أبو صالح.؟
04-02-07, 11:14 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني اخواتي اقدم لكم موضوعي المتواضع واتمنى من الله ان يحوز على رضاكم
لعلّك ذات يوم رأيت الجياد وقد اصطفت استعداداً لانطلاقة السباق، وبالتأكيد بدت أمامك متشابهة في جمال
وقفتها، وألوانها الناقعة، وصهيلها، وحمحمتها... ومن المرجح أنه لم يكن بإمكانك في تلك اللحظة تحديد
الجياد المرشحة للفوز إلا على سبيل التخمين والظن، ولكنها حينما انطلقت لاحظت أن بعض الجياد تقّدم
بسرعة خاطفة على نظرائه، وفي منتصف المضمار تغيرت المواقع؛ تقدمت جياد كانت في المؤخرة، وجياد
كانت في المقدمة خسرت مواقعها، وربما ينتهي السباق بفوز جواد بدا أول السباق متأخراً عن غيره... ولو
تابعت سباقاً يتضمن قفز الحواجز، أو سباقات التحمل الطويلة لرأيت أنه كلما كان السباق أشق، وأطول،
وأصعب، تكشفت لك أصالة الجياد، وقوة تحملها، ومقدار لياقتها، ووفق ذلك كله تكون قيمة الخيل،
ومقدارها عند أهلها.
والناس فيهم شبه من الخيل، لا تكاد تميز أجوادهم في الظروف العادية، ولا في مجالس الأنس والمجاملات؛
فكلهم يجيد الحديث عن مكارم الأخلاق، وكلهم يمجد الصدق، ويدعيه، وكلهم يبدو لك في حديثه مندداً بالبخل
مشيداً بالجود والإيثار، وليس فيهم إلا مستهجن للكبر منادٍ بالتواضع.... إلخ ولكن كما أن الجياد أمامها
منعطفات، وحواجز قفز، ومسافات شاقة، فكذلك الناس أمامهم (محكات)؛ حياة طويلة، وظروف قاسية،
ومواقف صعبة، هي التي تكشف عن معادنهم، ومروءتهم، ودينهم، هي التي تجلي عظمة نفوسهم، وعراقة
أصولهم، وعلى تلك المحكات تتحطم أقنعة التمثيل، وتتبخر ألوان التصنّع، وتظهر الطباع كما هي، يقول
مصطفي السباعي رحمه الله في المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف دعاوى الورع، وفي الجاه
ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة.[/size]
اخواني اخواتي اقدم لكم موضوعي المتواضع واتمنى من الله ان يحوز على رضاكم
لعلّك ذات يوم رأيت الجياد وقد اصطفت استعداداً لانطلاقة السباق، وبالتأكيد بدت أمامك متشابهة في جمال
وقفتها، وألوانها الناقعة، وصهيلها، وحمحمتها... ومن المرجح أنه لم يكن بإمكانك في تلك اللحظة تحديد
الجياد المرشحة للفوز إلا على سبيل التخمين والظن، ولكنها حينما انطلقت لاحظت أن بعض الجياد تقّدم
بسرعة خاطفة على نظرائه، وفي منتصف المضمار تغيرت المواقع؛ تقدمت جياد كانت في المؤخرة، وجياد
كانت في المقدمة خسرت مواقعها، وربما ينتهي السباق بفوز جواد بدا أول السباق متأخراً عن غيره... ولو
تابعت سباقاً يتضمن قفز الحواجز، أو سباقات التحمل الطويلة لرأيت أنه كلما كان السباق أشق، وأطول،
وأصعب، تكشفت لك أصالة الجياد، وقوة تحملها، ومقدار لياقتها، ووفق ذلك كله تكون قيمة الخيل،
ومقدارها عند أهلها.
والناس فيهم شبه من الخيل، لا تكاد تميز أجوادهم في الظروف العادية، ولا في مجالس الأنس والمجاملات؛
فكلهم يجيد الحديث عن مكارم الأخلاق، وكلهم يمجد الصدق، ويدعيه، وكلهم يبدو لك في حديثه مندداً بالبخل
مشيداً بالجود والإيثار، وليس فيهم إلا مستهجن للكبر منادٍ بالتواضع.... إلخ ولكن كما أن الجياد أمامها
منعطفات، وحواجز قفز، ومسافات شاقة، فكذلك الناس أمامهم (محكات)؛ حياة طويلة، وظروف قاسية،
ومواقف صعبة، هي التي تكشف عن معادنهم، ومروءتهم، ودينهم، هي التي تجلي عظمة نفوسهم، وعراقة
أصولهم، وعلى تلك المحكات تتحطم أقنعة التمثيل، وتتبخر ألوان التصنّع، وتظهر الطباع كما هي، يقول
مصطفي السباعي رحمه الله في المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف دعاوى الورع، وفي الجاه
ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة.[/size]