كمان
20-02-07, 08:37 pm
[ أيام البدايات عادة ما تكون أياما جميلة رائقة ، كأن الداعية يمرح فيها بين بساتين الأرض ، يأخذ أريجا عبقا من هنا ، وأزهارا من هناك ، ونسيما عذبا من هنالك ، كمثل يوسف الصغير ـ عليه السلام ـ يحوزه الجمال والتألق والفرح الشديد في حنايا صدره الطيب البريء ! ، المقبل على تلك الأجواء الربيعية العذبة بكل ما فيه .
يتعلم بأدب ، يحترم بتواضع ، يسمع بإنصات ، يفتش عن نفسه وسط هذا الجو الربيعي الفاتن ؛ فالحياة في ظل الفريق العامل حياة طيبة مباركة ، تجعل المرء يعيش في دائرة ، كأنها لا تنتمي إلى كل شيء من حوله ؛ لما يسودها من حب ورقي وصفاء ، وعمل لله عز وجل ، ودندنة حول الجنة وفردوسها الأعلى .
فإن بقي ذلك العامل هادئ الطباع والأعمال ـ لا يحاور ، لا يبدع ، لا يتفنن في الأداء ، لا يبذل كل شيء عنه ، بل لا يفكر للمؤسسة بطريقة مختلفة ! ـ بقي عاملا مقبولا ، راتعا في ذلك الربيع الأول ، غير آبه إلا بنفسه ، و لكنه على الرف .
وإن هو حاور وناقش وأبدع وتفنن وبذل وتميز وسعى وفكـّر بطرق إبداعية خارجة عن النمط المتعارف عليه ، فقد بدأ الكدر والهم والتنافس والضيق ، يسري في كيانه ، ويشرب منه كل يوم كأسا من المرارة ، حتى يمسي ذلك الربيع خريفا خانقا له ولأنفاسه العملية ، بل ربما شتاء عاصفا يجبره على المكوث في بيته ، وربما جمع صلاته وأعماله جمع تأخير ! لهذه العواصف .
إن هذا الكدر والهم والحسد والضيق والتنافس غير الشريف الذي يجده العامل لدين الله تعالى في المؤسسات الدعوية ، يغلف عادة بتسميات كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان ، تارة باسم مصلحة العمل ومصلحة الدعوة ، وتارة بادعاء الفهم العميق للنفسيات ، وتارة بتقييمات فاسدة ؛ لا تقوم على أي برهان من شرع الله ولا أي برهان أخلاقي ربما ! وتارة وتارة ، و كلها مجرد أغلفة لأشياء أخرى .
تغليف لأمراض في النفوس ، من حسد وغيرة ، وعجز عن التميز ، وسيطرة على المؤسسة كأنها إرث لهم ورثوه عن آبائهم وأمهاتهم ، و خلق أجواء تمكنهم من السير بالمؤسسة كما يحبون هم ، لا يقدر الحر الأبي المبدع عن التنفس والأداء فيها
لا يوجد تجمع بشري يعمل ، إلا ووجدت فيه مثل هذه الآفات وغيرها ، سواء أكان تجمعا للدعاة إلى الله ، أو تجمعا لغير المسلمين ، أو تجمعا لأهداف نبيلة أو ضدها . لكن التجمع الدعوي الإسلامي يفترض أن يكون ملاذا وعلاجا لآفات الأمة كلها ، وأنموذجا حيا متحركا للعمل الصحيح قدر الإمكان ، فلا ينبغي أن يسكت عن هذه الأجواء ، ولا القبول بها والتسليم بحجة أن هذا أمر طبيعي ! في كل التجمعات .
هذا من ناحية الفكر للمشكل ، ومن ناحية أخرى فإن بروز القيادات الطاهرة النقية ، التي تملك فعلا القدرات القيادية يعد أمرا لازما مهما ، ولا أتحدث هنا عن القيادات المنتخبة ، أو التي تفرض نفسها لأي مبرر كان .
يروي الشيخ الغزالي رحمه الله أنه حين كتب أول مقالة له ، أنتقد كثيرا من كل حدب وصوب ، وأصيب بكدر في نفسه ، حتى وصلته ورقة من الإمام البنا رحمة الله مكتوب فيها : ( لقد قرأت مقالتك فهششت لها وبششت ، أكتب وروح القدس معك) . !
وجلس الشيخ محفوظ نحناح مع بعض الإخوة ينصحهم في العمل الإسلامي وفي اختيار الدعاة فقال : ( اهتموا بالشباب الجريء المشاغب ، فهولاء أنفع للعمل ) . !
وبعد وجود مثل أولئك القادة وبروزهم في العمل الإسلامي ، تأتي أهمية المعايير الصحيحة في العمل ، وفي الاختيار ، وفي الترشيح لأي عمل داخل المؤسسة !!!!!!!!
يتعلم بأدب ، يحترم بتواضع ، يسمع بإنصات ، يفتش عن نفسه وسط هذا الجو الربيعي الفاتن ؛ فالحياة في ظل الفريق العامل حياة طيبة مباركة ، تجعل المرء يعيش في دائرة ، كأنها لا تنتمي إلى كل شيء من حوله ؛ لما يسودها من حب ورقي وصفاء ، وعمل لله عز وجل ، ودندنة حول الجنة وفردوسها الأعلى .
فإن بقي ذلك العامل هادئ الطباع والأعمال ـ لا يحاور ، لا يبدع ، لا يتفنن في الأداء ، لا يبذل كل شيء عنه ، بل لا يفكر للمؤسسة بطريقة مختلفة ! ـ بقي عاملا مقبولا ، راتعا في ذلك الربيع الأول ، غير آبه إلا بنفسه ، و لكنه على الرف .
وإن هو حاور وناقش وأبدع وتفنن وبذل وتميز وسعى وفكـّر بطرق إبداعية خارجة عن النمط المتعارف عليه ، فقد بدأ الكدر والهم والتنافس والضيق ، يسري في كيانه ، ويشرب منه كل يوم كأسا من المرارة ، حتى يمسي ذلك الربيع خريفا خانقا له ولأنفاسه العملية ، بل ربما شتاء عاصفا يجبره على المكوث في بيته ، وربما جمع صلاته وأعماله جمع تأخير ! لهذه العواصف .
إن هذا الكدر والهم والحسد والضيق والتنافس غير الشريف الذي يجده العامل لدين الله تعالى في المؤسسات الدعوية ، يغلف عادة بتسميات كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان ، تارة باسم مصلحة العمل ومصلحة الدعوة ، وتارة بادعاء الفهم العميق للنفسيات ، وتارة بتقييمات فاسدة ؛ لا تقوم على أي برهان من شرع الله ولا أي برهان أخلاقي ربما ! وتارة وتارة ، و كلها مجرد أغلفة لأشياء أخرى .
تغليف لأمراض في النفوس ، من حسد وغيرة ، وعجز عن التميز ، وسيطرة على المؤسسة كأنها إرث لهم ورثوه عن آبائهم وأمهاتهم ، و خلق أجواء تمكنهم من السير بالمؤسسة كما يحبون هم ، لا يقدر الحر الأبي المبدع عن التنفس والأداء فيها
لا يوجد تجمع بشري يعمل ، إلا ووجدت فيه مثل هذه الآفات وغيرها ، سواء أكان تجمعا للدعاة إلى الله ، أو تجمعا لغير المسلمين ، أو تجمعا لأهداف نبيلة أو ضدها . لكن التجمع الدعوي الإسلامي يفترض أن يكون ملاذا وعلاجا لآفات الأمة كلها ، وأنموذجا حيا متحركا للعمل الصحيح قدر الإمكان ، فلا ينبغي أن يسكت عن هذه الأجواء ، ولا القبول بها والتسليم بحجة أن هذا أمر طبيعي ! في كل التجمعات .
هذا من ناحية الفكر للمشكل ، ومن ناحية أخرى فإن بروز القيادات الطاهرة النقية ، التي تملك فعلا القدرات القيادية يعد أمرا لازما مهما ، ولا أتحدث هنا عن القيادات المنتخبة ، أو التي تفرض نفسها لأي مبرر كان .
يروي الشيخ الغزالي رحمه الله أنه حين كتب أول مقالة له ، أنتقد كثيرا من كل حدب وصوب ، وأصيب بكدر في نفسه ، حتى وصلته ورقة من الإمام البنا رحمة الله مكتوب فيها : ( لقد قرأت مقالتك فهششت لها وبششت ، أكتب وروح القدس معك) . !
وجلس الشيخ محفوظ نحناح مع بعض الإخوة ينصحهم في العمل الإسلامي وفي اختيار الدعاة فقال : ( اهتموا بالشباب الجريء المشاغب ، فهولاء أنفع للعمل ) . !
وبعد وجود مثل أولئك القادة وبروزهم في العمل الإسلامي ، تأتي أهمية المعايير الصحيحة في العمل ، وفي الاختيار ، وفي الترشيح لأي عمل داخل المؤسسة !!!!!!!!