السلام عليكم،
من الصعب أن يتم شرح أثر الصوت في المزاج وردة الفعل. ولكن من السهل أن نقول أنها تؤثر وبشدة ، ولتعلم سلطة الصوت على ذهنك اجلس في مكان هادئ ليلاً وانت خائف قليلاً( وسوف ارسل أحدهم ليصرخ) أول ردة فعل سوف تصدر منك هو إما أن تقوم وتنظر تجاه الصوت، أو لاتسعفك أقدامك للقيام فتلتفت لإتجاه الصوت كردة فهل لاتأخذ ثواني معدودة، وهذه حركة خارجية، ولاننسى التغيرات الداخلية، تسارع في ضربات القلب ،تسارع في نمط التنفس، إرتفاع نسبي في ضغط الدم،تعرق إلخ.
كل هذه التغيرات تعني أن للصوت سلطة أيا كان وتلك السلطة هي عبارة عن تأثير والتأثير يختلف بناء على الصوت.
لم أكن أريد أن آسرد ماسبق ولكن هناك قصة حصلت لي قبل فترة وأحسست بشيء وأثبته بقرائتي لدراسة علمية ، أمريكية عن أثر نوع من أنواع الموسيقى على المزاج وقد كان الأمر مثيراً لإنني مررت بشيء مما قرأته في الدراسة شخصياً.
أسديت خدمة لصديق امريكي الجنسية فقام بدعوتي لمنزله لتناول العشاء الذي سوف تعده زوجته.
هذا الشخص يكبرني ب50 سنة، ولكنه يملك روحاً متقده.
حضرت لمنزل ذاك الشخص وهو طبيب نفسي يقول انه يظهر على التلفزيون (ويقول انه مع ذلك غير مشهور) ؟
كان الطعام معداً بطريقة جميلة، وتم فيه مراعاة ذائقتي وكوني مسلم.
انتهى العشاء، فقال هذا الطبيب الثرثار جداً، زوجتي تعزف على "البيانو" بشكل رائع. فما رأيك بإن نستمع لها.
أنا شخص لاتشكل لي الموسيقى برمتها اهتماماً، فأنا لاأستمع الموسيقى مباشرة، بل بطريقة غير مباشرة ولا أمانع في ذلك.
جلست على الكنبة مع الدكتور " إد" وكان مبتسماً وبدأت هي بالعزف .
ولقد عزفت مقطوعة من إحدى السيمفونيات التي لاأعرفها بصراحة، ولكنها كانت جميلة بحق ومؤثرة . فلقد إحسست بالنوتات وهي تسرق ذهني وتلقيني في بحر مختلط من المشاعر، فبت أستمع للمقطوعة وأمرر شريط ذكرياتي خصوصا تلك اللحظات التي شعرت فيها بلهفة أو حزن وربما حنين. لقد كانت الموسيقى تلك كأنها عقار يؤجج إفراز ذكريات معينة لتخرج عن المستودع وتجوب عقلي!؟
توقفت وأوقفت ذلك السيل وعدت للدكتور "إد" وهو لايزال مبتسماً وفخوراً بزوجته.
تلك القصة والتي سبق أن قلت أنني قرأت بعدها إحدى الدراسات لأثبت ماحضرته، ولقد كان جميلاً،
، تمنيت لو أن أحدنا أثبت أثر القرآن فينا إكلينيكياً وإثباتاً فحتماً إنه أكثر أثراً من أي شيء إذا حضر القلب وأقبل وأتمنى أن أستطيع أنا ذلك (طموح).
فلا عجب أن نجد علاجات بالصوت ومهدئات بالصوت وغيرها، وآخرها تلك الدراسة التي أثبتت أثر ذبذات أصوات الدلافين تحت الماء في نشاطية المخ مما ينتج عن تحسن بعض حالات القصور العقلي والتوحد وكذلك بعض السرطانات.
سبحان الله.
( لا أريد آن يقلب الموضوع إلى ماحكم الموسيقى فالكل حكم عقله ورأى الرأي الشرعي)
دمتم بخير