دروس شــعــريــة : ( مــوضوع مـتـجدد ) . الدرس السادس: بحر الهجيني الطويل -المرفوع

[مـاجـد الحـمـيـد]

أحبتي الكرام / أعضاء وزوار خيمة الشعر بمنتدى بريده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,

نظراً لوقوع العديد من المبتدئين في الشعر وحتى غير المبتدئين من الشعراء ببعض الأخطاء الوزنية . . والتي تتكرر معهم في نصوصهم . . ونظراً لوجود عدة نقاط مهمه يجب على من يرغب في كتابة القصيدة الاطلاع عليها والإلمام بها .

فقد تكونت فكرة إنشاء هذا الموضوع . . والذي اعتذر من الجميع حيث سيكون للإطلاع فقط . . لكي لا يختلط ترتيب الدروس بردود الأعضاء . . حيث سيكون سلسله من الدروس والتي للأمانه ليست من ابتكاري . . وإنما حصيلة إطلاعي بهذا المجال . . واستنادي على الكثير من المراجع ومن أهمها مؤلفات الأستاذ / فلاح المنصور . . وأود من الجميع الإستفاده منها قدر الإمكان . .

مع خالص تقديري وإحترامي لكل من مر وسيمر من هنا . . / /

ملاحظة : من أراد الاستفسار عن أي نقطة . . بإمكانه التواصل عبر الرسائل الخاصة

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 1 >

المــيــــــزان

أول شروط الميزان أن تكون ( الحروف منطوقة ) فهو لا يزن إلا الحروف المنطوقة وليست المكتوبة كاللام الشمسية وغيرها .
كما أن الميزان لا يهتم بالكلمات وإنما بالتفعيلة وتقسيماتها الداخلية ( الحروف الساكة والمتحركة ) .

أولاً :- الحروف نوعان : إما ساكنة أو متحركة

أ / الحروف المتحركة :- هي الحروف التي تكون إما مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة , بمعنى أن الضمه والفتحة والكسرة تعتبر في الميزان( / ) وهذه العلامة تعني أنه حرف متحرك وليس ساكن .

ب / الحروف الساكنة :- وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :-

1- الحروف التي عليها سكون مثل كلمة ( من ) فحرف النون ساكن .
2- حروف العلة وهي ثلاثة ( الألف والواو والياء )
* وأحياناً يكون هناك حروف من هذه الحروف الثلاثة ليست حرف علة !!!
والسؤال : كيف نعرف أن هذا حرف عله أم حرف أصلي ؟
لكي تعرف الحرف الأصلي من حرف العلة كل ماعليك هو ( جمع الكلمة ) فالحرف الذي يستمر في حالتي الإفراد والجمع فهذا يعني أنه حرف أصلي .
مثال ذلك : حرفي الواو والياء في كلمة ( يوم ) ففي حالة الجمع تكون الكلمة ( أيام ) فتلاحظ أن الواو اختفت بينما بقيت الياء على حالها وهذا يعني أن الياء أصلية والواو حرف علة .
3- الحروف المشددة :- والحرف المشدد يقلب إلى حرفين في عملية الميزان أولهما ساكن والثاني متحرك مثل كلمة ( مدة ) فلو لاحظت أن حرف ( الدال ) أصبح ( دالين ) ويكون نطقها بهذا الشكل ( مد - ده ) وتلاحظ أن الدال الأولى ساكنه والثانية متحركة ) .

ثانياً :- التعويض في الحروف على الميزان :- وهو تعويض إيقاعي وليس تطبيقي .
فمثلاً كلمة ( فاعل ) لو أردنا أن نضع كلمة على وزنها وبنفس الإيقاع فسنختار على سبيل المثال كلمة ( مدة ) السابقة فهي على وزن ( فاعل ) فلو فكرنا في حركة الحروف سنجدها كالتالي :-

فلو لاحظت كلمة ( فاعل ) تحولت إلى ( /o/o ) وكذلك كلمة ( مدة ) هي الأخرى تحولت إلى ( /o/o ) , بمعنى أنهما متطابقان تماماً في عدد الحروف ونوعية الحروف , وهذا هو التعويض وتحويل التفعيلات ( مستفعلن - فاعلاتن - مفاعيلن - . . إلخ ) إلى أحرف متحركة وساكنة ومقابلتها مع الكلام المنضوم كقصيدة لتتحول القصيدة من بناء شعري ونص ذو عمق إلى طلاسم موسيقية لتتأكد بعد ذلك أن هذه الطلاسم تناسب إيقاعياً الوزن الذي نريدة لأي بحر كان .

ثالثاً :- عملية تحويل الكلمات إلى رموز موسيقية ( الفتحة والسكون )

هي بحد ذاتها عملية معقدة وأشبه ماتكون بالعمليات الحسابية, فلو أردنا أن نضع كلمة تتناسب موسيقياً مع تفعيلة ( مفاعيلن ) فلن نجد في كل مره كلمة تكون في صيغتها وعدد حروفها متطابقة مع التفعيلة ( مفاعيلن ) بل علينا أن نقوم بعملية تركيب الحروف تركيباً موسيقياً منطقياً لكي نصل لهذا الوزن كما يلي :-

( مفا ) يلاحظ أنها ثلاثة أحرف الأول والثاني متحركان والثالث ساكن .
( عيلن ) يلاحظ أنها كلمة من أربع حروف الأول متحرك والثاني ساكن والثالث متحرك والرابع ساكن .
فلو أردنا أن نأتي بتعويض لهذه الحروف السبعة ( مفاعيلن ) لقلنا على سبيل المثال ( عرب يامن ) وبتحويلها يتضح مطابقتها كما يلي :-

يلاحظ أن كلمة ( عرب ) هي كلمة ثلاثية الحروف الأول والثاني متحركان والثالث ساكن وهي تطابق تماماً كلمة ( مفا ) إيقاعياً , وكذلك وكذلك كلمة ( يا من ) من أربع حروف الأول متحرك والثاني ساكن والثالث متحرك والرابع ساكن وهي تطابق تماماً كلمة ( عيلن ) إيقاعياً .

دعونا نأخذ بيتاً من الشعر على تفعيلة ( مفاعيلن ) مكررة أربع مرات في كل شطر من شطري البيت وهو مايسمى بالبحر الشيباني :-
[poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""]

تنثر فوق خدك من عذابك دمعك الثاير = بكت عينك بكت عيني بكى قلبي وناديتك
[/poem]

فلو أردنا تحويل هذا البيت إلى تقسيمات موسيقية لكان على الشكل التالي :-

يلاحظ أننا نبحث في تقسيمات الحروف بين الساكن والمتحرك على توافقات موسيقية , فيلاحظ مثلاً أن كلمة ( بكت عيني ) هي موافقة تماماً لتفعيلة ( مفاعيلن ) من حيث عدد الحروف ولكنها صوتياً تختلف , فلو قلت ( مفا ) ثم قلت ( بكت ) فستلاحظ أن الأولى تنتهي بمد صوتي وهو الألف فأنت تفتح الشفاه في نطقك للألف فتقول ( مفا ) , بينما تطبق الأسنان في نطقك لكلمة ( بكت ) , ولكن الميزان ليس صوتياً وإنما موسيقياً , فكلمة ( مفا ) هي متحركين وساكن وكذلك كلمة ( بكت ) متحركين وساكن .

إذاً :- في عملية الميزان ليس بالضرورة أن يقابل المد مداً مثله , إنما الفكرة أن يقابل المتحرك متحرك وأن يقابل السكون سكون , كذلك عندما يقابل المتحرك متحرك ليس بالضرورة أن يقابل الفتحة فتحة مثلها ولكن قد يقابلها ضمه أو كسرة وفي كل الحالات تعتبر حروفاً متحركة وتحسب بالميزان ( فتحه ) ويشار لها بهذا الرمز ( / )

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 2 >

الـتـقـطـيـــع

كما ذكرنا سابقاً في الدرس الأول أن الحروف نوعين إما ســاكــنه أو مــتحركـــة , والساكــنه توضــع علــى الميزان كـــســكـــون ( o ) أما المتحركة فتوضع على الميزان كفتحة ( / )
وبأن جميع الحروف المتحركة تحسب ( فتحة ) أي أن الفتحة والضمة والكسرة تعتبر في الميزان ( فتحة ) ويعبر عنها بالرمز ( / )
وبأن الحروف الساكنة هو كل حرف ساكن أو حرف علة أو الحرف الأول المشدد من الكلمة , حيث أن الحرف المشدد يقلب في الميزان إلى حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك كما ذكرنا في مثالنا السابق بكلمة ( مدة ) .

هذا يعتبر ملخص سريع للدرس الأول . .

أما هذا الدرس فهو امتداد لما قبله , فمثلما ذكرنا أن الحروف نوعين ساكنة ومتحركة , كذلك الكلمات تنقسم إلى قسمين ( سبب ووتد ) .

أولاً :- السبب / وهو عبارة عن حرفين الأول متحرك والثاني ساكن
فمثلاُ :- كلمة ( من ) تعتبر ( سبباً ) حيث تحتوي على حرفين الأول ( الميم ) متحرك والثاني ( النون ) ساكن .
ومثلها كلمة ( في - لا . . . إلخ ) .

ثانياً :- الوتد / وهو عبارة عن ثلاثة أحرف الأول والثاني متحركان والثالث ساكن
فمثلاُ :- كلمة ( متى ) تعتبر ( وتداً ) حيث تحتوي على ثلاثة أحرف الأول والثاني ( الميم والتاء ) متحركان والثالث ( الألف المقصورة ) ساكن .
ومثلها كلمة ( حصل - عطى - رجا - إلى - عرب . . . إلخ ) .

وهناك نوع ثالث وهو يعتبر مزيجاً بين هذا وذاك ويمكننا تفصيله على النحو التالي :-
- إما أن تكون الكلمة مكونه من أربع حروف بحيث يكون الأول متحرك والثاني ساكن( سبب ) والثالث متحرك والرابع ساكن ( سبب ) لتكون لنا ( سببين ) .
ومثال ذلك كلمة ( جينا - سيرة - عادة . . . إلخ ) .
- وإما أن تكون الكلمة مكونة من خمس حروف بحيث يكون الأول متحرك والثاني ساكن ( سبب ) والثالث والرابع متحركان والخامس ساكن ( وتد ) لتكون لنا ( سبب + وتد ) .
ومثال ذلك كلمة ( عادتي - كلمتي - جيتني . . . إلخ ) .
وبالإمكان أن يكون المزيج معكوساً في الحالة السابقة حيث تأتي الكلمة مكونه من ( وتد + سبب ) .
ومثال ذلك كلمة ( علامة - كلامة - جميلة - جزيرة . . . إلخ ) .

ومما ذكر أعلاه نستطيع أن نخرج بملخص على النحو التالي :-
- كلمات مكونه من حرفين متحرك فساكن وهو مايسمى ( سبباً ) .
- كلمات مكونه من ثلاثة حروف متحركين فساكن وهو مايسمى ( وتداً ) .
- كلمات تكون مزيجاً بين ( سببين ) أي تكون رباعية الحروف .
- كلمات تكون مزيجاً بين ( سبب ووتد ) أي تكون خماسية الحروف .
- كلمات تكون مزيجاً بين ( وتد وسبب ) أي تكون خماسية الحروف .

كما نستطيع الخروج بتقسيمة للبحور الشعرية ( والتي سوف نتطرق لها مستقبلاً بإذن الله كل بحر على حده ) على النحو التالي :-
1/ بحور تبدأ بسببين مثل :-
- المسحوب [ مستفعلن مستفعلن فاعـلاتن ]
- الحــــــــدا [ مستفعلن مستفعلان ]
- الهجيـني الطـويل [ مسـتفعلن فاعـلن مستفعلن فـعلن ]
- الهجيـني الشـمالي [ مستفعلـن فاعـلـن فعـلـن ]
فلو وضعنا تركيزنا على التفعيلة الأولى وهي ( مستفعلن ) وقمنا بتقطيعها ( مس - تف - علن ) لوجدنا أنها بدأت بحرفين ( مس ) الأول متحرك والثاني ساكن وهو مايسمى ( سبب ) وتبعها حرفين أيضاً ( تف ) الأول متحرك والثاني ساكن وهو مايسمى ( سبب ) . . وهذا مانقصده بأنها بحور تبداً بسببين .
وهذه المعلومة تفيد المبتدئ وحتى الشاعر في تحديد وحصر بحر القصيدة من أول وهله , بحيث عندما يجد بحر القصيدة بدأ بتفعيلة ( مستفعلن ) فهو حصر القصيدة في البحور المذكورة أعلاه ( المسحوب - الحدا - الهجيني الطويل - الهجيني الشمالي ) . حيث جميعها تبداً ( بسببين ) .
2/ بحور تبدأ بسبب واحد يليه وتد مثل :-
- الهجيني النجدي [ فـاعــلاتــن فـاعــلاتــن فـاعـلاتــن ]
- الســــــامـــــــري [ فاعـلاتن فـعولن فاعـلاتن فعولـن ]
- المــنــــكــــــــــوس [ فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلان ]
فلو وضعنا تركيزنا على التفعيلة الأولى وهي ( فاعلاتن/فاعلن) وقمنا بتقطيعها ( فا - علا - تن )(فا - علن ) لوجدنا أنها بدأت بحرفين ( فا ) الأول متحرك والثاني ساكن وهو مايسمى ( سبب ) وتبعها ثلاثة حروف ( علا )( علن ) الأول والثاني متحركان والثالث ساكن وهو مايسمى (وتد ) . . وهذا مانقصده بأنها بحور تبداً بسبب واحد يليه وتد .
وهذه المعلومة تفيد المبتدئ وحتى الشاعر في تحديد وحصر بحر القصيدة من أول وهله , بحيث عندما يجد بحر القصيدة بدأ بتفعيلة ( فاعلاتن/فاعلن ) فهو حصر القصيدة في البحور المذكورة أعلاه ( الهجيني النجدي - السامري - المنكوس ) . حيث جميعها تبداً ( بسبب واحد يليه وتد ) .
3/ بحور تبدأ بوتد يليه سببين مثل :-
- الشيـباني [ مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ]
- الصخري [ مفاعيلـن مفـاعيلـن فعـولـن ]
فلو وضعنا تركيزنا على التفعيلة الأولى وهي ( مفاعيلن) وقمنا بتقطيعها ( مفا - عي - لن ) لوجدنا أنها بدأت بثلاثة أحرف ( مفا ) الأول والثاني متحركان والثالث ساكن وهو مايسمى ( وتد ) وتبعها حرفين ( عي ) الأول متحرك والثاني ساكن وهو مايسمى (سبب ) وبعدها حرفين ( لن) الأول متحرك والثاني ساكن وهو مايسمى (سبب ). . وهذا مانقصده بأنها بحور تبداً بوتد يليه سببين .
وهذه المعلومة تفيد المبتدئ وحتى الشاعر في تحديد وحصر بحر القصيدة من أول وهله , بحيث عندما يجد بحر القصيدة بدأ بتفعيلة ( مفاعيلن) فهو حصر القصيدة في البحور المذكورة أعلاه ( الشيباني - الصخري ) . حيث جميعها تبداً ( بوتد يليه سببين . ) .

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 3 >

بحر المسحوب

كما هو معروف أن الشعر الشعبي يعتمد على ( التلحين والغناء ) ولكن هذا لا يكفي لكي نجزم بسلامته التامه من حيث الوزن . . بل يجب علينا اعادته إلى التفعيله وتقطيعه بالشكل الصحيح . . ليتضح لنا سلامته من عدمها . . ! !

بحر المسحوب : من البحور التي تبدأ في شطريها بكلمات ( رباعية الحروف ) على وزن ( سببين ) كما ذكرنا في الدرس ( 2 ) الثاني .

تفعيلة بحر المسحوب في تمامها
( مستفعلن مستفعلن فاعلاتن )

فلو قمنا بتجزأة التفعيلة الأولى ( مستفعلن ) لأصبحت ( مس تف علن )
فالبداية سبب يليه سبب آخر ثم وتد وهذه التفعيلة من التفاعيل السباعية لأنها تتكون من سبعة حروف .

تقطيع التفعيلة :-

دعونا نأخذ مثالاً بيتاً من الشعر من كتاباتي ونتأكد من سلامته :-

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""] من لا يقدر موقفي ساعة الجد = عهدٍ عليه لا اشطبه من حياتي[/poem]



كما تشاهدون في الجدول أعلاه فقد قابل كل حرف متحرك من التفعيلة متحرك مثله في البيت وقد قابل كل حرف ساكن في التفعيله ساكن مثله في البيت , وبهذا نكون قد تيقنا بأن البيت موزون تماماً .

* يلاحظ في عملية التقطيع أننا نقوم بحذف الحروف التي تكتب ولا تنطق مثل حرف ( الألف ) في كلمة ( الجد ) حيث في التقطيع قلنا ( سا عتل جد ) وكما اتفقنا أن التقطيع يعتمد على الحروف المنطوقة وليست المكتوبة .
* كما يلاحظ أننا قمنا بقلب الحرف المشدد إلى حرفين الأول ساكن والثاني متحرك مثل كلمة ( يقدر ) فبالتقطيع قمنا بقلب حرف ( الدال ) المشدد إلى ( دالين ) وقلنا ( يقد در )
وهذه قاعدة عامه يجب على الجميع الالتزام بها في حالة التقطيع .

- دعونا نأخذ مثالاً أوسع لعملية التقطيع علي بحرالمسحوب بثلاثةأبيات من قصيده مشهورة , .

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
يادحيم شب النار مانيب نايم = سهران وأراقب نجوم المجره
ياما حلا يادحيم والجو غايم = والسيل تلقا له مع الأرض جره
فنجال ماحافه ردي العزايم = سواه قرمٍ نظرته ماتغره
[/poem]

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 4 >

التسبيغ والحذف

لم أرد انتقل إلى بحر آخر قبل تبيان نقطة جداً هامه تتعلق بالدرس الذي سبق ( بحر المسحوب ) .
حيث أن بحر المسحوب لا تختلف أوزانه أو تفعيلاته بل تزيد بزيادة حرف في آخر التفعيلة أو تنقص , وفي كلتا الحالتين تكون الزيادة أو النقص في التفعيلة الأخيرة ( فاعلاتن ) , فإما أن تصبح ( فاعلاتان ) أي بزيادة حرف , أو ( فاعلان ) بنقص حرف , والزيادة تسمى ( التسبيغ ) والنقص يسمى ( الحذف ) .

التسبيغ :- هو زيادة حرف على التفعيلة الأخيرة لتصبح ( فاعلاتان )

الحذف :- هو نقص حرف من التفعيلة الأخيرة لتصبح ( فاعلان )

وللأمانه فكثير من القصائد النبطية والتي تكتب على بحر المسحوب يكون قد لحق بها ( التسبيغ ) إما في العرض أو الضرب .

العرض :- هو نهاية الشطر الأول من البيت ( الكلمة التي تضم حروف القافية )
الضرب :- هو نهاية الشطر الثاني من البيت ( الكلمة التي تضم حروف التفعيلة )

وبإمكان الشاعر التحكم في البحر من حيث سلامته أو إلحاق التسبيغ والحذف عليه وسنورد بإذن الله مثال لكل نوع .

أولاً :- مثال على بحر المسحوب الذي لحق به التسبيغ على شطريه ( أي بعرض وضرب مسبغين ) قول الشاعر / خلف بن هذال

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
كانوا وكنا والهوى كان والشوق = سيرة غرام وعادة الوقت غدار
دار الزمان وفارق القلب معشوق = واقفى حبيب القلب والشوق تذكار
[/poem]

ثانياً :- مثال على بحر المسحوب الذي لحق به التسبيغ على عرضه ( أي الشطر الأول ) بينما بقي الضرب سالماً قول الشاعر / بدر الحويفي

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
يابو فهد قلبي تقل فيه لحام = كنه براس التاج تكوى عروقه
بأسباب طيرٍ مات والناس صيام = بآخر شهر تسعه طوينا سبوقه
[/poem]

ثالثاً :- مثال على بحر المسحوب والذي لحق به التسبيغ على ضربه ( أي الشطر الثاني ) بينما بقي العرض سالماً

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""] أكثر همومي قول كانوا وكنا = نبحث همومٍ ماضيه بين الأحباب [/poem]

رابعاً :- بحر المسحوب والذي لم يلحق به التسبيغ نهائياً وبقي سالماً في عرضه وضربه ( يادحيم شب النار مانيب نايم ) المذكور في الدرس ( 3 ) الثالث .

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 5>

الـزحــاف

ذكر المؤلف الاستاذ / فلاح المنصور في كتابة ( كيف تنظم قصيدة ) أن الزحاف لا يدخل إلا على التفعيلة التي تبدأ ( بسببين ) وهي ( مستفعلن ) .
تعريف الزحاف :- هو عبارة عن حذف الحرف الساكن الأول من التفعيلة ( مستفعلن ) .
فبدل ( مس تف علن ) نقوم بحذف حرف ( السين ) من ( مس ) فتصبح التفعيلة بهذا الشكل ( متف علن )
والقاعدة تقول :- أن الوتد ( متحركين وساكن ) عندما يأتي مابعده وتداً آخر ( متحركين وساكن ) فهذا يعني ( زحاف ) وهو يكون في البحور التي تبدأ ( بسببين ) حيث أن الوتد الأول يعتبر عن ( سببين ) حذف منهما الساكن الأول , وهذا يكون في مطلع الشطر إما الأول أو الثاني .
والزحاف في أول التفعيلة لا يخل بالوزن سواء كان في أول تفعيلة الصدر ( الشطر الأول ) أو في بداية تفعيلة العجز ( الشطر الثاني ) , وما يخل بالبيت هو اعتماد ( الزحاف ) في داخل التفعيلة .
مثال على ذلك / بيت الأمير الشاعر .. بدر بن عبدالمحسن :-

أنا حبيبـي بسـمته تخـجل الضـي


يكسف سنا بدر الدجا من جبينه

هذا البيت كتب على بحر المسحوب , أي على تفعيلة ( مستفعلن مستفعلن فاعلاتن ) , إذاً يجب أن يبدأ ( بسببين ) في بداية ( الصدر ) وهما ( متحرك وساكن ) , ولكن هنا بدأ البيت ( بمتحركين وساكن ) وهما كلمة ( أنا ) وفي هذه الحالة ننظر لما بعده إن كان وتداً ( متحركين وساكن ) فهذا يعني ( زحاف ) .

( أنا ) يعتبر وتداً , ويليه كلمة ( حبي ) وتداً آخر , فهذا هو الزحاف وهو استبدال ( السببين ) بوتد وبالتقطيع تتضح الصورة أكثر .

* فمن هذا المنطلق نستطيع القول أن البحور التي تبدأ ( بسببين ) للشاعرا لحق في التعويض عن ( السببين ) بوتد شريطة أن يتبعه وتداً مثله .
أي للشاعر الحق في أن يبدأ تفعيلة بحر المسحوب ( بوتدين ) يشكلان التفعلية ( متفعلن ) بدلاً من سببين ووتد ( مستفعلن ) .

[مـاجـد الحـمـيـد]

< 6 >

بحر الهجيني الطويل - المرفوع

وهو أشهر أنواع الهجيني وتفعيلته هي :-

مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

ومن أشهر ماكتب على هذا البحر قول الشاعر عبدالله بن نايف بن عون :-

[poem=font="Simplified Arabic,5,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,gray" type=1 line=1 align=center use=sp num="0,black""]
يامل قلب(ن) يسج وفيه دولاجه = من واهج(ن) بالضماير قام يدرجها
[/poem]

وبالتقطيع يتضح مطابقته لتفعيلة الهجيني الطويل كما يلي :-

تحياتي لكل من مر من هنا . . / /