mam999
01-01-07, 11:02 pm
http://www.alriyadh.com:81/2007/01/01/img/011674.jpg
عملات معدنية سعودية قديمة
ويواصل فيلبي اثناء مشاركته حج عام 1931م رصد العديد من الجوانب والأحداث المهمة ذلك العام ويتنقل بين وصف الموائد التي دعا لها الملك عبد العزيز الحجاج في الفضاء الى نداءات ذوي المفقودين في المشاعر ثم يقدم وصفا للحالة الصحية للحجاج ذلك العام قبل ان يشير الى حدث اقتصادي مفاجئ ظهر مع انخفاض قيمة قرش النيكل فقال:
لحرم مكة صعدنا الوادي مرورا بممر المأزمين وهناك انفجر أمامنا منظر سحري لمدينة ضخمة لآلاف من الأنوار وأقواسها المضاءة في صفوف منظمة والفوانيس الصغيرة معلقة فوق الأعمدة لم يكن لهذه المدينة أثر من قبل عندما مررنا في الصباح لقد نبتت فجأة في الوادي منذ الغسق لقد كانت مزدلفة حيث علينا ان نقضي الليل أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم الى ان قال:
لقد كانت همهمة الجمال في كل مكان وكذلك نداءات الرجال لأصحابهم المفقودين فرقة موسيقية حقيقية متنافرة الأنغام. انه لأمر محير لي فعلا أن يتمكن أي فرد ما أن يعثر على رفيقه في مدينة الليل هذه التي نبتة فجأة كالفطر، التي لم يراها المرء نهار الأمس ولن يراها نهار الغد لأننا سنغادرها فجرا قبل شروق الشمس.
والملك نفسه (الملك عبد العزيز) عسكر في الفضاء على أبسطة فرشت على المنحدر الرملي. وفي الوقت المحدد جيء بلحم الضأن والأرز على بضع صوان ضخمة نشرت على بساط طويل لمتعتنا. فأكلنا بشهوة وأكل بعدنا مرافقو الملك ثم أمر الملك مساعديه بالذهاب الى دعوة المشاة من الحجاج، فجاءوا بالمئات جائعين ومتلهفين ليأكلوا من مائدة الملك كما رأيت بعضهم في حالات كثيرة يلفون في ثيابهم المتسخة بعضا من الزاد للغد، ثم انصرفوا من حيث أتوا ببطون ممتلئة ودعوات عالية ثم نمنا.
وفي مكان آخر يشير الى التنظيم والحالة العامة للحجاج في ظل الحكم السعودي الحديث فيقول: ان الأسلوب المنظم الذي كان عليه الحج المكي تحت النظام السعودي كان بحق شاهدا على قدر كبير من النجاح أمكن تحقيقه في هذا الاتجاه. فالحاج آمن على أي حال، في راحة، راض، في وفرة تامة من الماء والعناية الصحية محرر من أية رعاية باهظة وابتزاز مؤدب. ان الحكومة التي تؤمن ايمانا راسخا بأن لا أحد يموت من غير قضاء الله، قد فعلت والى حد كبير أكثر مما فعلته أية حكومة سابقة لها وأقل تدينا منها لخفض نسبة الوفيات بين الحجاج. ففي عام 1931م كان هناك أربعون حالة وفاة فقط من مائة ألف حاج وشهدت كل سنة تالية لها تحسنا عن تلك النسبة، إذ كانت الوفيات مجرد خمس عشرة في عام 1934م من ثمانين ألف حاج وخلال السنوات الست عشرة لحكم ابن سعود لم تكن هناك أوبئة في مواسم الحج وهو جهد للمصلحة الطبية الحكومية يستحق الثناء.
ثم يرصد حدث اقتصادي هام ذلك العام وهو يتحدث من منى ويقول:
وثمة أمر دنيوي صرف ذو دلالة اقتصادية عاجلة، بدا خلال تلك الأيام طاغيا على كل شيء آخر. والى حد ما ألقى ظلالا كئيبة على موسم الحج. فمكة والمدينة بطبيعة الحال كانتا في عطلة وقد أغلقت كل محلاتهما التجارية وتوقف العمل التجاري للحجاز. لكن منى ولسبب ما أصابها ذعر حول العملة المحلية. فالقرش النيكل للإدارة الحجازية النجدية (اسميا 220للجنيه الذهبي الواحد) انخفضت قيمته فجأة. وبدأ الذعر يلقي ظلاله في أماكن بعيدة مثل المدينة وينبع. بل ان الحكومة نفسها وفي لحظة ما أدركها طوفان الكساد الاقتصادي. وأصبحت تفكر في تثبيت قيمة العملة النيكل بتخفيض كبير منعا لأي هبوط أكثر، ولحسن الحظ كانت الغلبة لنصائح أكثر حكمة، فأمكن إيقاف الذعر بإجراءات إدارية قوية الى حين اتباع سياسة أخرى ثانية.
جريدة الرياض
"حاج في الجزيرة العربية لجون فيلبي"
عملات معدنية سعودية قديمة
ويواصل فيلبي اثناء مشاركته حج عام 1931م رصد العديد من الجوانب والأحداث المهمة ذلك العام ويتنقل بين وصف الموائد التي دعا لها الملك عبد العزيز الحجاج في الفضاء الى نداءات ذوي المفقودين في المشاعر ثم يقدم وصفا للحالة الصحية للحجاج ذلك العام قبل ان يشير الى حدث اقتصادي مفاجئ ظهر مع انخفاض قيمة قرش النيكل فقال:
لحرم مكة صعدنا الوادي مرورا بممر المأزمين وهناك انفجر أمامنا منظر سحري لمدينة ضخمة لآلاف من الأنوار وأقواسها المضاءة في صفوف منظمة والفوانيس الصغيرة معلقة فوق الأعمدة لم يكن لهذه المدينة أثر من قبل عندما مررنا في الصباح لقد نبتت فجأة في الوادي منذ الغسق لقد كانت مزدلفة حيث علينا ان نقضي الليل أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم الى ان قال:
لقد كانت همهمة الجمال في كل مكان وكذلك نداءات الرجال لأصحابهم المفقودين فرقة موسيقية حقيقية متنافرة الأنغام. انه لأمر محير لي فعلا أن يتمكن أي فرد ما أن يعثر على رفيقه في مدينة الليل هذه التي نبتة فجأة كالفطر، التي لم يراها المرء نهار الأمس ولن يراها نهار الغد لأننا سنغادرها فجرا قبل شروق الشمس.
والملك نفسه (الملك عبد العزيز) عسكر في الفضاء على أبسطة فرشت على المنحدر الرملي. وفي الوقت المحدد جيء بلحم الضأن والأرز على بضع صوان ضخمة نشرت على بساط طويل لمتعتنا. فأكلنا بشهوة وأكل بعدنا مرافقو الملك ثم أمر الملك مساعديه بالذهاب الى دعوة المشاة من الحجاج، فجاءوا بالمئات جائعين ومتلهفين ليأكلوا من مائدة الملك كما رأيت بعضهم في حالات كثيرة يلفون في ثيابهم المتسخة بعضا من الزاد للغد، ثم انصرفوا من حيث أتوا ببطون ممتلئة ودعوات عالية ثم نمنا.
وفي مكان آخر يشير الى التنظيم والحالة العامة للحجاج في ظل الحكم السعودي الحديث فيقول: ان الأسلوب المنظم الذي كان عليه الحج المكي تحت النظام السعودي كان بحق شاهدا على قدر كبير من النجاح أمكن تحقيقه في هذا الاتجاه. فالحاج آمن على أي حال، في راحة، راض، في وفرة تامة من الماء والعناية الصحية محرر من أية رعاية باهظة وابتزاز مؤدب. ان الحكومة التي تؤمن ايمانا راسخا بأن لا أحد يموت من غير قضاء الله، قد فعلت والى حد كبير أكثر مما فعلته أية حكومة سابقة لها وأقل تدينا منها لخفض نسبة الوفيات بين الحجاج. ففي عام 1931م كان هناك أربعون حالة وفاة فقط من مائة ألف حاج وشهدت كل سنة تالية لها تحسنا عن تلك النسبة، إذ كانت الوفيات مجرد خمس عشرة في عام 1934م من ثمانين ألف حاج وخلال السنوات الست عشرة لحكم ابن سعود لم تكن هناك أوبئة في مواسم الحج وهو جهد للمصلحة الطبية الحكومية يستحق الثناء.
ثم يرصد حدث اقتصادي هام ذلك العام وهو يتحدث من منى ويقول:
وثمة أمر دنيوي صرف ذو دلالة اقتصادية عاجلة، بدا خلال تلك الأيام طاغيا على كل شيء آخر. والى حد ما ألقى ظلالا كئيبة على موسم الحج. فمكة والمدينة بطبيعة الحال كانتا في عطلة وقد أغلقت كل محلاتهما التجارية وتوقف العمل التجاري للحجاز. لكن منى ولسبب ما أصابها ذعر حول العملة المحلية. فالقرش النيكل للإدارة الحجازية النجدية (اسميا 220للجنيه الذهبي الواحد) انخفضت قيمته فجأة. وبدأ الذعر يلقي ظلاله في أماكن بعيدة مثل المدينة وينبع. بل ان الحكومة نفسها وفي لحظة ما أدركها طوفان الكساد الاقتصادي. وأصبحت تفكر في تثبيت قيمة العملة النيكل بتخفيض كبير منعا لأي هبوط أكثر، ولحسن الحظ كانت الغلبة لنصائح أكثر حكمة، فأمكن إيقاف الذعر بإجراءات إدارية قوية الى حين اتباع سياسة أخرى ثانية.
جريدة الرياض
"حاج في الجزيرة العربية لجون فيلبي"