المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أبي جعفر المنصور إلى أبي زياد الصالح : من هرّب حبل المشنقة إلى عشيقتي..؟!!


أبو زياد الصالح
17-01-07, 02:36 am
سيدة الرحيل.. وملاذ العشاق

الكلام في زمنهم عبث..
أن نحمل أحبارنا لنكتب على جباههم شهداء هي خيانة لذواتنا..
أن تتأبط محبرتك وتشرع دواتك لاستمطار الحرف.. والعراق يلفظ شهداءه على ضفتي نهريه فأنت تخوض معاركك بالورود..
لم أحلم يوماً وأنا أزور بغداد أن أكون كاتبها البعيد.. كاتبها العاشر.. كاتبها الذي لن يفي بوعده لها ليلة نحرها.. ولبغداد في كانون طعم آخر لمن يعرف ثلج بغداد..

أن تكتب عن بغداد وهي تودّع شمسها سوداء فلا بد أن تخفض رأسك، وتتوضأ حتى تتطهر من أنانيّتك.. من فرحك.. فهناك أناس لا يمكن أن تكتب عنهم وأنت في آخر القطار..
كان حلمي الكتابي أن أوشح العذارى خلاخل ليلى مهداة لها من قيس.. وأسكب عليهن مسك المعتمد بن عباد وأجلسهن على عرش بلقيس.. أما وقد فاز كل خليل بخليلته فإنني كاتبها الذي لا يمل.. ميمّم وجهي شطرها.. وأنا الذي هجرتها سنوات مستمتعاً بغربتي عنها.. وكنت أظن أن الأوطان تشيخ.. والنسور تموت طائرة..

عائد لها.. خافض الرأس.. معتذراً.. يوم أن تركتها وهي تصارع الموت وحدها.. وهل استيقظتْ يوماً على غير الدموع..؟!


أن تكتب عن بغداد في هذا الوقت بالذات فأنت تمارس نوعاً من جلد الذات.. كيف لك أن تكتب عن مدينة تسكنك.. مدينة ملطّخة بدمك.. أن تكتب عنها فأنت تخرجها من جسدك المنهك... تلفظها في فم المقابر... تمارس معها العهر على سرير تشرين..!!

أعرف أن بعض المدن هي أجمل حينما تكتسي حلة وتلبس ثوب البياض.. إلاّ مدينتي فهي أجمل حينما تكون عارية من أقنعتها..عارية من مساحيقها.. من لوثات الثعالب..؟!


عندما أكتب هنا فأنا أختار كلمات متسخة لأقوم بغسلها حتى يتحات النفاق عنها، ثم أحفرها للمناضلين الأبرار ممن يمدون كل يوم جسوراً بأجسادهم تبعدنا عن نرجسيتنا، عن غزلنا، عن خيبة حروفنا حتى تلتقي الأرواح مع حواصل طير.. وبغداد مدينة تغسلها الدموع مع كل حرف منافق يكتب لغيرها غزلاً..

منذ الأزل ومدن العراق تحمل خيباتها.. تحمل طهرها، ثم تتلفع بشالات السماء.. تستمطر الكوثر لشهدائها الذين هجروا الحرف إلى الحرف.
وناموا تحت منبر هارون..
هل قلتُ هارون..؟! آه ما أفجع الكلمات التي نقولها دون حياء، دون أن نلبس لها لبوس الوقار..!!


عمر مدينتي لا يمكن أن يُقاس إلاّ بعمر نخيلها.. بعمر المآذن المتهدمة.. بعمر مشانقها.. بعمر الراحلين عنها..
بعمر رائحة الموت الكريهة على ضفتي نهريها..


أن تكتب في هذا الزمن بالذات عن بغداد فأنت تفقد ثروتك اللغوية.. تفقد كل الزهور التي جمعتها للياليك الحمراء؛ فلا غيرها يستحقها..!!
تفقد كل عناق ليلي لتشاركها نخب مناضليها الشهداء والذين أستحي بذكرهم حينما أذكرهم في زمن البجعات الميتة..!!


غنيت كثيراً لها في المهجر بشيء من الخوف حتى لا أتجاوز قامتها.. كبرياءها.. صمودها فبدت لي غير عابئة بصوتنا، وكأنها بانتظار المشهد الأخير.. مشهد القوافل من طيور صغارها.. مشهد الحجارة والمقلاع في يدي زواريبها وأزقتها.. مشهد شنق آخر شوارعها الذكورية..!!


تفاجئك بعض المدن بأنها أكبر من الحرف.. أكبر من اللغة.. لا يمكن أن تطوّقها بأجمل الكلمات.. حتى لو غنيت لها طويلاً.. ونثرت أجمل مواويلك في قلوبها؛ فهناك حرف وكلمة واحدة.. هي وحدها من يزف هذه المدينة... تلك الكلمة لم تولد بعد.. لم تُنطقْ بعد.. عمرها أطول من لغتنا... أسمى من حروفنا التي ابتذلناها كثيراً لمن لا يستحقونها.. لمن بقوا من أجل أن تموت مدنهم.. هذه الكلمة يجب أن نبحث عنها في كل لغات العالم... في كل القواميس، ما بين الأهداب والقصص.. فقط من أجل أن تُقدّم عربون وفاء للمدن الخالدة في يوم زفافها، يوم أن تلفظ كل أوجاعها ممن تقنّعوا باسم الدفاع عنها، وهم من قبّلوا كف الخناجر ليلة الاغتيال..!!

عشر سنوات وأنا ألعن كل من يكتب عنها ..عن حريق عباءتها..كيف احترقت ومتى ومن الجاني..؟
عشر سنوات وتزيد وأنا ألهث وراءها لأطبب لها الجرح الأخير حتى إذا وصلت أجدني مفصولاً عنها بعشرات الجروح.. بعشرات الخنادق.. فأجدني غريباً عنها بمسافات لا يقطعها الحلم..

أجمل ما فيها أنها تصحو باكرة فوق مآذنها وتنام هادئة تحت نخيلها وكأن الدماء التي فيها وجع غيرها.. وكأن ذاكرتها معلقة بالمنصور طُهرها الأزلي..

بغداد كلمة لها جرس النعش منذ أزلها... لها دموع الخيبات في سهولها.. تركت على عيوننا قبل رحيلها بعض الأحبار لكي تستنزف ما تبقى فينا من أنانية العشق..


على سفوحها مات العشاق.. مات الأدباء.. ماتت حروفي هناك..

مات عاشقها الأول أبو جعفر المنصور..ثم هُرّبت الحبال لشنق آخرِ الـ ...!!!!

ـــــــــــــــــ

انتقل المعرف من اسمي الشبيه إلى اسمي الصريح ..إلى صالح الفوزان

sf_317@hotmail.com
..

لمبة شارع
17-01-07, 02:55 am
نعم ابا زياد ..لشنق آخر الـ......











شكرا ابا زياد لإماطة اللثام عن اسمكم الكريم

الكبري
17-01-07, 04:12 am
أبو زياد الصالح ،،،

صالح الفوزان ،،

الكاتب الكبير ،،، الذي أتعلم منه عشق الحرف الجميل ،،،

أسطورة الحرف في بلاد العرب !!!

هذا رأيي ،،،

بقيت عاشقاَ لحرفك كما أنا ،،،

رعاك الله حيثما كنت ،،، وعلى ضفاف أي حرف توقفت ،،،

بغداد جرح غائر في جسد أمتي ،،،

تحياتي

نجم النعايم
17-01-07, 10:01 am
وعندما نكتب عن تاريخ بغداد, فان المشنقة هي المفردة التي تلزم المؤرخ أن يفردها بين سطوره !!!

واليك ياصالح الفوزان أجمل تحية ..... ومن طال الغيبة جاب الغنايم, وها نحن نستمتع بهذه الغنيمة

وسلامتكم

انسان ثاني
17-01-07, 02:49 pm
الاخ الغاالي :صالح الفوازن

تحية لك ولقلمك الجميل والمبدع كلمات سطرتهاالاهات و الالام والاحزان
هي بغداد تبكي هي عاصمة الثقافة تقتل

لن تتوقف بغدادبحبل الخيانه والغدرواالوشاااااااية فمازال للحبل بقية لكنها ستصل في النهاية

الى من علق الحبال ليقتل الرجال

هي بغدادشاهدت الكثيرلكنها لن تتوقف ولن تنتهي فلقدرأت من المغول ماهواشدوأعظم !!!

فور يو
17-01-07, 03:50 pm
سيبقى حبل المشتقه وفي التوقيت المهين وصمة عار على شانقيه ماتعاقب الليل والنهار ...

ابن (( العم )) صالح الفوزان كتبت فأبدعت , شكرا لك ...

عبدالله الجري
18-01-07, 04:00 am
شكراا استاذ صالح
اقف احتراما لشخصك الكريم ولما خطه قلمك
لك سلامي

اخوك ابو صالح

جلوي العتيبي
18-01-07, 12:16 pm
سلمت يداك اخي ابازياد

وآآآآآآآآآآآآآآآآه على بغداد

أن تكتب في هذا الزمن بالذات عن بغداد فأنت تفقد ثروتك اللغوية.. تفقد كل الزهور التي جمعتها للياليك الحمراء؛ فلا غيرها يستحقها..!!
تفقد كل عناق ليلي لتشاركها نخب مناضليها الشهداء والذين أستحي بذكرهم حينما أذكرهم في زمن البجعات الميتة..!!

دام حرفك

الملتاعه
18-01-07, 01:06 pm
دااااائما أقف وقفة إحترااام تجاااه كتاباااتك الرااائعه

دمت أخ صالح كاتبا متميزا دااائما

دمت بووود

فريـــد
19-01-07, 03:46 pm
أبوزياد : الصالح
حروفك تنزف دمًا ..
والواقع ينزف جُثثًا ..
و(الشيعة) و(الأمريكان) تلوث المكان الذي كان جميلاً ..
والأمل في الله كبير .. بأن ينصر الإسلام والمسلمين .

عبدالله الحلوه
20-01-07, 10:16 pm
آخر الرجال


نعم هو آخر الرجال لكن رحيله اتى لنا بأجمل الكلام هنا


ابازياد الصالح

الأسم الذي طالما اغرانا بالتوقف ساعات امام مايسطره هنا يظهر اليوم لنا بأسمه الحقيقي لكن هل سنفتقد ابازياد الصالح الذي تشربنا معه اجمل الطروحات واروع الكتابات


سيبقى ابازياد هنا فمرحبا به وبك



تحياتي

متهني
20-01-07, 11:18 pm
شكرا لك اخي ابا زياد
حقا انها بغداد الجريحة نسال الله ان يلملم جرحها في القريب العاجل
ليس وحدها يتالم بل لها اخوات كثر؛ فكل بلاد المسلمين تبكي لما اصابهن من غدر المحتل

أبو زياد الصالح
21-01-07, 05:50 pm
هلا بالغالي ..لمبة شارع ..
حياك ..
أسعدني جدا تواجدك وحضورك هنا ..

ــــــــــــــــ

الحبيب الكبري ..
مراحب ..
حروفك أسعدتني الله يسعدك ياشيخ ..
ورعاك الله ..

ــــــــــــــــ

الفاضل نجم النعايم ..
حياك ..
والغنايم عندك يالغالي ..
شكرا لحضورك ..

ـــــــــــــــــــــ

إنسان ثاني 2...
هلا بك وغلا ..
وكلماتك نور الحروف ..
شكرا لتواجدك الرائع ...

ــــــــــــــــ

أبو زياد الصالح
27-01-07, 03:49 pm
الحبيب فور يو ..
هلا بك وغلا ..
مشتاقين ياعم ..
طالت الغيبة ..
وشرفتني هنا ..
لك الود ..

ــــــــــــــــــــــ

الفاضل عبد الله الجري ..
هلا بك ومرحبا ..
شرفني حضورك هنا ..
لك جزيل الشكر ..

ــــــــــــــــــ

الصديق الحبيب الزعيم ..
يالله حيه ..
كيفك وكيف أيامك ..
عساك بخير ..
شرفتني هنا سيدي الكريم ..

ـــــــــــــــــــــــ

ابنة العم ...الملتاعة ..
حيــاك ..
شرفني وجودك هنا ..
لك جزيل الشكر ..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الصديق الحبيب فريد ..
كيفك وكيف يومك ..
سلم لي على البارونة ..
ألف شكر على طلتك الحلوة ..

ـــــــــــــــــ

الحبيب الكريم عبد الله الحلوة ..
مساؤك ورد وفل ..
كيفك ياغالي ..
والله إني أخجل أمام كلماتك ..
أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم ..
وحضورك هنا وسام شرف ..
لك وافر التحايا ..

ـــــــــــــــــــــــ

الكريم متهني ..
ياجعل دنياك كلها هنا وسعادة ..
ممنون لك بزيارتك هنا ..
حيـــاك ..

أبو صالح.؟
30-01-07, 06:01 pm
مشكور اخوي على قلمك الرائع جدا

ونتمنى ان نرى مثل هذه الاقلام

تملئ منتدانا الغالي

أبو زياد الصالح
05-03-07, 07:50 pm
هلا أبو صالح ..
وحياك ..
واعتذر عن التأخير في الرد ..
بصراحة مابين فترة وفترة أدخل أشيك على بعض المقالات .زوكان من بينها هالمقال هذا ..
عموما أشكر لك تواصلك اخي الكريم