::2 :: رحلة إلى الشمال والساحل الغربي - مصورة - ::2::

[سراج الخير]

[align=center].
.
.
.
.


الحلقة الأولى في هذا الرابط ..




.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلا وسهلا بالأعضاء الكرام ..






-الحلقة الثانية -



عُـــدنا ..




عند الإشارة تكون الساعة 11صباحاً وخمس دقائق وعشرون ثانية [طااااط] . نسيت وشي االابتسامة .


ونحن نودع أرض الجبلين ومنازل حاتم الطائي [ حائل ]

اختفت معالم حائل ونحن في طريقنا إلى تيماء ..

.



.

تمر ببعض القرى وأنت في الطريق المؤدي إلى تيماء بعد خروجك من حائل منها مفرق الشملي والجهراء ..

حيث تبعد الجهراء 300 كم عن حائل وفيها وقعت فيها كارثة مؤلمة لضابط مكافحة المخدرات النقيب خالد النقيدان وهو من بريدة ..

على إثرها فقد حياته ..

في مواجهة عنيفة لقطيع من مهربي المخدرات في الجهراء نسأل الله أن يكتبه مع الشهداء ..

.

.

ابحثوا عن القصة في جوجل GOOGLE ستجدون كيف أن الرجل خطط للهجوم وكيف احتسب الأجر عند الله ..

وقد صلى بأصحابه البواسل صلاة مودع وقنت ودعا الله أن ينصرهم على المجرمين ..

لا أريد أن أحرق عليكم القصة [ بعد إيش ؟ ] .. إبحثوها هناك .. فإلى هناك .. إلى جوجل >> إنه مقرمش ..

.

.

الطريق من حائل إلى تيماء .. جميل حيث السهول والجبال..
وأجمل منه طريق العلاء على مدائن صالح فالجهراء وبعض مناطق العلاء ..

حيث تشاهد جبالا تتعجب من صنعها وأشكالها ..
بعضها كأنه غصون أشجار متساقط الأوراق وبعضه كأنه قرون أرام [ ظباء - غزلان] وبعضها الآخر .. كأنه نقوش ورسوم رسمتها ريشة فنان ..

فسبحان من خلقها ..



وقد ذكر أديب الفقهاء وفقيه الأدباء.. - الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - في مذكراته وفي كتابه [من نفحات الحرم] طريقهم من دمشق حينما وصلوا إلى هذه المناطق الوعرة ..
من تبوك إلى العلاء ..

.




.

ومن كانت عنده هذه المذكرات فليبحث في رحلته إلى مكة وهي على ما أعتقد في الجزء الثالث وهي مختصرة في كتابه [ من نفحات الحرم]..

وهي نصف ما كتب في أدب الرحلات..


أنصح بقراءته ففيه المتعة والتسلية ..






وصلنا تيماء قبل العصر وهي أرض غائطة منحدرة .. أرضها سهلة جبلية زراعية ..

وتاريخها عريق جداً واسمها متداول في العصور الجاهلية بل و يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بقرون..

اشتهرت بـ [ هداج تيماء ] وهو بئر فوّهته واسعة جداً .. لم أر مثله في حياتي .. وافر الماء .. مرت عليه سنون وقرون ولم ينضب ماؤه..


حدثني أحد أهالي تيماء أنه قديما [ يسني = وهي طريقة لإخراج الماء .. يسونها في الجنادرية .. وتسمى السواني >> مو صاحب الملابس ] يسني منه تسعون بعيراً بعيراً ..
وهذا يدل على كثرته ..

.

[ قالت العرب سنت الناقة أي درت حليباً ]
.

وفي زمن الملك سعود رحمه الله .. استبدلت السواني برافعات الماء [ المكائن ] أما الآن فلا يستفاد منه إلا لماماً .. حيث صار مزاراً للسياح ..

ويكثر فيه شجر السبط [ أقرب ما يكون شكله إلى شجر قصب السكر .. ويكثر في المستنقعات ] وماؤه فائض ووسخ جداً ..

أما على كثافة ماء هداج تيماء فالعوام تقول للشيء القليل إذا كان مبروكا [كثيراً] - هداج تيماء- ..


ومركز الآثار في تيماء .. أحدث فيه بعض التحسينات ..

.





.



.



.



.



.

.

.


.




قريباً من هداج تيماء ..قصر عبدالكريم بن رمان التيمائي [ نسبة إلى تيماء] .. وهو شمري الأصل..

.

.




.

والقصر مهمل إلى وقت قريب .. ولزيارتنا للقصر وجدناه مغلقاً الأبواب .. فلم نتمكن من دخوله ..

و يظهر أن مركز الآثار على أمل أن يرمم فتوقاته ومعايبه.. سبق أن دخلته ذات مرة .. وهو عظيم جداً ..

في جهته الغربية مسجد وقصر للضيافة أو للحرابة ، عند الأزمات والحروب يلجأون فيه بعد الله .. وفي وسطه مساحة كبيرة يظهر أنها للخيل .. وفي جهته الشرقية قصر خاص للأمير ..

أما أعمدة قصر الضيافة و مسجده فعرضها متر أو تزيد.. وسوره عبارة عن جدارين متلاصقين .. الخارجي مرتفع جداً، والداخلي أقل منه ارتفاعا وعرضه يربو على المتر ..

وبالجملة فإني زرت قصور الدرعية وغيرها وقد تساقط كثير منها .. إلا أن قصر ابن رمان لازال صامداً أمام صروف الأيام وحوادث السنين .. ومن دخله أيقن فخامة التشييد وقوة البناء ..

.أما ابن رمان فقتله أحد أقاربه في ظروف غامضة



.

وذُكر لنا أن متحف تيماء جدير بالزيارة .. ذهبنا إليه ..لكن وجدنا أن وقت الزيارة انتهى ..


.

.

ومما تجدر الإشارة إليه أن تيماء تكثر فيها النقوش والمنحوتات الأثرية .. وتعود النقوش والكتابات إلى آلاف السنين ..

وعلى إثر هذه الحجارة الأثرية .. زار الرحالة [ هوبير] تيماء قبل 120 سنة .. واكتشف [ حجر تيماء ] الأثري .. الذي يعود تاريخه إليه ما قبل الميلاد بقرون ..

فغمرته الفرحة وحاول نقله [ ما تسمى سرقة ذي .. هههه ] إلى القنصلية الفرنسية في جدة .. وتم ذلك بعد عناء كبير ..

لكن فرحته لم تتم لينقله إلى فرنسا .. حيث قتل على يد أحد رفاقه من البدو [ الدلولة .. ] ظناً منهم أنه جاسوس ..
أما حجر تيماء فإنه الآن قابع [ جاثم = موجود] في متحف اللوفر في فرنسا ..

ويعد قصر الحمراء في تيماء فريداً من نوعه لاحتوائه الأحجار الأثرية .. [ معلومة ] ..


.

.

صلينا الظهر و العصر في تيماء جمع تأخير .. [ وبزع أبو سعود بفتوى غريبة مستدلاً بقول العالم الفلاني .. وما آفة الأخبار إلا رواتها ] ..
واستضافنا أهلها بإلحاح [ لازم يحلف عشان يصدقونه :biggrin: ] .. فاعتذرنا بعدما صلينا فرضنا ..

وهذا ليس بغريب على سلائل المجد وبيوت الكرام ..


.

.


وخرجنا العصر مودعين تيماء نبغي تبوك .. والمسافة بينهما تصل إلى 250 كيلاً .. الطريق ماتع وجميل ..

وكلما تقترب من تبوك تشاهد جبالاً غمرتها الرمال الذهبية من كل جانب ..
حتى أصبح بعضها جبالاً رملية [ نفود] لا ترى أثراً لجبل وهذا يعود سببه إلى الرمال الزاحفة من النفود الكبير فيما أظن .. [ أصلح مدرس علم أرض ]

مناظر جميلة مع الغروب .. حيث تودع الشمس بصماتها الذهبية وسط الرمال ..

.



.

اللوحات الإرشادية .. تشير بقربنا من تبوك .. ونقطة تفتيش [ مو حق د.الحضيف:as4: ] تستوقفنا وتطلب هويتنا ..


أحدنا يطلبه رجل الأمن ليتحقق من اسمه وقف الجندي أمام الحاسب ودقق في تجاعيد وجه صاحبنا !! >> لحوووول .. [ والله ما سوى شيء ] ..


الجندي : ما اسمك يا هذا ؟

ابو فلان : فلان بن فلان بن فلان الفلاني [ رباعي ] ..

الجندي : وشو !! .. عطن اسمك مرة ثانية ؟؟

أبو فلان : فلان بن فلان بن فلان بن فلان الشمري >> ترقيعه

ينظر إليه الجندي .. لحظات عصيبة .. يتفحص الهوية مرة عاشرة ..

يتنهد الجندي .. ويسلم صاحبنا هوية ..قائلا .. : الله يستر عليك [ أخاف إنه مشتبه ولا علمنا ] ..

تنفس أبو فلان .. تنفس الصعداء .. حمد ربه .. أنه لم يودع كصاحبه في حائل في الباجيرو ..

.

.

.

نحن الآن في تبوك.. وفي حديقة الأمير فهد بن سلطان .. حططنا متاعنا ..

أحد الشقردية .. صلح لنا شاي وقهوة أو العكس أصح ؟ .. وضرب أمير الكاتم بيده على الأرض .. واعداً بوجبة رومنسية >> ادوووخ ..

الحديقة تمتاز بالهدوء وقرب دورات المياه النظيفة [ اعزكم الله ] .. إلا أن أمراً يعكر صفوها وجمالها .. زوروها وستجدون ذلك ..
.
.
أتدرون .. ما هو ؟؟
.
.
إنها الهيلوكبترات الصغيرة .. [ البعوض – البق - أو ما يحلو لك تسميته ] والتي تتحرش بالبشرات الناعمة خاصة الدسمة .. [ كم رقم الهيئة ] ..

مما اضطر أمير الكاتم أن يخبطها مرات ومرات [ بيده] .. الذي زاده اضطراراً للإستعانة بقوة خارجية ..

.
.

إنها الـ [فكس = وهو كريم يوضع في أنف من يصاب بالزكام ليساعد على فتح مجرى القناة التنفسية >> ما ادري ليه استخدمه ] .. ولكن دون جدوى ..

بتنا في الحديقة على أحسن حال .. بالنسبة لي .. حيث أنني أمتلك بشرة سعودية من النوع الجيد [ من كثر ما (دق = جلد) ] فلم أحس بلسعة بعوض ولله الحمد ..

وعند انبلاج الصباح .. رفع الآذان ..

تصبحنا على تمرات ..

وانطلقنا في ردأة الضحى ميمنين محطة سكة الحديد والقلعة العثمانية التي في السوق القديم والجادة في السوق الداخلي .. وهي طريق يشق السوق القديم بتبوك ..

أما محطة السكة الحديدية فلم يبق منها إلا صالات وغرف قليلة حيث أنه لم يعد الاهتمام بها [ وللأسف ]..

وقديما وقبل مئة عام كانت محطة سكة الحديد بتبوك من أكبر المحطات التي يمر بها القطار منطلقاً من دمشق ماراً بـدرعاً [ أذرعات القديمة ]
فتبوك فمدائن صالح ثم ينتهي في محطة العنبرية في المدينة المنورة .. قريباً من الحرم من جهة باب السلام ..

وهو وسيلة نقل أعدته الخلافة العثمانية على يد السلطان عبدالحميد الثاني لحجاج الشام ومن مر بها .. لييسر لهم طريق الحج بعد عناء الجمال ومخاوف قطاع الطريق ..

استمر عمل السكة الحجازية عشر سنوات .. ثم دمرت وخربت من الإنجليز
[ وتشجعون انجلترا ] على يد المدعو الشيطان [ لورانس العرب ]
ومن معه من أهل البادية من أعراب الساحل ومن له مصالح كالشريف ليقطعوا الطريق والامدادات عن الحاميات التركية في المدينة المنورة..

حيث كانت تابعة للخلافة العثمانية وأراد الشريف انتزاعها فكانت هناك اتفاقات بين الشريف والانجليز ممثلا بأحد شياطينهم (لورانس العرب) ..

فيها أن لورانس وعد الشريف بإخراج الحاميات التركية من المدينة وقطع الإمدادات والإعانات العسكرية من الخلافة العثمانية التي تأتي عن طريق السكة الحجازية ..

عندها وضع الشريف يده بيد لورانس وتم نسف السكة الحديدية .. ومتابعة محطاتها بالتخريب وقلب القاطرات وزرع الألغام في طريقها ..

كل هذا على يد لورانس العرب [ الجاسوس الإنجليزي الخبيث ] الذي زرعته انجلترا في جزيرة العرب ليضرب الخلافة العثمانية وقد تمت الكبسة والنكسة بنجاح ..

نعود إلى محطة القطار.. حيث لم يبق منها إلا مجموعات صغيرة ..

لم يكن هناك داع للدخول حيث لم نر باباً مفتوحاً ..




.




بديع الزمان الطنطاوي قدس الله روحه .. ذكر أنه يوجد قرب محطة القطار مبنى ضخم استقبلهم فيه أمير تبوك وهو من عائلة السديري ..

وهو عبارة عن مستشفى بنته الخلافة العثمانية ضمن مشروع القطار وتبوك القديمة من أراد قراءتها فقد رسمتها على يد المبدع الأديب الطنطاوي برد الله ضجيعه ..
في ذكرياته و في كتابه [ نفحات من الحرم ] ..

ومن لم يقرأ ذكرياته وله اهتمام بالأدب .. فقد ترك خيراً كثيراً ..


[align=center]

.

.

أما القلعة .. فبناؤها له أكثر من 300 سنة .. ولم يتأثر بنوائب الدهر وطول العمر .. ولا أعرف عنها شيئاً إلا أن بناءها كان على يد أحد سلاطين الدولة العثمانية ..



.



.



.

.

.


من أكبر الدوافع لزيارة تبوك .. زيارة مزارع أسترا .. حيث تم التنسيق مع مشرف الزيارات على أن تكون الزيارة الساعة الثالثة ظهراً .. [ بعد مكالمات ومناوشات استمرت قرابة الساعتين ]


قررنا الرجوع إلى حديقة الأمير فهد بن سلطان لتناول وجبة الغداء تحت ظل الشجر ..

وقت الزيارة بقي عليه أربع ساعات .. تشير الساعة إلى الثانية عشرة ظهراً .. نحن على مائدة الغداء ..

وفجأة .. !!

.

.
[align=center].


فاجأنا أحد الشباب بخبر أقض مضاجعنا .. بدا كل واحد منا ينظر إلى صاحبه .. !!:


.

.


في الحلقة الثالثة .. نكمل الخبر الأليم .. إن أحيانا الله ..


شكرا لكم ولمتابعتكم ..


محبكم .. [ أبو سعود] ..[/align][/align]

[/align]

[سفانه]

[align=right]ننتظر الجزء الثالث باحر من الجمر

لاتطول الغيبه ياسراج

لان اسلوبك بالعرض روعه روعه بمعنى الكلمه[/align]