تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأصابع البيضاء مع الحور!!!!!!!


كمان
26-02-07, 01:38 am
الأصابع البيضاء مع الحور :
• قال بعض المرابطين بثغر الاسكندرية :
قدم علينا رجل من المغرب ، ورابط معنا بالثغر ، وكان يخالطنا غير أنه لا يظهر لنا يده أبدا ، ولا يزال حريصا على إخفائها ، وربما أظهر لنا رؤوس أصابعه فقط ، وكنا نؤاكله ونشاربه ، فوقع في قلوبنا شيء من أمره، وظننا به عاهة ، فما زلنا نتوقع إلى أن كان في بعض الأيام ، انكشفت لنا يده فرأينا في ساعده بياضا مثل أثر الأصابع الخمس ، فظنناه برصا !!
فلما جاء وقت الأكل تأخرنا عن الأكل معه ، فقال لنا صاحب له : مالكم تأخرتم ؟ فذكرنا له سر ما رأينا من البياض في ساعده ، فقال : إنه ليس برصا !! وإذا خلوتم به فسلوه عن قصته ، وحرجوا عليه بالله ألا يكتمكم حديثه ، فإن له من أمره عجبا !!!
فقال الراوي : فلما خلونا به، ورأينا منه ساعة صفاء، قال أحدنا له : نسألك بالله أن تذكر لنا خبرك ، وسر هذا البياض الذي لم تزل جاهدا في إخفائه عنا . .
فلما سمع ذلك تغير حاله .. ولم يتمالك عبرته .. وبكى بكاء شديدا .. ثم تحامل على نفسه ،وقال: لقد سألتموني بعظيم .. فاسمعوا مني : إن بلدي في المغرب قريب من بلاد الفرنج ، وكنا نخرج إليهم فنغير عليهم ويغيرون علينا ، فخرجنا مرة عشرين رجلا قاصدين بلاد العدو لنصيب منهم ، وكان من عادتنا أن نسافر بالليل ونكمن بالنهار ، فلما توسطنا الطريق بين بلادنا وبلادهم ، وطلع علينا النهار ، أوينا إلى غار في جبل لنكمن فيه ، فلما أردنا الدخول سمعنا حسا ، وإذا بعلج قد خرج من داخله ، فلما رآنا رجع ، وإذا برفقائه قد خرجوا معه ، وهم مئة رجل من الكافرين، شغلهم شغلنا ، قد خرجوا من بلادهم يريدون الغارة على بلادنا ، وقد أدركهم النهار فأووا إلى ذلك الغار ، فلما وقعت العين بالعين لم يبق إلا القتال .. فقاتلناهم قتالا شديدا .. وصبرنا لهم وأصبنا منهم .. ثم شدوا علينا شدة رجل واحد .. حتى لم يبق من العشرين غيري ، وتكاثرت علي الجراح فوقعت لوجهي بين القتلى .
ثم انصرفوا عنا ، وقد ظنوا أنه لم يبق أحد منا ، بينما أنا كذلك .. إذا بنسوة قد نزلن من السماء .. لم أر مثل حسنهن قط .. فكانت كل واحدة منهن تنزل إلى واحد من أصحابي ، تأخذه بيده ، وتقول : هذا نصيـبي ، وتمسك بيده فكأنما ينهض معها .. وهكذا .. إلى أن جاءتني واحدة منهن ، وقالت : هذا نصيـبي .. وأخذت بيدي .. وحين أحست بيدي روحا .. أفلتتني من يدي مغضبة .. وقالت : إلى الساعة ؟! ثم ذهبت وتركتني !! .
قال الراوي : ثم كشف لنا عن ساعده فإذا أثر قبضتها وأصابعها الخمس على ساعده ، أشد بياضا من اللبن !! .
حياتي منك في روح الوصال وصبري عنك من ضرب المحال
وكيف الصبر عنك وأي صبر لعـطشان عن الماء الزلال
إذا لعب الرجال بكل شيء رأيت الـحب يلعب بالرجال