العلاج المضمون للرهاب الإجتماعي ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..


أطلب من الاطباء والاخصائيين النفسيين طبع هذا المقال وإعطاءه مرضاهم الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.. كما أطلب من أخوتي الأعضاء نشر هذا المقال في باقي المنتديات .. لعل الله أن ينفع به



أخوكم في الله رجل تلظّى وتلوّى واكتوى بنار الرهاب الاجتماعي لسنوات طويلة وعديدة..
أخوكم مر بمراحل فكّر فيها بالانتحار والتخلص من الحياة التي أصحبت بلامعنى
أخوكم وصل إلى مرحلة يرى فيها أن وجوده في الحياة أصبح غير ضروري..
أخوكم وصل إلى مرحلة من الخجل يخاف فيها حتى من الاطفال..
أخوكم في يوم من الايام فقد شخصيّته تماما.. ,ترك الاجتماع والاختلاط حتى مع أهله وأسرته.. لأنه (( خواف_خجول_لايعرف يتكلم_لايستطيع أن يبتسم_يخاف من العيون_يرى أن الناس يراقبونه_ وغيرها الكثير مما لا أستطيع أن أحصره الآن))
___باختصار اقرأ كل أعراض الرهاب الاجتماعي واعرف أنني قد عانيت منها كلها وربما زيادة عليها___

اخوكم استخدم كثير من العلاجات لأشهر كثيرة وكلها مع احترامي غير مفيد (( البتّه)) .. وان حصلت الفائدة الضئيلة والقليله فانت رهن هذا العلاج ولا تستطيع تركه اظف الى ذلك أن اضرار العلاج كثيره وغير مقبوله اطلافا.. منها ((الكسل _ وزيادة الوزن_ والضعف الجنسي وغيرها أكثر وافضع))
أخوكم زار الكثير من الاطباء النفسيين واحتك مع الكثير من الرهابيين وملأ المنتديات النفسيه بمعاناته وشكواه .. وكلها انتهت به إلى نتيجة ملخصها

((( الرهاب لا يزول)))

ولكن يجب علي أن أحدّثكم عن أحوال ((اخوكم)) عندما كان رهابيّا .. والسبب الذي جعله رهابيّا= طبعا انا اجزم بأنه هذا السبب لأنني قد شفيت من الرهاب ((تماما)) وعرفت السبب الذي أبطل العجب=

أخوكم كان مقصّر في الصلاة المفروضه فضلا عن السنن والرواتب..
أخوكم كان يسمع الاغاني كثير ويعتبرها متنفّسا له وقت الشدائد..
أخوكم كان ينظر إلى المغنيات والراقصات و يكلم النساء بالتلفون ويعتبر هذا الشيئ ضروريا لحالته..
أخوكم كان عاق لوالديه في كثير من الاحيان..
أخوكم كان يفعل معاصي كثيرة جدا جدا جدا (( لا استطيع حصرها ))

عندما وصلت حالتي إلى أسوأ ما يوصل إليه تركت جميع العلاجات التي صرفها لي الأطباء والتي اخذتها بنصيحة الاصدقاء== وبقي العلاج الالهي الروحاني الرباني الذي لم أجربه == فخطر في بالي أن أحافظ على الصلوات ففط بدون ترك باقي المعاصي..
في أول الاسابيع لازلت أعاني ولكني شعرت بتحسن وكما قال السلف (( الحسنة تقول اختي اختي)) ثم بدأت احافظ على السنن والاذكار بعد الصلاة (( طبعا تخلل هذه المرحلة ::فتور:: ورجوع:: وتكاسل:: وانتكاسات::
ولكنني قد شعرت بتحسن فضيع جدا في جيمع أموري ومن ظمنها الرهاب أثناء تلك الفترة.. فعلق في ذهني هذا الشيئ .. وجاهدت نفسي حتى استمريت على هذه الحالة..
بدأت اموري تمشي على ما يرام.. أحسست ان حياتي اصبحت سهلة.. وعلاقتي بالمدرسين والطلاب ((أيام الثانوية)) بدأت تتحسن.. واحتكاكي بأهلي وزملائي وأقاربي بدا يكثر..** مع العلم أنني لازلت رهابيا بنسبة 80%

كانت الطامة الكبرى .. والمصيبة العظمى.. والبلوى التي مابعدها بلوى .. ان انفرد بكلام في مجلس .. أو امام زملائي.. كنت عندما أفعلها .. يتغير وجهي واصبح كالطفل الخواف الذي يكاد ان يبكي..
بعدها أشعر بالذل والهوان واحتقر نفسي...

كنت أقول في نفسي هذا تحسن جيّد ولكن ماذا لو أزيد من الطاعة لعلني أجد تحسن أفضل..
بعد معركة صعبة وشرسه جدا جدا مع الشيطان استطعت ان أتغلب عليه واحطم جميع اشرطة الأغاني..
هنا نقطة تحول كبيرة في حياتي (( اكتشفت ان الاغاني كانت سبب كبير في رهابي)) وجدت أن حالتي تحسنت بنسبة 50%
المفاجئ يا اخوتي اني وجدت هدايا عظيمه من الله سبحانه وتعالى ,, بمعنى= أن ما حصلت عليه بسبب تركي للمعاصي وتقرّبي من الله ليس زوال الرهاب فقط=
لالالالالالالالالا
وجدت أشياء عظيمه جدا جدا مما يجلعني أشعر بحسافة وحسرة على الماضي. كما جعلني أشعر بعطف وشفقة على أهل المعاصي..
اكتشفت كنوز رهيبة في البكور الى المسجد وقراءة القران بتمعّن ومراقبة الله وبر الوالدين والصدقة والاحسان الى الناس..
كنت اسمع المحاضرات والوعّاض ومن يقول أن السعادة بالقرب من الله فأقول (( هذا وهم والانسان اذا اقنع نفسه بشيئ سوف يحصل عليه ولو أقنع نفسه بأن اكل الحجر سينفعه سوف ينفعه))
واعتبر هذا كلام مكرر وممل واسطوانه مشروخه..
عندما وصلت الى تلك المرحلة تغيّر كل شيئ .. لم اجد ذلك الوهم الذي كنت اظنه ولم اجد الملل ولم اجد القهر والتزمّت والتشدد الذي كنت اظنه ..
ولله الحمد والمنّة بدأت بفعل الطاعات واحدة بعد أخرى وبدأت ترك المعاصي كذلك.. وكلما وصلت الى درجة من الايمان والتقوى وجدت الكنوز والهبات والكرامات والسعادة الحقيقية التي لن يفهمها الا من عاشها..
جاهدت نفسي في قيام الليل حتى حصلت عليه وهناك حصلت لي عجائب.. أقسم بالله أن لا ابالغ في كلمة قلتها ولكنني اكرر واقول .. لن يفهمني الا من يفعل ما أفعل بشرط الاخلاص وعدم الرياء والمتابع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم..
أعلم ان اكثركم سيقول ماهي العجائب.. واقول له أن بعضها قد يعجز الانسان عن وصفه.. وهي حقيقة والله.. فكيف تصف حالة نشوة وفرحة وطمأنينة بعد قيام ساعة في جوف الليل.. والله الذي لا إله الا هو انني لا يتسقيم لي يوم ويهنأ لي أكل ولا يطيب لي عيش اذا فقدت قيام ليلة واحدة.. وأما لو تركت صلاة جماعة (( ولو عن غير تعمّد)) اشعر بضيق شديد في صدري وأحاول أن لا ارى احد طوال ذلك اليوم ولا اكثر الخروج من البيت.
قصّرت ثوبي .. واعفيت لحيتي .. وبدأت اكثر من صوم التطوّع .. والصلاة على الجنائز.. وترك الرفقه السيّئة.. وترك الغيبه والخوض فيما لايعنيني..على الرغم مما حصلي لي قبل وبعد ذلك من شياطين الانس والجن.. ولكنني كنت ادعو الله ان ينصرني عليهم حتى نصرني..

من ظمن هذه الجوائز والكرامات .. ما يتعلق بالرهاب الاجتماعي..
والله الذي لا اله الا هو.. لولا أنني قد عانيت أشد المعاناة من ذلك المرض القاسي وما صاحبه من وسواس قهري.. لقلت بأن ذلك المرض لم يكن موجودا في تاريخ حياتي..
نسيته تماما.. امتسح من ذاكرتي ومن كياني..
أصحبت رجلا له وزنه في مجلسه .. كلامي صار مسموع .. بل أن البعض ينتظر كلامي.. صرت فصيحا وبليغا واشعر أنني استيطع أن اقنع شخص أو اشخاص امامي.. بل في بعض الأحيان أرى أنني اسيطر على اي شخص امامي بشكل سريع مهما كانت مرتبته..
بل والله أنني صرت افتعل الخجل حتى لا يشعر الذي امامي بأنني جبار ومتكبّر .. وحتى اتيح له المجال ان يأخذ ويعطي معي لاسيّما اذا كان والدي او رجلا ذا احترام عندي..

أرى أن أهلي ومجتمعي وأقاربي وزملائي يتعجبون من تغير شخصيتي.. أشعر أنهم يتساءلون مالذي حصل لي.. الشخص الخجول بالأمس أصبح البشوش الفصيح الطليق اليوم.. ولا يعلمون أن سرّ ذلك هو القرب من الله..
صرت أعشق تصدّر المجلس والكلام امام جمع من الناس.. ليس من باب حب الظهور بل ((هو حالة تشفّي من الماضي الاسود)) وكنت اريد الناس يعرفونني بشخصيّتي الجديدة..
فعلا!! مسحت كل ما مضى..
وأصبحت الرجل المهيب ذو الشخصية الحاضرة المؤثرة في مجتمعي وبدون طبيب او دواء دنيوي..
ومما يؤكّد كلامي...
انه اذا كان هناك اجتماعا يجب علي حظوره من الغد .. وحصل لي ما حصل ولم اقوم الليل او قصرت في قيامه ... والله وبالله وتالله .. انني اشعر بتأثير ذلك على شخصيتي في كامل يومي الثاني.. وفي ذلك الاجتماع لا يحصل لي من التوفيق والتيسير .. بل وربما حصلت لي بعض المواقف التي ذكرتني بالرهاب..
وعلى العكس تماما..
ان كنت قمت الليل وصليته بخشوع وطمأنينة وقرات من القرآن ما تيسر ((علما بأني اكتشفت أسرار عزيمة ووجدت حلاوة لذيذة في تدبّر القران والله لن يعرفها الا من طعمها)) يكون نهاري وليلتي من اجمل الاوقات وتتيسر اموري ويكون اجتماعي من اجمل ما يكون بل وربما يكون كلامي فيه واختلاطي وحديثي ذو ذكريات جميله لدي..
وهكذا باقي أمور حياتي .. بغض النظر عن الرهاب..

الحقيقة اني تعبت من كتابة هذا الموضوع.. ولكني سأكتب المزيد والمزيد اذا ما وجدت التفاعل .. اتمنى انكم استفدتم ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


( منقول )

[الأستاذ تركـي التركـي]

الأخ غير مسجل

رغم أن الموضوع منقول .. إلا أن فائدته تحتم نشره

ومع التأكيد على دور الالتزام بتعاليم الشرع والمحافظة على الصلوات في أوقاتها والإكثار من فعل الخير على علاج كثير من المشاكل النفسية
فالالتزام والانتظام على فعل الخيرات لها أثرها في بناء الاستقرار الداخلي للنفس الإنسانية، كما أنها تعزز الكثير من القيم في داخلها، وتجعل من الصلة العليا (وهي الارتباط بالله عز وجل) دافعا لكثير من الأفعال الحميدة التي تعلي من شأن الذات وبالتالي تحقق التوازن النفسي والرضا الذاتي