يؤتى يوم القيامة بشيخ ترعد فرائصه وتصطك ركبتاه من خشية الله حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقول يا شيخ أبطأت وأسأت فتفيض عيناه فيقول للملائكة تنحوا فإذا تنحت الملائكة قال له ربه اسكن فوعزتي وجلالي ما أسألك عن شيء حتى تسكن روعتك فإذا سكنت روعته بسط له ديوان خطيئته فيقول اقرأ كتابك واحكم لنفسك على نفسك فيقول إلهي وسيدي تجاوز لي عن قراءة صحيفتي فإني أعلم ما فيها من الموبقات فقال آليت أن لا يجاوزني أحد حتى أناقشه في أربع فأقول له شبابك فيما أبليت وعمرك فيما أفنيت ومالك من أين جمعت وأين وضعت وماذا عملت فيما علمت فبينما هو يقرأ إذ مر بذنب عظيم أراد أن يجاوزه حياء من الله فيقول له قف هاهنا اقترفت هذه الزلة واجترحت هذه الخطيئة أم كتبت ظلما فيقول إلهي كأني قارفتها الساعة فيقول له اغضض من صوتك لا تسمع الملائكة فعلك فإذا أتى على آخر الصحيفة قال له الجبار يا شيخ أكل هذا جازيتني فيقول نعم فيقول وما أردت بذلك واستوجبت كل هذا منك ألم أك بك حفيا ألم أك بك رؤوفا رحيما ألم أك ساترا رحيما أسترك عن خلقي ولا أقطع عنك رزقي فيقول إلهي وسيدي قد فعلت كل هذا فأتممه بعفوك فيقول كيف كان ظنك في فيقول كان ظني بك حسن تجاوزك وأملي في عفوك ما لا خفاء به عليك فيقول وعزتي وجلالي لأحققن ظنك فلولا شيبتك لعذبتك بالنار انطلق إلى الجنة قد عفوت عنك وأنا العزيز الغفار