المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على مطايا الترحال ..


كرمع
28-02-07, 12:28 am
أنا عاوز افهم بس .. إنتو- ياأستاز - بتعزّبوا حالكو بالطريئة ديّت ليه ؟!!

يعني بتروحوا لمطر وهوا اشديد .. واتراب .. وبرد .. وسعابين .. وعآارب .. ومش عارف إيه كمان ؟

في الصف الثاني طبيعي كان أحمد - وهو من أبناء الكنانة - يحاورني مستنكرا هذا الحب العارم للرحلات البرية لدينا نحن السعوديين !! :confused:

ماج الفصل بالمتبرعين من زملائه الطلاب للرد عليه وما أكثرهم حينما يخرج الدرس عن مساره السائد :018:

وأما أنا .. فقد تمتمت بقول الأول : وللناس فيما يعشقون مذاهب :rolleyes:

صحيح ..

لم نحب هذه الرحلات البرية ؟
وهل في اللغة العربية كلمة ( كشتة ) ؟
وما أصلها ؟
لعل صديقا يمر من هنا فيشمر عن ساعده في بطون المعاجم ..

أما القاموس المحيط ولسان العرب والمعجم الوسيط فليس فيهما مما يخص مفردة ( كشتة ) شيئا ..

بيد أنه من المستقر في نفسي من معلومة لاأدري كيف سمحت لها بالدخول !! ولا حتى متى !! تقول إن أصلها فارسية من مثل : دروازة ودربزين ومهرجان وغيرها من الفارسي المعرب ..

لابأس .. أنتم تعرفون مرمى حديثي بغض النظر عن اصطلاحه ..

الأسباط أنفسهم أيضا كانوا يخرجون إلى البر حيث قالوا لأبيهم ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون )

فهي إذن عادة ضاربة في أغوار التاريخ .. وغابر الحقب ..

دعونا نناقش الأمر بهدوء ولاتتعجلوا اللوم علي .. فأنا - كما تعلمون أو لاتعلمون - مريض مثل الكثيرين منكم بداء العشق منذ أمد بعيد :p

أعشق الترحال .. والمشي في مناكب الأرض ..
أعشق الرمال الذهبية حينما تهتز على ربواتها أوراق الربيع الخضراء .. ويهب عليها صبا نجد الساحر ..
وتنشرح نفسي حينما أنزل في روضة غناء تتأرجح في جنباتها المطايا وهي ترفع رؤوسها بكل جلال .. وإنني لأستطيع الآن سماع الصدى لثغاء القطيع والشمس تسرح أشعتها هنا وهناك بينما يجلجل صوت الجرس في رقبة قائدها الضخم وهو يتعثر إلى جانب الحمار .. الحمار الذي لايني مطأطئاً وكأنه يبحث عن شيء في الأرض أبد الدهر ..

وأنا أيها الأعزاء مرهون بقلمي .. وقلمي عودني على الموضوعات الماراثونية الطويلة .. فأصمت طويلا ولكنني إن تحدثت تحدثت كثيرا من غير أن أدري هل هي عادة طيبة أم لا !
ولذلك سأمتطي صهوة الحديث وأتوجه به في كل ناحية ..
سأتحدث عن الرحلات البرية هنا وهناك .. وسأنقلكم معي في رحلة صيد الغزلان قريبا من قمة كلمنجارو .. وسنتجول في حديقة الحيوان في سفاري نيروبي حيث ندخل في الأقفاص .. وسنغوص معا في عمق البحر مع أسراب الأسماك ومن حول غابات الشعب المرجانية .. وسنقف جميعا على شفير ( القليس) مزبلة أبرهة التاريخية في صنعاء ..

هناك صور كثيرة .. ولقطات فريدة ..
والموضوع قد يطول أيها الأحبة .. ورجائي أن لا تتضايقوا إن امتد الوقت بين مقال وآخر .. فأنا أكتب ثلاثين مقالا أو أكثر وليس مقالا واحدا .. ولو كانت كلها جاهزة الآن لما تمنعت لحظة في إنزالها .. ولكني إنسان مماطل ولذلك فأنا أضع الرأس دائما ثم أقوم بربط العربات بعد ذلك لترتفع صافرة القطار معلنة انطلاق موضوع متكامل ..

وإلا فــــــــــ ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا )
نعم .. قالها موسى عليه السلام لفتاه يوشع بن نون
ونقولها نحن أيضا ..
والأعرابي حينما سئل : لم كان السفر قطعة من العذاب ؟ أجاب على الفور : لأن فيه فرقة الأحباب ..
بل إن ابن زريق الشاعر السيمفوني يذهب في فلسفة الإنتقال في كل اتجاه إلى معنى بديع جدا فيقول :

ما آب من سفر إلا وأزعجه ## رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو من حل ومرتحل ## موكل بفضاء الله يذرعه

وكثيرا ماكنا نضحك ونحن نذرع الصمان من غربية إلى شرقيه أو من جنوبية إلى شمالية قائلين : ما أشق هذا الإنتداب !! اكتبوا التقرير على عجل عن فضاء الله هذا الذي ذرعتموه وعودوا إلى دياركم !!

أو لكأننا نتمثل قول الآخر الجميل أيضا :

يوم بحزوى ويوم بالعقيق ويو ## م بالعذيب ويوم بالخليصاء !

أيها الأعزاء ..

لم نحن بهذه الدرجة من الهوس للخروج إلى السعابين والعآرب ؟

قريبا ..
سأكون معكم برفقة جوابي
إن شاء الله ..

عـسل
28-02-07, 12:57 am
مرحبا بالهطلة
تتأخر ياكرمع ولكنك تعود حاملاً المتعة والتشويق
أما سؤال صديقك أحمد فلا أملك له إجابة
وربما يكون تكيفاً مع بيئتنا الصحراوية الجافة
فأذكر مقولة لزميلي(اذا أردنا التأقلم مع بيئتنا علينا أن نصبح ضبان)

لمبة شارع
28-02-07, 01:07 am
كرمع !!!!! يال الحياة





تسجيل حظور مبكر على اعتاب قصر كرمع ..هذا الذي ينبض بالحياة بعد ان يحل فيه كريماً جزل العطايا...

امرؤ القيس
28-02-07, 01:20 am
أخي كرمع 00 تحية عطرة لك

ننتظر قلمك فيأتي بالمفيد والمفيد الجميل

بالطبع كل بيئة لها طبعها وطبيعتها التي تعيشه

فطبيعتنا هنا التي حبانا الله اياها وهي شديدة الحرارة صيفا وشديدة البرودة شتاء مع بعض الجفاف وأراض قاحلة قليلة الخضرة

كان لزاما علينا البحث عن امكنة قد تكون افضل لكي ترتاح النفس فيها وتنشد اليها العيون

فعلا سؤال صديقك في محله لأنهم لم يتعودا على الكشتات بحجة ان طبيعتم جميلة ولا يحتاجوا للبحث عن اجمل منها !!


هنا في السعودية تجد ان الذين يرغبون في الخروج للبر المناطق الوسطى فقط اما الاطراف فأظن الشواطيء تزدحم بمرتاديها من المدن القريبة حولها 0


لا اريد ان استرسل بالحديث فربما لديك ماهو افضل مني

تحية لك

كرمع
28-02-07, 07:37 pm
كلما دخلت على أمي - حفظها الله - قادما من البر قالت لي بشكل استهجاني : هل معك شيء من الربلة ؟ أو البسباس ؟ إنما تخرجون للضحك واللعب فقط !!

وصاحب لي أيضا يقول إن جده لم يقتنع بالخروج إلى البر بهذه الطريقة ..

يظهر والله أعلم أن آباءنا وأجدادنا الأدنين كانوا يعيشون حياة رهيبة وجادة لايمكن لأحد أن يخرج عن نسقها للعب والترويح ..

بين عيني الآن صورة قديمة لأهلي وهم يجمعون أكواما من الربلة ورائحتها الفريدة تملأ صندوق السيارة الداتسون ..

وشيء آخر يمكننا قوله أيضا .. وهو أن الأمن في زمنهم أو قريبا منه كان منفلتا بحيث لايمكن للمرء أن ينفرد مع مجموعة صغيرة أو مع عائلته في عمق الصحراء دون أي سلاح ..

أدام الله علينا وعلى المسلمين نعمة الأمن في الأوطان ..

وأما نحن اليوم فإننا لانخرج بحثا عن الحشائش لمواشينا .. ولا لغير ذلك مما كانوا يخرجون لأجله إلا أن يكون متعة وترويحا ..
وهو ترويح مباح ولله الحمد .. بل إنه ربما انقلب إلى عبادة إذا تفكر المرء في ملكوت الله وازداد شكره لربه بذلك .. والأول يقول :
تأمل في نبات الأرض وانظر** إلى آثار ما صنع المليكُ
عيون من لجين شاخصــــات **بأبصارهي الذهب السبيكُ
على قصب الزبرجد شاهدات** بأن الله ليس له شريكُ

ولأننا أيها الأحبة نعيش في بيئة صحراوية جافة .. وصخور صماء .. فإننا نركض خلف الغيوم .. ونسأل عن مواطن القطر .. ومنابت الشجر ..
وهذا ربما يفسر لنا شيئا مما نبديه من الحب للرحلات ..
في أحد الأيام كنا نازلين في واد أخضر في الشمال من المملكة وكان المطر ينزل علينا طوال اليوم فقال لنا أحد الأصحاب ضاحكا : ألا تعلمون أن المسلمين يدعون عليكم الآن !! وقبل أن نأكله بعيوننا :eek: .. استدرك قائلا : أوليسوا يرفعون أيديهم داعين ( اللهم على الشعاب وعلى بطون الأودية ) ؟
أنتم الذين جئتم بأقدامكم إلى مكان دعوة المسلمين ..:D

هذا صحيح .. فنحن نخرج إلى البر لنملأ أعيننا بهذه الخضرة وهذه الزهور التي نبتت على طبيعتها .. وهذه الزهور وهذه الخضرة لاتنبت عندنا إلا في مواسم قليلة نسبيا وفي أماكن محدودة أيضا .. بل إن أرض نجد تتحول إلى جسد ساحر حينما تتزين روابيها بالخضرة ويهب فيها الصبا حتى لقد رق ابن الدمينة لحظة فقال :
أَلا يا صَبا نجد متى هِجتِ من نجدِ ** لقَد زادني مسراك وجدا على وجدِ
أأن هتفَت ورقاءُ في رونق الضُحى ** على فَنن غض النبات من الرندِ
بكيتَ كما يبكي الوليد ولم تكن ** جَليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وحنت قَلُوصي من عَدَانَ إِلى نَجدِ ** ولم يُنسِها أَوطَانَها قدمُ العهِدِ

كما يقول أيضا مشبها لوعة المحبين لنجد بلوعته حيث يقول :
وما وجدُ أَعرابِية قَذفَت بِها ** صروفُ النوى من حيث لم تك ظَنت
تمنت أَحاليبَ الرعاءِ وخيمةً ** بِنجد فَلم يُقدَر لها ما تمنتِ
إِذا ذَكَرَت ماءَ العضاه وطيبه ** وبرد الحصى من بَطنِ خَبتٍ أرنَّتِ
بِأَعظَمَ منى لَوعَةً غَيرَ أنني ** أجَمجمُ أحشائي على ما أَجنتِ

وابن الرومي يعرض بنوح الإبل في نجد وشدة حنينها حين قال في رثاء ابنه :
وإني وإن متعت بابني بعده ** لذاكره ماحنت النيب في نجد

وامرؤ القيس في معلقته الشهيرة ينوه بسقط اللوى والدخول وحومل وتوضح والمقراة قائلا :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ** لما نسجتها من جنوب وشمأل
ومن أعجب مارأيت هذه الأيام كتابا يناقش مواطن هذا البيت اسمه ( امرؤ القيس بين الدخول وحومل ) لمؤلف من الدوادمي اسمه : عبدالله الشايع وكان بحق كتابا جميلا وجدت فيه كثيرا مما أردت معرفته

وليأذن لي المقام بعد عرض شيء من قصائد الفحول بذكر أبيات لكرمع يناغي فيها هذا الموطن الساحر عندما كان بعيدا عنها يقول :
أنسيت وجه فتاك يانجد ؟ ** أم طال بعد رحيلي العهد ؟
طفل وفي عينيه أغنية ** جذلى .. ويورق تحته المهد
طفل تهادى بين أضلعه ** نيب يثور بمشيها الوجد
ماناح قمري على فنن ** إلا ونار الشوق تشتد
وهناك حول الماء شنشنة ** ليلى تحاور حبها دعد
والمدنفون خيولهم ضبحت ** للماء .. أو نحو الهوى تعدو
ويكون مسرح عاشقين هنا ** غزل .. وذا طلل .. وذا وعد
يتمنعون على اللقاء كما ** وعدت وما قد أنجزت هند !
والقصيدة ليست بالصورة التي كتبتها لكم ولكني تصرفت في حذف كثير منها ..

أعود فأقول إننا نبحث عن الربيع مظانه .. ونقطع المسافات من أجل ذلك ..
تصوروا أنه في عطلة الربيع الماضية استوقفني ثلاثة مسافرين متفرقين في طريق القصيم الرياض السريع وكلهم يقول : جئت من الشمال وقد سمعت بأن الربيع هنا مابين القصيم والرياض ..
ونحن أيضا كذلك .. نقطع المسافات الطويلة بحثا عن هذه الخضرة ..

التقنية نفسها ساهمت في هذا أيضا .. كما ساهمت بتشجيع أولئك الذين لايحبون الرحلات البرية على الخروج إليها ..
أجهزة الملاحة .. الخيام والأشرعة المتينة السهلة .. أدوات الطبخ بأشكال جذابة تتناسب مع الرحلات .. المنتديات الإلكترونية المتخصصة .. أجهزة النداء مثل الكنود والجوال وغيرها .. وحتى برامج التلفزيون ذات الطابع المتخصص بالرحلات والكشتات ..
وبالمناسبة فإنني لم أسمع لغطا في برنامج أكثر منه في برنامج كشتات على شاشة المجد .. ولكننا اتفقنا أخيرا أنا وأصحابي على نتيجة حقنا بها كثيرا من المودة وقطعنا بها كثيرا من اللجاج وهو أنه ( لايتابع برنامج كشتات إلا الذين لايعرفون الكشتات ) ولكم أن تقتنعوا بما شئتم من الرأي والله أعلم : 12


اسمحوا لي أن أكمل حديثي في رد آخر أيها الأحبة ..

كرمع
28-02-07, 07:39 pm
للأخوة الغالين الذين شرفوني بالرد أقول :أنا مستعجل الآن .. ولكن قريبا سأتفرغ لكم أيها المارون من هنا بكل عنفوان !

الكبري
01-03-07, 02:42 am
كم أنا مدمن ياكرمع على حرفك

كإدمانك على الكشتات ،،،

كرمع طال غياب حرفك وها انت تعود محملاَ كما وعتدتنا بالكثير من الحروف ،،،

التي ستجعلني منصتاَ حتى يأتي حرفك أو جحافل متعة حرفك ،،

أنا بإنتظارك ،،،


مشرفنا الكريم الجاهلي المتطرف ،،،

امرؤ القيس مطلوب لتحليل هذه الأبيات :

وامرؤ القيس في معلقته الشهيرة ينوه بسقط اللوى والدخول وحومل وتوضح والمقراة قائلا :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول وحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ** لما نسجتها من جنوب وشمأل


تحياتي

شقرديه
01-03-07, 04:03 am
أعرف واحد كان قبيل اجازة الربيع يتمتم ويردد في كل لحظاته هالاجازة ما تسوى روحه ولا جية وانا ما نيب متعدي مجلس ابوي ومزرعة اهلي

الواحد لازم يكون له وقت مع اهله

وما بدأت الاجازة بيومين على الاكثر الا طاااااااااار للبر وكأنه البر يبي يطير !!!

عجز يصبر

ربما الله اعلم مع موضوعك أجد تفسير منطقي لحبه الغريب للبر ،،،

تفسير منطقي باسلوب كرمع المختلف ،،،

كرمع
01-03-07, 01:09 pm
د.عسل
مرحبا بك وبحضورك أخي
صحيح .. للبيئة دور لاينكر
دمت ودامت أخوتك

لمبة شارع

لو لم يكن من مشاركتي هنا إلا أن أصافحك لكفى
فأنا مدين لك بكثير من المودة
والله يرعاك لي ولمحبيك ياصديقي اللدود !

امرؤ القيس

مرحبا بالمشرف الغالي
مداخلتك المقتضبة حملت الكثير
وما ذكرته منطقي بشكل واضح جوابا لصاحبي
سددك الله ووفقك

الكبري

أهلا وسهلا بك أيها المضمخ بالفوائد
مداخلاتك أيها المشرف العزيز في بعض الأحيان تروق لي أكثر من المشاركة نفسها
فهنيئا لك هذا العطاء
وهنيئا للمنتدى بك

شقردية

مرحبا بك ياشقردية ..
البر بالنسبة لنا نحن النجديين فتنة غريبة
أنا شخصيا لم أكن قد وضعت في جدولي أن أذهب مرتين في عطلة الربيع الماضية
ولكنني ذهبت !
وكل واحدة قضيتها في ثلاثة أيام !! يعني ستة أيام
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع
مع شكري لمشاركتك هنا

فور يو
01-03-07, 02:53 pm
بشوق كبير انتظر تتمة الحديث , فقط لا تطيل الغيبه ايها الأديب ...

انسان ثاني
01-03-07, 04:52 pm
الأستاذالغالي والكاتب الكبير:كرمع



بورك فيك كلماتك نبض للحياة المتفائلة كم نحن مشتاقون لكي تكمل


روائعك في تواجدك وترحالك


ابداعات تحملها رمال الصحراءبين حبيباتها الكثيفة لترسم لوحة


ينسجها قلمك المتميز

عنيزاوي
01-03-07, 05:22 pm
صديقي كرمع حاولت كتابة رسالة خاصة لك ولكني منعت لقلة مشاركاتي فأنا قارئ استمتع بما تكتب ويكتبه أمثالك عبر الفضاء ولا أشارك إلا مجبرا
صديقي كرمع والله ان شغفي بقراءة ما تكتب يتعدى حبك للرحلات واكبر من أكوام ربلة أهلك مجتمعة

استاذي أنا لا أجد هذا الولع بالمكشات وأكاد أحصرها بعدد أصابعي خلال العام وأرى أن فيها مضيعة للوقت ولكن لو علمت أن الكاشتين والكاشتات سيخرج من بينهم كرمع أو كرمعة لناديت بتدخل الدولة بفرض الكشتة على كل مواطن ومواطنة

كل التحية والتقدير وبانتظار المزيد

:: ابعـاد ::
02-03-07, 01:43 am
.


.

لااعلم هل هو حظي العاثر ام السعيد حين اوجدني المولى بين اخوين يعشقون البر ايما عشق ...

استقبلتنا هذا اليوم روضة خريم بكرم لايوازيهـ كرم .. شاهدت فيها الكثير من الألوان

وتجولت بها ... وتمنيت لو كان مقالكـ هذا حاظراً معنا ... بالتأكيد سيضيف مزيداً من الألوان لـتلكـ

الروضهـ ....

شكراً لكـ ولروعة حرفكـ دائماً ياكرمع

.

.

فريـــد
02-03-07, 01:52 am
المميز : كرمع
حروفك لها صدى ..
وإضافتك كالندى ..
وكلنا ننتظرك , والباقي من أجزاءك الـ 30
فخذ راحتك .

لمبة شارع
02-03-07, 02:13 am
أَلا يا صَبا نجد متى هِجتِ من نجدِ ** لقَد زادني مسراك وجدا على وجدِ
أأن هتفَت ورقاءُ في رونق الضُحى ** على فَنن غض النبات من الرندِ
بكيتَ كما يبكي الوليد ولم تكن ** جَليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وحنت قَلُوصي من عَدَانَ إِلى نَجدِ ** ولم يُنسِها أَوطَانَها قدمُ العهِدِ

كتب الله علي ذات عام ياكرمع ان اقيم في المنطقة الشرقية فركبت سيارة اجرةٍ ذات يوم وفي اثناء الطريق ادار السائق المذياع فكان المطرب الكويتي القديم عوض الدوخي يغني هذه الابيات لابن الدمينة فهاجت نفسي شوقاً الى نجد واهلي الذين فيها ولكني لم أكن كرمع ..!ولذلك اكتفيت ببعض الدموع شوقاً الى هذه الشهباء الجرداء ..
وعلى اني خرجت من نجد ألتمس الرزق في غيرها بعد ان ضاقت ارزاقها بي وبأمم من قبلي إلا أن شيئا يعتريك في مواسم القطر والخصب يجعلك تشعر ان أمنا تحاول ان ترضينا بعد جفائها الطويل...

عـسل
02-03-07, 02:16 am
شكرا كرمع من الأعماق
بانتظار باقي الأجزاء

جناان
02-03-07, 03:07 am
كرمع
مبدع
وكم يسعدنا المتاابعة لكم

كرمع
02-03-07, 06:56 pm
هل يمكن للبر أن يمتلئ بالبشر ؟

قال عمرو بن كلثوم في معلقته :
ملأنا البر حتى ضاق عنا ** وماء البحر نملؤه سفينا !
كنت أقول دائما وأنا أقرأ المعلقة : أي مبالغة حكاها هذا التغلبي المغرور !

ولكني عندما عدت قبل أيام من تطوافي مابين الحاصبيات قريبا من حفر الباطن وأمهات المصران قريبا من رماح كنت أردد مايقوله التغلبي بكل اقتناع

فلقد ملأ الناس البر بشكل غير طبيعي ..

قبل سنوات كنا ننزل في تلك البقاع دون أن يكون للعوائل أي أثر فيها .. وأما اليوم فقد وجدنا حرجا من النزول فيها بسبب تواجد العوائل الكبير !!

كان حمد الجاسر رحمه الله يقول ( حفر الباطن قبلتنا وقت الربيع ) أما مايفعله الناس في السنوات الأخيرة فهو أنهم ييممون وجوههم شطر روضة التنهاة في وقت الربيع أو إلى روضة خريم ..

والأخيرتان ليستا مكانا محببا لمن عرف البر حقيقة .. لما فيهما من الزحام أولا ولكثرة وجود العوائل ثانيا ولتواجد المتطفلين على حريات الآخرين بشكل أكبر ثالثا ولوجود الحدائد في جهاتها الأربع رابعا وإن كنت أؤيد وجودها فيهما للحفاظ على الأرض وخضرتها وإلا فلقد زرنا أماكن أفسدها بعض الجهلة بسياراتهم حيث يدخلون بين الأشجار والأرض لم تبرح رطبة من المطر وفي هذا ضرر على الأرض وعليهم هم أيضا ..

ولكم أن تشاهدو هذه الصورة لتقتنعوا بالأثر الذي تتركه السيارة على الخضرة :

http://www.buraydahcity.org/krm3/p/8.jpg

وأما الزحام فإنه مزعج بحق .. وبعض الناس للأسف لايراعي حرمة .. ولا مروءة .. فتجده يمر إلى جانبك ثم يلحس بعينيه جميع مايحتويه مخيمك من أشياء :eek:

في أحد الرحلات وعندما نزلنا في فيضة الزعبية بين لينة و رفحاء ووضعنا أمتعتنا .. كان أحد رفاقنا يرفع صوته .. فأشار إليه آخر وقد وضع سبابته على أنفه وهو يقول : اصصص .. يوجد أناس قريبون منا في هذا الإتجاه

فرد عليه رفيقنا الأول : ( كشتة فيها كلمة ( اصص ) ماهي بكشتة ) :)

وإنني أردد منذ مدة كلمة تصدق على كثير من هذه الفياض أستميحكم العذر في إضافتها هنا تقول :

( مكاشت قوم عند قوم مزابل ) ;)

ويمكنك أن تأخذ كلمة مزابل وتستبدلها بما تشاء من الكلمات على وزنها ;) أو غير وزنها :)
وللشرع تنظيم جميل للغاية حتى لتلك الأماكن النائية في عمق الصحراء حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اتقوا اللاعنين الثلاث : البراز في الموارد ، و قارعة الطريق ، و الظل ) و في رواية: ( اتقوا اللاعنين ، قالوا : و ما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ) و لا يخفي ما في هذا الهدي النبوي من المحافظة على صحة الإنسان و الحيوان بل و حتى النبات ، فكان الإسلام بذلك قد وضع الأسس القوية لما يعرف اليوم بصحة البيئة.

وحتى العظام ورجيع الدواب له حرمة بحيث لانتعرض له بنجاسة فنؤذي بذلك الجن فقد روى مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زادُ إخوانكم من الجن ))

وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه كان يبتعد كثيرا عند قضاء الحاجة ويستتر

وإنني لأعلم أن كثيرا ممن يكرهون الرحلات يكرهونها لأجل حرجهم في قضاء الحاجة ويحجمون عنها بسبب ذلك وقد حكى لي مثل ذلك أكثر من واحد
وإن كان بعضهم يكرهها لأسباب أخرى من مثل عدم القدرة على النوم أو ربما الخوف من مغبات الصحراء أو ربما لعدم تحمل الطريق أو تحمل البرد الشديد أو غيرها من الأسباب الكثيرة ..

ولكن هل مشاهدة الربيع فقط هي السبب لأن ينكب الناس على البر بهذه الصورة ؟

في نظري أنا : لا ..

لأن الخروج إلى البر باستمرار- أيها الأحبة - ليس بالأمر الهين .. والرحلة البرية كما أنها ممتعة إلا أنها متعبة كذلك .. وقد حدثني أحدهم عن صاحب له حار الطبع سريع الملل يقول : حينما نقطع مسافات طويلة في الصحراء ونصاب بالجوع والسآمة دون أن نصل إلى غايتنا يصيح صاحبنا ذاك قائلا : خلاص ... هذه آخر مرة أخرج فيها إلى البر:(
يقول : فإذا جاء موعد الرحلة القادمة بعد زمن وإذا به أول الحاضرين :)

وأخ لنا دعابي أيضا قال لنا مرة وقد وقفنا في استراحة قبل أن نواصل مسيرتنا باتجاه الصحراء : لم لايذهب اثنان منا فقط فيكشتون ثم يعودون إلينا ونحن جالسون هنا حتى يقضوا عنا همها :)

إنها متعبة بحق .. تشقق الجلد .. وتقلب لون البشرة .. وتتعب الصدر .. ولكنها محببة ..

ويجدر بي هاهنا التفريق بين أولئك الذين يحبون القنص أو الصيد وأولئك الذين يحبون الطبيعة البرية .. فهواة الصيد يخرجون حتى في الأوقات الحارة غير الربيعية .. ويتكلفون كثيرا في مطاردة غرضهم ..

كما أحب أن أضيف هنا أن الإدعاء والرياء يأخذ منحى واسعا في أمور الصيد أو محبة البر .. ولذا فإنني أتحدث إليكم وأنا أرى نفسي متطفلا بدرجة كبيرة على أولئك الرجال الذين عركتهم الريح وبلل ثيابهم المطر وأضناهم كثرة الترحال .. ولكن يكفيني أنني سأتحدث عن شيء أحبه ولذا فلن أكون ظالما لمملكة ما سأتحدث عنه على الأقل :)

أذكر قديما صاحب سيارة من نوع جيب يدور في الشوارع بينما يربط فوق شبك السيارة كسرا من الحطب وشراعا مربوطا بشكل يوحي بهوسه للكشتات ! ;)

وبعضهم يترك سيارته متلطخة بطين وغبار الصحراء حتى حين :confused:

يبدو أننا نسينا سؤالنا :)

نعود إليه ..

هل مشاهدة الربيع فقط هي السبب لأن ينكب الناس على البر بهذه الصورة ؟

ولكن يظهر أننا سنكمل الحديث في المرة القادمة إن شاء الله .. بعد أن نأخذ فاصلة قصيرة مع بعض الصور ..

كرمع
02-03-07, 06:57 pm
فاصلة



على هامش هذا الموضوع وبين ثناياه كنت قد أعددت كثيرا من الصور واللقطات قام بتنسيقها ورعايتها أخي العزيز ( بريماكس ) المراقب العام في منتدى بريدة ستي فكانت مزيجا بين توقيعي وبين توقيع المنتدى الراعي لتنسيقها


http://www.buraydahcity.org/krm3/p/4.jpg

من الجميل في الصحراء .. خلوها من العنصرية

http://www.buraydahcity.org/krm3/p/5.jpg




http://www.buraydahcity.org/krm3/p/7.jpg

الغيضة .. في الفيضة ..



http://www.buraydahcity.org/krm3/p/9.jpg

شامخ الرأس وإن مال الطريق ..



http://www.buraydahcity.org/krm3/p/3.jpg

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا *** وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ


[/align]

لمبة شارع
02-03-07, 08:12 pm
ايوالله ياكرمع !!!

كأنه حب فلفل ِ !!

سامي
02-03-07, 10:45 pm
نسينا سؤالنا :)

نعود إليه ..

هل مشاهدة الربيع فقط هي السبب لأن ينكب الناس على البر بهذه الصورة ؟

ولكن يظهر أننا سنكمل الحديث في المرة القادمة إن شاء الله .. بعد أن نأخذ فاصلة قصيرة مع بعض الصور ..
.

قال تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }الكهف7

بإنتظارك

جزاك الله خير.

راشد الصليحان
03-03-07, 12:31 am
كرمع ....عزف منفرد !! لمن يرغب في طــرب الأبــداع المتكامل ! !

دمت لنا ياكرمــع ...!

عـسل
03-03-07, 01:14 am
أحيانا يكون التعب جزءاً من المتعه؟
عندما تمتزج الر حلة بمتاعب وأحداث ومواقف لم تكن بالحسبان كأمطار غزيرة أو برد شديد أو تغريزة مستعصية
فالبرغم من الإعياء والتعب المصاحب للحدث إلا انها تميز الرحلة وتجعل لها طابع وذكريات خاصة وأحيانا تسمى باسم الحدث
لاتزال بعض الرحلات محفورة في ذاكرتي منذ الطفولة وكانت مع والدي رحمه الله
بسبب أحداث ومتاعب أعترضتنا حينها فميزتها

أما الصور المرفقة رائعة جدا وتعليق أروع كروعة كرمع
بانتظار المزيد مما تحمله كاميرتك وكيبوردك

الكبري
03-03-07, 04:19 am
يعود قلم كرمع فينثر هنا

عبق البابونج !!!

وما حوله من حيا وشعاب ومناخ وجو ،،،

وما إلى ذلك مما يمليه علينا الشيخ جارمن ،،،

هنا أتتبع حروفك ،،

وهي تسيل بالخضرة ،،،

وشيء من سجة الخاطر ،،

على أنك تعذبني هنا ياصاحبي من حيث لا تدري ،،،

حق لكم أن تتمتعوا بهذه النعمة ،،،

تحياتي

عبدالله الحلوه
03-03-07, 02:00 pm
تتوقف الكلمات عندما تحضر ولا اجد الا اعطاء عيني فرصة الأستمتاع بماتسطره وانتظار القادم


كرمع

ستضل الأميز بما تقدمه لنا من روائع



تقبل تحياتي

فور يو
03-03-07, 06:58 pm
هــُــنا للإبداع في الكتابه مكـــــان ...

شكرا كرمع .

كرمع
03-03-07, 10:30 pm
أستطيع القول هنا : لا ..
ليست مشاهدة الربيع وحدها كافية للخروج إلى البر ..

في الصيف الفائت .. اتصل بي منسق مجموعتنا الصغيرة .. وقال لي : هناك مقترح لإقامة رحلة .. مارأيك ؟
الصيف ؟!
أثمة خضرة في هذا الجو اللاهب ؟
لكن اشتياقي للصحبة جعلني أقول له : اكتبني مع الموافقين .. ولكن قبل أن أخبره بموافقتي سألته : وإلى أين سنذهب ؟
أجابني على الفور : لا أدري ؟! :confused:
ثم استدرك قائلا : لكننا مشتاقون لأن نسافر سويا ..
بمعنى أن كل واحد منا وافق على الفور رغبة في الصحبة لا في مشاهدة الربيع .. وكأن لسان حالنا : اذهب بنا إلى أي مكان .. المهم أن نتجتمع ..

فأين كانت وجهتنا تحت لسع الشمس ياترى ؟

هذا مدار حديث قادم بإذن الله ..

الصحبة - أيها الأحبة - تشكل نسبة كبيرة في الميول إلى الرحلات .. وإنني لأظن بأن كثيرا من سعادة الرحلات متوقف على الصحبة ..

في بعض الرحلات يكون فيها شخص واحد فقط من ذوي الطبع السيء ولكنه وإن كان واحدا كفيل بأن يقلب الأمور رأسا على عقب .. وأن يحيل الطعم إلى علقم لايطاق ..

هناك أشخاص ربما لاتحتاج معهم إلى عود ثقاب :i125 لأنهم بطبعهم سيوقدون لك كل شيء :i121 وربما احترقت سعادة الرحلة كلها بسبب حرارتهم ..
وهذا النوع من الأصحاب قلما يسلم له صديق إلا صديق يراعيه أشد ماتكون المراعاة .. ويتحمله كتحمل الزوجة لزوجها .. وأين يوجد مثل هذا النوع من الصحاب ؟

وهناك أشخاص أشبه مايكونون بالشيخ الكبير أو المرأة المسنة .. ينتظر حتى يوضع الفراش فيجلس ثم لا يقوم من مجلسه إلا إذا نودي للطعام .. ثم يعود إلى مجلسه الأول فلا يتجاوزه إلا إلى منامه .. وهكذا دأبه إلا إذا طلب منه عمل ما .. وربما قام بهذا العمل على أسوأ وجه :( والأشنع من ذلك أن يمن بما قام به من عمل مرة بعد أخرى :oo وهذا النوع من الناس يكثر لديه استغلال الآخرين فتجده يكرر : يافلان مادامك واقف هات فروتي ooo1 ياابوعبدالله : تكفى على دربك هات المركى :oo وإن كانت هذه الصفة تكاد تكون متكررة في البر .. فإذا كان الإنسان متقنفذا داخل فروته ومقتربا من دفء النار ومتكئا بصورة لا تدعوا إلى القيام فإن كثيرا من الرغبات تكون حبيسة في الرؤوس فإذا قام واحد من الجالسين لغرض له انهالوا عليه بطلباتهم :029: ولذلك فقد سمعت من شعبوط أنه قال حدثني شعبيط عن شعباط قوله : ( في البر ودك تحبي حبيان ) :090:

وهناك آخرون لا يتنازلون عن آرائهم داخل المجموعة فتجدهم يصرون على آرائهم حتى ولو بدا هزالها للعيان .. وأذكر مرة أننا خرجنا إلى البر فنزلنا بهدوء واتفقنا بشكل أوتوماتيكي على مكان الخيمة ومكان النار .. فقال أحد الذين معنا ضاحكا : غريبة :confused: ماقلنا هذا أحسن .. هذا أحسن :D
وقريبا كنت نازلا في أحد الفياض فنزل إلى جوارنا آخرون فمازال اختلافهم محتدما في طريقة وضع الخيمة والسيارة حتى ارتفعت أصواتهم وسمعنا أحدهم يقول : والله العظيم وبالله الكريم إن الخيمة مكانها خطأ :(
وأنا متأكد - دون أن أطلع على مكانهم - أن اختلافهم لايعدو أن يكون جدلا زائدا يمكنه أن يزول بأن يرخي أحدهم رأيه كما يرخي طرف الخيط عندما يشده صاحبه .. والعرب تقول ( إذا عز أخوك فهن )
وشعرة معاوية معيار رائع للتعامل مع الناس ..
وليس من جديد حينما أقول لكم بأن الرحلات عامة تصطدم فيها القرارات بشكل يومي كما تصطدم الخطوط المتقاطعة في الجدول .. فمن لم يروض نفسه على ذلك وجد عنتا في نفسه ووجد أصحابه منه عنتا أشد مما يجد هو من نفسه ..

وهناك من لاتجد عليه أدنى عثرة .. ولكنه من النوع الذي يدون في نفسه كثيرا مما يلقى عليه من مزاح ثقيل أو كلمة جافية أو تعليق مضحك والأشنع من هذا حينما يتناول الناس بلسانه بينما يتضايق عندما يتناوله الناس بألسنتهم ..
كثيرا ما كنت أستغرب اجتماع أفراد أعرفهم بأعيانهم في رحلة واحدة .. فلا تملك حيالها إلا أن تقول سبحان من جمع الضدين هنا كما جمعهما في سفينة نوح .. ثم لايلبث الزمان فيدور دورته حتى أرى كل واحد منهم قد انساح إلى من يألفهم ويألفونه من غير تلك المجموعة كما ينساح الماء إلى مستقره
وإني لأعجب أشد العجب من توافق بعض الطباع في بعض الصداقات إلا أن يكون الله وحده هو الذي ألف بين قلوبهم فــــ( لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم )

وعلى الطرف المقابل فإن هناك أناسا يمكن أن نقول بأنهم ملح الرحلات وعمادها .. وكثيرا ماتجد في الصداقات رجلا فعالا يدير المجموعة وينسق أمورها وربما تحمل كثيرا من العناء دون أن يظهر للآخرين منه إلا القليل .. يذهب بسيارته .. ويجهز أدوات الطبخ .. ويشتري كل ماتحتاج إليه الرحلة من طعام .. وفي الأغلب أن هذا النوع هو الذي يقوم بمزاولة الطبخ لأصحابه :41
وفي نظري أن مثل هذا النوع يحرص على ذلك لحسن في ذائقته أولا ولحسن في خلقه ثانيا .. فتجده يحرص على أن يقوم بتجهيز كل شيء حتى لا يتضجر من نقص ماعون أو بهارات فيحرج غيره بذلك حينما لايقوم بإعداد الحاجيات شخصيا .. ومما أذكره في هذا أن صاحبا لنا تفاجأ مرة بفقاعات من الصابون تتطاير من بين البصل والطماطم في القدر :i125
وإذا به قد أهال عليه من علبة الملح ( ساسا ) دون أن يدري أن صاحب الأدوات قد وضع بدلا من الملح صابونا :090:

وإنه من الواجب- في نظري - على كل واحد ممن يصاحب غيره أن يعرف نفسه ثم يقوم بالدور الذي يتقنه فيقوم بتنظيف الأواني إن كان لايتقن الطبخ أو يقوم بإحضار سيارته إن كان لايمكنه تقديم شيء آخر وكل امرئ على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره..
أحد الأخوة ممن أعرفه شخصيا ليس من أولئك الذين لديهم القدرة في تدبير أمور الرحلة كاملة وهو مع ذلك يحب الخروج إلى البر فيقوم بإعداد سيارته دائما ويجهز معها أدوات الطبخ أيضا ويقول لأصحابه : من جهة هذين الأمرين كل شيء جاهز .. فسيروا على بركة الله ..
وهناك أيضا حسن الحديث غزير القصص ..
ولولم يكن من المرء إلا أنه يكف شره عن أصحابه لكفى فإنها صدقة منه على نفسه ..

أفضت في الحديث .. مع علمي أن كثيرا مما كان في رأسي تسرب دون أن أرد ذلك ..
ولعلي أتحدث في المرة القادمة إن شاء الله عن ركن مهم في الرحلة أيضا ..
والله يرعاكم ..

فور يو
03-03-07, 10:36 pm
ولعلي أتحدث في المرة القادمة إن شاء الله عن ركن مهم في الرحلة أيضا ..
والله يرعاكم ..

من اروع ما قرأت هذا الشهر ...

بشوق ولهفه كبيره انتظر هذا الركن المهم في الرحله ...

حفظك الباري ومن تحب ...

كرمع
03-03-07, 11:14 pm
لمبة شارع / الصديق اللدود
انسان ثاني2 / المشرف القدير والكاتب الكبير
عنيزاوي / صاحب الحروف التي تتجول في قلبي الآن
:: ابعـاد :: / يكفيك أنك من العملة الذهبية في المنتدى
فريـــد / رفع الله قدره
سامي / الضيف الجديد
راشد الصليحاني / الكاتب المثير
د.عسل / ضيفي الأول
الكبري / المشرف المثري
عبدالله الحلوه / أستاذي الخلوق
for you / المشرف الغالي ( ثبت الله قلبك كما ثبت الموضوع )


لكم من كرمع محبة تليق بمكانتكم الرفيعة
وحضوركم البهي
والله يحفظكم لمحبيكم

العبرى
04-03-07, 02:50 am
كرمع

وروعة حرف يحرك الهواء الساكن

ونتنفس رقي!

دام حرفك



تحيتي,,,

الكبري
04-03-07, 03:38 am
في كل يوم أسقي مخيلتي العطشى بكلمات كرمع ،


لكنها استساغت الشراب وتطلب المزيد ،


عجل لنا قطنا من المتعة قبل أن تموت المخيلة عطشاَ ،

سأراهنها على أن عندك المزيد الموعود ،

وأعرف أنها لن تروى ،

وحق لها فهي على شفى وادي فياض ،

كرمع أبقى الله كلماتك منارة ،

تحياتي

InFinito Amore
04-03-07, 09:53 am
اسـتمـتـعــت بمـا كتبـتَ . اخِ الاديـب . [ كـرمـع ] .

كـّـل الشكـّـر لـكَ


اختك . كـّـرآميـــــل

@ ابتسام @
05-03-07, 04:34 pm
كعادتك اخي كرمع رائع في اسلوبك وتصويرك للتفاصيل

ممتع سردك ... دمت لنا

كرمع
05-03-07, 05:41 pm
فاصلة



مقطع معبر عن الصحبة .. استعرته من موضوع لي سابق .. أضعه فاصلة في ثنايا الحديث ..




عندما كنا عزابا !!

قلت له : أنا سأشتري هايلوكس .. لأنها تدخل في كل شيء .. وتخدم لكل شيء ..

وقال لي : أنا سأشتري : كامري .. وسكت ..

ومرت الأيام

حتى عزمنا على رحلة برية طويلة .. قالوا : والسيارة ؟

قلت على عجل : سيارتي مناسبة ياشباب .. دعوا السيارة علي أنا ..

وفي أحد مفاصل الرحلة .. وبينما كنا ننتقل من مكان لآخر .. كان بهيم الليل يشيع في النفس كآبة كامنة ..

زادها أن السماء كأنما فتحت أبوابها بماء منهمر .. والرعد يكاد يدخل معنا في قمرة السيارة الهايلوكس ..

وهي بالكاد تتسع لخمسة ركاب .. ونحن الآن ستة !!

البرق الخاطف كان يخبط الأرض ثم يصعد مسرعا .. وفي كل مرة منه كنا ننظر إلى الأرض من حولنا .. وحلاً .. وماءً جاريا ..

وبياض رذاذ المطر وهو يتطاير في الهواء ..

الذي يقود السيارة صاحبي صاحب السيارة الكامري .. لقد ألح علي وهو يقول : أنا سأقود .. أحب قيادة الهايلوكس في البر !!

قلت له : لابأس .. وأعطيته المفتاح ..

الحق أقول ..

كان لايرحم السيارة أبدا .. يعسرها .. يقسرها .. يجبرها دون رحمة ..

صدقوني .. أنا لست من أولئك الذين يدللون حاجياتهم ..

ولكن صاحبي كان على درجة من اللا مبالاة غير محتملة ..

صوت عجلات السيارة يرتفع بالصياح المزعج في بعض الأحيان .. وعلى إثرها يلتفت إلي صاحبي قائلا : ياأخي فرق بينها وبين الكامري !!

شِززززززززززززززززز .. شُززز .. شِزز

لاشيء أيها الأحبة ..

فقط .. صوت أغصان شجرة تحتك بجانب السيارة بعدما مر صاحبنا من عندها بلا مبالاة !!

في هذه الليلة المطيرة لم نكن نمشي على الأرض !!

كنا نمشي على سكاكين تسمى أحجارا ..

وكان يمشي عليها كما لو كان يمشي في طريق معبد !!

تحاملت على نفسي وهي التي تدعوني للسكوت وقلت : حاول أن تبتعد عن الأحجار الخطرة ..

سكوووووت ..

فيما يبدو لي أن الشيطان دار في رؤوسهم تلك اللحظة على عجل .. ثم ولى مسرعا !!

حرف السيارة بغير اكتراث إلى مستنقع طيني .. فعانقها الطين معانقة الحبيب لحبيبه الغريب .. وقالت هي :

هذا مكانكم !!

نور السيارة صار إلى السماء ..

نزلنا ..

هواء بارد وشديد .. ووحل لزج مقرف .. وموقف يائس ..

يالله ياشباب .. السيارة وغاصت .. أعطونا حلا ..

كل المحاولات يكذبها الطين ..

الطين له وصف واحد فقط هو : شييين .. وبس !!

تلطخت السيارة حتى آخرها .. صوتها يصيح في كل مرة ..

عندما كنا ندفعها بكل قوة -ونحن نجاهد في أنفسنا يأسا قبيحا- كنت أدافع في نفسي ضيقة صدر ثارت من طينيتي الصلصالية ..

حينها .. وبينما نحن ندفعها ..

التفت إلي صاحبي هامسا في ذلك الظلام في موقف ولا أشد وهو يهز رأسه قائلا : شفت .. هذا اللي يخليني أشتري كامري !!!

.

عنيزاوي
05-03-07, 07:54 pm
كرمع ........حسبي الله عليك
لقد قرأت هذا المقطع يومها وأثارني إلى حد أنني كرهت صديقك هذا وما أكثر أمثاله .

رشيده الحسين المختار
07-03-07, 10:41 pm
اخي كرمع
الابداع المتميز دوما
الحافل بالمفاجاءات وثروة تعبيرية لا تقدر
لك احترامي

بصراحة

تذكرت صفة الرجال المهمة الصبر

لما قال صديقك العبارة الاخيرة

لو كان الموقف نسائي

لمبة شارع
08-03-07, 12:06 am
كرمع ....


يقول الامير محمد السديري رحمه الله وهو يصف طبيعة نفسه عندما يبلغه ان احد المقربين منه لم يحفظ جنابه فافترى عليه بهتان او اساء الى سمعته:


وإن ناشنى من بعض الادنين صالى
مانى عن الـزلات مخبـر وبـلاس
كالعنبر الغالـى بالأسـواق غالـى
ولا درهم الفضة على صفر ونحاس
اجزيـة بالصـده جنـوب وشمالـى
واتلى هوى قلبى اليا هـب نسنـاس

وهو هنا يقول انه لايملك من ردة فعل ازاء بهتان هذا الأدنى إلا تجاهله والزهد في مجالسته..حتى لو اضطره الامر الى مفارقة المكان وتتبع القطر ومنابت الكلأ ....

ثم يصف معاناته الحياتية وعجزه عن حتى تدوينها ناهيك عن حملها فيقول...


المستريح اللى مـن العقـل خالـى
ما هو بلجات الهواجيـس غطـاس
ما هـو بمثلـى مشكلاتـه اجلالـى
عجزت اسجلهـا بحبـر وقرطـاس


ثم يقوي نفسه ويعزيها قائلا...

حملى ثقيل وشلـت حملـى لحالـى
وبصبر على ظيم الليالى والاتعـاس
برسي كما ترسي عوالـى الجبالـى
ما ينهزع حيـد عليـه القـدم داس

ثم يعود ليؤكد من جديد ان سلوى نفسه وراحتها تتحقق حيث الربيع ومواسم الخصب.. فيتساءل متمنيا الوقوف في تلك المشاهد التي اجاد بوصفها ووصف تفاصيلها بمافيها زهرة نبات الديدحان الربيعي الذي شبهه بحلي في خصر شابة هيفاء..فيقول...


متـى تربـع دارنــا والمفـالـى
تخضر فيضاته عقب ما هي بيبـاس
ونشـوف فيـه الديدحـان متوالـى
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس
ينثر على البيـداء سـواة الزوالـي
يشرق حمارة شرقة الصبغ بالكـاس

ولعل الامير الشاعر محسن الهزاني رحم الله الجميع قد سبقه في وصف منظر الفياض والمروج بـ (الزل المفلول)
حينما قال وهو يصف تخيله لمنظر نواحي دياره بعد شهر المطر الذي استغاث يسأله الله...

والفياض اخصبت والرياض اعشبت=والركايا ارجعت والمقل أسفهل
و الحزوم اربعت والجوازي سعت=والطيور اسجعت فوق روس النفل
كن وصف الزهر باختلاف الرياض=اختلاف الفراش والزوالي تفل

ديز ابي لن ننساك
11-03-07, 11:27 am
اسمحوا لي اصفق لكل مواضيع لمبه شارع واسلوبه الراااااااااااااائع وانا من المعجبين فيه من كل قلبي وحاولت ارسل له رساله بس ماقدرت
صح الكلام هذا خارج عن النص بس سامحوني بالتقسيط المريح

كرمع
11-03-07, 06:39 pm
أعتذر منكم - قبل أن أواصل حديثي - عن تأخري هذه المرة فقد كنت خارجا إلى البر :)
وأنا أتداوى من محبة البر بالخروج إلى البر كما يقول الشاعر :

وداوني بالتي كانت هي الداء ..

أو قول الآخر :

وكأس شربت على لذة ## وأخرى تداويت منها بها !

وعندما عدت كان المزاج مضطربا :mad: فمكثت يومين أروّضه :060: وأمهد له حتى استقر والحمدلله :41

والآن ..

أعود فأقول : إن في الكشتة أركانا غير معلنة من أهمها في نظري : الأكل :D
اسمحوا لي أيها الأحبة حينما أقول لكم بالفم الملآن ( الكشتة أكل ) ولا شيء أكثر من ذلك ..
عندما قام متحمسا أحدهم لإعداد الغداء وكان رجلا معروفا بعدم إتقانه .. نهاه الآخر بشدة وقال : الكشتة هي الغداء فإذا فسد الغداء فقد فسدت الكشتة :41

وهذا صحيح ..

تصور لو أن الغداء احترق حتى أصبح غير مستساغ الأكل :S
أو كان مملوحا بدرجة لاتطاق :mad:
هنا .. تكون الكشتة قد خربت فعلا :(

هل يمكن - أيها الأحبة - أن نكشت في نهار رمضان كما نكشت في العادة ؟
أو في نهار تكون فيه صائما من غير رمضان ؟
إذن فإن في الكشتة رغبة خفية تتعلق بمأكول منتظر ولذلك فإننا نقول بمجرد انتهائنا من الغداء مثلا : قرب الإبريق من النار ياولد .. يعني ننتظر الشاهي ..
ثم يبدأ إعداد القهوة .. ثم العشاء .. و ماسوى ذلك مما يشتهى من الأكل ..
كثيرا ماتبدأ الرحلات القصيرة بقولهم : وش رايكم نأخذ كبدة ونطلع نفطر برا ؟
أو : وش رايكم نأخذ لنا ثلاثة كيلو حاشي ونأخذ الكاتم ؟
أو : وش رايكم ناخذ حمام ؟
إذن الأكل مدار مهم في الرحلات .. ولو أنه غير معلن .. إلا أنه مفهوم من السياق بالضرورة :D

وكثير من الذين يخرجون إلى البر ينسون شكر النعمة وبالتالي فإنهم يرمون بقايا الطعام دون أن يفطنوا إلى أن قريبا منهم رعاة ينهش بطونهم الجوع الشديد .. والظلم الشديد أيضا ..

حدثني صاحبي عن صاحب له أنه رأى راعيا مستلقيا على الأرض قريبا من القطيع .. وقفوا بعيدا منه .. وطلبوه بصوت مرتفع .. فلم يرد عليهم !
كان ذلك في فصل الصيف ..
فلما اقتربوا منه وإذا هو قد تحول إلى مايشبه الحطبة اليابسة من شدة العطش !
فسقوه وأطعموه ثم انصرفوا ..

واسمحوا لي أن أسهب في هذا السياق أيها القراء الكرام ..
فقد حكى لي صاحبي هذا أيضا عن صاحب له أنهم رأوا راعيا يحمل معه على الحمار رأس شاة ميتة :confused:
وإذا له رائحة منتنة وغير طبيعية :i125
وحينما سألوه عنها قال لهم بأن الكفيل طلب منه ذلك ليتأكد من صحة زعمه :oo

وقد كنت هذه الأيام في جنوب الصمان .. كانت الأرض خضراء في جهاتها الأربع .. وكان في طريقنا قطيع من الغنم .. فخرجنا عن الطريق حتى لا يتم تفريقها حتى مررنا على الراعي السوداني فقال لنا مبتسما قبل أن نبدأه بالسلام : الله يجزاكوا بالخير .. الغنم دي لو شردت من هنا والا من هنا كان تعبت وراها ..

وأذكر أنني كتبت مثل هذا على لسان العامل الهندي ( وحيد أبو الكلام ) في حينها .. أستميحكم العذر في نقلها الآن ..
يقول حبيبي وحيد أبو الكلام في أحد فواصل حديثه :


الصحراء



في الصباح ..
ناولني الكفيل كيسا فيه ثوب أسود وكوفية وشماغ ومعطف رمادي مهترئ .. وملابس داخلية بيضاء ..
قطعنا مسافة ساعة كاملة على الاسفلت الممتد جنوبا ثم انحدرنا يمينا ودخلنا في الصحراء ..

السيارة هي الأخرى تظهر حنقها في كل مرة على الصخور العنيدة والتعرجات الناتئة ..

ساعة أخرى قطعناها في الصحراء كانت أشد علي من السفر الطويل في الطرق المعبدة ..

والعالم المجهول الذي ينتظرني أيضا كان هو الآخر يخلق في صدري كثيرا من الأسى ..

ياااالله .. لطفك ياكريم ..

وظهرت مني تنهيدة بلا شعور ..

فرمقني الكفيل وقد ظللنا صامتين طوال الطريق ثم عاد إلى السير وهو يحدق في الأفق البعيد ..

وبعد لأي وصلنا الخيمة .. في تل صغير .. يشرف على واد ممتد الأطراف .. فيه أشجار صغيرة شهباء مترامية .. ورمل أصفر بعيد ..

يظهر عليها أنها خيمة قديمة .. أو مستعملة .. وإلى جوارها كان هناك شبك مملوء بالغنم ذات اللون الأسود .. وناقلة ماء عجوز راقدة على التلة بكل ملل ..

حينما اقتربنا من الخيمة نبحنا كلب الحراسة الأصفر من طرف التلة .. ثم راح يدور حول السيارة وهو يبصبص بذيله بينما بدأت الأغنام بالنهوض وهي تثغي ثغاء السائل المسكين ..

- أبو الكلام ..
انطلقت نحوه داخل الخيمة ..
- جيب أغراض هنا ..
أخبرني أن هذا هو السكن الذي سأنام فيه على الدوام ..
ثم انطلقنا وقام بملء أحواض الماء أمامي ..
ثم أخرج الأغنام من الشبك ..

وفي المساء شرح لي كيف أسوق الأغنام إلى زريبتها .. وأعطاني كشافا ضوئيا يعمل بالبطارية الصغيرة .. وأمرني أن أحمل صندوقا كرتونيا من السيارة إلى الخيمة .. وذكر لي أنه سيأتي قريبا .. ثم أدار محرك السيارة ومضى ..

كان الليل أكبر من هذه الصحراء الشاسعة .. وكان البرد يحتويهما جميعا .. وأنا واقف بين هذه الوجوه الثلاثة ..

رتبت الخيمة على عجل .. وقد كان الكشاف بالكاد يفي بما أريد ..
كان في الصندوق بعض أكياس خبز .. وبقايا من بصل وطماطم .. وكبريتان عليهما جواد يمتطي حصانا ..

العراء .. الليل .. الوحدة .. الشتاء .. والخيمة البالية !

أين ذهب خيال أمي وأبي في نوع السكن الذي سأنزل فيه ؟

هل جربت أن تنام وحيدا في صحراء لا تعرفها ؟ ... وحيدا ؟

لبست الثياب التي في الكيس وتمنيت لو كان معي مرآة لأشاهد صورتي باللباس السعودي !
الهواء الذي يتسرب من شقوق متفرقة ظل يطارد أطرافي ..
ووشوشة أسمعها خارج الخيمة ولاأعرف كنهها ! .. أو أن ذلك يخيل إلي ؟

كنت أرفع رأسي في الظلام وأنصت كأشد مايكون الإنصات .. فأسمع وشوشة من كل شيء ولكني لاأسمع شيئا !
سمعت نباح كلب بعيد .. بعيد جدا .. يأتي به الهواء تارة ويصرفه تارات أخرى ..
دائما ماتكون الليلة الأولى في كل حياة جديدة طويلة وغامضة ..
كنت مستبعدا أن أنام مع هذا الشعور ..
وقد لازمني هذا الشعور حتى بعدما أفقت على سماء زرقاء كنت أشاهدها من أحد الشقوق !!

وصوت أذان بعيد .. فرحت به فرحا شديدا ..

توضأت وأذنت وصليت الصبح ..

الصحراء تصبح جميلة جدا والمؤذن يصدح على ربواتها ..


http://www.bluwe.com/img/albums/userpics/%C7%E1%D1%C7%DA%ED.jpg

انطلقت مع الأغنام في الصباح .. وتعرفت على الكلب .. وتعرف علي .. ودرنا سويا في الأماكن القريبة .. ولكنني لم أشاهد أحدا !

الليل يأتي بالأصوات أكثر من النهار ..

لابأس ..

هناك مخلوقان عظيمان تبدوا عليهما القسوة ولكنهما أليفان جدا حينما يقتحم الإنسان أسرارهما : الصحراء والبحر

لقد وجدت في الصحراء أنسا .. وعشت مع الأغنام عيشة لاتوصف .. وألفت المكان .. وودت لو كنت أستطيع الاتصال بأهلي أو أن أوصل ذلك إليهم برسالة ..

صحيح أنهم كانوا يعدونني لأن أكون في مكان أفضل وعمل آخر إلا أنني راض عن هذا العمل الذي أقوم به الآن ..

يعكر صفو هذه الحياة زيارة الكفيل في كل مرة .. وأوامره العنترية الجوفاء .. وتسلطه الكبريائي ..

إلا أن زيارته كانت متقطعة بحيث ربما مكث أكثر من أسبوع في بعض الأحيان ..

في الأيام الأولى جاءني في الخيمة رجل مهيب الطلعة .. له لحية بيضاء وقورة .. ووجه واسع أبيض قلبت لونه الشمس إلى السمرة .. ومعه عامل هندي من كيرلا أيضا
الله عليك ياكيرلا .. الناس لايعرفون أنك كلمة قلبتها ألسنة الزمن من ( خير الله )
عرفت أن هذا الشيخ له قطيع غنم خلف التلة في آخر الوادي .. وأن (أكتر) يرعى الغنم لديه .. سعدت به .. وتحدثت معه كثيرا بينما كان الشيخ يتفقد الأغنام .. قال لي إن هذا الشيخ من أقارب كفيلي وأنه طيب جدا ..

عرفت الآن سر الأذان في تلك الليلة .. إنه صوت أكتر ..

ماأجمل هذا النوع من الصداقة في مثل هذه الظروف ..

وفي الصحراء صداقات أيضا تغوص في دقائق حد العمق ثم تتلاشى وكأنها طيف حلم ..

هناك سيارة بيضاء متجهة نحو الخيمة .. يتطاير غبارها في الأفق .. يبدو أنها فارهة ..
الشمس تزول بعد أن أخذت وضعا رأسيا في السماء ..

نزل منها خمسة رجال سعوديين .. لهم لحى سوداء بعضها خفيف وبعضها كثيف .. أحدهم كان يرتدي لباسا رياضيا .. صافحوني جميعا !
وابتسموا لي .. وسألوني عن اسمي فقلت لهم : أبوالكلام
كانو يريدون تعبئة ماء من الناقلة وشراء خروف صغير
تبادلت معهم الحديث بصعوبة .. ولكنني كنت مطمئنا للحديث معهم .. كانوا يبتسمون معي .. ويلاطفونني .. ويبدأون حديثهم معي باسمي قائلين : شوف ياأبوالكلام ..
ملأنا أوانيهم بالماء وأخبرتهم أن الكفيل لا يسمح لي بالبيع من الأغنام .. وأشرت إليهم بالذهاب إلى قطيع أغنام كفيل أكتر .. سألوني عن مكانه .. وشرحت لهم متحمسا ..
تحدثوا فيما بينهم قليلا .. ثم التفت إلي أحدهم وقال : أبو الكلام .. أنت مافيه مشكل روه معي لأكتر ؟
قلت له وأنا في كامل سعادتي : مافيه مشكل ..
ركبت معهم إلى جانب الراكب في المقعد الأمامي ! .. كانوا في الطريق يسألونني عن المطر .. متى نزل .. ويسألونني عن أسماء أماكن لاأعرفها حتى كنت من حبي لهم ومحاولة مساعدتهم تحمست في توصيف أحد الأماكن بحسب فهمي للكلمة ولكنني تفاجأت ببرودتهم في تقبل الوصف مما جعلني أكتشف أن وصفي كان مدبرا جدا ! :D

اشتروا خروفا من أكتر .. وربطته لهم .. ثم عدنا إلى الخيمة .. وقبل أن يذهبوا توضأوا من الماء وطلب مني أحدهم أن أؤذن .. فأذنت وأنا أحاول إبداء أجمل مايكون في حنجرتي .. وصلوا الظهر والعصر ..
ركبوا في السيارة وأنا واقف أودعهم .. تهامسوا قليلا ..
ثم نزل أحدهم وفتح الباب الخلفي وجعل يجهز شيئا ما .. وناداني : أبوالكلام .. جئته مسرعا فناولني كرتونا فيه أطعمة متنوعة .. وكيسا فيه لحاف نظيف .. ونفحني من جيبه ورقة نقدية لاأعرف مقدارها ..
ثم ودعوني وانطلقوا .. : 12
لقد أحببتهم من قلبي .. :rolleyes: :41
كما كرهت أولئك الشباب الذين جاءوا مرة على سيارة نيسان شبيهة بسيارة الكفيل وقد ركب بعضهم في صندوقها وهم يسيرون بهيستيرية قبيحة .. وحينما حاذوني أنا وقطيع الأغنام عطف السائق مقودها نحو القطيع وأسرع وهو يصدر طنينا مزعجا من بوق سيارته حتى تبعثرت الأغنام وانطلقت في كل اتجاه ..
ثم ولوا وهم يضحكون ! :eek: :42

لقد كنت في تلك الصحراء بعيدا عن الشر ..
ولكن بعض الناس ينقل شره معه حتى إلى الصحراء !


كانت تلك الصور تتكرر في الشتاء فقط .. وتزداد حينما يسقط المطر وينبت الربيع

وأنا من هنا أقوم بإيصال اقتراح طرحه أحد أصحابي يتعلق بهؤلاء الرعاة المبثوثين في الصحراء يتمثل بقيام الجهة المعنية بأخذ تظلم أمثالهم ومن ثم معاقبة من يتهاون معهم بعد ذلك ..

وللحديث بقية أيها القاريء العزيز ..

لمبة شارع
12-03-07, 12:54 am
اسمحوا لي اصفق لكل مواضيع لمبه شارع واسلوبه الراااااااااااااائع وانا من المعجبين فيه من كل قلبي وحاولت ارسل له رساله بس ماقدرت
صح الكلام هذا خارج عن النص بس سامحوني بالتقسيط المريح

ديزابي لن ننساك...

شكرا لك..وربما اختلطت عليك الأسماء فكلانا في حرم أمير المنتديات كرمع

ابوسليمان22
12-03-07, 02:18 pm
ياخي قله انت ليه بتروحوا لقنينة الحيوانات.
بعض الناس ساكن احسن القصور لاضاق صدره هو وأهله قالوا قوه نكشت نوسع صدورنا.
اذا طلع الشخص من البنيان امتد النظر ثم يستاسع صدره .

الكبري
12-03-07, 04:09 pm
وأنا من هنا أقوم بإيصال اقتراح طرحه أحد أصحابي يتعلق بهؤلاء الرعاة المبثوثين في الصحراء يتمثل بقيام الجهة المعنية بأخذ تظلم أمثالهم ومن ثم معاقبة من يتهاون معهم بعد ذلك ..

هل نزعت عنهم صفة البشر !

هل هذا عقاب لهم !

العامل كثيراَ ماتهدر حقوقه وانسانيته ،

لايتمتع براحة لايتمتع بصحبة ، لايتمتع باجازة ،

وضروفه أجبرته على أن يكون تحت مزاج كفيله ،

كرمع لفتة انسانية ،

تحياتي

تركي عبدالله الوهيبي
20-03-07, 12:57 am
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة

موضوعك غريب جداً

وممتع جداً يبدو أنك راعي تفكير (مخمخة)

يبدو لي أن أمك حين ما سئلتك

عن البسباس والربلة لها قصد وهو قصد كبير وهو

الذهاب الى رحلة ممتعة مع فائدة مثل

حش الربيع ---- الصيد ---- التفكر في مخلوقات الله

شكراً

خالد التويجري
20-03-07, 07:11 pm
اخجل أن يكون لي بعض كلمات بين كلمات .. كرمع .
كم انت رائع و اديب ... و"رهيب" .

لعلها سموم الحياة تنجلي بروضة من رياض الرحمن في ارض "جرداء" "شهباء" مقفره اتاها القطر بأمر الله فأتت ثمارها ... وهاهي اليوم تهيج .. لتكون مصفرة . وقدرة الخالق تتجلى .
وهانحن كما كنا .. (تيتي تيتي زي مارحتي زي ماجيتي) ..<<<< لا اتفق معه فقط للـــ ....!





تحياتي ... تقبل تقديري وحبي لك في الله أخي العزيز ... كرمع .

السعلوووه
28-03-07, 05:09 am
مااسعدني عندما رايت موضوعك ..

((اتاري البر فتنه لكم للدرجه والحريم مساكين بس يحضرمن على رجالهن الكشاته ..
لكن بنظري افضل من السفر برا ...
ابنسخ موضوعك وابرسله لكل زوجهتشكي من زوجه حبه للبر لعله تقتنع بغرامه الشديد وتحس فيه شوي..))



ننتظر لاننا نريد ان نتمتع

كل التقدير لك

رشيده الحسين المختار
30-03-07, 10:29 pm
رائع جدا

بعض الناس يحملون شرهم للصحراء

عبارة جميلة جدا

والله معه حق الراعي
بعض الناس يحملون شرورهم لاقصى مناطق الارض التي تنعم بالامن
متابعة سردك

احس انه الفضاء واسع لانك تحكي عن صحراء
امتعني غيابي عن المدينة في رحاب صحرائك وقصصها

كـامـو
12-04-07, 01:58 am
الله على قلمك الجميل

قسم و أنا أقرأ أتلذذ و أستمتع بالقراءة

بس وينك تأخرت علينا يا كرمع

يا ليت يطردك العجاج :a1: و يجيبك لنا بالمنتدى

لتنثر لنا أبداعاتك

تحياتي لك

كرمع
12-04-07, 09:15 pm
مرحبا بكم مرة أخرى :)
صدقوني ..

لقد أوشكت أن أكبر أربعا على الموضوع برمته :(

عندما كنت أكتبه متسلسلا كانت الأفكار تصيح من حولي مثل قطيع من الأوز !.. حتى تتابعت علي أعمال صرفتني عنه .. فعدت وإذا بها قد حلقت في سربها بعيدا ...

وجدت القلم ولكني لم أجد حوله شيئا يكتب مما كنت قد أعددته لذلك !
فعشت في مفارقة صعبة يدركها من له يد تتحرك في ميدان الأقلام .. أشبه ما تكون بقول الشاعر :

إن الكريم الذي لا مال في يده ## مثل الشجاع الذي في كفه شلل

ولذلك فقد انصرفت همتي ... وخملت حروفي .. ونام قلمي ..

هذا اليوم ..
تملكني شعور لاأدري ماهو بالتحديد !
شعور تحدث عنه شاعر مبدع من بريدة اسمه عبدالله بن عبدالكريم الخميس وهو بالمناسبة قد أصدر ديوانه الأول قبل أيام قلائل بعنوان ( أصفاد ) ولكنني لم أطلع عليه حتى هذه الساعة أقول : تحدث عن شعوري بالدقة حينما قال في مطلع أحد قصائده :

ثار القريض .. وأجلبت أشعاري ## وتملكتني نشوة الإبحار

أي والله ياأستاذ عبدالله ..
كرمع اليوم تملكته نشوة الإبحار .. فجاء مسرعا ليجمع ماتبقى من حروفه المستيقظة في أول الصباح .. ويحمل في يده شبكة صيد الأسماك ..
ليكون حديثه عن رحلات البحر هذه المرة !
كرمع والبحر ! :oo
هذا ليس عنوان رواية على غرار رواية أرنست همنغواي
ولكنها معادلة من المعادلات غير المنطقية في نظري :confused:

فهل ستصدقونني عندما أقول لكم إن كرمع يبغض البحر :(
غير جديد أن أقول لكم بأنني لا أبغضه بالكلية ولكنني حينما أخير بينه وبين الصحراء في المحبة فإنني سوف أعطي الصحراء من الحب مانسبته 86،76% وأترك منها للبحر بنسبة تقترب من 14,24% :D

هناك أشياء كثيرة تزعجني عند البحر .. حتى المأكولات البحرية ..

ليست هناك صورة تروق لي فيه إلا أن يكون شاطئه مزروعا بالعشب ويكون البحر أزرقا ممتدا يموج على الشاطيء بكل حيوية ..

وهي صورة قل أن توجد كما تعلمون ..

ولكني رأيت ما زاد من حبي للبحر في أحد رحلاتي الأخيرة .. حينما هاتفني أحد أصحابي في جمارة الصيف يعرض علي مصاحبته في رحلة ..

-قلت له : إلى أين ؟
- لا أدري !

ضحكت من قلبي وقلت : لابأس .. المهم أن نسافر جميعا ..

انطلق بنا صاحبنا جهة الساحل الغربي .. ولكن عن طريق حائل !!
خرجنا من حائل متوجهين إلى العلا .. وهي المرة الثالثة التي أزور فيها هذه المدينة التاريخية العجيبة .. ثم توجهنا منها قِبل الساحل .. وتحديدا إلى الوجه ..

ليس في محافظة الوجه شيء مميز في الحقيقة ..

بحرها وساحلها شبيه ببحر وساحل ينبع ورابغ وجدة إن لم أقل وحتى جيزان مرورا بالليث والقنفذة ..

ولكن بمجرد خروجنا منها إلى ضبا كان البحر قد لبس ثوبا جديدا ..

كان أزرق بدرجة غير طبيعية .. مائجا بطريقة غير عادية .. كأننا اكتشفنا بحرا جديدا ..

هنا .. بدأت تتخلق بنود مصالحة جديدة بين البحر وكرمع :rolleyes:

سوف نتجه شمالا ..

نحن الآن في قيال .. وقيال هذه قرية على الطريق الذاهب من ضبا إلى مجمع البحرين في رأس البحر الأحمر ..


يمكنكم أخذ تصور عن ذلك الساحل بالنسبة للخريطة العامة من خلال هذا الرابط (http://www.mot.gov.sa/R_RoadsKingdom_Net.asp)

لم أصدق عيني وأنا على شاطئ قيال .. وفيما بعد قال لنا صاحب محل للغوص بأن هذا الشاطيء يسمى عند الغواصين الشاطيء الماليزي ooo1

الحقيقة أنه شاطيء رائع بدرجة كبيرة ..

بحره نظيف جدا .. الرمل المحيط به ليس من النوع الأبيض الذي يلتصق بالأرجل أو الملابس ..

إلى جوارالبحر نخل طويل كثير ورمل أصفر وبحر أزرق ..

صورة من صور سطح المكتب .. أليس كذلك ؟

ولأنني لم أصطحب معي ماألتقط فيه تلك الصور فقد استنفرت معي صديقي الكريم جوجل وفعلا فقد قام بالواجب حيث أحضر لي صورا لمصور اسمه تميم شككت معها أنه أحد أصحابي في تلك الرحلة ;) فاستعرتها منه لأقوم بشرح رحلتي عليها

http://www.aboyzeed.info/kh/3/Image00240.jpg

هذه صورة للبحر والذي يبدو لونه أزرقا بدرجة قوية كلما اتجهنا شمالا جهة العقبة

http://www.aboyzeed.info/kh/3/Image00216.jpg

هنا لوحة جميلة لغروب الشمس في قيال

وعلى شاطيء قيال يوجد قصر متعدد الأكواخ ومسلح بالأسمنت والخراسان الكثير ولكنه مهجور !!

قيل لنا بأنه لأحد الأمراء غير أنه لم يكمل مشروعه لسبب ما ...

وحول الشاطيء هناك مجموعة من النخيل والأشجار يمكنك معها مزاولة الصيد بكل راحة وذلك ماتم فعلا حيث ذهب أحد الأخوة وبدأ بمزاولة هوايته المفضلة

http://megnas.com/vb/files2/200.jpg

وهذه صورة غير واضحة للنخيل والأشجار لزائر من زائري قيال

http://www.aboyzeed.info/kh/3/Image00208.jpg

هذه الصورة تتضح فيها نظافة ساحل قيال

لم نستطع مقاومة الشعور الطاغي في مزاولة السباحة على هذا الشاطيء الرائع فمكثنا فيه يوما كاملا إلا قليلا ..

أخبرنا أحد الذين التقينا بهم في قيال أن في البدع مركزا لتعليم الغوص ومزاولته ..

وصاحبي الذي جئت معه كان قد غاص قبل هذه المرة .. ولذلك فقد كان مصمما بدرجة عالية على الغوص .. سألني عن رغبتي فأجبته على الفور أنني أرحب بالفكرة ..

في الحقيقة كنت خائفا من الغوص ولكن إجابتي هذه لم تكن لتأتي من فراغ ..

فلقد عقدت -على عجل- مؤتمرا مصغرا بيني وبين نفسي خرجنا بعده بنتيجة مؤداها أنني سأقوم بتأدية دور أكون فيه من أكثرهم حماسا للغوص .. اتفقنا على هذه النتيجة بسبب أن صاحبي ذكر لنا صعوبة ذلك لوجود عراقيل كثيرة بيننا وبين الغوص في الغد هذا أولا والثاني لأن إعلان الرفض قبل جدية الأمر على أرض الواقع سيكون علامة مبكرة على الجبن والخور .. وأنا كما تعلمون أولا تعلمون شجاع من الدرجة الثامنة والعشرون :D

ولذلك فقد اخترت أن أعيش شجاعا ولو إلى الغد ;)

ولكن الغد لم يكن بعيدا ..

طلعت الشمس ..

ودنا الموعد ..

وتواعدنا مع صاحب الغوص وانطلقنا إليه :(

لمبة شارع
12-04-07, 11:01 pm
هل ستحبس انفاسنا طويلا ياكرمع؟؟

كرمع
13-04-07, 09:13 pm
في أعماق البحار

http://members.lycos.co.uk/redseastar/ttr/shark_2%5b1%5d.gif


وفي الغد ..

طلعت الشمس ..

وتوجهنا إلى البدع .. والبدع ليست على الساحل .. ولكن شاطيء مقنا عنها مسافة 25 كلم تقريبا ..

تجولنا في البدع .. ورأينا آثار قوم شعيب عليه السلام .. ثم ذهبنا إلى مركز الغوص ..
استأجرنا أدوات الغوص وانطلقنا نحن الخمسة وسادسنا الغواص صاحب المركز نحو مقنا..

ومقنا في الخريطة تقع في بداية القرن الأيمن من رأس البحر الأحمر .. ولقد رأينا في سفرنا نحو مجمع البحرين عجبا ..فقبل أن ندخل مقنا انعطف بنا صاحبنا نحو غابة من النخيل ليرينا العيون وهي تنبع من الأرض .. ثم تبدأ بالصعود إلى بعض النخيل !!

تصوروا ماءا ينبع من الأرض ثم يبدأ بالصعود من أسفل إلى أعلى !!! :confused:

http://www.aboyzeed.info/kh/4/Image00254.jpg

الماء وهو يصعد من الأسفل إلى الأعلى دون مضخات !!


http://www.aboyzeed.info/kh/4/Image00262.jpg

وهنا زرقة البحر الشديدة من وراء النخيل

http://www.aboyzeed.info/kh/4/Image00268.jpg

لاحظوا لون البحر وهو قريب جدا من الشاطيء


ونزلنا على شاطيء جميل أزرق تحيط به مضلات أنيقة .. بعدما أخبرنا الغواص بأنه من أجمل المواقع بالنسبة للغواصين ..

http://www.aboyzeed.info/kh/4/Image00273.jpg

قام صاحبنا بإنزال ملابس الغوص بزعانفها وقنينة الأوكسجين التي يقلها الغواص على ظهره وحزام يشد في الوسط وأشياء كثيرة لا أعرفها ولكنني حينها كنت أعرف أن نبضات قلبي بدأت تتسارع أكثر من المعتاد ..

ودنت ساعة الصفر :bad

في هذه اللحظة .. صرح اثنان منا نحن الخمسة بأنهم لن يقوموا بالغوص ..

وبقيت متجلدا .. مع الاثنين الباقيين :mad:

لا يمكننا أن ننزل أربعة أفراد دفعة واحدة .. قالها الغواص وهو ينظر إلينا نحن الثلاثة ثم استطرد : لابأس .. يمكنني أن أنزل ثلاث مرات مع كل واحد منكم .. من سينزل معي أولا ؟

والتقت نظراتنا نحن الثلاثة ووزعنا الأدوار فكان ترتيبي الثاني ...

بالمناسبة فإن نظام الغوص العالمي لا يسمح بنزول الغواص وحده تحت الأعماق وهناك قاعدة عالمية في الغوص تقول : تغوص وحدك تموت وحدك

عندما قالها الغواص بكل برودة وهو يرتدي ملابس الغوص كانت أصداء كلمة ( تموت وحدك ) تجلجل حول آذاننا ..

نزل صاحبنا الأول مع الغواص وبقيا تحت البحر مدة نصف ساعة بعمق 25م

فقاعات من الهواء بدأت تظهر عن قرب بعد أن أعلن مؤشر الساعة انتهاء النصف ساعة المحددة ..

وجاء دوري ..

ربما يظن البعض أن خوفي ناشئ من عدم معرفتي للسباحة .. وسيزول هذا الظن عندما تعلم بأنني أستطيع أن أقلب نفسي في الهواء بكل سهولة لأسقط في مسبح عمقه ثلاثة أمتار دون أن أغرق :095:

وبالمناسبة فإن السباحة فن لا يتقن بالدروس النظرية .. شأنه في ذلك كشأن الحج وقيادة السيارة .. ربما تضحك من حشد هذه الثلاث مع المفارقة بينها .. ولكني كثيرا ماكنت أردد هذه الثلاث كمثال على أن النظريات لاتفيد كثيرا في بعض الفنون قياسا بالتطبيق لها .. ودروس كثيرة في كيفية العوم في الماء لاتفي بالغرض مقابل غطسة واحدة تشرب فيها لترين من الماء لتصبح بعدها سمكة بحرية حيوية :)

كنت مترددا بادئ الأمر .. ولكن الثناء الذي سمعته من صاحبي والذي خرج للتو جعلني أستعجل النزول .. أخبرني بأنه رأى جنة في قاع البحر .. وأنه كاد أن يلفظ أنبوبة التنفس لأنه نسي أنه في القاع !!

وأشياء كثيرة لم أصدقها حتى رأيتها بالعيان ..

ارتديت ملابس الغوص .. وشددت حزام الوسط بصفائحه الحديد .. وحملت على ظهري قنينة الأوكسجين .. ووضعت أنبوبها في فمي .. وبدأت أقدامي تتحرك ببطء بزعانفها الطويلة .. بقي أن أتأكد من نظافة النظارات ثم أديرها على رأسي .. وأبدأ رحلة الغوص مع الغواص ..

عندما غطست للوهلة الأولى وبقيت عدة ثوان .. خيل إلي أنني سأختنق وأنني سأعيش تحت الماء بلا هواء فقفزت إلى أعلى بكل قوة ونزعت الأنبوب .. سألني الغواص : أليس فيها أوكسجين .. قلت : بلى .. ولكن الماء بدأ يدخل إلى عيني من بين الفتحات .. اقترب مني وشد النظارة .. وتأكد من سلامة الأوكسجين وعدنا ثانية ..

هل جربت أن تغوص تحت البحر مدة طويلة ؟

الأمر يبدو صعبا للمرة الأولى لكنه سيكون إدمانا فيما بعد ..

صدقوني ..

أمسك الغواص بيدي .. وبدأنا بالنزول شيئا .. فشيئا .. فما ذا رأيت ؟

رأيت جنة تحت القاع ..

كنت كأنني محلق بطائرة خاصة فوق جبال خضراء .. على سفحها حدائق متعددة الأزهار .. ألوان من المرجان غريبة المنظر والشكل .. وأسراب من الأسماك متعددة الأشكال تطوف من حولك بكل هدوء ..

نزلنا أكثر ..

ووقفنا في قاع رملي تحيط به جبال من المرجان الملون .. كان الغواص يمازحني وهو يحرك يده على هيئة من يشرب شيئا ليذكرني بقوله لنا عندما كنا على الشاطيء إنه لا ينقص الغواص من السعادة سوى أن يكون باستطاعته شرب الشاي على القاع الرملي الجميل ..

سوف تنسى أنك في قاع البحر .. هكذا قال لي صاحبي من قبل .. ولقد كان كلامه قليلا إلى جانب ما رأيته ..

http://www.adigicam.com/vba_gallery/files/8/8/9/8/DSCF1493.JPG

http://asdaa.net/mag/pic/t7et-ma2/t7et1%20%2815%29.jpg

تجولنا بكل هدوء في الأسفل ..

بين المرجان الممتد .. وفي أحد المنعطفات.. سحبني صاحبي بيده .. ثم أشار بأصبعه إلى مرجانة عجيبة كان يعرف مكانها تحديدا كما عرفت فيما بعد لم أستطع معها سوى أن أرفع سبابتي وأحرك رأسي ..

لقد رأيت مرجانة صفراء زاهية متشكلة على هيئة لفظ الجلالة ( الله )

أي والله ..

وأنا من أكثر الناس انزعاجا من إثبات روعة الدين بمثل هذه التكونات ولكني أسوق ماحدث لي في قاع البحر فقط .. وهي من عجائب ما رأيت أثناء الغوص ..

انقضت ثلاثون دقيقة دون أن أشعر ..

وبدأت فقاعات الهواء تطفو على السطح قريبا من الشاطيء .. حتى خرجت .. فكأنني خرجت من حلم لذيذ ..

لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي .. وعقدت العزم على العودة مرة أخرى ..

بقي أن أقول لكم : جربوا الغوص ولو مرة واحدة في العمر .. ولكن لاتنسوا أن يكون الغوص في الساحل الشمالي الغربي من البحر الأحمر لأنني سألت عنه في الشرقية وعلى البحر الأحمر وكلهم يقولون بأن ذلك الموضع أفضل مكان للغوص بل إن الغواص الذي ذهبنا معه يقول بأن كثيرا من أهل الشرقية يفدون إليه ليستمتعوا بأشكال المرجان هناك ..



.

عنيزاوي
15-04-07, 11:55 pm
رهيب برا وبحرا ولا أظنك ستقل روعة في الجو

أخي أنت أكتب عن أي شيء وعن كل شيء

قد لا يهمنا ما تكتب عنه ولكن اهتمامنا بما تكتب

ستكتب وتمضي وسنقرأ ونعيد وننتظر المزيد

سلمت يداك وزادت تجاربك وحفظك الله من كل مكروه

أبو حكيم
16-04-07, 01:09 am
متابع .........

ولأني أحمل في يدي منديلاً يلازمني منذ فترة , من أثر الأنفلونزا التي طال أمدها كثيراً في جهازي التنفسي ,,,, أجدني حائراً في إبداء إعجابي بتلك الأنامل الذهبية التي نثرت ونزفت الكثير من الأبداع المنتظر ........

ولي عودة قريباً لأكتب مايقدرني الله عليه من رد ,,بعد تماثلي تماماً من الأنفلونزا ,,,, تقبل فائق تقديري ( أبو حكيم )

كرمع
10-06-07, 11:04 pm
عدنا :)



هل ينتهي بنا الترحال ؟

عندما زفر الصيف زفرته الأخيرة .. طاف بي طائف من الشوق لتلك البلاد .. ليس لشيء فيها سوى ذلك السحر الذي يهمهم به الهواء الندي .. واخضرار الأرض وهي تتحدث به بلغة يدركها الجميع .. وهل بعد ذلك من أرب لمن يكتوي بحرارة تكاد تقترب من 50% ؟!

لست من أولئك الذين يضربون في الأرض كثيرا ... وإنني لأخجل من الحديث عن رحلة أو رحلتين إلى جوار ما صنعه بعض أصحابي وقد شرقوا أو غربوا أو بما صنعه رحالة القصيم الشيخ محمد بن ناصر العبودي حينما طوف في البلاد وخالط كثيرا من العباد ..

وإنني أقول مع ذلك إن أمر السفر بعيدا ليس بالأمر المريح حينما يكون متتابعا

عندما عدت بالذاكرة إلى الوراء قليلا .. كانت تلك الأيام تلوح لي - بعد كد للخاطر - كباقي الوشم في ظاهر اليد .. أو كأسطر مندثرة خافتة .. فقلت : ليكن من فوائد هذا التدوين حفظها من الضياع .. ولذلك كله فقد عدت إليكم الآن لأدونها مع هذه الضميمة :D

وقد يكون وقتها قياسيا والصيف يلاحق الناس داخل غرفهم المكيفة ..

فدعوني أحكي لكم ماحدث لنا في الطريق عبر نيروبي ..


.

كرمع
11-06-07, 02:25 pm
في الطريق عبر نيروبي


عندما عرض علي أحد الأخوة فكرة السفر خارج الوطن لم تكن الفكرة قد أخذت مني حيزا من الجد كنت آخذها كحديث عابر أو فكرة تمر مر الكرام000 ولكن الأمر اختلف بعد ذلك00 حين سألني بجد أن أصاحبه لزيارة القرن الأفريقي الأخضر00 ترددت أول الأمر00 ثم عزمت 00

موعد الإقلاع من مطار القصيم الساعة الخامسة والنصف وخمس دقائق00

وأنا على كرسي الإنتظار كانت كل الصور تمر بخاطري00 كل الصور00 إلا الصورة التي رأيتها في
أفريقيا !!

كنت أظن أني سأرى خيمة في العراء وإلى جانبها امرأة توقد النار وطفل شبه عار يمسك بطرف الخيمة ويلقي إلي بنظرة استعطاف00

كنت أظن أنني سأزور مراكز بدائية في تعليم مبادئ الدين الإسلامي00

ولكن الأمر اختلف تماما00

الطائرة تنحني هابطة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدةالساعة السابعة إلا عشر دقائق 00

كان يلزمنا الإنتظار بعد ذلك حتى الساعة الثانية قبيل الفجر00

قمنا خلال تلك الليلة بإنجاز بعض الأعمال المتعلقة بالرحلة فقد قيل لنا بأن العملة التي يمكن أن تستفيدوا منها هناك هي عملة((الدولار)) فذهبنا مضطرين نبحث عن00 عن البنوك 00
البنوك؟
انتهى فيها وقت الدوام!!


تذكرنا بأن الصرافات الآلية تضع خيارا للسحب بالدولار ..
وضعنا البطاقة في فم صرافة آلية داخل البلد00 ولكن للأسف00 الخدمة غير متوفرة الآن00
صرافة أخرى00 وأخرى00 ن
فس الرد00

الصرافون؟
سألنا عن الصرافين فدلونا عليهم وسط البلد حيث يكثر الوافدون في الأسواق00
بدأت العملة التي في جيوبنا تتحول من الريال إلى الدولار00
رجعنا إلى المطار00 وذهبنا نجرب آلة الصرف فيه وهناك خرج لنا الدولار!!

في هذه البقعة من الأرض 00 أمشاج من كل جنس 00 ألوان الطيف .. وألوان من غير الطيف كذلك 00 في مطارالملك عبدالعزيز الدولي بدت وجوه الناس جديدة 00 الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والقميص والبنطال00 أو الشعر القصير والبشرة السمراء والشفاه الغليظة وهي التي أمست تتكاثر حولنا ونحن نتوجه إلى البوابة رقم 17 ذات الرحلة المتوجهة إلى نيروبي00

في الطائرة خليط من الجنسيات باللباس الأجنبي الأفرنجي أو بلباس الخليج أو من الأفريقيين السمر وهم غالب الذين تقلهم الطائرة00

خمس ساعات والطائرة تشق طريقها عبر الغيوم نحو الأفق الجنوبي الغربي ..

موعد الوصول بعد طلوع الشمس إن شاء الله00
وصلاة الفجر؟00
عندما حان وقت صلاة الفجر بدأ بعض الركاب ينهضون من مقاعدهم 00
واصطفت في تلك الممرات وجوه متوضئة بدأت تتوجه إلى مؤخرة الطائرة00
00 هناك في المؤخرة دورة المياه ومكان مهيء للصلاة يسع لثمانية مصلين تقريبا00

ولأول مرة أصلي الفريضة اضطرارا في بطن السماء00

كل شيء حول الطائرة كان مظلما00 وقبل الوصول بدا شعاع الشمس من خلف غيوم سوداء كثيفة أسفل من الطائرة00

أصوات ربط أحزمة المقاعد زعقت بالتناوب استعدادا للهبوط في مطار نيروبي في كينيا00 درجة الحرارة في الخارج 15% قالها الملاح ببرود بينما تلاقت نظراتنا في شيء من الإستغراب00

نزلنا إلى الأرض وإذا الجو كأحسن يوم يمر علينا في أيام الشتاء المعتدلة حين ينزل المطر ويصفو الجو ويندى الهواء وتترطب الأرض00
قال صاحب لنا : كأنه يوم الأربعاء !!
ويوم الأربعاء محبوب في إجازته فكيف لو صادف ذلك يوما من أيام الشتاء الماطرة الجميلة00 إنه يوم لن ينسى بالطبع00

الوجوه كثيرة ومتنوعة في المطار000 أكثرهم على مايبدوا جاؤا للسياحه00

لأول مرة ندخل هذا المطار 00 ولذلك وقفنا متحيرين 00 ولما رأينا الناس يصطفون في طابور طويل عند أحد الموظفين وقفنا خلفهم00
ولكن لماذا؟00
لاندري00 !!

سألنا أحد القريبين منا ولكنه لم يتفاعل معنا إذ لم يفهم من كلامنا شيئا00 وهز رأسه موحيا لنا بأنه لايعرف التحدث إلا بالإنجليزية00 وهززنا رؤوسنا ونحن نوحي إليه بأنه يمكننا التحدث إلا باللغة الإنجليزية :) 00 غيره00 آخرون00 اكتشفنا أننا لن نستطيع التحرك إلى مانريد إلا باللغة الإنجليزية00 ولذلك فقد وقفنا في المطار مكبلين بلا قيود!!

هناك انقدحت لأحد رفاقنا فكرة00 أن نذهب إلى ذلك المكتب السياحي في المطار وسيكون معتادا على إنجاز المطلوب 00

تمت الأمور والحمد لله .. فقط تأشيرة الدخول00 وتعبئة استبيان صغير00 ثم عدنا إلى الطابور 00
والطابور أيها الأعزاء موجود في كل مكان ولكنه يقل في المدن المتحضرة الفاعلة ويكثر في بلد الفوضى والتلاعب والكسل 00

كل الناس أمامنا في الطابورختم الموظف على جوازاتهم وخرجوا00 إلا نحن !!

الموظف الذي يقوم بهذا العمل أفريقي أسود بدين 00 يرتدي بدلة رمادية وعقدة كارفيتة حمراء مقلمة 00 ويدس رأسه الضخم قريبا من فتحة الزجاج الصغيرة المقوسة 00

نسيت أن أقول لكم بأن موكبنا يتكون من ثلاثة أفراد وأن زمن هذه الرحلة ينيف على أصابع اليد الواحد تقريبا من هذا اليوم 00

عندما حان دورنا وقف عندنا طويلا00 سأَلنا بالإنجليزية00 وأجبناه إجابة مكسرة00 دون أن نفهم السؤال أصلا00 ولكن كالمعتاد بقرائن الأحوال والدلائل التي تحف بالموقف !!

أزاح جوازاتنا جانبا على الطاولة وأشار إلى الذي يلينا في الطابور00

تناظرنا وضحكنا ضحكات لا شعورية مع خفقان في القلب كعادة من يقع في ورطة من صنع يده00

عدنا لجبر ماانكسر في اجاباتنا ونحن نستنفر كل ما نحفظه من الكلمات الإنجليزية لعل وعسى00

ولكنه في هذه المرة غضب غضبا أكثر من الأول وهو مع ذلك كبير الحجم أسود البشرة وكان آخر ما دخل في آذاننا من كلامه وهو يشير بيده متحمسا وغاضبا (( نيروبي فروم جدة))!!

يعني يبي يرجعنا لأهلنا!!


.

الكبري
11-06-07, 03:22 pm
كرمع يعود ويعود معه الأريج والشذى ،

شاركتكم رحلتكم ،

أعرف مشاعر الشخص عندما يحل في مطار غريب لأول مرة أعرف ما يدور بخلدة ،

جربت ذلك ، يبقى مع الزمن ، كل شيء قد ينساه إلا نظرات الإستكشاف في الأماكن الغريبة ، ليحل عقد الأسئلة الطويلة ،

كرمع هل سننتظر طويلاَ حتى تعود الكلمات اليانعه ،

دام يراعك مبدعاَ ،

تحياتي

@ ابتسام @
11-06-07, 05:46 pm
لله درك ما أروع سردك في برك وبحرك وجوك ...

سبحان الله موهبة مميزة !

ولأول مرة أصلي الفريضة اضطرارا في بطن السماء00

كل شيء حول الطائرة كان مظلما00 وقبل الوصول بدا شعاع الشمس من خلف غيوم سوداء كثيفة أسفل من الطائرة00

طار بي الخيال وكأني اعيش هذه اللحظات .

الله يحفظك من كل مكروه اخي .

كرمع
14-06-07, 03:16 pm
علمنا فيما بعد من الأخوة هناك بأن كينيا ثالث دولة في العالم في أخذ الرشوة00
ولكننا لم نكن ندري بذلك ونحن أمام ذلك الرجل الأسود الضخم !!

في لحظة ما لم ندر مالسبب فيها أعطانا الجوازات وسمح لنا بالدخول إلى الصالة المكتضة بالقادمين إلى نيروبي 00

تفاجأنا عند الركوب بوجود السائق في المقعدة اليمنى من السيارة ثم تفاجأنا أخرى وهو يسير في المسار الأيسر من الطريق00
حاول أن تتخيل الطريقة جيدا 00 وأنت تقود السيارة في المقعد الأيمن وتسلك المسار الأيسر !!
بمعنى أنه العكس تماما لطريقة القيادة عندنا00
ولذلك كنا نتحرك بلا شعور إذا إقتربنا من أحد المنعطفات أو الدوارات!!
وهم يقودون بكل هدوء واعتياد على هذه الطريقة!!

وصلنا إلى منزل متكامل داخل أسوار من الأشجار الخضراء00 موقع جميل حقا00 ومقر للضيافة نظيف مجهز00 فرحنا إذ رأيناه بهذه الصورة المريحة00

أشجار خضراء تحف بالطريق وفرش أخضر منبسط في كل مكان وجو ندي لطيف يميل إلى البرودة الرائعة00 ؤغيوم متناثرة في سماء زرقاء صافية00

الساعة تقترب من السابعة والنصف صباحا000 الناس يتحركون على الأقدام بحيوية ونشاط00حالتهم تلفت النظر00 إنهم يمشون على الأقدام لمسافات بعيدة بصورة عادية00 وأولئك الذين يمشون أكثر من الذين يركبون00 فالجو يساعدهم على السير المستمر وهم يبدأون يومهم قبيل طلوع الشمس ويمتد وقت العمل عندهم إلى قبيل غروب الشمس وقليلون هم الذين يعملون في الليل00

الأمن في نيروبي ضعيف جدا00 قيل لنا : إنه قبل مدة تمت سرقة منزل الرئيس00 وقبلها سرقت أجهزة الحاسب في مكتب البرلمان00

سبحان الله00 إنه يعطي ويمنع00

أخذنا قسطا من الراحة وتناولنا وجبة الغداء ثم خرجنا عصر ذلك اليوم لأخذ فكرة عن العاصمة نيروبي00
وهناك حصل لنا موقف غريب 00

لابل إنه غريب جدا 00 أستسمح ذوقكم في طرحه هنا 00

حين اقتربنا من السوق قال لنا السائق أغلقوا النوافذ وأقفلوا الأبواب00
سألناه : لم؟
قال: إن السرقة هنا كثيرة جدا00 قد يأتي أحدهم بسرعة ويأخذ نظاراتك ويهرب 00أو يأخذ قلمك00 أو يأخذ ما بجيبك00
وقد يأتيك وفي يده مايهددك به 00وقد يكون هذا الشيء الذي يهددك به من الوسخ الذي يفرزه !!00 فإما أن تعطيه وإما أن يلطخك به00
ضحكنا متعجبين مع شيء من الإستنكار والإستبعاد00

سيارتنا من نوع جيب تويوتا موديل 89 زرقاء اللون 00 بداخلها أربعة ركاب 00اثنان في كل مركبة 00السائق ونحن الثلاثة 00

توقفت السيارة مع زحام السيارات في السوق00 النوافذ والأبواب كلها مغلقة إلا عشر سنتمترات من نافذة السائق بقيت مفتوحة ..

الأفريقون السود يمشون إلى جوار السيارات وهم يلقون بأيديهم الطويلة بلا مبالاة 00

في لحظة ما 00 فاجأنا ولد ينيف على سن البلوغ تقريبا 00 شعره الأسود المفلفل تحول إلى ليفة صفراء من الغبار 00 قبيح المنظر 00 قذر اللباس 00 حينما أمسك بيده اليسرى على نافذة السائق من أن تغلق أخرج -بشكل سريع -يده اليمنى بعد أن كانت مختفية في كم جاكيته الأصفر00 وأدخلها على السائق وقد امتلأت من خرائه ( أجلكم الله وأكرمكم )00 وهو يهدد بصوت قوي ويردد((تو هاندرد شلن)) يعني لاتعطني أقل من مائتين شلن 00 وإذا كان الريال عندنا يساوي خمس شلنات كينية فإنك ستدرك أن هذا الشاب يطالب بأربعين ريالا فقط !!

تلك اللحظة أشبه ما تكون بحلم مزعج00 رمينا عليه خمسمئة شلن دون أن نعرف ذلك ولكن الموقف كان سريعا ومباغتا 00 وحينما استمر في تهديده عزم السائق على ضربه وفتح الباب فهرب مثل كلب مطرود 00 وقتها أصابنا شيء من القرف 00 وضحكنا كثيرا00 ثم تعجبنا إذ كيف وصلت الخسة بالإنسان الذي كرمه الله إلى هذا المبلغ !!
وانظر إليه حينما تخلى عن السبيل الذي وضعه له خالقه سبحانه00

أصبنا بشيء من الغثيان بعد هذه الحادثة وبشيء من ضيق الصدر 00 إذ يعني أن الموضع حرج إلى هذه الدرجة00 ولكن السائق قال لنا إن هذه الحالة قليلة جدا بحيث أنني لأول مرة تحصل لي مع أنني من أهل هذا البلد00 ولكننا استمرينا على خوفنا وصرنا نغلق النوافذ والأبواب ونأمر كل من نركب معه منهم بذلك وليس ذلك غريبا فالمثل المصري يقول((اللي تلسعه الشربه ينفخ في الزبادي!!))

مكثنا في نيروبي يومين اثنين زرنا خلالها الملحق الديني التابع لوزارة الشؤون الإسلامية في السعودية00 والمركز التابع لرابطة العالم الإسلامي 00 والمركز التابع للمنتدى الإسلامي في لندن 00 كما زرنا الأخوة في مؤسسة الحرمين وزرنا كثيرا من المشاريع الخيرية التابعة لها 00 ولعلي أفرد حلقة للحديث عن تلك المشاريع 00

ولكن ليس قبل أن أحدثكم عن زيارتنا لحديقة سفاري الكبيرة 00



0

كرمع
14-06-07, 03:36 pm
المشرفة القديرة / العبرى

صديقي المشرف الموقر / الكبري

ولك الشكر أيضا أختي الكريمة / CaRaMeL

المشرفة الكريمة / @بسووومه@

صديقي الذي أحببته كثيرا / عنيزاوي

صاحبة الحرف والمعنى الكاتبة العزيزة / رشيده الحسين المختار

صديقي الذي لاأكف عن التغني باسمه / لمبة شارع

الأخ الكريم / ديز ابي لن ننساك

عزيزي / ابوسليمان22

أخي الكريم / المستوي

المشرف الغالي / بريداوي9

الأخت الموقرة / السعلوووه

أخي المبجل المحترم / سيبويه القحطاني

المشرف الخلوق / ابوحكيم

أشكركم جميعا على حسن حضوركم وجميل مداخلاتكم ولكم في قلبي محل لن أتركه لغيركم
دمتم ودام خلقكم الكريم

محبكم / كرمع

الكبري
14-06-07, 05:19 pm
مازلت في نهمي ،

أتابع ما يحدث ،

كل يوم أبحث عن هذه الصفحة ،

كرمع أدام الله إبداعك ،

تحياتي

نقد التعليم
14-06-07, 06:13 pm
مرحبا بكم مرة أخرى :)
صدقوني ..

لقد أوشكت أن أكبر أربعا على الموضوع برمته :(

عندما كنت أكتبه متسلسلا كانت الأفكار تصيح من حولي مثل قطيع من الأوز !.. حتى تتابعت علي أعمال صرفتني عنه .. فعدت وإذا بها قد حلقت في سربها بعيدا ...

وجدت القلم ولكني لم أجد حوله شيئا يكتب مما كنت قد أعددته لذلك !
فعشت في مفارقة صعبة يدركها من له يد تتحرك في ميدان الأقلام ..


اصلاً معروفة ....
بأن الفكرة اذا لم تمسك بزمام ( ادواتها ) في لحظتها فإنها ( تتعثر ) و ( تطير ) !

فكلما أهملت ( الفكرة ) وتراخيت في ( تدوينها ) كلما ( أنقصت ) سطراً من سخونة مضمونها !

لااذكر انني استطردت في كتابة ( سرد ما ) وتركته .. فلا ازال في شغف المواصلة ومتعة الإنهماك حتى انهيه ( حتى لو كان هوشة ) http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon10.gif !

مثل مواضيعك مستحيل كتابتها ( اون لاين ) .. وكتابتها بطريقة ( المناسبتية ) وكأنها ( التزام ) يجعل استدراج المتن والتلاحم معه متفاوت البناء والجذب !

هلا جربت ان تكتبها بطريقة السرد الواحد حتى لو جزأته على عدة ردود ؟!

واذا ماحصلك ع الأقل خلهم يعطونك مفتاح الموضوع واكتب بطريقة ( متتابعة ) الين تنتهي وبعدها تجي الردود http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon7.gif

لأن الكتابة بهالحوسة والتداخل مابين موضوعك والردود مهوب زين كلش
<<<<<<<< عسى ماتكلفتي بس http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon6.gif !!




<<< تقرأ المعوذات لايطب بحلقها لمبة شارع http://www.buraydh.com/forum/images/icons/icon8.gif

تلومني الدنيا
14-06-07, 08:29 pm
ما ادري وشوله الأعضاء يحوسون موضوع كرمع بالردود
يبي يسجلون اعجاب له !!!
إذا ما أعجبت بهذا السرد وش تبي تعجب فيه ؟!!
تعجب بخرابيط فلان وعلان اللي يذكرك بتعبير ثالث ابتدائي:c7:
----- > بدون ذكر أسماء :)

زي ماقالت نقد ياليت تكون الردود لاخلص كرمع !!!

كرمع الله لايهينك قل تم :)
ترى فيه ناس من النوع اللي مايحبون ويملون القراءة على الجهاز:)
فياليت إنك تصفهن تحت بعض علشان نطبع مواضيعك ونقراهن على رواقة:c2:
بها الطريقة نخاف نغلط ونطبع رد واحد يحوس كل اللي قريناه:f5:

تقبل اعذب تحية :for12:

لمبة شارع
14-06-07, 10:50 pm
هل تدري كرمع...؟

أنا إنسانُ ُ إنطباعي..قرأت الشعر الجاهلي في مراحل مبكرة فهيمن على ذائقتي الشعرية في المراحل اللاحقة...فلم يعد غيره عندي شِعراً إلا قليلا...
لأني ارى الشعر من خلاله..
وهنا ..في مذكراتك حول نيروبي..يحدث نفس الأمر...فأخشى أن لا يصير السفر عندي سفرا..إلا من خلال كرمع...


دمت ذاك الثاوي في الفؤاد...

khuzama2000
15-06-07, 12:29 pm
اين اللغة والقاموس لقد فقد من زمان
البيئة هل تكون السبب

كرمع
18-06-07, 07:02 pm
وحديقة الحيوان المفتوحة هي عبارة عن أرض حشائشية كبيرة يسير فيها الزائر بسيارته في طرق ترابية متعرجة وفي الطريق يمر الزائر على الحيوانات وهي تسير بهدوء قرب مساكنها أو وهي تمشي على شكل قطيع بحثا عن الأكل00 تماما كما تشاهد ذلك في عرض وثائقي لعملية الإفتراس00 الزرافات00 النعام00 الثور البري00 الحمار الوحشي00 كما رأيت اللبوة بأم عيني مابيني وبينها إلا بضعة أمتار لايفصلني عنها إلا زجاج السيارة!!

ولقد زاد إلحاحنا على السائق أن يحرف السيارة قليلا ويتوجه إليها وهي رابضة قرب شجرة متشابكة الأغصان00 فاستجاب 00ولما اقتربنا منها أكثر00 قامت بهدوء ودخلت في وسط الشجرة00 وهي تنظر إلينا من بين الأغصان00

وفي ذلك اليوم أكلت لحم الغزال في مطعم تبدو عليه سيماء الفخامة00 ويبدوا لي أنه لايمكن لأحد أن يحكم في طعم الشيء لأول مرة00 لقدضللت أضع اللحم منه في فمي فأمضغه عدة مرات وأنا أتبين الطعم مرة بعد مرة حتى تختفي اللقمة كلها ولم أخرج بنتيجة!! حتى شبعت!!

غير أنه يجب علينا أن لانصادر أحكام الناس فيما يتعلق بالأذواق00 وهو كلام كثيرا ما كنت أردده على بعض الأصحاب00 فلا ألزمك بأن هذا الطعم أفضل من ذلك ولا تلزمني أنت أيضا بذلك00 وليقس مالم يقل من الملابس وطرق النوم والأصوات والمساكن والمراكب00
ولكنني بعد هذا كله أقول00 في أفريقيا الخضراء أكلت من لحم الغزال أكثر من مرة00 وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله00

وفي نيروبي أيضا زرنا متحفا كبيرا تظهر فيه آثار تكوّن هذه الدولة حيث ترى آثارا هندية وعمانية وبريطانية وفي جانب من هذا المتحف أيضا أقفاص تحوي ثعابين أفريقيا بأنواعها00

ومن كينيا سنرحل جهة الجنوب وتحديدا إلى تنزانيا لنأخذ جولة على قمة كلمنجارو الشاهقة ونقوم بصيد الغزلان 00

ولكي تتضح لك الصورة أكثر جلبت لك خريطتين فيهما كثير مما يجعلك تدرك مكان ما أتحدث عنه

http://img265.imageshack.us/img265/1777/afr5wb.gif
هنا موقع دولة كينيا وتنزانيا من أفريقيا

في مساء ذلك اليوم كان لزاما علينا - كما رسمنا في خطة سير الرحلة - أن نكون على الحدود الكينية التنزانية وبالتحديد في مدينة نامانقا00
لملمنا أغراضنا وحملنا أمتعتنا في السيارة الجيب كنا نحن الثلاثة وبرفقتنا السائق 00

وخرجنا ظهر ذلك اليوم وودعنا إخواننا في المكتب على أمل العودة إليهم بعد إسبوع أو ما ينيف وكان بالنسبة لنا وداعا من نوع آخر00
على طريق مسفلت لابأس به يتسع لسيارتين فقط كانت سيارتنا تخب بنا .. وبرفقتنا منسق من أصل يمني وقد كان إنسانا طلق اللسان مرحا ولذلك فقد مضى الطريق سريعا00 مع ماكنا نشاهده مما يحف بالطريق من قرى القبائل الأفريقية ذات الأكواخ المبنية من الحشائش00 ومن قطعان البقر التي يرعونها00 أومن الحيوانات الأخرى00 ولقد سنح لنا أكثر من مرة ضبي وهو يقطع الطريق مسرعا00 قال أحد الأصحاب : لماذا لايضعون لوحة فيها غزال كما يضعون صورة الجمل عندنا؟! :D
وهي تعليقة تبدو باهتة شيئا ما 00 ولكنها من التعليقات المؤثرة في حينها بظرف الزمان والمكان ولقد كانت في ذلك الموقف مناسبة00

وفي الطريق 00 وقفنا في إحدى القرى ودلفنا إلى مركز تابع لمؤسسة الحرمين فيه مسجد ومدرسة وحوله بئر 00 ولقد رأينا بعض النساء والأطفال وهم يحملون أوانيهم متوجهين لحمل الماء من البئر00
سبحان الله!!
أين المتسبب في حفر ذلك البئر في تلك البقعة النائية!!
ربما يكون صاحبه قد مات منذ زمن!! ربما لايكون معروفا فكثيرا ما يصل المال من فاعلي الخير!! أو قد يكون مشغولا بعبادة أخرى وهذا البئر يضخ له من الحسنات!!
جزاه الله عن كل كبد رطبة شربت من البئر أجرا00

وصلنا إلى نامانقا المنفذ الكيني على حدود تنزانيا مع حلول الظلام00 كانت منطقة خضراء جميلة وإلى جانبها جبل عظيم أخضر00 ونامانقا قرية كبيرة بالكاد يعمل فيها الكهرباء ثم ينقطع00 حملونا إلى الفندق00 وما أدراك ماالفندق؟!

بيت مكون من دور أرضي وغرف مصفوفة وفي وسطه خزان أسمنتي00 تأخذ منه الماء بإناء صغير ثم تذهب لقضاء الحاجة في دورة المياه ؟! (أكرمكم الله )
أما كهرباء الفندق فينطفئ بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين00
ثم من أراد الخروج من غرفته يأخذ معه السراج إلى حيث يشاء !!
وضعنا أمتعتنا في الغرفة الصغيرة التي اكتريناها حيث سنظل في القرية إلى صباح الغد ونواصل السير في دولة تنزانيا00

كانت الغرفة تسع لأربعة أشخاص00 توضأنا00 وتهيأنا ثم خرجنا إلى المسجد 00 ذهبنا سيرا على الأقدام بصحبة أحد أعيان المدرسة المجاورة للمسجد00
كانت مدرسة عامرة بالطلاب والمدرسين وفيها حيوية ظاهرة00
يتبين ذلك في الأعداد الغفيرة المتواجدة وفي وفرة الطلاب الدارسين فيها وفي حرص المعلمين والذي ظهر جليا أثناء اللقاء التربوي مع معلمي المدرسة في فجر اليوم التالي00 وفي الصباح وبعد تناول القهوة ووجبة الإفطار في غرفة الفندق وبعد إنهاء الإجراءات على الحدود التنزانية انطلقنا إلى مدينة موشي00
وفي الطريق إلى موشي مررنا على مدينة عروشا بعد صلاة الظهر بوقت حيث كانت تبعد عن الحدود مسافة لابأس بها ..

http://www.supertravelnet.com/map/1/190_0_4.jpg
خريطة كينيا ويظهر فيها نيروبي و الحد التنزاني مع مدينتي موشي وعروشا

اشترينا قطعة لحم من السوق حرصنا كل الحرص أن تكون نظيفة وأن تكون مذبوحة على الشريعة الإسلامية ثم ملنا على أحد البساتين خارج المدينة وكان بستانا أشبه مايكون بالمناظر الجمالية التي تتزين بها المطاعم والمحلات أو خلفيات الحاسبات00
فقررنا- والموقد يلهب غداءنا ونحن مضطجعين ننتظره - بعد مداولة ومطارحة للآراء ودقة نظر وتأمل ومدارسة وتقدير أن زهور هذا البستان الكثيرة لم توضع للزينة فقط00 وقد كان بستانا تزينه الزهور المصفوفة حسب الألوان بمسافات يظهر منها أنها وضعت لبيع الزهور أو لاستخراج العطور00
ولكن الذي يهمنا هنا أننا مكثنا عنده بأحسن حال وأنزلنا عدتنا ووضعنا فراشنا تحت شجرة خضراء كبيرة وفي مسطح أخضر قريبا من تلك الزهور وطبخنا قهوتنا بكل أمان كما لو كنا في الحرم الذي لايجوز فيه حتى قتل الحيوان !!
وإلا فإن هذا العمل في مثل ذلك البلد في وضع أمني غير منظم يعد نوعا من المجازفة التي لاتسلم من النتائج الصعبة!!
وكان برفقتنا سائق صافي النية سيء التصرف حصل لنا معه كثير من المواقف وقد رافقنا طيلة أيام الرحلة في تنزانيا وكدنا أن نلقى حتفنا معه في طريقنا إلى صيد الغزلان !

دعوني أكمل لكم ما حصل لنا معه في حديث قادم إن شاء الله ..


0

كرمع
18-06-07, 07:19 pm
أستاذي القدير / الكبري .. حضورك يزيدني ابتهاجا وشرفا ..

نقد التعليم / كان ذلك في الحديث السابق .. ما أتحدث عنه الآن مدون لدي منذ زمن .. شكرا لنصيحتك .. وياليتني أستطيع مصافحة ذلك الصديق .. شكرا لك ..

تلومني الدنيا / اقتراح جميل .. أشكرك كثيرا

عزيزي الأستاذ القدير / لمبة شارع .. أحرجني منك هذا الخلق الجم .. أتمنى أن تتقبل مني إعجابا يليق بمكانتك المرموقة .. ودمت لي أخا قديرا

khuzama2000 / عفوا ..
صدقني .. لا أدري مالذي تريده بالضبط ! مع شكري لتجشمك ..

عـسل
20-06-07, 07:57 pm
أخي كرمع
كم أحب الإبحار في حروفك