اغتيال المهد/قصة قصيرة

[عمر المديفر]

اغتيال المهد
كان الوقت ليلاً.. وكان هو في غرفته.. بين يديه ورقة يكتب فيها.حيناً بسرعة وحيناً يتوقف ليحذف كلمة كتبها وجيناً يقف مفكراً ولكن متى ما توقف عاد بسرعة إلى الكتابة على الورقة بيده..مضى وقت والورقة بين يديه.. أحس بأنه انتهى فأخذ يتأمل الورقة ويعيد قراءة ما فيها مرات كثيرة.. لما انتهى من التأمل فيها.. قال لنفسه بزهو وافتخار:"لا شك ستحوز إعجاب أستاذ اللغة العربية في المدرسة" وبيت في سره أنه سيعرضها على أستاذه غداً..
أشرقت الشمس معلنة بدء يوم جديد يحمل في طياته الجميل والقبيح..
يسير بروح مفعمة بالحيوية نحو مدرسته وفي جيبه ورقة البارحة.. كان طوال اليوم ينتظر بشوق درس اللغة العربية..الدروس باتت جميعها مملة مع الانتظار فدرس اللغة هو الدرس السابع.. بين كل درس ودرس كان يخرج ورقته يتأملها ويكرر النظر فيها معجباً..
مضت الدروس وأتى الدرس السابع وهو الدرس المنتظر.. بدا نشيطاً متفاعلاً مع الشرح.. ولما انتهى المدرس من شرحه جعل الوقت المتبقي وقتاً حراً يفعل فيه الطلاب ما يشاءون..كل طالب راح يتحدث مع زميله أو يضع رأسه على الطاولة متمنياً الراحة...
صاحبنا لم يتحدث مع بجانبه ولم يضع رأسه على الطاولة.. بل قام متوجهاً ناحية المدرس..ولم وصله أخرج من جيبه ورقة الأمس وفتحها قائلاً لأستاذه:"لقد كتبت قصيدة وأود أخذ رأيك فيها" قال ذلك وهو يمد الورقة للمدرس..
قبضها المدرس مفتوحة.. قرأ ما فيها بسرعة..
صاحبنا كان ينتظر من المدرس مدحاً أو نصحاً.. ينتظر المدرس أن ينتهي من قراءة الورقة.. ينتظره بحماس لا مثيل له..
انتهى المدرس من قراءة قصيدة وقال لتلميذه:"أتسمى هذا شعراً..هذا نثر مفصول بين أجزائه.."قال ذلك ببرود دون أن ينظر لتلميذه..
وقعت الكلمات على روح الطالب كوقوع صخرة ثقيلة على قشر بيض هش.. حطمت الكلمات روح الطالب وقتلت فيه شاعريته دون ترك أدنى أمل بحياتها..
ومنذ ذلك الوقت وقلم التلميذ أصبح مشلولاً لا يسير على الورق كما كان يسير من قبل..
تمت


جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2006/11/24/article204157.html)
جريدة الجزيرة (http://www.al-jazirah.com/167248/cu3d.htm)
بانتظار نقدكم..
عمر

[أبوفالح]

وبس .. هاذي قصة .. هاذي طال عمرك خرابيط أمجمعة .. أكيد لك واسطة بالجريدة ولاّ كيف تنشر

V
V
V

معليش .. حبيت أتقمص شخصية الأستاذ أشوي .. أمانه وش وقع السطر أعلاه عليك :f5:

عموماً .. ليس من عادتي إكمال القصص المنتداوية ، فكثيراً ما أطالع البداية ثم أهج

لكن قصتك هذه قرأتها كاملة ، فهي تمتلك التشويق وشد القارئ لآخر قطرة .. بشكل عام جميلة

وبتفصيل أكثر .. اصبر علي اشوي .. أعيدها ثانية ، وذا ما رجعت المارية الغفلة

[لمبة شارع]

عمر

القصة رائعة وتحتوي على كل مكونات القصة القصيرة بداية ووسط وذروة ونهاية وشخصية البطل واضحة وليس فيها جوانب غامضة
لا يوجد فيها استرسال بلامبرر
كل مقاطعها تخدم السياق وتتناغم في التتابع بشكل سلس


فقط هناك عبارة واحدة لو ازلتها لانها طرأت ومدلولها واضح من السياق وهي

كان الوقت ليلاً.. وكان هو في غرفته.. بين يديه ورقة يكتب فيها.حيناً بسرعة وحيناً يتوقف ليحذف كلمة كتبها وجيناً يقف مفكراً ولكن متى ما توقف عاد بسرعة إلى الكتابة على الورقة بيده..مضى وقت والورقة بين يديه.. أحس بأنه انتهى فأخذ يتأمل الورقة ويعيد قراءة ما فيها مرات كثيرة.. لما انتهى من التأمل فيها.. قال لنفسه بزهو وافتخار:"لا شك ستحوز إعجاب أستاذ اللغة العربية في المدرسة" وبيت في سره أنه سيعرضها على أستاذه غداً..

لو قلت : لما انتهى قال لنفسه ...الخ دون تكرار ذكر التأمل ....







هنا تقول


ومنذ ذلك الوقت وقلم التلميذ أصبح مشلولاً لا يسير على الورق كما كان يسير من قبل..


هنا انت توظف المفردة (مشلولا) للتعبير عن عدم القدرة على الكتابة التي وصفتها بالمشي على الورق مجاراةً للمفردة مشلولا

وهذا التوظيف (طاريء) على لغة القصة لاحتوائه على لغة فنية تشبه لغة الشعر والخواطر ... الامر الذي لايشيع استعماله في كتابة القصة القصيرة خاصة :قصتك التي استخدمت فيها لغة ديناميكية سهلة ....


في الختام القصة رائعة جدا وتتفوق على الكثير مما ينشر هنا وفيها نضج ماشاء الله

[أبوفالح]

نعم .. أعدت القراءة مرة ثانية .. أتدري ماهو الأجمل في القصة ؟؟

يا صديقي هو دقة التصوير ونقل الأحداث التي هي مظنة أن يفعلها كل شخص يخطو نحو الإبداع لأول مرة

اضف إلى هذا أن الأحداث متعاقبة وسريعة .. فليس هناك مناجاة للنفس تبعث الملل والعزوف عن المواصلة

أيضاً .. ليس هناك استغراق في تحليلات لا تمت إلى جوهر القصة بصلة .

نعم هناك بعض السياقات والمفردات ليست ضعيفة .. ولكن هناك الأفضل منها

تقبل تحيتي .. وياليت تغرقنا بمثل هذا الإبداع

[قصمنجيه]

رائع أن نرى نص و نقد لـ النص بعيداً عن المجاملات المعتادة و شكراً على المرور ..

أستفدنا من طرحك و من نقد الفاضلين ابو فالح و لمبة شارع ...و لا شك بأنك أكثر من سيستفيد بأذن الله ..
فلم يعيقنا عن النشر هنا سوى أنك لا تعلم متى تصعد و متى تهبط من خلال طرحك لغياب النقد عن النصوص ..

أما عن نصك فمن أيجابياتك أنك أستطعت السيطرة على زمام النص من غير أي أرتباك حتى أنهيته ..
و لكن عاب عليك تقليدية اللغة , فلو أستخدمت لغة تناسب سلاسة لغتك و لكنها تكون لغة حديثة لأكتمل النص ..

الفاضل المديفر ...
رائع طرحك ..
و الأروع جديتك نحو التطور ..




.

[عبدالله الحلوه]

اخي الغالي عمر المديفر


القصه حملت الأهم وهو الفكره البناءه ولم تخلو من الأسلوب السلس الجميل

يعجبني كثيراً من يعتمد على الفكره اكثر من شد الأنظار إلى الأسلوب المنمق بعبارات رنانه

صدقني الفكره هي مايعطي القصه عمراً اطول وبقاءً دائم والأسلوب مهما ضعف يمكن تنميته بالقرأه لكن لاتجذبك الأساليب إلى ترك المضمون



شكرا لحضورك الرائع واتحافنا بهذه القصه الجميله



تقبل تحياتي

[بلسم الجروح]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قتلوا الشعر وبوح القلم
أظن أننا سنخسر المزيد من هذه الأقلام إن بقية في ساحة العلم مثل هذا المعلم
مشكور أخوي عالقصه

دمتم بود

أختك
بلسم الجروح

[شمري]

هلا بخوالي عيال عبده
...................الي بهم طيب وأناسه

لكم شوق ماقويت حده
................. هذا مقدم قلبي واحساسه

منكم عقار ياقو شده
................ بيرقٍ عـالي رافـعٍ راســه
.
.
.


لا ادري ماهو طلبك من ناحية النقد هل نقد جمال الفكره او جمال القصه اجمالا

من ناحية جمال الفكره فهي واقع ملموس .... وجميل منك محاولت تصوريها بقالب مشوق

في نظري ان سمحت لي ان القصه ينقصها عنصر التشويق والاثاره

وشرح المواقف بدقه اكثر اسهابا

وكان من المفترض ان تكون البدايه فيها نوع من الابهام والغموض قبل الخوض في صلب الموضوع مباشرتاً

اتمنى لك التوفيق

ولك مني ارق التحايا
.
.
.

ملاحظه : المديفر خوالي

[عمر المديفر]

الفضلاء:
أبو فالح
لمبة شارع
قصمنجية
عبدالله الحلوة
بلسم الجروح
شمري
شكراً لكرمكم..
أرائكم مصباح يضيء لي الطريق..شكراً

وأيضاً أشكر أولئك الذين مروا بصمت وغادروا دون أثر..
عمر