المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستمطــــــــــــــار من منظور شرعي !! حكمه !!! كيف هو


أبوفيصل
25-02-07, 01:11 am
مسألة الاستمطار كثر الحديث حولها من منظور شرعي
أولا أخي الحبيب يجب أن تعتقد اعتقاد جازم أن إنزال المطر من الله عزوجل وهو المنفرد بذلك كما أن انبات الزرع بقدرته عزوجل فهذا محسوم لاجدال فيه أبدا أما العمل بالأسباب المشروعة فأمر نفعله كل يوم في كثير من نواحي حياتنا اليومية ك من يزرع ويسقي الزرع لكي يخرج بإذن الله ونحن فعلنا السبب المشروع والله هو الذي أنبته وهي لنا الأسباب

أما إنزال المطرفهو بقدرة الله وبحوله وبقوته إن شاء أنزله وإن شاء منعه ولا حول ولاقوة لهم ..

الخلاصة أخي قال تعالى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) ., نعم أخي نحن نفعل السبب من سقي الزرع والحرث لكن !! المنبت من ... إنه الله عز وجل إذا شاء أنبته وإذا شاء منعه
قال تعالى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ) أخي أضنك قد فهمت ما أقوله جيدا فمن الخالق إنه الله عز وجل ولا غيره ولايجوز اعتقاد غيره .. إنما نفعل السبب والله عز وجل هو الخالق .. ولا ناقة لنا وجمل ..

قال تعالى ( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ) .. ..
هذا ماأردت أن تفهمه أخي أن مسألة الاستمطار التي أثيرت مؤخر أن من ينزل المطر هو الله وحده ولا يجوز لأحد أن يقول أن المستطمرون ينزلون المطر .. وإنما وسيلة هيئها الله لهم والله سبحانه هو المنزل له ولا ناقة لهم ولاجمل !! إذا شاء أنزله وإذا شاء منعه .. سبب واكتشفوه .. والله تعالى أعلم ..
وإليك كلام بعض أهل العلم ::


فهذا نقل من موقع الشيخ سلمان لأحد المشايخ يقول :

يعتبر الاستمطار بالمفهوم المتقدم من القضايا المستجدة في هذا العصر، الذي استطاع فيه الإنسان -بما سخر الله له- أن يصل إلى السحب في السماء، ويطير فوقها، ويبحث في مكوناتها، مما جعله يفكر في مثل هذا التصرف، لعله يستطيع أن يتصرف تصرفاً لم يسبق إليه، يدفعه لذلك الحرص على نفع نفسه، بما وهبه الله من مقدرات ومما أعطاه من هبات.
والحقيقة أن مثل هذا العمل لا يظهر فيه محذور أو مانع شرعي، إذ الأصل أن كل ما في هذا الكون من مسخرات مباحة للإنسان، فهي تحت تصرفه، يفعل بها ما يشاء، ما دام أن عمله داخل تحت دائرة المباح، الذي لم يرد النص أو الدليل العام أو الخاص بالمنع منه، ويشهد لذلك قول الله سبحانه وتعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً" [البقرة:29]، وقوله سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ" [الأنعام:165].
لكن يذكر بعض علماء البيئة من الباحثين في علم الاستمطار: إنه من خلال التجارب التي أجريت في مجال زيادة الأمطار فإن النتائج كانت في أغلبها سلبية، وأخفقت العديد من المشاريع خاصة مشاريع بذر السحب، بحيث لم تحقق الهدف الذي تبتغيه، بل كانت النتيجة معاكسة، وهي حدوث تناقص في الهطول، وكانت نسبة التناقص في العديد من المشاريع تفوق نسبة الزيادة المعتادة والمتوقعة قبل إنجاز المشروع(5).
لذا يعد التحكم في معدل سقوط المطر الاصطناعي، ومكان سقوطه، من أهم المشكلات التي تواجه العلماء المختصين في مجال علم الأرصاد، كما أن عمليات إسقاط المطر لا تزال غير اقتصادية ومكلفة، ولذا لم تخرج إلى حيز التنفيذ الميداني إلا على شكل تجارب بحثية بهدف الدراسة(6).
ولذلك يرى بعض الباحثين أنه لا فائدة من الاستمطار، بل إنه يجر إلى مشكلات سياسية واقتصادية، ومما يذكره علماء البيئة من السلبيات أو المضار لهذا العمل ما يلي :
1- أن التكنولوجيا ما زالت غير متطورة تماماً، وهذا مما يجعل النتائج غير مضمونة .
2- الصعوبات في تقييم النتائج، حيث يتطلب جمع معلومات موثوق بها وقتاً طويلاً، (خمس سنوات على الأقل) .
3- أن تلك العمليات تعتمد على الأحوال الجوية، وتتوقف فيها النتائج على ما يمكن أن يكون في الجو من ظروف وتغيرات .
4- المشكلات السياسية ( الحقيقية والتخمينية )، فبعض البلدان قد تتطلب المطر أكثر من غيرها، وقد تتهم بعض الدول التي تجري مثل هذه العمليات باختلاس الموارد الطبيعية من الرطوبة الجوية(7).
وعلى هذا فيرجع بعض علماء البيئة السبب في عدم التقدم في مجال الاستمطار، أو ما يسميه البعض بعلم زراعة الغيوم إلى الأسباب الاقتصادية والسياسية(8).
ثم في المشروعات التي كانت فيها نتائج الاستمطار إيجابية، وأعطت من خلال الإحصائيات تزايداً في هطول الأمطار لابد من طرح هذا السؤال:
هل تعود نسبة الزيادة في الكميات التي تمت فيها تجارب الاستمطار إلى فعل الاستمطار ؟ أليس لقدرة الله سبحانه وتقديره دور في ذلك ؟(9).
وهل تساوي التكاليف والنفقات التي احتاجتها تلك العمليات ما نتج عنها من ثمرات، أم أن التكاليف تفوق تلك النتائج بكثير؟، مما يعني زيادة العبء الاقتصادي على الدولة التي تتبنى مثل هذا العمل.
ثم ما يدريهم أن الكمية المتوقعة قبل التجربة كذا وبعد التجربة كذا، لاشك أن هذا تخمين وظن لا يستند في الواقع على أي دليل، بل قد ورد الدليل الشرعي على أن ما ينزل من السماء من مطر فهو بأمر الله وبقدرته، وأنه مقدر من عند الله، وليس للناس فيه أدنى عمل أو تصرف، يقول الله سبحانه: "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" [الحجر:21]، ويقول -جل جلاله-: "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ" [المؤمنون:18]، ويقول سبحانه: "وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ" [الزخرف:11].
وإذا كان نزول المطر بأمر الله وحده، وهو من علم الغيب الذي استأثر الله به كما في قوله سبحانه : "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ"[لقمان:34]، فالله هو المنفرد بإنزال المطر، وهو الذي يعلم وقت نزوله (10)، إذا كان الأمر كذلك، فقد شرع الله لعباده المؤمنين أمراً هو أرجى من محاولات الاستمطار التي لم يثبت نجاحها، ألا وهو دعاءه سبحانه، وطلب السقيا منه، فالمطر من فضل الله ورحمته، الذي يستجلب بدعائه والتضرع إليه سبحانه، ولقد أصاب الناس على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- قحط، وتأخر نزول المطر عنهم، فطلبوا منه –صلى الله عليه وسلم- سؤال ربه الغيث، فأجابهم لذلك، كما روى البخاري وغيره عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: أصابت الناس سَنة على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- فبينا النبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب في يوم جمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره، حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته –صلى الله عليه وسلم-، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى " الحديث(11).
كما ثبت أيضاً: " أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خرج بالناس يستسقي, فصلى بهم ركعتين وحوّل رداءه , ورفع يديه , فدعا واستسقى, واستقبل القبلة" (12).
وإلى ما ورد في هذا الحديث وما شابهه من الأحاديث والآثار عن الصحابة ومن بعدهم ذهب أكثر الفقهاء، فنصوا على مشروعية صلاة الاستسقاء إذا أجدبت الأرض وتأخر نزول المطر، فيخرج الناس مع الإمام، كما فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه من بعده(13).
وقد جاء في القرآن التذكير بأن نزول المطر وغيره من البركات، يكون بطاعة الله سبحانه واستغفاره، ومن ذلك قوله سبحانه على لسان هود عليه السلام: "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ" [هود:52]، وقوله سبحانه على لسان نوح: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً"[نوح:10-11] .
هذا هو الأولى بالناس والمشروع لهم عند حاجتهم إلى المطر، أن يلجئوا إلى الله ويتوبوا إليه، ويكثروا من الاستغفار والعمل الصالح، يقول سبحانه : "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" [الأعراف:96].
هذا هو حكم الاستمطار - فيما يظهر لي – أنه لا بأس به ولا مانع منه، وإن كان الأولى عدمه، خاصة عند التحقق من عدم فائدته أو ثمرته، فإن المجازفة في ذلك قد تكلف أموالاً طائلة، وأوقاتاً طويلة، لو صرفت في غير ذلك مما هو نافع كان أولى.
ومع أن الأصل في مثل هذا العمل هو الجواز والإباحة، إلا أن هذا العمل قد يقترن به بعض المحاذير التي لا بد من التنبيه عليها، ومن ذلك مثلاً اعتقاد من يقوم بهذا العمل، أو غيرهم من عموم الناس أن المطر وجد بهذه الأسباب ولولاها لم يوجد، فالمحذور هو نسبة المطر إلى تلك الأفعال: لأن الله سبحانه هو المنفرد بالخلق والإنشاء، فلا يصح أن ينسب نزول المطر لفعل أحد من الناس كائناً من كان، كما لا يصح نسبة نزول المطر للكواكب والنجوم أو غيرها مما هو تحت تصرف العزيز الحكيم، ولذا جاء الحديث بالتنبيه على هذا المعنى، لأجل حماية معتقدات الناس وسلامتها مما قد يشوبها من شوائب الشرك، فعن زيد بن خالد الجهني –رضي الله عنه- قال : صلى بنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" (14).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث، فيقولون : الكوكب كذا وكذا وفي حديث المرادي بكوكب كذا وكذا"(15).
ومعنى الحديث كما ذكر الإمام الشافعي وغيره: "أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله، لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر، كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، لأن النوء وقت, والوقت مخلوق لا يملك لنفسه, ولا لغيره شيئاً, ولا يمطر, ولا يصنع شيئاً"(16).
يقول ابن عبد البر: "فإن المعتقد أن النوء هو الموجب لنزول الماء، وهو المنشئ للسحاب، دون الله عز وجل، فذلك كافر كفراً صريحاً، يجب استتابته عليه، وقتله، لنبذه الإسلام، ورده القرآن"(17).
وقال ابن عباس وغيره من السلف في قول الله عز وجل "وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ"[الواقعة:82]: هو الاستمطار بالأنواء(18).
فهذه الآية بيان أن ما أصاب العباد من خير فلا ينبغي أن يروه من قبل الوسائط التي جرت العادة بأن تكن أسباباً، بل ينبغي أن يروه من قبل الله تعالى، ثم يقابلونه بشكر إن كان نعمة، أو صبر إن كان مكروهاً، تعبداً له وتذللاً(19).
وقد نبه الباري سبحانه على هذا المعنى في آيات كثيرة من كتابه، فمن ذلك قوله عز وجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" [فاطر:3].
وقد بين العلماء أن المحذور في ذلك هو إضافة نزول المطر إلى تلك الأسباب، أما لو جرت العادة بنزول المطر عند نوء من الأنواء، فاستبشر أحد لنزوله عند ذلك النوء، على معنى أن العادة جارية به، وأن ذلك النوء لا تأثير له في نزول المطر، ولا هو فاعل له ولا أثر له فيه، وأن المنفرد بإنزاله هو الله تعالى، لما كفر بذلك, وكذا لو استبشر منتظر المطر إذا رأى الريح التي جرت عادة ذلك البلد أن يمطروا بها، مع اعتقاده أن الريح لا تأثير لها في ذلك، ولا فعل ولا سبب، وإنما الله تعالى هو المنزل للغيث، وقد أجرى العادات بإنزاله عند أحوال يريها عباده(20).
وبهذا يعلم أن المنهي عنه هو نسبة المطر إلى شيء من تلك الأفعال على أن لها تأثيراً وفعلاً مع فعل الله سبحانه، أما لو نسب نزول المطر إلى ما جرت العادة بأنه ينزل عنده فيقال هذه الريح أو هذا الوقت أو هذا الفعل قد يوجد عنده المطر، وأن تلك الأمور غير مستقلة به من دون قدرة الباري سبحانه وإرادته فهذا لا بأس به.
وقد تكاثرت النصوص القرآنية الدالة على أن إنزال المطر من السماء من أعظم الأدلة الدالة على قدرة الباري سبحانه، وانفراده بالخلق والتدبير(21).
يقول أبو بكر الجصاص(22): وأما دلالة إنزاله الماء على توحيده فمن قبل أنه قد علم كل عاقل أن من شأن الماء النزول والسيلان، وأنه غير جائز ارتفاع الماء من سفل إلى علو إلا بجاعل يجعله كذلك، فلا يخلو الماء الموجود في السحاب من أحد معنيين: إما أن يكون محدث، أحدثه هناك في السحاب, أو رفعه من معادنه من الأرض والبحار إلى هناك، وأيهما كان فدل ذلك على إثبات الواحد سبحانه، الذي لا يعجزه شيء، ثم إمساكه في السحاب غير سائل منه، حتى ينقله إلى المواضع التي يريدها بالرياح المسخرة لنقله فيه، أدل دليل على توحيده وقدرته , فجعل السحاب مركباً للماء، والرياح مركباً للسحاب، حتى تسوقه من موضع إلى موضع، ليعم نفعه لسائر خلقه، كما قال تعالى : "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ" [السجدة:27]، ثم أنزل ذلك الماء قطرة قطرة لا تلتقي واحدة مع صاحبتها في الجو، مع تحريك الرياح لها حتى تنزل كل قطرة على حيالها إلى موضعها من الأرض , ولولا أن مدبراً حكيماً عالماً قادراً دبره على هذا النحو، وقدره بهذا الضرب من التقدير، كيف كان يجوز أن يوجد نزول الماء في السحاب مع كثرته، وهو الذي تسيل منه السيول العظام على هذا النظام والترتيب؟ ولو اجتمع القطر في الجو وائتلف، لقد كان يكون نزولها مثل السيول المجتمعة منها بعد نزولها إلى الأرض، فيؤدي إلى هلاك الحرث والنسل وإبادة جميع ما على الأرض من شجر وحيوان ونبات, وكان يكون كما وصف الله تعالى من حال الطوفان في نزول الماء من السماء في قوله تعالى: "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ" [القمر:11]، فيقال إنه كان صباً كنحو السيول الجارية في الأرض، ففي إنشاء الله تعالى السحاب في الجو، وخلق الماء فيه، وتصريفه من موضع إلى موضع، أدل دليل على توحيده وقدرته(23).

وأيضا كلام آخر جميل واستدلال قوي يقول:

ولله الحمد لم يتحفظ أحد من العلماء الشرعيين على تلك العملية بعد إيضاح تفاصيلها

الرد على من يقول أنها تدخل في قدرة الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث:

الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام بنص القرآن ويجب وجوبا الإيمان والتصديق ومن هنا فإنه لايمكن للبشر الوصول إلى علم الله تعالى والتحكم به بل إنهم يأخذون بالأسباب الظاهرة ويدرسونها ويفعلون فيها الأسباب كطلب الرزق وسقيا المزارع وغيرها

والله تعالى هو الذي يسير الفلك فتطلع الشمس وتتبخر المياه ويأمر الرياح فتتحرك وهو الذي سبب الأسباب فجعل للأرض جاذببة وللبخار تكاثف وللرياح قدرة على حمل الماء وجعل جو السماء مهيأ لتكاثف السحب والإنسان يساير تلك الأسباب لايستطيع أن يغير من أصلها شيئا وإنما يستخدمها ويطور ماظهر له منها وما قدره الله له كاستخدام العلاج لدفع المرض ورش المبيدات على النباتات لدفع الوباء وسماد الأرض لتخصيبها وسقي الزرع لنموه

قد يقول قائل الاستمطار يتعارض مع قوله تعالى ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) فهنا لابد أن يتبين الحقيقة أعلاه لمن قال ذلك فالله هو الذي هيأ كل الأسباب لإنزال المطر وعندما لاتوجد تللك الأسباب لن يكون هناك مطرا لأن الإنسان لن يستطيع استخدام المعدوم أو تطويره أو التأثير عليه ، ولعل صاحب هذه الحجة يقرأ قوله تعالى ( أفرأيتم ماتحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) الله تعالى هو الذي هيأ أسباب الزراعة وقدرها والإنسان يبذر ويسقي ويسمد حتى ينمي مزروعاته فهل في ذلك تعارض مع قدرة الخالق ونقول للمزارع لاتزرع ولا تسمد ولا تضع بيوت محمية فالله هو الزارع

وما ينطبق على الزرع ينطبق على الاستمطار والفرق أن ذاك في الفضاء وذاك على سطح الأرض

وديننا الحنيف لايمكن أن يتعارض مع العلم بل يحث على البحث والتفكر والنظر في ملكوت السماوات والأرض والآفة التي تهلك الشعوب هي آفة الجهل والمسلم أحرى بأن يكون باحثا عن العلم في مظانه ولا يتكلم فيما لايعلم ويخطئ أصحاب العلم والبحث بغير علم وحري بكل مسلم أن يسأل ويتحرى الصواب ولا يطلق من لسانه مالم يعلمه فيبوء بإثمه وآثام غيره

لمبة شارع
25-02-07, 01:34 am
شكرا لهذا النقل الجميل ....

يشكل العوام ضعاف العقيدة سيئي الافهام مشكلة جسيمة في استيعاب( المُنتـَج الحضاري) عند المسلمين...

كثيرا ماتصطدم عقيدة البسطاء مع تفسير المظاهر العلمية فيحدث شكل من غبش الرؤية..ولذلك ينبغي التوضيح دائما عبر صناع الرأي ومهندسي العقل الجمعي الذي يحكم هؤلاء....

ليت عيون الصقر يمر من هنا ليعلق على الموضوع...

شكر مرة اخرى وتقبل تحية طيبة

امرؤ القيس
25-02-07, 01:38 am
شكرا لك اخي الكريم

ودائما تغيب عن ذهن المتلقي بعض الامورالحديثة ويخلط بينها وبين الشرع وقد يرفضها بحجة فهمه القاصر

أبوفيصل
26-02-07, 05:44 pm
أخي لمنبة شارع ، أخي امرؤو القيس .. جزاكم الله خير .
أما بالنسبة لعقول الناس أولا أنا لا أوؤيد إثارتها عند عامة الناس كما يحصل اليوم في بعض الصحف إلا أن تكون مفنده الشبهه وموضحه من شيخ أو طالب عالم ويوضح المسألة فعقول الناس لاتدرك ولنا فيما حصل في الزمن السابق مما استجد من وسائل درس وعبرة ..
حيث بادر البعض عند خروج بعض الوسائل بالتكفير كماحصل عندما جاءت البرقية حتى قال بعضهم كما ذكر لي أحد كبار السن حفظه الله أنه كان يقول ركزو شيطانهم .. وبدأ يتمتم بتكفير والله المستعان ..

فلابد من أن نحدث الناس بما يعقلون إننا ما أن نحدث الناس بما لاتبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة . ..

أما المناسبة التي وضعت فيها الموضوع هو أن بعض الناس يخلط بين مسألة فعل السبب المشروع وبين إرادت الله ..
يظن أنك إذا قلت له مسألة الاستمطار يظن أنهم هم الذين ينزلون المطر .. وهذا خلل كبير لابد من توضيحها للبعض ..
وأنه كما أنه يسقي الزرع ليس منبت له وإنما المنبت هو الحق سبحانه وهو فعل السبب .. والله تعالى أعلم ..

ابو غريب
26-02-07, 07:15 pm
دائما المتخلفين يحرمون الأشياء الجديده عند صدورها من غير علم والعياذ بالله

ودائما المتشددون يجدون من يبحث عنهم ويناصرهم وهم يرجعون بنا الى عصور التخلف والمعاناه ...

أرفق لك أبو فيصل صور من عملية الأستمطار بعد ثبوت نجاحها في عسير وسيتم تطبيقها في القصيم


http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337707.jpg

شاهد العبوات بعد تفجيرها وأضافة مواد الأستمطار

http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337727.jpg

http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337757.jpg




هنا صورة السحب بعد تمام العملية

http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337793.jpg

http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337918.jpg


نوعيه الطائرات وطريقة تفجير العبوات في الصورتين

http://www.jubbah.net/uP/files/lo-1168337897.jpg

http://www.alriyadh.com:81/2006/12/21/img/212701.jpg

ابو غريب
26-02-07, 07:19 pm
وأنقل لك هذا الموضوع الذي أعجبني عن الاستمطار

مقدمة:

تكوّن الأمطار من بخار الماء، الناتج من عمليات البخر، في المحيطات والبحار والأنهار والبحيرات..
حيث تتأثر أسطح المياه بأشعة الشمس، وتكتسب منها طاقة تقدر بحوالي 99% من قيمة الطاقة التي تكتسبها المياه.
وتعمل هذه الطاقة على تدفئة المياه، ومن ثم تحول بعضها إلى بخار يتصاعد، ويتجمع في سحب، تُكوِّن حوالي 85% من السحب والرطوبة الجوية. والجزء المتبقي من السحب والرطوبة الجوية، فمعظمه من نواتج عملية النتح (Transpiration)، التي تحدث في النباتات والغابات والحقول. فهناك شجرة في المناطق الاستوائية تسمى القضبان (Birch Tree) تُعطي حوالي 260 لتراً من المياه يومياً على هيئة أبخرة غير محسوسة، ويُعطي حقل الذرة حوالي 37 متراً مكعباً من الماء ( في المتوسط ) لكل هكتار في اليوم تقريبا. ويرتفع بخار الماء إلى طبقات الجو العليا مكوناً السّحب. ومع ارتفاع بخار الماء الموجود في السحب، تبرد درجة حرارته، إذ تنخفض درجة حرارة الهواء المُحمّل بالبخار بمعدل 6 ْم/كم ارتفاع، فضلاً عن تمدد البخار، وزيادة حجمه، نتيجة وجوده عند ضغط منخفض، الأمر الذي يسبب انخفاضاً إضافياً في درجة حرارته، وفقاً لقوانين تمدد الغازات، حتى تصل درجة الحرارة إلى درجة أقل من درجة الندى (Dew Point) أو درجة التشبّع. عندئذ يبدأ بخار الماء في التكثف.

ويتكاثف بخار الماء، الموجود في هذه السحب، حول حبيبات دقيقة من الغبار والأملاح التي تثيرها الرياح لتلقيح السحب...

وصدق الله في قوله ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين)....


ومن المعلوم بل المشاهد أن تكاثف قطرات بخار الماء تتم على الأجسام الصلبة الباردة ....

( أخرج علبة ماء أوبيبسي بارد من الثلاجة ولاحظ كيف يتكاثف عليه بخار الماء ومن قبل لايمكن رؤيته لصغر ذرات بخار الماء وما يحدث عندنا على سطح الأرض يحدث في السحب عند تلقيح الجو بالأجسام الصلبة بواسطة الرياح)....



ثم تبدأ نويات الثلج الصغيرة في التكون، حول ذرات الغبار والأتربة الدقيقة أقل من 0.1 ميكرون. وتبدأ جُزيئات بخار الماء في التكثف، حول تلك النويات الصغيرة. ويزداد حجمها ووزنها حتى تصل إلى حوالي (0.2 ـ 0.5 ملم). ويعجز الهواء عن حمل هذا الحجم من القطرات، ومن ثم تبدأ في السقوط بفعل الجاذبية على شكل قطرات من الماء. وفي كثير من الأحيان، تتبخر هذه القطرات، قبل وصولها إلى سطح الأرض. فقد وجد العلماء أن قطرة الماء، التي يبلغ قطرها 0.1 ملم، يمكنها قطع حوالي ثلاثة أمتار، أثناء هبوطها في هواء تبلغ رطوبته النسبية 90%، قبل تبخرها، بينما يمكن لقطرة الماء، التي يبلغ قطرها 0.5 ملم، أن تقطع 1980 متراً، قبل أن تتبخر.

( يتضح لنا الآن أن وجود أجسام صلبة في السحب هي العامل الأساس لحدوث تكون قطرات المطر وإن صح التعبير بلورات الثلج ومن هنا نشأت فكرة مايسمى استمطار السحب وفي نظري أن التسمية الأصح ــــ تنشيط تلقيح السحب ـــ حتى لايتبادر للأذهان التعارض مع قدرة الخالق جل في علاه)

كيف ومتى نشأت فكرة الاستمطار


وتعود فكرة استمطار السحب، إلى العالم الألماني فنديسن (Findeisen)، عام 1938، حينما رأي إمكانية مساهمة نويات الثلج المضافة للسحب، في إسقاط المطر. غير أن هذه الطريقة، لم تطبق من الناحية العملية، إلاّ في عام 1946، حينما أجرى العالم الأمريكي شيفر (Scheefer)، أول تجربة حقلية للمطر ، عن طريق رش حوالي 1.5 كيلو جرام من الثلج المجروش، عند درجة حرارة 20 ْم، في سحب مارة، فبدأ المطر والثلج في التساقط لمسافة 610متر، قبل التبخر والتبدد في الهواء. وبعد ذلك، بدأ الاهتمام بطرق استمطار السحب ، فأصبحت هناك أكثر من طريقة لاستمطار المطر، منها: رش السحب الركامية المارة برذاذ الماء، بواسطة الطائرات، للمساعدة على تشبع الهواء، وسرعة تكثف بخار الماء، لإسقاط المطر. إلاّ أن هذه الطريقة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء. استخدام الطائرات في رش السحب المارة ببلورات من الثلج الجاف، المكون من ثاني أكسيد الكربون المتجمد، للمساعدة على تكثف قطرات البخار رش مسحوق أيوديد الفضة، بواسطة الطائرات، للعمل كنويات صلبة، لتجميع جزيئات بخار الماء، وتكثيفها حوله، وسقوطها على هيئة أمطار.

وفي العصر الحديث تتلخص عملية استمطار السحب في الآتي:


استعمال طائرة مزودة بأجهزة خاصة ومصممة لوضع المواد الأساسية للاستمطار، وبعضها على شكل جهاز شبيه بمطلق الألعاب النارية وبعضها الآخر على شكل قمع يتسع تدريجيا نحو الخارج ويتوهج وينفجر فجأة عند الاستعمال. أما المواد المستخدمة لاستمطار السحب فتتكون من يوديد الفضة إضافة إلى مادة بير كلورايت البوتاسيوم مع بعض المركبات، ويتم إطلاقها نحو السحب الركامية الحاملة لكميات كبيرة من بخار ، وذلك كي تستحث السحب على النمو وعمل كمية كبيرة من الأمطار. عندما تنطلق تلك المواد والمركبات من الطائرة فإنها تنتشر بسرعه كالألعاب النارية إلى حد كبير ولوجود الرياح المصاحبة للسحب فإن الرياح وبإذن الله تقوم بتوزيع تلك المواد على مساحة كبيرة وبسرعة بحيث تشمل السحابة ككل لترابط تلك السحابة بتيارات متجانسة ومتلاطمة في دائرة السحابة إما نفاثة أو تصاعدية لولبية ، تلك المواد المتكونة من يوديد الفضة إضافة إلى مادة بير كلورايت البوتاسيوم مع بعض المركبات تتكون من ذرات دقيقة تقوم مقام ذرات الغبار التي ذكرناها في بداية الموضوع بحيث أن بخار الماء الكثيف الذي في السحابه يبدأ وبإذن الله يتكاثف حول تلك الذرات مكونا بلورات ثلجية لإنخفاض درجة الحرارة وتكبر شيئا فشيئا حتى يأمرها الله تعالى بالسقوط في المكان الذي يشاؤه الله ، وبعد سؤال بعض الخبراء القائمين على هذا المشروع تبين أنهم لايستطيعون تحديد مكان سقوط المطر بعد عملية رش الطائرات فقد يبدأ المطر يتساقط مباشرة وقد يمكث بعد الرش عشر دقائق وقد يستمر ساعة أو أكثر ، وقد رصد من التجارب أن بعض السحب التي تم رشها على منطقة الرياض هذا العام لم تمطر إلى على المنطقة الشرقية وبعضها على دول الخليج وهذه الحقيقة معترف بها عالميا وذلك بعد م الجزم بسقوط الأمطار على منطقة معينة

الطائرات تقوم بعملية اطلاق قذائفها فوق السحب وأحيانا إذا كانت السحب ركامية ذات تيارات صاعدة فإنها تطلق قذائفها تحت السحابة وتقوم الرياح بحمل تلك المواد ونشرها في جميع أجزاء السحابة

العوامل التي يجب أن تتوافر لعملية الاستمطار:

أولا: السحب الكثيفة الحاملة لكميات كبيرة من الماء

ثانياً: طائرات ذات مواصفات خاصة, تتمكن من التسلق إلى قمم السحاب, وأن تكون مجهزة بوسائل إطلاق مواد الزرع, ونظام جمع وتحليل المعلومات, التي يتم جمعها من أجهزة القياس المركبة على طائرات الاستمطار, ومحطات رادار الطقس.

ثالثا: ضرورة إقامة محطات صناعية, لمراقبة السحب, وحركتها ومواصفاتها.

رابعا: رادارات طقس, لمراقبة السحب, وتحديد خواصها, ومحتواها المائي

رابعاً: وسائل اتصال لاسلكي بين مركز القيادة, وطائرات الاستمطار, ومحطات رادار الطقس.

خامساً: كمية كافية من مواد الزرع ( المواد المستخمة )

سادساً: كادر فني, لتنفيذ الأعمال المختلفة.

هل تم استخدامها هذا العام؟

نعم تم استخدامها في موسم هذا العام على مناطق الرياض والقصيم وحائل ، ولاتتحرك الطائرات إلا بعد إعطاء الأوامر من مركز العمليات الذي يحدد نوعية السحب وكمية بخار الماء التقريبي فيها والتجربة ستستمر حتى نهاية موسم الأمطار هذا العام علما أن في هذه المناطق ثلاث رادارات للرصد نصف قطر الرادار الواحد 200كم

تكلفة التجربة (75) مليون ريال

لازالت الكثير من المعلومات يحتفظ بها لأنها تجربه ولم تنته بعد وحتى لايكون هنا اصطدام ببعض عوام الناس الذين يتحدثون بغير علم ولادراية

الجانب الشرعي

ولله الحمد لم يتحفظ أحد من العلماء الشرعيين على تلك العملية بعد إيضاح تفاصيلها

الرد على من يقول أنها تدخل في قدرة الله تعالى وهو الذي ينزل الغيث:

الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام بنص القرآن ويجب وجوبا الإيمان والتصديق ومن هنا فإنه لايمكن للبشر الوصول إلى علم الله تعالى والتحكم به بل إنهم يأخذون بالأسباب الظاهرة ويدرسونها ويفعلون فيها الأسباب كطلب الرزق وسقيا المزارع وغيرها

والله تعالى هو الذي يسير الفلك فتطلع الشمس وتتبخر المياه ويأمر الرياح فتتحرك وهو الذي سبب الأسباب فجعل للأرض جاذببة وللبخار تكاثف وللرياح قدرة على حمل الماء وجعل جو السماء مهيأ لتكاثف السحب والإنسان يساير تلك الأسباب لايستطيع أن يغير من أصلها شيئا وإنما يستخدمها ويطور ماظهر له منها وما قدره الله له كاستخدام العلاج لدفع المرض ورش المبيدات على النباتات لدفع الوباء وسماد الأرض لتخصيبها وسقي الزرع لنموه

قد يقول قائل الاستمطار يتعارض مع قوله تعالى ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) فهنا لابد أن يتبين الحقيقة أعلاه لمن قال ذلك فالله هو الذي هيأ كل الأسباب لإنزال المطر وعندما لاتوجد تللك الأسباب لن يكون هناك مطرا لأن الإنسان لن يستطيع استخدام المعدوم أو تطويره أو التأثير عليه ، ولعل صاحب هذه الحجة يقرأ قوله تعالى ( أفرأيتم ماتحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) الله تعالى هو الذي هيأ أسباب الزراعة وقدرها والإنسان يبذر ويسقي ويسمد حتى ينمي مزروعاته فهل في ذلك تعارض مع قدرة الخالق ونقول للمزارع لاتزرع ولا تسمد ولا تضع بيوت محمية فالله هو الزارع

وما ينطبق على الزرع ينطبق على الاستمطار والفرق أن ذاك في الفضاء وذاك على سطح الأرض

وديننا الحنيف لايمكن أن يتعارض مع العلم بل يحث على البحث والتفكر والنظر في ملكوت السماوات والأرض والآفة التي تهلك الشعوب هي آفة الجهل والمسلم أحرى بأن يكون باحثا عن العلم في مظانه ولا يتكلم فيما لايعلم ويخطئ أصحاب العلم والبحث بغير علم وحري بكل مسلم أن يسأل ويتحرى الصواب ولا يطلق من لسانه مالم يعلمه فيبوء بإثمه وآثام غيره

إخوتي الكرام لعل الموضوع ينال استحسانكم ويفدكم فما كتب ليس من نسج الخيال ولا قص ولزق بقدر ماهو جمع بين البحث في المراجع العلمية والأخذ من أفواه بعض القائمين على مشروع الاستمطار وقد استغرق الموضوع وقتا ليس يسيرا فلعله يفي بالغرض ويفيد إخواني ويجيب عن التساؤلات ويزيل الشبهات والأهم من ذلك كله يرضي رب الأرض والسماوات ....

الـمـهـاجـر
26-02-07, 09:07 pm
ما أصعب حالنا حين نصل إلى هذه المرحلة ... فيغدو البديهي من الأمور موضع تساؤل .

خـــــــــــــــالـــــــــد
26-02-07, 10:29 pm
اخي ابو فيصل شكرا لك

فهذا المقال يزيل اللبس الذي يقع فيه البعض


فالاستمطار لا يعني نزول المطر مئه بالمئه بل باراداة الله اذا شاء و ما الاستمطار الا سبب

شكرا لك

جلوي العتيبي
27-02-07, 01:25 am
جزاك الله خير اخي ابوفيصل

رد واضح وصريح

في كل مره نتحدث عن الإستمطار نتفاجأ بردة فعل غريبه من البعض

والمشكله أنه لاأساس أو دليل شرعي لديهم

شكراً ابوغريب على الإضافه الجميله