الدراسة فيه تقتصر على الوقت الذي يبدأ من الفجر إلى الظهر.
وكان مؤسس المدرسة إماماً لمسجد (حويزة) القريب من المدرسة، وواعظاً وموجِّهاً، وتُروى عنه قصص في متابعة مَن يتخلفون عن الصلاة أو يتأخرون عنها بالموعظة الحسنة والحكمة وعدم التشدُّد الذي قد يدعو إلى التنفير.
وإذا كان (أحمد الصانع) قد غادر الحياة عام 1357هـ فإن المدرسة التي أسّسها ظلّت ذكرى حسنة جميلة لجهده العلمي المبارك.
والمدرسة مربّعة البناء، فيها أروقة وساحات مكشوفة، منها ما يناسب فصل الصيف بحرِّه اللاهب، ومنها ما يناسب فصل الشتاء ببرده القارس. وقد أحسنت وزارة التربية والتعليم حينما رمّمت هذه المدرسة وجعلتها دليلاً قائماً على مرحلة من مراحل التعليم في هذه المنطقة. ولقد أخبرني مَن له علم بتاريخ هذه المدرسة أن عدداً من الرجال المعروفين كانوا طلاّباً فيها حينما أسّسها الشيخ أحمد الصانع، ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام المسجد النبوي سابقاً، والشيخ عبد العزيز التويجري نائب الحرس الوطني، والشيخ عبد العزيز بن ربيعة عضو هيئة التمييز سابقاً، والشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقاً، وإبراهيم الحجي وكيل وزارة المعارف سابقاً، والأستاذ حمد الحقيل الكاتب والمؤلف المعروف، وعبد الله الصانع الذي كان مساعداً لمفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ حمود التويجري صاحب المؤلفات المتعددة في مجالي العقيدة والتوحيد، ومن القضاة: حمد الزيد، وسليمان بن حمدان، ومن الأئمة الوعاظ محمد المزيني.
نعود فنقول: ما أجمل المعالم المضيئة التي يتركها الإنسان شاهدةً على جهد بذله في نشر العلم والخير بين الناس، وقد لفت نظري بيت شعرٍ نقش على جدارٍ من جدران المدرسة الطينية يقول:
كم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب =ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب
وعلى الرغم من عدم استقرار هذا البيت فنّياً إلا أنه يدلُّ على ما كان يهدف إليه مؤسّس هذه المدرسة التاريخية في مدينة المجمعة من نشر للعلم والمعرفة.
إنّ من أجمل ما يشرح صدر الإنسان رؤية تلك الآثار الجميلة التي تعبّر عن قومٍ رحلوا، وترسم ملامح مرحلةٍ زمنيّة لها واقعها الاجتماعي والاقتصادي والعلمي الخاصّ بها. إنّ كل زاويةٍ تراها العين في أثر من الآثار القديمة تكاد تنطق بلسان عربي فصيح قائلةً: قد كان ذاك وهذا بعد ذاك أتى، ومردِّدة: (والذكر للإنسان عمر ثانِ)
إشارة
ذكرى تجاوب في الفؤاد صداها=وغدت تُشِعُّ بنور مَنْ أحياها