المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطيفة سليمان الحامد/ القصيم - بريدة


hdd
31-01-07, 02:43 pm
أمي وحج هذا العام
لطيفة سليمان الحامد/ القصيم - بريدة


بعد خمسة وأربعين عاماً على أدائها فريضة الحج، وبعد أن أنهك المرض قوتها وصبرها على إرادة الله فيها.. عزمت أمي الغالية على أدائها مناسك الحج هذا العام.

توكلت على بارئها، واستعانت بحوله وقوته.

عزمت أمي على أداء الحج، وقد كانت تحج كل عام بقلبها المتيم بالمشاعر المقدسة بروحها الصافية المحلقة كحمام الحرم فوق ساحاته.

تبكي إذا سمعت النداء، تفقد السيطرة على دموعها إذا رأت مشاهد حية من منى أو عرفات حتى النشيج، لسانها يلهث بالدعاء لحجاج بيت الله الحرام. صورتها أمام ناظري وهي تتابع أخبار الحجيج عبر الأثير، وفؤادها يرفرف بين جنبات ضلوعها خوفاً عليهم وشوقاً لمرافقتهم.

حالها دائماً تتمثل قول الشاعر حتى لكأنها هي القائل:

يا راحلين إلى منى بقيادي

هيجتموا يوم الرحيل فؤادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتي

الشوق أقلقني وصوت الحادي

يا رب أنت وصلتني صلني بهم

وبرحمة يا رب فك قيادي

عزمت غاليتي على أداء الحج وفي يدها اليمنى حملت سجادتها، وفي الأخرى حقيبة دوائها الذي تنوء بحمله الجبال الشم الراسيات.

أدوية أعجب لجسم ضعيف تحملها لكنها أمي التي منذ أن عرفتها وفتحت عيني على محياها لا أرى معها كما النساء عطراً تفوح رائحته أو حمرة تلمع الشفاء بل أنواعاً مهولة من الأدوية ما بين قرص وشراب.

لكنها عرفت ربما فصبرت على ما كتب لها فأدامت الابتسامة بلسان رطب ندي بذكره تعالى. شاكرة لنعمائه، راضية بقضائه.

حزمت أمي أمتعتها استعداداً للسفر، فغادرتنا فجر يوم التروية لكنها سرقت معها قلبي وذهبت به حيث حلت.. بل قلوب جميع أبنائها وبناتها الذين ودعوها ودموعهم تنهمر بأن يردها الله سالمة غانمة.

لم أكن أتابع الحج بحماس، وإن كنت أتابع بعض مشاهده مثل هذا العام تسمرت قدماي عند التلفاز حيث تتراءى لي أمي في كل امرأة متلفعة بخمار أسود على كرسي متحرك لأجزم بأنها هي.

رأيت مكة خالية من كل حاج إلا من أمي تلفها يد البارين تنقلت بين المشاعر المقدسة بقلب راج ربه خائف من ذنبه.. تحكم قبضتها على كل برهة من وقتها لتروي ظمأ سنينها، وتسقي شوق حنينها بنفحات الإله التي يمنها على ضيوفه.

طافت أمي حول البيت في يوم عيدنا وقد تركتنا زغب العواطف.. نغص بالدمعة وتخنقنا العبرات حيث حجت روح الود والمحبة والصفاء التي كانت تضمنها وأولادنا وتغمرنا بالحب والحنان وحلاوة العيد.

في يوم عيدي لم أطبع القبلة الحانية على رأس أمي التي هي بمثابة العيدية الدسمة لكل ابن على رأس والديه، وفي يوم عيدي لم ألثم الوجنة الطاهرة التي اتقرب بحبها إلى خالقي، لكني أرسلتها حيث تكون مغلفة بصادق الدعوات بأن يحفظها ربي لنا، وأن يردها من حجها سالمة غانمة معافاة، وأن يسلم الله الحجاج والمعتمرين.

أمي الحنون- حفظك الله- لنا ذخراً وأمد في عمرك على عمل صالح وتقبل حجك وشكر سعيك وغفر ذنبك.

وحفظ لك أبناءك وبناتك وجزى الله عنا خير الجزاء ابنيك البارين وابنتك أم صالح حيث كانوا معك وحققوا لك بفضل الله ومنته رغبة السنين الطويلة وحلم الأيام الخوالي، فكان حج هذا العام وكنت أحد حجاجه ودُعيت بالحاجة (أم علي).















منقول

امرؤ القيس
01-02-07, 01:35 am
شكرا لك على هذا النقل

والحمدلله على ان من الله على حجاج هذا العام بالراحة والطمأنينه

جلوي العتيبي
01-02-07, 01:40 am
يعني أم علي حجة معنا هالسنه !

حمداً لله على سلامة الجميع

والحمدلله كان الحج ميسراً وسهلاً على الجميع

ابوقش
01-02-07, 03:02 am
تشكرات اخي العزيز ..

على هذا الطرح الجيد والحمد لله فأحصائيات

هذا العام تكللت بالنجاح ولله الحمد لايوجد وفيات ..

متغربه
01-02-07, 04:12 am
جعله الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا

وجزى الله اولادها خير الجزاء على برهم

فالجنه تحت اقدامها