ثم في مرحلة ما .. تصبح الحياة سخية جداً فتمطر حفنة التراب التي هي أنت بكل ما يمكن أن يجعل منك طينا لينا قابلا لأن يأخذ شكلا..
المواقف التي تجعل داخلك الهش يهتز بشكل عنيف ليس لها غرض سوى غربلتك.. فيتساقط بشكل موجع منك كل ما هو غير مُجدي و يبقى بداخلك أنت.. أنت الذي يجب أن تكون بدون أشيائك المُضلِله..
المشكلات التي تتسبب في تشابك افكارك و تعقد مشاعرك تحرض فيك رغبة في ممارسة بعض العنف الداخلي كحرق المشاعر الواهنة و تكسير الافكار الكسيحة و التمسك بالمتين منك و الواضح السديد..
الخذان الذي يفقدك الثقة في العالمين يعزز ثقتك بربك و ذاتك.. تلك الثقة التي تبذرها عمن يحملون في أيديهم الخناجر التي تشتهي ظهرك .. صدرك أحق بحضنها.. لذلك يا حفنة الطين.. دع الحياة تصقلك.. دع الألم يؤدي دوره العميق فيك.. و أُنمُ أُنمُ بالألم و الضغوط و التحديات..
تذكر أن الذين لا يتحملون لا يمكن لهم العبور للمستوى الأعلى.. لا ترضَ بالحد الأدنى من أي شيء.. اختبر حدك الأقصى في كل شيء أيا كان السبيل لذلك..
تحدَ .. تسلق خوفك.. تصارع مع وساوسك و اقهرها.. حادث نفسك كما لو كنت تحادث احب شخص لك.. كن ممتنا لسخاء الحياة في تدريسك.. تقبل الهزيمة لأجل النصر المؤجل.. و سامح نفسك على الخطأ الذي لا يسلبك روحك لأنه سيحرر مساحات شاسعة منها في اللحظة التي تحوله فيها لتجربة مُلهمة.. و مهما امطرتك الحياة أكثر من اللازم.. إياك أن تنسى كيف تجمع ذاتك.. و كيف تجففها ببعض الحب ..