المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة عاجلة حول ما يقوم به الشيخ ( أبوصالح ) الحميد في مقبرة بريدة


فتى السنة
19-01-07, 10:26 am
إهداء إلى الشيخ ( أبي صالح ) محمد الحميد وفقه الله


ويليه فتاوى لبعض العلماء :

سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله
فضيلة الشيـخ / محمد بن عثيميـن رحمه الله
فضيلة الشيـخ / عبد الله بن جبرين وفقـه الله




كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو عبد الرحمن القصيمي
حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده لا شريك له , القائل في كتابه العزيز ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ الكريم القائل : ( إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ..... ) . ثم أما بعد :
فقد اختلف العلماء وطلاب العلم , وخاصة في الديار النجدية , في حكم النصيحة والموعظة داخل المقابر , وأثناء دفن الميت , فمنهم من منع النصيحة والموعظة مطلقاً , ومنهم من أجازها مطلقاً , ومنهم من فصّل فيها .
ولقد سألني الكثير من الإخوة الصالحين , الكبار منهم والصغار , وبعض طلاب العلم عن شرعيَّة ما يقوم به أخونا الشيخ أبو صالح محمد بن علي الحميد وفقه الله , من النصيحة والموعظة وتذكير الناس بالله تعالى في المقبرة وأثناء دفن الميت ؟ وهل أمره للناس بالجلوس له أصلٌ ؟! .
والجواب لهؤلاء جميعاً أن نقول وبالله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد :
إن هذه المسألة المهمة تُعد من المسائل الاجتهادية التي من أصاب فيها فله أجران , ومن أخطأ فله أجرٌ واحد , كما جاء هذا في الحديث الصحيح .
والنصيحة والموعظة المبذولة للناس في المقبرة وعند دفن الميت أو الأموات ليس هناك ما يَنهى عنها , إذ أصل الحديث والموعظة في المقبرة وعند دفن الميت لها أصلٌ في الشريعة المطهرة , وفي صحيح السنة النبوية , فقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على ذلك فقال : باب موعظة المُحدِّث عند القبر , وقعود أصحابه حوله , ثم ساق رحمه الله تعالى حديثاً بسنده فقال : حدثنا عثمان قال : حدثني جريرٌ عن منصورٍ عن سعد بن عبيدة عن أَبِي عبد الرحمن عن علي رضي اللَّه عنه , قال : كُنا في جنازة في بقِيعِ الغرقد , فَأَتانا النبِي صلى اللَّه عليه وسلم , فقعد وقعدنا حَوْلَهُ ومعه مِخْصَرَةٌ , فَنَكَّسَ فجعل يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ .
ثم قال : ( ما منكم من أَحد ما من نَفْسٍ مَنْفُوسةٍ إلا كُتِب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كُتِبَ شَقِيَّةً أو سعيدة ) , فقال رجل يا رسول اللَّه : أَفَلا نَتَّكِلُ على كتابِنا وندع العمل , فمن كان منا من أهل السَّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة , وأما من كان منا من أهل الشَّقاوة فسيصِير إلى عمل أهل الشَّقاوة , قال : ( أما أهل السَّعادة فييسرون لعمل السعادة , وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة , ثم قَرَأَ ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ) الآية (1) .
هذا النصح والوعظ كله في المقبرة , وأثناء دفن الميت , والحديث صحيح لا غبار عليه , وقد رواه مسلم رحمه الله بمثل لفظ البخاري .
وقراءة القرآن عند المقابر لا يجوز إذا كانت استقلالاً , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاقتضاء : ( قراءة القرآن عند المقابر بدعة على أصح قولي العلماء ) (1) .
قال الشيخ المحدث سليمان العلوان حفظه الله في شرحه لصحيح البخاري على كتاب الجنائز , تحت هذا الحديث , قال : ( ولكن من قرأ قرآناً من باب الاستشهاد في الوعظ , فلا مانع كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ) انتهى(2) .
والشيخ حفظه الله كما ترى لا يرى في النصح والوعظ في المقبرة غير الجواز , وقد حدثني أحد كبار طلاب الشيخ حفظه الله قائلاً : أن شيخنا سليمان سُئل عن النصح والوعظ داخل المقبرة , فقال : ( لا مانع من النصح والوعظ عند دفن الميت , ولكن على المُتحدث ألا يُطيل على الناس وأن يتخللهم بالموعظة على فترات ) , انتهى كلامه .
والشيخ محمد الحميد لا يُطيل في المقبرة إطالة مُخلة , كما أنه يتكلم في الغالب عند كل جنازة لأن المشيعين للجنازة هم غيرهم في الجنازة الأخرى , وسيأتي زيادة في ذلك بإذن الله .
فليتق الله أولئك المُشنعين والمنكرين على الشيخ محمد الحميد نُصحه ووعظه للمُشيعين داخل المقبرة بلا دليل قاطع ولا برهان ساطع .
ومثل الحديث السابق الذي ساقه البخاري رحمه الله تحت باب موعظة المحدِّث عند القبر , حديث البراء بن عازب رضي الله عنه , وهو حديث طويل جداً , قال فيه رضي الله عنه وأرضاه : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازةِ رجلٍ من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولَمَّا يُلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله , وكأن على رؤوسنا الطير , فجعل يرفع بصره وينظر إلى السماء ، يخفض بصره وينظر إلى الأرض ، ثم قال : استعيذوا بالله من عذاب القبر - قالها مِراراً - ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء .....) الحديث (3) .
ثم ساق البراء بن عازب رضي الله عنه الحديث بطوله , والذي يُقدر بثلاث صفحات تقريباً , وهو أطول حديثٍ صح في السنة النبوية فيما أعلم , وقاله الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة في المقبرة , والجنازة لما تُلحد بعد .
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه ( أحكام الجنائز ) , قبل أن يذكر حديث البراء بن عازب رضي الله عنه بطوله , قال : ( ويجوز الجلوس عنده أثناء الدفن - يقصد القبر- بقصد تذكير الحاضرين بالموت وما بعده , لحديث البـراء بن عـازب رضي الله عنه ) (4) .
فما المانع إذاً بعد كل هذا أن يعظ وينصح الشيخ أبوصالح محمد الحميد وفقه الله الناس الذين حظروا للجنازة بقدر طول هذا الحديث أو دونه , إلى قُرب الانتهاء من لحد الميت , كما جاء ذلك في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم , كما في حديث علي بن أبي طالب , والبراء بن عازب رضي الله عنهما .
إذاً فقد تبين من خلال هذين الحديثين أن لِلنصيحة والموعظة في المقبرة أصلٌ في السنة النبوية الصحيحة , وعلى هذا فلا يجوز لأحدٍ كائناً من كان أن يُبدع أو يُحرم على أخينا الشيخ أبي صالح محمد الحميد وفقه الله نصيحته وتذكيره بالله تعالى لِمن حوله من الناس الذين يحضرون تشييع الجنازة , إذ النصيحة والموعظة في المقبرة وعند دفن الميت أدعى لقبول الناس لها , والتأثر بها , حيث إن قلوب الحاضرين مُقبلة وخاشعة , ومنكسرة ومُتأثرة كما هو مشاهد , فوعظهم ونصيحتهم وتذكيرهم بالله تعالى , وتذكيرهم بالموت وسكراته , والقيامة وأهوالها , فرصة تقبلها نفوس هؤلاء المُشيعين للميت .
ولقد شنع بعض أهل العلم وبعض الأخيار على أخينا الشيخ أبي صالح محمد الحميد وفقه الله بما يقوم به من بذلِ النصح والوعظ داخل المقبرة , واعتبروا طريقته لا أصل لها في الشريعة , واغتر من اغتر من العوام وبعض الصالحين بتشنيع هؤلاء على الشيخ محمد الحميد , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فَنُذَكِّرُ هؤلاء جميعاً بتقوى الله سبحانه , ونطالبهم بالعدل والإنصاف مع الشيخ حفظه الله , قال تعالى ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (1) وقال تعالى ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) (2) .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الآية : ( يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال ، على القريب والبعيد ، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد ، وفي كل وقت ، وفي كل حال ) (3) .
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى على الآية السابقة : ( أي إذا قلتم بقولٍ في خيرٍ أو شهادة ، أو جرحٍ أو تعديل ، فاعدلوا فيه , وتحرّوا الصواب ، ولا تتعصبوا في ذلك لقريبٍ ولا على بعيد ، ولا تميلوا إلى صديق , ولا على عدو ، بل سوُّوا بين الناس ، فإن ذلك من العدل الذي أمر الله تعالى به ) (4) .
كما أننا نُحذرهم من تنقص الشيخ وازدرائه وسبه , أو غيبته بلا برهانٍ ولا بينةٍ بسبب كلماته في المقبرة , فكلنا فينا النقص والعيب , والذنوب والمعاصي , ومَن منا لا يسلم من الخطأ والزلل إلا من عصمه الله سبحانه وهم الأنبياء عليهم السلام , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( كل أحد يؤخذ من قوله ويُترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما ثَمَّ معصوم من الخطأ غير الرسول , لكن الشيوخ الذين عُرف صحة طريقتهم عُلِمَ أنهم لا يقصدون ما يُعْلَم فساده بالضرورة من العقل والدين ) (1) .
وقال السُبكي رحمه الله : ( فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة , فلا ينبغي أن يُحْمَل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تُعوِّد منه ومن أمثاله , بل ينبغي التأويل الصالح وحسن الظنّ الواجب به وأمثاله ) (2) .
وهذا ما أكده ابن القيم رحمه الله حيث قال : ( من قواعد الشرع والحكمة أيضاً : أن من كَثُرت حسناته وعظمت , وكان له في الإسلام تأثير ظاهر , فإنه يُحتمل له مالا يُحتمل لغيره , ويُعفى عنه مالا يُعفى عن غيره ) (3) .
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعـظ العاصـين بعد محـمدِ
مع العلم أن هناك الكثير من يُنكر على الشيخ قيامهِ بالنصيحة والموعظة لمن هم بداخل المقبرة بدون علمٍ ولا برهان ، ظانين أن الأمر مقطوع به , وهؤلاء لا يحل لهم الإنكار عليه بلا بينةٍ واضحة , قال شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( ومتى لم تتبيَّن لكم المسألة , لم يحلّ لكم الإنكار على من أفتى أوعمل , حتى يتبيَّن لكم خطؤه , بل الواجب السكوت والتوقف , فإذا تحققتم الخطأ بيَّنتموه , ولم تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مئة أو مئتين أخطأت فيهن , فإني لا أدعي العصمة ) (4) .
إن تشنيع هؤلاء ونقدهم أو تبديع بعضهم لما يقوم به الشيخ محمد الحميد وفقه الله مجازفة خطيرة منهم , ونوعٌ من أنواع الظلم والعدوان , وليس لهم سلفٌ من السلف فيما أنكروه وشنعوا عليه , وهؤلاء المُنكرون والمُشنعون لما يقوم به الشيخ من النصيحة والموعظة داخل المقبرة , يصح فيهم قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يوم أن قال : ( إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ) , ولهذا فليأتوا بقولٍ لعالمٍ من علماء السلف أو حتى الخلف يُحرم أو يُبدع من يقوم بالنصح أو الوعظ في المقبرة أثناء دفن الميت .
ومن باب التأكيد على مشروعية النصح والوعظ داخل المقبرة وقبل دفن الميت , سوف نُرفق بإذن الله تعالى في آخر الرسالة فتاوى بعض العلماء في مشروعية وجواز النصح والوعظ في المقبرة وعند دفن الميت , ليتبين من خلالها أن الأمر واسع ولله الحمد .
ثم إن الذين أنكروا وشنعوا على الشيخ أبي صالح محمد الحميد نصيحته وكلماته داخل المقبرة هم على أصناف ثلاثة :-
الصنف الأول : أهل العلم وطلابه , ولكن ليس لديهم دليلٌ قاطعٌ في هذه المسألة , ولذا فلم يستجب الشيخ محمد الحميد لهم , وحُق له ذلك , وحجة هؤلاء الصنف أن الشيخ يُكثر من النصيحة في كل جنازة , وإلا فهم لا يُنكرون أصلَ مشروعية النصح والوعظ في المقبرة عند دفن الميت , ونحن نحتج للشيخ بما أورده هؤلاء عليه أن نقول : إن الذين حضروا للجنازة , الغالب أو الدائم فيهم أنهم غير الذين حظروا في الجنازة السابقة , فكان من المناسب أن يتحدث ويعظ الشيخ من أجل إقامة الحجة على هؤلاء , وتذكيرهم بما هم فيه من المعاصي والمنكرات .
ثم إن مِن هذا الصنف من يقول : إن الشيخ لا يتخلل المُشيعين للجنازة بالنصح والموعظة على فترات , فأقول لهم : صحيح قولكم هذا , ولكن يقال لكم :
أولاً : قلنا قبل قليل أن المُشيعين للجنازة هم غيرهم في الجنازة الأخرى , وهذا لا شك فيه , وهو الذي يدعو الشيخ أن يتكلم غالباً مُذكراً لهم بالله تعالى .
ثانياً : إذا انتم تُطالبون الشيخ وفقه الله أن يتخلل المُشيعين للجنازة بالنصح والموعظة على فترات وليس على الدوام , فلماذا أنتم لا تُطبقون هذا الأمر في المقبرة ؟ فحتى الآن لم نعلم ولم نسمع أنكم نصحتم ووعظتم الناس في المقبرة ولو على شرطكم هذا !!! .
الصنف الثاني : من أهل العلم وطلابه , ويعلمون مشروعية فعل الشيخ أبي صالح محمد الحميد وفقه الله , ويعلمون كذلك أن الحق معه فيما يقوم به , ولكن غَلَبهم إلا من رحم الله الحسد والكبر والظلم والعدوان على الإنكار عليه والتحذير من طريقته ! , وأعرف من هؤلاء من يخرج من المسجد إذا قام الشيخ أبو صالح مُتحدثاً !!! فماذا يعني هذا ؟ وهل نتوقع من الشيخ أبي صالح الحميد أن يقبل من هؤلاء وهذا هو حالهم ! , والله المستعان .
الصنف الثالث : عوامٌ من الناس لا ناقة لهم ولا جمل , ولكن يُنكرون على الشيخ وفقه الله تقليداً للصنف الأول والثاني , ومنهم من يُنكر من منطلق الحسد والجهل والهوى إلا من رحم الله , وهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم , وليس لهم من الأمر شيء .
والذي أعلمه من الشيخ أبي صالح محمد الحميد وفقه الله - كما أحسبه والله حسيبه - أنه يُقدر للصنف الأول فضله واجتهاده , ويدعو لهم في المجالس العامة والخاصة , ويحبهم ويُثني عليهم , ولكن لم يستجب لطلبهم لعدم وجود الدليل القاطع معهم .
وأما الصنف الثاني والثالث , فالشيخ يسلك معهم مسلك الشاعر حيث يقول :
إذا سألوا عن مذهبي لم أَبُـحْ به وأكـتمه كتـمانـه لِيَ أسلـمُ فإنْ حنفياً قلت قالـوا بأنـني أُبيـح الطِّلا وهْو الشراب المحرّمُ وإنْ مالـكياً قـلت قالوا بأنـني أُبيـح لهم لَحْـم الكلاب وهُمْ هُمُ
وإنْ شافعياً قلت قالـوا بأنني أُبيـح نكاح البنتِ والبنتُ تَحْـرُمُ وإنْ حنبلياً قلت قالوا بأنـني بغيض حلـولـي ثقيـل مُجَـسِّمُ وإن قلت من أهل الحديث وحِزْبه يقولون شخصٌ ليس يدري ويفهمُ تعجبت من هذا الزمان وأهــله فما أحدٌ من ألـسن الناس يَسلـمُ
وبعد هذا , فمن تأمل كلمات ونصائح ومواعظ الشيخ محمد الحميد حفظه الله في المقبرة وقبل دفن الميت , يرى أنها تدور حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والكثير من الإخوة حدثني أن الشيخ يتحدث حول قضايا مهمة للناس الذين حظروا تشييع الجنازة , فهو يتحدث في الغالب عن الموت وزوال الدنيا والرحيل للدار الآخرة , وتارةً أخرى يتحدث عن الصلاة وأهميتها في الإسلام , ويحذر من تركها والتهاون في أمرها , وتارةً كذلك يتحدث عن التصوير والتساهل فيه , ويُنْكِرُ على الناس كاميرات الجوال وإدخالها في المقبرة , كما أنه - كما سمعته بنفسي - يحذر بكلماتٍ مؤثرة عن القنوات الهابطة والدشوش الفاسدة .
ثم لو خرج الشيخ وفقه الله عن النصح والوعظ داخل المقبرة إلى إنكاره على المُشيعين المُجاهرين بالمُحرمات , فله من السُنة ما يُؤيد فعله , فقد روى أبو داود رحمه الله في سننه بسندٍ صحيح حديث صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ (1) , حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ , ويحك أَلْقِ سِّبْتِيَّتَيْكَ ) , فنظر الرَّجُلُ , فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خَلعهما فرمى بهما (2) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر المنكر يوم رأى الرجل بين القبور يمشي بنعليه , ولا شك لكل عاقل أن المنكرات الموجودة في المقبرة على الكثير من المُشيعين كالإسبال وحلق اللحية ودخول الجوالات بكاميراتها وأصوات الموسيقى والأغاني فيها , وما تحمله من صورٍ فاضحة لدى البعض والعياذ بالله , لهي أشد مُنْكَراً من لبس النعلين بين القبور .
ثم إن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قـال : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان ) (3) , أنه على عمومه , فيشمل حتى المنكرات داخل المقبرة .
ثم نقول لهؤلاء المُشنعين على الشيخ محمد الحميد : على رسلكم يا إخوة , هل لم يبق عندكم من المُخالفات والمُنكرات عُموماً , وفي المقابر خُصوصاً ـ على حسب زعمكم ـ إلا ما يقوم به الشيخ أبوصالح من النصح والوعظ وتذكير الناس بالله تعالى ؟ فغضبتم عليه تارة , وحذرتم منه تارة , وبدعتموه بلا برهانٍ ولا بينةٍ تارةً أُخرى ! .
لسانك لا تذكـر به عورةَ امرءٍ فكلك عـورات وللـناس ألـسُنُ وعينُك إن أبـدتْ إليك معـائباً فصنها وقل ياعينُ للناس أعُـينُ
أين أنتم يا طلاب العلم سامحكم الله من الشرك الصريح والكفر القبيح في مقبرة البقيع في المدينة النبوية ؟ , شرك جاهر به الرافضة , أحفاد ابن العلقمي قبحهم الله بين قبور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أين أنتم من هذا الشرك إن كنتم تريدون الإنكار فعلاً ؟ , أين أنتم إن كنتم تريدون إنكار البدع حقيقة ؟ , وهي بدعٌ مُكَفِّرةٌ مجمع عليها !! , أين أنتم يا من أصبح همكم محاربة الشيخ محمد الحميد فيما يقوم به في المقابر من نصحٍ ووعظٍ وهو أمرٌ يسع فيه الخلاف ولله الحمد ؟ , وتركتم إنكار الشرك الصريح في مقبرة البقيـع , وعجزتم أن تُنكروا على الرافضة تلك المُوبقـات !! .
فأصبح همكم وفكركم , الطعن والتحذير من الشيخ أبي صالح محمد الحميد وفقه الله , والذي - نحسبه والله حسيبه - ممَّن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في أمكنة كثيرة , حتى ذهب بنفسه كما حدثني الثقات , فأنكر المنكرات التي حصلت في البقيع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأنتم قاعدون في بيوتكم ومجالسكم تخوض ألسنتكم بِعِرض أخيكم الداعيـة الذي لا تمرُ فريضة من الصلوات الخمس إلا وتسمع صوته مذكراً الناس بدين الله تعالى .
وأما أمرُ الشيخ محمد الحميد وفقه الله للناس بالجلوس قبل دفن الميت , فهذا قد سبق ذكره في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه , حيث يقول : ( كُنا في جنازة في بقِيعِ الغرقد , فَأَتانا النبِي صلى اللَّه عليه وسلم , فقعد وقعدنا حَوْلَهُ ) , ومثله حديث البراء بن عازب رضي الله عنه , حيث يقول : ( فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير ) , فمن هذين الحديثين يجلس الشيخ حفظه الله تعالى ويأمر الحاضرين بالجلوس , كما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث علي والبراء رضي الله عنهما .
وأخيراً : الحذر كل الحذر من تنقص الشيخ أبي صالح الحميد والدخول في نيته ومقصده انتصاراً للنفس والهوى , أو اتباعاً لرأي فلان وفلان من الناس , وهو كما نعلم مما ظهر لنا - كما نحسبه والله حسيبه - قد بذل وقته وحياته في الدعوة إلى الله عز وجل , فكم هي المقابر التي ذَكّر الناس فيها , وكم هي المساجد التي تكلم فيها وناصر أهل الحق والإيمان , ودعا لهم ونافح عنهم صادعاً بذلك , فجزاه الله خير الجزاء .
وأما من عاداه ظلماً وعدواناً , من أجل مسألة أو مسألتين , أو من أجل استمراره بالنصح والوعظ في المقابر , أو من أجل إطالة حديثه بعض الوقت في المساجد ، فهذا ليس عذراً يسوغ لك معاداته والقدح فيه , والتشفي والطعن بِعِرْضِه , وكأن الشيخ أبا صالح الحميد قد أخطأ في أسماء الله وصفاته , أو أخطأ في أمرٍ معلومٍ من الدين بالضرورة , يصعب التساهل والتسامح معه , فهذا لو وقع فيحق لك أن تسلك معه مسلك العِداء بعد إقامة الحجة والبينة , أما والواقع غير ذلك فعند الله تجتمع الخصوم , والرجل يحب الله ورسوله , ويحب أهل الدين والصادقين من المؤمنين - كما نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً - , فما بال أُناس تكلموا بحقه بلا عدلٍ ولا إنصاف , وأكثروا من غيبته والقدح فيه , وكأنهم معصومون من الأخطاء , وليس لديهم مما لا يسلم منه أحد من البشر , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال سعيد بن المسيب رحمه الله : ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب , ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبه , فمن كان فضله أكثر من نقصه وُهِب نقصه لفضله ) (1) .
ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها كفى المرءَ نبلاً أن تُعد معايبه
وقبل الختام : ومن المناسب ونحن نتعرض لموضوعٍ مهم كهذا , أن نذكر ما يلاحظ على بعض أهل العلم من المشايخ والدعاة , وربما بعض خطباء المساجد , من الدخول للمقبرة أثناء دفن الميت أو الأموات وهم مرتادون للمشالح والبشوت وهي في أحسن ألوانها وأشكالها , ودخولهم في المقبرة وخاصة عند كثرة الناس وانشغالهم بالدفن والحزن وهي عليهم مستغرب منهم جداً , ولسنا نُحَرِّم لبس المشالح والبشوت في المقبرة , ولكن وجودها على أكتاف المشايخ وطلاب العلم أو خطباء المساجد في هذا المكان العصيب , وفي هذا المكان الذي يُعتبر أول منازل الآخرة , غير لائق بتاتاً , وليس هذا فعل المنكسرين الخائفين من الموت وأهواله .
بل دخول هؤلاء - هداهم الله - أثناء تشييع الجنازة هو في غاية التميز والبروز , وأقرب ما يكون إلى ثوب الشهرة , وكأنهم يقولون للناس والشباب بلسان الحال تعالوا سلموا علينا , وتعالوا قبلوا رؤوسنا , فأنا الشيخ فلان , والخطيب فلان , ألا تعرفوني !!! .
وقد حصل بسبب إظهار أنفسهم داخل المقبرة بهذه المشالح والبشوت أن توجه الناس والشباب إليهم للسلام وتقبيل رؤوسهم , حتى صرفوا الناس من خشوعهم وخوفهم من ربهم لما رأوا القبور وأهلها بطريقة لباسهم الذي لا يُرى عليه أثر التواضع والانكسار .
بل كم هي المصيبة على أهل الميت يوم يُشاهدون مَن كان حول قبر ميتهم يدعون ويستغفرون له أنهم يتسابقون لأصحاب البشوت لتوزيع السلام والقُبلات عليهم .
وللعلم , فإن السلف من العلماء الصادقين والعباد الصالحين , لهم في المقبرة وعند تشييع الجنازة انكسارٌ وخشوع , وذلٌ وخوفٌ وخضوع , يدل على تعظيمهم للموت وما بعده , حتى إن صاحب المصيبة كان لا يُعرف من بينهم , والله المستعان .
وبما تقدم لا نرى من لبس البشوت والمشالح أيَّ داعٍ على الحقيقة , وإنما هي فتنة لهم ولغيرهم , فاحذر يا عبد الله من ترك الجنازة ولب خشوعك وتذهب لِتقُبِّل وتُسلم على أصحاب البشوت والمشالح , فهذا ليس وقته , فدع هذا في المسجد أو في بيته , أو بعد خروجه من المقبرة , وإن تركته نهائياً حتى يبقى ذكر الموت في نفسك أطول فهو أسلم لك ولدينك , وليت هناك مَن يذكرهم بالله أن المقبرة لا ينبغي فيها ارتداء هذه البشوت والمشالح والتزين بها في دارٍ أهلها لا يتكلمون , وفي دارٍ الناس فيها محزنون .
وفي الختام : فإنَّ رسالتي هذه ليست إلا تذكيراً وتبصيراً لأهل العلم والأخيار , بأن يتقوا الله سبحانه في الحكم على الآخرين , وعدم اتهام النيات والمقاصد , كما عليهم بإحسان الظن بالصادقين من أنصار هذا الدين , وتَلمُّس الأعذار ممن عُرِفت أصوله وتوحيده , ومحبته لصفوة الأمة في هذا الزمان كالشيخ أبي صالح وفقه الله .
وهنا نقول له : جزاكم الله خير الجزاء على جهودكم في الدعوة إلى الله , وسدد الله على الحق والإخلاص والمتابعة خُطاكم .
ثم إننا نبرأ إلى الله سبحانه مِن تبديعكم والقدح فيكم من أجل ما تقومون به من النصح والوعظ في المقبرة , لأن ما قُمتم به له أصلٌ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وندعوكم في ختام الرسالة حفظكم الله تعالى : إلى الصفح والعفو عن كل من قال بكم ما ليس فيكم , أو تكلم في حقكم كذباً وبهتاناً , أو اغتابكم بلا برهانٍ أو بينة , فالكثير والكثير مما قيل فيكم فيه حظٌ من النفْس والهوى , وفيه من الظلم والعدوان وعدم العدل والإنصاف ما الله به عليم , ولن يضيركم هذا , فالخافض والرافع هو الرب العظيم سبحانه , هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والآن في الصفحات التالية نقف على فتاوى بعض العلماء حول هذا الموضوع ...

كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو عبد الرحمن القصيمي
25 / 11 / 1427هـ


فـتاوى العلماء
بمشروعية
الوعظ والنصح في المقابر



سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله
فضيلة الشيـخ / محمد بن عثيميـن رحمه الله
فضيلة الشيـخ / عبد الله بن جبرين وفقـه الله



هذه فتاوى مهمة صادرة من علماء كبار , عرفهم الصغير قبل الكبير , أحببنا أن نتحف بها كل من يطلب الحق ويسعى إليه في حكم ومشروعية الوعظ والنصح في المقابر , عِلماً أن صاحب الدليل , والمتبع للكتاب والسنة , يكفيه بحمد الله ما سبق ذكره من الأدلة الثابتة عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في الوعظ داخل المقابر , ولكن ذكرت هذه الفتاوى من باب أن ينشرح صدر القارئ أكثر فأكثر .
ولقد اقتصرت على فتاوى لعلماء يطمئن الناس لهم في الأحكام الشرعية , ويكفي من هؤلاء شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله , حيث إنه ولله الحمد لا يرى في الوعظ والنصح في المقابر أيَّ حرج , وأنكر أن يكون ذلك بدعة .
والآن ندعو القارئ إلى قراءة هذه الفتاوى والتأمل فيها , ليعرف من خلالها مشروعية الوعظ والنصح داخل المقابر , وحتى لا يقول على الله بغير علم .
فتاوى سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله

س 1 / ما حكم الموعظة عند القبر ؟
ج 1 / فأجاب سماحته بقوله : لا بأس بذلك عند القبر قبل الدفن وليست بدعة ، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث علي والبراء بن عازب رضي الله عنهما .

المصدر : ( أسئلة مقدمة لسماحته من الجمعية الخيرية بشقراء ) , ( 13/ 209 ) .

س 2 / الأخ ع . م . من الزلفي يقول في سؤاله : هل يوجد دليل على مشروعية الوعظ عند القبر , لأن بعض الناس ينكرون ذلك ؟ نرجو إفادتنا ، أعظم الله لكم الأجر والمثوبة .
ج 2 / فأجاب سماحته بقوله : لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة أنه وعظ الناس عند القبر وهم ينتظرون الدفن ، وبذلك يُعلم أن الوعظ عند القبر أمر مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم , لما في ذلك من التذكير بالموت والجنة والنار ، وغير ذلك من أمور الآخـرة ، والحث على الاستعداد للقاء الله , والله ولي التوفيق .

المصدر : ( مجلة الدعوة ) العدد (1560 ) في العدد جمادى الأولى 1417هـ ) .


فتوى فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله

س / ما حكم الموعظة عند القبر ؟ .
ج / فأجاب فضيلته بقوله : الموعظة عند القبر جائزة على حسب ما جاء في السنة , وليست أن يخطب الإنسان قائماً يعظ الناس , لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم , خصوصاً إذا اتخذت راتبة كلما خرج شخص مع جنازة قام ووعظ الناس .
لكن الموعظة عند القبر تكون كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم , وعظهم وهو واقف على القبر , وقال : ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار ) وأتى مرة وهم في البقيع في جنازة ولما يلحد القبر , فجلس وجلس الناس حوله , وجعل ينكت بعود معه على الأرض , ثم ذكر حال الإنسان عند احتضاره وعند دفنه , وتكلم بكلام هو موعظة في حقيقته , فمثل هذا لا باس به .
أما أن يقوم خطيباً يعظ الناس , فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

المصدر : ( فتاوى في أحكام الجنائز ص 230 السؤال رقم 234 ) .

تنبيه : الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما ترى أجاز الموعظة عند القبر , ولكنـه قال : ( أما أن يقوم خطيباً يعِظ الناس , فهذا لم يَرِد ) ، وكذا الشيخ محمد الحميد وفقه الله لا يقوم خطيباً إذا وعظ الناس داخل المقبرة , ولا يقف كذلك إذا بدأ بالنصيحة والموعظة , بل إنه يكون جالساً كما حدثني العديد من الثقات الذين يُتابعون الجنائـز , وقد رأيته قبل فترة يعِـظ وينصح وهـو جالـس .
كما أن قول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ( خصوصاً إذا اتخذت راتبة كلما خرج شخص مع جنازة قام ووعَظ الناس ) .
فقد سبق أن قلنا : أننا نحتج للشيخ محمد الحميد بأن وعظه ونصحه في غالب الجنائز أن الناس الذين يحضرون في الجنازة اللاحقة غير الذين حضروا في الجنازة السابقة , وهذا شيء صحيح وهو الذي يجعل الشيخ أبا صالح يتكلم في كل جنازة تقريباً .



فتوى فضيلة الشيخ / عبد الله بن جبرين وفقه الله

س / هل تشرع الموعظة والتذكير عند الدفن في المقبرة ؟ .
ج / فأجاب فضيلته : نعم يشرع ذلك , فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك لما جيئ بالميت ولما يلحد بعد , جلس وجلسوا حوله , فأخذ يقص عليهم عذاب القبر ونعيمه في حديث طويل مشهور , ولأن الموضوع يناسب فيه ذكر الموت وما بعده , والحاضرون يشاهدون القبور , ويذكر بالآخرة , ويزهد في الدنيا , فالتذكير يؤثر فيهم غالباً , وقد ذكروا عن بعض السلف أنه حضر جنازة تدفن , فأبصر بعض الحاضرين يهرب من الشمس والغبار فأنشد قوله :
من كان حين تصيب الشمس جبهته أو الغـبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظـل كي تبـقى بشاشـته فسـوف يسكن يوماً راغماً جَدََثا
قـفـراءُ موحـشة غبراء مظلمة يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجـهـزي بجـهـازٍ تبلغين بـه يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا

المصدر : ( اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ) السؤال ( 55 ) ص 51 .

وبعد هذه الفتاوى الصريحة في مشروعية وجواز النصح والوعظ في المقابر , لا يجوز للمسلم فضلاً عن طالب العلم , أن يُبدع ويُحرم على الشيخ أبي صالح محمد الحميد نصحه ووعظه وتذكيره بالله تعالى للناس المُشيعين للجنازة داخل المقابر , وقبل دفن الميت , لأن التحريم أو التبديع بلا برهانٍ ساطع , ولا نصٍ قاطع , شأنه عظيم , وقولٌ على الله بلا علم , وهو ذنبٌ كبير يُخشى على صاحبه العقوبة يوم الحساب والجزاء .
والشيخ بحمد الله تعالى من أهل السنة والجماعة , حتى ولو وقع في الخطأ , ورحم الله من قال : أهل السنة إذا قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم , وأهل البدعة إذا قامت بهم أعمالهم قعدت بهم عقائدهم , هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو عبد الرحمن القصيمي
25 / 11 / 1427هـ

هين هين
19-01-07, 11:13 am
فتى السنة
الله يجزاك الف خير في ما طرحت ويجعلها من موازين اعمالك
على رسالتك العاجلة
الكثير منا كان يعتبر مايقوم به الشيخ بن حميد من نصائح باالمقبرة بدعةشكرآ اخي على التوضيح

لاحول ولاقوة الابالله

ابوقش
19-01-07, 11:18 am
جزاك الله الف خير ..

وجعله في موازين حسناتك ..

ابو الحسن
19-01-07, 03:18 pm
جزاك الله خيرا ..

عيون الصقر
19-01-07, 09:35 pm
جزاك الله خير اخي الكريم وجازا الشيخ الحميد خير الجزاء على مايقوم به من وعظ وتذكير

أبوفيصل
19-01-07, 11:22 pm
جزاك الله خير أخي ... فعلا نحن محتاجين لمن يبين بالأدلة فقد كثر الكلام حوله والله تعالى أعلم .. شكرا على ذا النقل الملئ علما

محمد الهويدي
20-01-07, 12:00 am
جزاك الله خيراً على إفادتك وتنويرك لنا بحكم ذلك .

الـمـهـاجـر
20-01-07, 12:13 am
جزاك الله خيرا أخي الكريم .... و ليتك مهّـدت ببعض التوضيح حتى نفهم ملابسات الموضوع بدقة .

الافق
20-01-07, 02:55 am
جزاك الله الف خير ..

وجعله في موازين حسناتك ..