المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الهم.......


الشايقي
20-01-07, 12:09 pm
الرد على كل ذلك، جاء في الحديث القدسي: " عبدي.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب. وقسمت لك رزقك فلا تتعب إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح. إن أنت رضيت بما قسمته لك، أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لم ترض بما قسمته لك، أتبعت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً. وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة، فلا يصيبك منها إلا ما كتبته لك".



ابن عطا الله يقول :"إياك والهم بعد التدبير، فما فما قام به غيرك عنك ، لا تقم أنت به لنفسك". أنت أديت واجبك ، واتقنت عملك ، فلماذا تشعر بالهم؟


البنت التي لا تحمل قسمات جميلة .. هل هي راضية أم غير راضية؟! البنت التي تأخرت في زواجها. هل هي راضية أم غير راضية؟ الأم التي وصل سن ابننتها إلى 30 سنة ولم تتزوج.. هل هي راضية؟


الناس المتعبة المكتئبة... يقول ابن عطا الله لهم:" أرح نفسك من الهم بعد التدبير ".. ثم يقول: " فما قام به غيرك عنك، لا تقم أنت به لنفسك". الله سبحانه هو الذي قام به عنك، فلماذا تشغل به نفسك؟ أليس هو الذي قال: " وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق، مثل ما أنكم تنطقون "
الأعرابي عندما سمع هذه الآية الكريمة، سأل الصحابي: ما الذي يجعل الله يقسم؟
نحن نصدق أن الرزق في السماء، هل هناك عاقل لا يصدق؟!
أرح نفسك من الهم بعد تدبير، فما قام به غيرك عنك، لا تقم أنت به بنفسك، وتفرغ للعبادة. فبدلاً من أن تقضي الليل شارد الذهن بلا نوم، تفكر في الربح والخسارة. أرح نفسك من هذا الهم، وقم لتصلي.." خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب. إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح".


إن أنت رضيت بما قسمته لك: أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لم ترض بما قسمته لك، أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً.


ما لديك يكفيك


في النهاية لن تأخذ إلا ما قسمه الله لك، ولو غير راض عما قسمه الله لك.. اسمع التهديد الرباني الذي يوجع قلبك: " وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا". وإذا سلط الله الدنيا على أحد، جعله في دوامة طوال الليل والنهار . وكلما ازداد ثراؤه . ازداد جشعه وسعيه إلى المال.


يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " يا ابن آدم عندك ما يكفيك . وأنت تطلب ما يطغيك . لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع. إن أنت أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فقل على الله العفاء".


يا أبن أدم ما أعطاه لك يكفيك. لماذا تنظر إلى ما في أيدي الآخرين؟


زوجتك جميلة.. لكنك تريد فتاة الإعلانات وتظل تلعن اللحظة التي تزوجت فيها زوجتك. أنت لا تعلم أن الجميلة فتاة الإعلانات، كانت جميلة فقط لحظة تصويرها للإعلان. عندك ما يكفيك. هذا رزقك. هل تصدق الله أم لا؟



ما الدليل على أن عندك ما يكفيك؟


أنظر إلى هذه الآية:


" خلق الأرض في يومين، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ". قبل أن يخلق البشرية كلها، يوم خلق السماوات والأرض، قدر الأقوات التي سيرزق بها كل مخلوق حتى يوم القيامة.


نقطة المطر تنزل من السماء، مكتوبة عند الله أنها ستمشي في الوادي الفلاني، ثم تصل إلى السهل الفلاني ثم تمشي في ماسورة المياه لتصب في زجاجة بعينها، ليشربها فلان الفلاني.


تنزل نقطة المطر في إحدى البلاد، لتنبت منها حبة القمح، التي يتم تصديرها إلى آخر الأرض، ليأكلها شخص بعينه في رغيف الخبز.


" عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك". ألم تفكر أن السيارة التي تحلم باقتنائها ربما تكون سر فسادك، أو طريق هلاكك؟ ألم تفكر أن الموبايل الذي تحلم به، ربما يكون وسيلتك لارتكاب المعاصي؟.. " لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع ".


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كان لابن آدم واديا من ذهب، لتمنى أن يكون له واديان، ولم يملأ فم ابن أدم إلا التراب ".



حدود القناعة


وما هي إذن حدود القناعة عند بني آدم ؟


إن أنت أصبحت معافى في جسدك. آمنا في سربك، تغلق عليك بابك وأنت مطمئن. فمن نعم الله علينا أننا نعيش في أمان، ففي مدن الغرب لا تستطيع المرأة أن تغادر بيتها بعد السابعة مساء، وإن فعلت فهي تخطف وتغتصب وتقتل. " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ".


هل فكرت يوما أن ترضى الله لأنه جعلك آمنا في بلدك؟.. عندك قوت يومك؟ في الثلاجة طعام يوم واحد فقط. لو عندك هذا، فإنه حد الكفاية الذي حدثك الله عنه. لماذا اكتفى بطعام يوم واحد، وليس طعام أسبوع؟.. لأنك لا تضمن الحياة للغد. فإذا جاء الغد وأنت حي، فإن الذي رزقك اليوم، سوف يرزقك غداً. أفلا تشعر بالرضا لهذا؟.. أحياناً يرسل الله سبحانه رزق العام كله في شهر، ويبعث رزق الشهر في يوم واحد، ويبعث رزق اليوم في دقيقة. كن راضياً أذن عن الله، وقل: على الدنيا العفاء. قل لها: يا دنيا أنا أعفو عنك ولا أريد منك شيئاً، مادمت معافى في جسدك، آمنا في سربك، تملك قوت يومك.



يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ذاق طعم الأيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ". منقول