المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دواء العشاق رقم 1


كمان
10-02-07, 11:18 pm
أخي الكريم: إن القراءة في سير السلف الصالح رضوان الله عليهم تعطي القارئ واحة إيمانية و إشراقة روحانية ونبضات من الحب والوفاء لهؤلاء الأبطال الذين عرفوا معنى الحب فجعلوه أسمى آيات الفداء والتضحية فقدموا الغالي والرخيص وسكبوا الدماء والدموع والأرواح رخيصة في سبيل إرضاء محبو بهم وغاية مناهم"الله سبحانه وتعالى".
هكذا حب الله وتعظيمه إذا خالطت بشاشته القلوب أصبح له أثر في النفوس فتاقت للشوق إلى لقاء ربها يقول ابن القيم رحمه الله معلقاً على قوله سبحانه "يحبهم ويحبونه" ليس العجب من قوله "ويحبونه" فإن المحسن يُحَب فالذي أطعمك وكساك تحبه جبلة وأصلاً. لكن العجب من قوله"يحبهم" قال الشاعر:
نسيت في حبك الدنيا وما حملت
وبعت من أجلك الأنفاس والنفسا

وإنك لتعجب حقيقة ممن يدعي حب الله بلسانه ولكنه يخالف الحب في أفعاله فيقال له :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه
لو كان حبك صادقاً لأطعته
هذا محال في القياس شنيع
إن المحب لمن يحب مطيع

فالعبد لابد له من إله يعبده ويحبه ويعظمه في قلبه فإذا تعلق العبد بربه زال عنه كل محبوب سواه وهذا هو سر الحب فتأمل!! ومن ثمرات هذا الحب الأنس بالله والطمأنينة بذلك واللذة والسعادة التي حرمها كثير من الناس اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله, أما الحب الأخر وهو حب ما حرم الله من الصور الجميلة أو الشهوات المحرمة فهو حب أوله عذاب وآخره انتكاسة عن جادة الصواب وفي نهايته غضب الله وعقابه للمحب وصدق ابن القيم رحمه الله حينما قال " من أحب شيئاً غير الله عذُب به ثم قال ابن القيم " وإذا أراد الله بعبده خيرا سلط على قلبه إذا أعرض عنه واشتغل بحب غيره أنواع العذاب حتى يرجع قلبه إليه "( ) .
وقال أيضا " وإذا عرفت هذا فلا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبدا بل هما ضدان لا يلتقيان فإذا كانت قوة حبه للمحبوب الأعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب الأعلى وأن لا يشرك بينه وبين غيره في محبته ويمقته لذلك "( ) .
صدق ابن القيم رحمه الله فكل محبة لغير الله فهي عذاب على صاحبها وحسرة عليه إلا محبة الله ومحبة ما يدعو إلى محبته سبحانه ويعين على طاعته ومرضاته فهي التي ستبقى للعبد يوم تبلى السرائر يقول ابن القيم في تعريف الحب : " هو تعلق القلب بالمحبوب وقيل اشتغال القلب بالمحبوب بحيث لا يتفرغ قلبه لغيره والمحبة شجرة في القلب عروقها الذل للمحبوب وساقها معرفته وأغصانها خشيته وورقها الحياء منه وثمرتها طاعته ومادتها التي تسقيها ذكره فمتى خلا القلب من ذلك كان ناقصا وبالجملة فحياة القلب مع الله لا حياة له بدون ذلك أبدا فإن من عرف الله صفا له العيش وطابت له الحياة وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين وأنس بالله واستوحش من الناس وأورثته المعرفة الخوف من الله والتعظيم له والإجلال والمراقبة والمحبة والرضـا والتسليـم لأمره "( ) .
ما أجمل هذا الكلام من ابن القيم وهو يصف لنا الحب بأبهى صورة وأجمل عبارة وهذا الحب هو بلسم للأشواق أن تشتاق للأعلى (( وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك يا رحيم )) وهو دواء للعشاق بأن يتداووا بمحبة الله وتعظيمه وذكره وطاعته فإن هذا من أنجع الأدوية لأمراض القلوب فإنك لو جمعت أطباء العالم كلهم أن يعالجوا أمراض القلوب لما استطاعوا أن يعالجوها بغير ذكر الله ومحبته والأنس به وعبادته والذل له سبحانه  الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب  [الرعد: ]

لمبة شارع
11-02-07, 01:45 am
صدق ابن القيم رحمه الله فكل محبة لغير الله فهي عذاب على صاحبها وحسرة عليه إلا محبة الله ومحبة ما يدعو إلى محبته سبحانه ويعين على طاعته ومرضاته فهي التي ستبقى للعبد يوم تبلى السرائر يقول ابن القيم في تعريف الحب : " هو تعلق القلب بالمحبوب وقيل اشتغال القلب بالمحبوب بحيث لا يتفرغ قلبه لغيره والمحبة شجرة في القلب عروقها الذل للمحبوب وساقها معرفته وأغصانها خشيته وورقها الحياء منه وثمرتها طاعته ومادتها التي تسقيها ذكره فمتى خلا القلب من ذلك كان ناقصا وبالجملة فحياة القلب مع الله لا حياة له بدون ذلك أبدا فإن من عرف الله صفا له العيش وطابت له الحياة وهابه كل شيء وذهب عنه خوف المخلوقين وأنس بالله واستوحش من الناس وأورثته المعرفة الخوف من الله والتعظيم له والإجلال والمراقبة والمحبة والرضـا والتسليـم لأمره "( )

الهم ارزقنا اليقين ....

ابوقش
11-02-07, 03:34 am
جزاك الله خير

كمان
12-02-07, 12:10 am
مشكوووووووووووور

ابو هليل
12-02-07, 02:28 am
جزاك الله كل الخير أخي الكريم

وجعل ما خطته أناملك في موازين حسناتك يوم القيامة


اللهم آمين

كمان
12-02-07, 07:52 pm
شكرررررررررا