ناصر الناصر
18-01-07, 02:56 am
إخوتي وأحبتي ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
أولاً : أنا حقيقة لأول مرة أكتب في هذا المنتدى الرائع ، فكنت أتمنى أن تكون بدايتي في هذا المنتدى الذي يحمل إسم أجمل وأحب مدينة إلى قلبي ، كنت أتمنى أن تكون في فرصة أحسن من تلك الفرصة ولكن إرادة الله شاءت أن تكون أول كتابة لي في هذا المنتدى عن والدي رحمه الله تعالى . والذي توفي في يوم الخميس 8/12/1427 أي قبل عشرون يوماً تقريباً .حيث تم نشر خبر الوفاة من قبل الأخ / سلطانكو المغترب بارك الله فيه وأيضأ أشكركم على تفاعلكم مع الخبر ودعائكم لوالدي رحمه الله .
فها أنا أنقل لكم ماسطره قلمي وتكلم به قلبي عن والدي عليه رحمة الله والذي تم نشره في جريدة الجزيرة يوم الأحد الموافق 25/12/1427 في صفحة الرأي ( 38 )
الرأي الأحد 25 ذو الحجة 1427 العدد 12526
إلى جنة الخلد يا والدي
ناصر بن عبد الله الناصر / القصيم - بريدة
كم هو مؤلم على الإنسان فراق الأحبة، والأصعب من ذلك أن يكون الفراق فراق الإنسان الذي أحبك، وأعطاك ولم يبخل عليك، الإنسان الوحيد الذي يتمنى لك الخير أكثر من نفسه، ويتمنى أن تكون أفضل منه، يعطيك ولا ينتظر منك أن تعطيه، ويضحي ولا يشعر أنه فعل شيئاً من أجلك.
كم هو صعب أن تغمض عينيك وتفتحهما فتجد من أحبه قلبك قد رحل.. نعم رحل عنك للأبد..
عندما توفي والدي -رحمه الله- شعرت أنني لن أستطيع أن أعيش بدونه..
ففي لحظات من لحظات الزمن توقفت عقارب الساعة معلنة رحيلك الأبدي يا والدي الحبيب.. صدمة قوية هزت كياني، وفجرت مدامعي، خاصة وأنها فاضت روحك إلى بارئها ورأسك الطاهر على صدري، وجسمك بين يدي.
وبعد وفاتك شعرت أن كل شيء يبكي من حولي تلك الشوارع، والأشجار، وكذلك بكتك سيارتك، حتى العصافير غردت حزناً لرحيلك الأبدي، يا والدي الغالي حتى بيتنا أحسه يحن إليك ويئن لفراقك.
رحلت يا أبي وقد خلفت وراءك بصمة عظيمة في قلوبنا وهي (بصمة حب الخير) فما تزال رائحة ماضيك الجميل تحلق في ذاكرتنا.. وآثار خطوات الخير معلقة في قلوبنا.. لم تزل نبرات صوتك الحنون ترفرف في أذني.
يا أعظم أب في هذا الكون، كيف نسلو بعد غيابك وأنت الشمس التي تشرق لنا كل يوم.. رحمك الله يا من توسد رأسه الجميل الثرى.
هذه هي حال الدنيا.. كل يوم له أحلامه.. ذهبت يا أبي إلى الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى فالناس شهداء الله في أرضه.
أبي (يبه) ليس لها مثيل ولا بديل.. شمعة أضاءت لي دروب حياتي.. وبعد حين انطفأت تلك الشمعة.. فلم أعد أرى سوى الأحزان.
قلبي ينبض بالأحزان بعدك يا أبي.. والحياة بعد موتك لم يعد لها طعم يا أبي.. والعين تقرحت بالدموع.. والقلب هجرته الأفراح.. والنفس تتطلع إلى رؤيتك..
أبي.. كل ما جنَّ الليل بكيتك وأنت لا تعلم.. كم أنت كبير في قلبي يا أبي.. بكيتك يا أبي وأنت في حياتك.. ونقشت حبك في قلبي بالدموع.. وها أنا اليوم أبكيك وأنقش حزنك في قلبي ليصبح وشماً خالداً.
ولن أنساك ما دمت أتنفس.. ولن يمر عليَّ حزن أشدَّ من حزنك بإذن الله وستهون عليَّ الأحزان بعدك بإذن الله.
دموعي أحرقتني كلما انهمرت على خدي، كيف لا وقد رأيته بعيني وهو يودع الحياة..
أبي.. كم زمن نحتاج فوق زمننا.. كي نستوعب غيابك، كي نتأقلم على رحيلك، كي ندرك أننا أمسينا بلا أبي.
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي تستسيغ قلوبنا مرارة النبأ، وكي تتجرأ عيوننا على قراءة (عبد الله بن إبراهيم الناصر في ذمة الله) بلا ذهول، والحمد لله على ذلك وبلا ارتعاش وبلا غصة في الحلق..
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نقنع أطفالنا بغيابك، وكي نشرح لهم مفهوم الموت الذي غيبك عنا وعنهم، وكي ندرب ألسنتهم على نطق اسمك متبوعاً بالرحمة.
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي يمر ذكرك علينا بلا حزن، وبلا دموع، وكي نحفر في ذاكرتنا.. رحل أبي، رحل أبي، رحل أبي. (والحمد لله على ذلك).
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نلملم تبعثر أنفسنا، ونجمع شتات عقولنا، ونلصق أشلاء قلوبنا، ونقف كما علمتنا بثقة، وقوة، وشموخ.
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نستوعب، وكي نتكيف، وكيف نتدرب، وكي نتأقلم، وكي ندرك.. أن أبي لم يعد هنا وأننا أمسينا بلا أبي.
والدي الحبيب.. مهما كتبت عنك يا أبتاه فلن أوفيك حقك.. يا من كنت سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله سبحانه وتعالى.. فلا الكلمات توفيك حقك، ولا الأيام تنسيني ما فعلته من أجلي وأجل أمي حفظها الله وأجل إخوتي، ولا أملك إلا أن أدعو لك بأن يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته، ويحشرك مع زمرة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم يا حي يا قيوم أسألك أن تجمعنا بوالدي ووالدتي ووالديهم وإخوتي وجميع المسلمين في دار كرامتك وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وجميع موتى المسلمين.
اللهم يا حي يا قيوم يا من لا يخيب من دعاه أسألك أن تبارك لنا في والدتي وأن تطيل في عمرها وأن تجعلها ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، وأن تعيننا على برها، والإحسان إليها، وأن تمتعها بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
أولاً : أنا حقيقة لأول مرة أكتب في هذا المنتدى الرائع ، فكنت أتمنى أن تكون بدايتي في هذا المنتدى الذي يحمل إسم أجمل وأحب مدينة إلى قلبي ، كنت أتمنى أن تكون في فرصة أحسن من تلك الفرصة ولكن إرادة الله شاءت أن تكون أول كتابة لي في هذا المنتدى عن والدي رحمه الله تعالى . والذي توفي في يوم الخميس 8/12/1427 أي قبل عشرون يوماً تقريباً .حيث تم نشر خبر الوفاة من قبل الأخ / سلطانكو المغترب بارك الله فيه وأيضأ أشكركم على تفاعلكم مع الخبر ودعائكم لوالدي رحمه الله .
فها أنا أنقل لكم ماسطره قلمي وتكلم به قلبي عن والدي عليه رحمة الله والذي تم نشره في جريدة الجزيرة يوم الأحد الموافق 25/12/1427 في صفحة الرأي ( 38 )
الرأي الأحد 25 ذو الحجة 1427 العدد 12526
إلى جنة الخلد يا والدي
ناصر بن عبد الله الناصر / القصيم - بريدة
كم هو مؤلم على الإنسان فراق الأحبة، والأصعب من ذلك أن يكون الفراق فراق الإنسان الذي أحبك، وأعطاك ولم يبخل عليك، الإنسان الوحيد الذي يتمنى لك الخير أكثر من نفسه، ويتمنى أن تكون أفضل منه، يعطيك ولا ينتظر منك أن تعطيه، ويضحي ولا يشعر أنه فعل شيئاً من أجلك.
كم هو صعب أن تغمض عينيك وتفتحهما فتجد من أحبه قلبك قد رحل.. نعم رحل عنك للأبد..
عندما توفي والدي -رحمه الله- شعرت أنني لن أستطيع أن أعيش بدونه..
ففي لحظات من لحظات الزمن توقفت عقارب الساعة معلنة رحيلك الأبدي يا والدي الحبيب.. صدمة قوية هزت كياني، وفجرت مدامعي، خاصة وأنها فاضت روحك إلى بارئها ورأسك الطاهر على صدري، وجسمك بين يدي.
وبعد وفاتك شعرت أن كل شيء يبكي من حولي تلك الشوارع، والأشجار، وكذلك بكتك سيارتك، حتى العصافير غردت حزناً لرحيلك الأبدي، يا والدي الغالي حتى بيتنا أحسه يحن إليك ويئن لفراقك.
رحلت يا أبي وقد خلفت وراءك بصمة عظيمة في قلوبنا وهي (بصمة حب الخير) فما تزال رائحة ماضيك الجميل تحلق في ذاكرتنا.. وآثار خطوات الخير معلقة في قلوبنا.. لم تزل نبرات صوتك الحنون ترفرف في أذني.
يا أعظم أب في هذا الكون، كيف نسلو بعد غيابك وأنت الشمس التي تشرق لنا كل يوم.. رحمك الله يا من توسد رأسه الجميل الثرى.
هذه هي حال الدنيا.. كل يوم له أحلامه.. ذهبت يا أبي إلى الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى فالناس شهداء الله في أرضه.
أبي (يبه) ليس لها مثيل ولا بديل.. شمعة أضاءت لي دروب حياتي.. وبعد حين انطفأت تلك الشمعة.. فلم أعد أرى سوى الأحزان.
قلبي ينبض بالأحزان بعدك يا أبي.. والحياة بعد موتك لم يعد لها طعم يا أبي.. والعين تقرحت بالدموع.. والقلب هجرته الأفراح.. والنفس تتطلع إلى رؤيتك..
أبي.. كل ما جنَّ الليل بكيتك وأنت لا تعلم.. كم أنت كبير في قلبي يا أبي.. بكيتك يا أبي وأنت في حياتك.. ونقشت حبك في قلبي بالدموع.. وها أنا اليوم أبكيك وأنقش حزنك في قلبي ليصبح وشماً خالداً.
ولن أنساك ما دمت أتنفس.. ولن يمر عليَّ حزن أشدَّ من حزنك بإذن الله وستهون عليَّ الأحزان بعدك بإذن الله.
دموعي أحرقتني كلما انهمرت على خدي، كيف لا وقد رأيته بعيني وهو يودع الحياة..
أبي.. كم زمن نحتاج فوق زمننا.. كي نستوعب غيابك، كي نتأقلم على رحيلك، كي ندرك أننا أمسينا بلا أبي.
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي تستسيغ قلوبنا مرارة النبأ، وكي تتجرأ عيوننا على قراءة (عبد الله بن إبراهيم الناصر في ذمة الله) بلا ذهول، والحمد لله على ذلك وبلا ارتعاش وبلا غصة في الحلق..
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نقنع أطفالنا بغيابك، وكي نشرح لهم مفهوم الموت الذي غيبك عنا وعنهم، وكي ندرب ألسنتهم على نطق اسمك متبوعاً بالرحمة.
***
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي يمر ذكرك علينا بلا حزن، وبلا دموع، وكي نحفر في ذاكرتنا.. رحل أبي، رحل أبي، رحل أبي. (والحمد لله على ذلك).
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نلملم تبعثر أنفسنا، ونجمع شتات عقولنا، ونلصق أشلاء قلوبنا، ونقف كما علمتنا بثقة، وقوة، وشموخ.
كم زمن نحتاج يا أبي.. كي نستوعب، وكي نتكيف، وكيف نتدرب، وكي نتأقلم، وكي ندرك.. أن أبي لم يعد هنا وأننا أمسينا بلا أبي.
والدي الحبيب.. مهما كتبت عنك يا أبتاه فلن أوفيك حقك.. يا من كنت سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله سبحانه وتعالى.. فلا الكلمات توفيك حقك، ولا الأيام تنسيني ما فعلته من أجلي وأجل أمي حفظها الله وأجل إخوتي، ولا أملك إلا أن أدعو لك بأن يرحمك الله ويسكنك فسيح جناته، ويحشرك مع زمرة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم يا حي يا قيوم أسألك أن تجمعنا بوالدي ووالدتي ووالديهم وإخوتي وجميع المسلمين في دار كرامتك وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وجميع موتى المسلمين.
اللهم يا حي يا قيوم يا من لا يخيب من دعاه أسألك أن تبارك لنا في والدتي وأن تطيل في عمرها وأن تجعلها ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، وأن تعيننا على برها، والإحسان إليها، وأن تمتعها بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة.