كثيرا ما نسمع من التربويين وعلماء النفس مصطلح ( النضوج العقلي) وهو مصطلح يدل على أن العقل متطور يسير من النقص إلى الكمال ويختلفون هل يحكم على النضوج بالسن والعمر ام بالتكيف الاجتماعي والنفسي بمعني هل له سن معينة أم انه شي معنوي يعرف بثمرته
ويفهم من هذا المصطلح أن الإنسان في إثناء تفاعله الاجتماعي لابد أن يضع في ذهنه أن الناس متفاوتون في فهمهم واداراكهم وسبب هذا التفاوت واضح وهو اختلاف السن والتجارب والخبرات ويترتب على هذا أننا نعذر أهل العقول الضعيفة والصغيرة والجامدة
لاحظ عزيزي القاري اننا ذكرنا ثلاثه عقول ( ضعيفة / صغيرة / جامدة) فما الفرق بينها ومافائدة معرفتها ؟
العقول الضعيفة هي العقول التي يغلبها داعي الطبع والهوي والشهوة فتنقاد للنفس اكثر مما تنقاد الى العقل او الشرع او العرف بمعني انها التي تنقاد للعاطفة غالبا وقليلا ما تنقاد للعقل ولكن ما هو العقل وما العاطفة؟
والعقل هو المدرك الذي تجري فيه الموزانات وحساب الارباح والخسائر والمنافع والمضار والمفاسد والمصالح
اما العاطفة فهى المدرك الذي تجري فيه الموزانات بين مايحب ومايكره وما اعتاده عليه والفه وارتاح اليه ومالم يعتد عليه ويالفه ويرتاح اليه
واوضح مثال على ذلك عقل الام الذي ينظر الى الابن بعين الحب فيعذر ويبرر ويدافع ويدلل
وعقل الاب الذي ينظر الى الابن بعين المصلحة فيحزم ويقسو ويحاسب ويناقش ويتابع
واعلم عزيزي القاري ان الناس في نظرتهم لانفسهم ونظرتهم لغيرهم ينظرون بعيون كثيرة او نظرات عقلية متنوعة اما بعين الاب او بعين الام او بعين العدو او بعين المحب اوعين الكاره اوعين الناقد الباحث عن الزلة والسقطة او عين الشك 000000 الخ ولهذا تفصيل اخر لعنا نتكلم عنه في موضع
اخر ان شاء الله
اما العقول الصغيرة فهي العقول الى ينقصها قلة الفهم وقلة المعلومات وصعوبة الهضم للمعلومات ومحاولة الربط بينها واعادة انتاجها
ولاحظ عزيزي القاري اننا قلنا هضم المعلومة ذلك ان العقل هو معدة اداركية تهضم المعلومات وجودتها بامرين تنوع المعلومة وجودة الهضم
وهم من يسمون السطحيين الذين ينظرون الى السطح ولا تتجاوز نظرتهم الى العمق والجذور ومعرفة الاسباب والدوافع لايتعدي نظر احدهم ارنبة انفه هم السماعون الذين قال الله فيهم ( وفيكم سماعون لهم ) يحسبون كل سوداء فحمة وكل بيضاء شحمة هم الهمج الرعاع اتباع كل ناعق كما في وصف على رضي الله عنه في اثر كميل بن زياد يشغلهم الحدث عن اسباب الحدث ولاينظرون الى توقيته ولايربطونه بغيره
باختصار لايفقهون الاحداث ولا يصححونها ولايميزون بين الصحيح والسقيم والمبتور والمزيد والمضحم والمكبر والمصغر وهولا دائما حطب في المعارك الفكرية التي يقودها الكبار هم احجار الشطرنج يقدمها ويوخرها اللاعبون وهم لايشعرون
اما العقول الجامدة فهي العقول التي جمدت على معلوماتها فلا تتزحزح عن قيد شعرة ولو وضعوا الشمس في يمينها والقمر في شمالها ماتحركت هم الذين قال الله فيهم ( انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون) هؤلاء تقدم لهم المعلومات والادلة والبرهين فيقولون لك ( بس ولو)
لاتحاول ولاتتعب نفسك عقولهم تحتاج الى اصابع ديناميت لكي تتحلل وتنفتح او ( اسيد) يذوب الانسداد الفكري الذي يعيشونه
ما الفائدة في معرفة هؤلاء ؟
ان تعاملهم على حسب عقولهم المثل الشعبي يقول ( كلا بعقله راضي ) وكما تباينت اشكال الناس واجسادهم كذلك عقولهم فالواجب عليك ان تميز بين عقل الصغير والمراهق وعقل الكبير المسن وعقل المفتون الذي اعماه هواه ( نون الهوان من الهوى مسروقه / فاذا هويت فقد لقيت هوانا )
وعقل الرجل وعقل المرأة وكثيرا ما يغلط الشاب حديث العهد بالزواج فيطلب ان يكون عقل زوجته كعقل زميله وصديقه ودون هذا خرط القتاد والعامة تقول ( كلا اذرع له على قدر ثوبه ) وقال ابن مسعود ( حدثو الناس بما يعرفون ) وقالت عائشة وروي مرفوعا ( انزلوا الناس منازلهم )
العرض العادي
