المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجمعة وجبل منيخ مقال للدكتور محمد بن صالح العشماوي


المجمعة ديرتي
13-03-07, 02:20 pm
دفق قلم
المجمعة وجبل منيخ
عبدالرحمن صالح العشماوي


http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/886.jpg


المجمعة، هذه المدينة التي أنشأها - كما يقول تاريخها - عبد الله بن مزيد الشمري عام 820هـ، بعد أن طلب من أمير حرمة آنذاك أن يمنحه الأرض التي نزل بها وسميت بعد ذلك المجمعة، وإذا كان الأستاذ عبد الله بن خميس قد ذكر في (معجم اليمامة) أن سبب إطلاق هذا الاسم عليها أنها ملتقى لعددٍ من الأودية تصبُّ في أرضها وتجتمع فيها، فإن هنالك من قال: إن سبب التسمية هو تجمُّع أقوام من بعض القبائل فيها حينما نزلها عبد الله بن مزيد، حيث أطلق عليها المجمعة.

حينما دعاني نادي (الفيحاء) الرياضي في المجمعة إلى الأمسية الشعرية مساء يوم السبت 20-2-1428هـ، لم أكن أتوقَّع أنني سأقوم بتلك الجولة الجميلة في المجمعة التي رتَّبَ لها النادي، ورافقت فيها رئيسه الأستاذ سعود بن عبد الله الشلهوب ومعنا الأخ سعد بن بريك وعدد من الشباب المتوقد حماسةً ونشاطاً، وبرغم ضيق وقت الجولة حيث بدأناها بعد المغرب إلى العشاء، إلا أنها رسمت في ذهني صورةً مضيئة لمدينة تبرز فيها جهود مباركة للتطوير والبناء.

جبل منيخ يطلُّ على المجمعة إطلالة المحب الذي ينظر إلى حبيبته بعين اللطف والعطف والرعاية، وهو جبل حسن الهيئة جميل السَّمْت يبدو عليه الوقار، وتظهر على صخوره المتدرجة مهابة التجارب الطويلة مع الحياة وتقلُّبها، ولعلَّ هذه المكانة المتميِّزة للجبل هي التي رشَّحته بجدارة لحمل تلك القلعة التاريخية المهمة (قلعة المرقب) التي ترى بعينيها كل زاوية من زوايا المجمعة، ولربما تستطيع بإطلالتها السامقة أن ترى كلَّ نخلةٍ باسقة في هذه البلدة التي يحلو لأهلها ولبعض من كتبوا عنها أن يطلقوا عليها (بلدة المليون نخلة).

زرنا المدرسة الأثرية التي أقامها وأقام وقفها (الشيخ أحمد الصانع) ورأينا ذلك المنزل الطيني الباذخ الذي يدل على ثراءٍ ونعمة، ولعلَّ مما لفت النظر في قلعة المرقب أنها قد رُمِّمتْ بصورة ممتازة من قبل وزارة التربية والتعليم حينما كان ابن المجمعة د. محمد الأحمد الرشيد وزيراً لها.

لقد أضفى جبل منيخ وقلعة المرقب بعد ترميمها جلالاً وهيبة على بقايا المجمعة القديمة التي كان يحيط بها سور لحمايتها كغيرها من بلدان شبه الجزيرة العربية قبل أن يمنَّ الله سبحانه وتعالى عليها بتوحيد أجزائها المترامية على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - حيث أصبح سور الأمن والأمان هو السور المحيط بالمملكة العربية السعودية بدلاً من أسوار الحجارة والطين.

تدلُّ الآثار المتبقية من السور على ضخامته وحصانته والتفافه على المجمعة كلها، ويكفي دليلاً على ذلك الأبواب الستة التي فتحت في هذا السور من جهات متعددة.

كانت الأمسية التي أقيمت في قاعة المدينة الرياضية بالمجمعة متميِّزة بجمهورها المثقف الواعي المتذوِّق للأدب الذي استطاع بمتابعته وإصغائه أنْ ينسيني ما تبقَّى لديَّ من آثار (الزُّكام) وما يتبعه من ارتفاع درجة حرارة الجسم والكحّة ولوازمها التي لا تخفى على الناس في هذا الفصل.

لقد سعدت بتفاعل جمهور الشعر في المجمعة والتقيت ببعض شعرائها الشباب الذين يلتقون في منتدى يقام كل أسبوعين أطلقوا عليه (إيجاز) ولعله يكون نواةً لنادٍ أدبي تحظى به محافظة المجمعة.

كما سعدت ببعض التعليقات من الأستاذ الفاضل إبراهيم العمر، والأستاذ حمود المزيني، وأسئلة وطلبات لعدد من القصائد من الجمهور الكريم.

تحيَّة لنادي الفيحاء الرياضي في المجمعة وتحية للمجمعة وأهلها ونخيلها وأوديتها وآثار ماضيها العبق الجميل، وتحية لكل من حضر الأمسية من الجمهور الكريم.

إشارة

وطني أنت واحةٌ ورياضٌ = مورقاتٌ وديمةٌ هتَّانَهْ

المجمعة ديرتي
13-03-07, 03:24 pm
امل من المشرفين تعديل العنوان

بحيث يصبح بعد التعديل

المجمعة وجبل منيخ مقال للدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي