معا لنتقن قولبة عجائننا . .

[ندى المطيري]

كنت متمددة فوق (دكة) استراحتنا
وإلى جانبي طفلي ذو الثلاثة أعوام
والذي فاجئني بقفزة لا إرادية
(خبط ) بها وجهي
وأشار إلى الحائط صارخا
(ماما بعرث)
التفتت فزعة لأرى ذلك المتسلق المقزز
(الوزغ)
يفر هاربا كما عهدناه
لحظة اندثار طفلي بين أحضاني خائفا
ورفع رأسه إلي يسألني
ماما البعرث ثقيقنا؟
أعتاد طفلي أن يسألني مثل هذا السؤال
عند رؤيته لأي حشرة أو حيوان أليف
وكنت دائما أجيبه بنعم
لإضفاء شعور الأمان ع حالته
وهذه المرة أجبته نعم وبامتعاض شديد
تفاديا لحالة الهلع التي قد تصيبه
إن أجبت العكس
رغم إنه لم يقتنع كثيرا بإجابتي
إلا أنه صدقني
غادر طفلي أحضاني
واتجه نحو طفلتي ذات الخمسة أعوام
وبادرها بالحديث
مبتدأ بقوله
(ماما تقول البعرث حلو وثقيقنا)
فزعت طفلتي من هذا الكلام
وقالت باستنكار شديد
لا موب صقيقنا
هو وع
يحب الكفار
التفت طفلي وسألني ليؤكد لها
ماما ثح البعرث ثقيقنا
وقبل أن أتفوه بكلمة
قفزت إلي طفلتي
لتقول بإصرار
لا موب صقيقينا يمه
أصلا هو يحب الكفار
ومايحب الرسول
فلانة تقول
إنه يوم كان الرسول متغبي عن الكفار
كان البعرص يقول نق نق <<<صار ضفدع موب بعرصي ^_^
عشان يعلمهم إن الرسول متغبي
كان طفلي مشدوها يتابع حديثها بشغف
والتفت إلي ليسأل مجددا
ماما أنت تحبين الكفار؟
أجبته حتما لا
فسألني
أجل ليه تحبين البعرث
*_*
. . .
الشاهد من الحوار هنا
أن أطفالنا وجميعنا يعرف ويعلم ذلك تماما
قابلين لإنشائهم خير تنشئة
فمنذ الولادة
ولحظة الأذان بأذنهم اليمنى
والإقامة باليسرى
(رغم ضعف صحة ذلك)
قوالب تحوي ع عجائن لينة طرية
قابلة للتشكيل كيفما نريد
بعد توفيق الله
إن خيرا فخير
وإن شرا فشر
وبعضنا يعتبر أن بلوغه الحلم
هو بداية التنشئة والتشكيل
ظنا منه أن سلامة العقيدة
تكمن في إقامته للصلاة فقط
فتجده يحرص ع أمره للصلاة
وينسى تماما أن التأصيل الحقيقي
للعقيدة
يبدأ منذ عهد المهد
فكلما كبر صغيرنا
قست عجينته
وضعفت لديه حالة التلقي
فلذا و كمثال لحدث يومي يحتاج إلى تصحيح
لماذا لا نستبدل حكايا الليل الخيالية
بحكايا من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام؟
والتي تساعدهم بشكل حتمي ع تربيتهم خير تربية؟
أيضا لماذا لا نستبدل تهاويد النوم
بترنيمة حدائية للأوراد اليومية والأذكار
ليسهل عليهم حفظها
كما كانت تحدوها لنا جدتي رحمها الله
عند النوم أو التهدئة
وغير ذلك
من الكثير والكثير
مما يحتاج إلى استبدال وتغيير
بما هو مأثور عن النبي صلوات ربي وسلامه عليه و عن صحبه والسلف الصالح
لنخرج بإذن الله جيلا
قويا سليم العقيدة
لا نخشى عليه من نوازل الحياة
واستبداد الفتنة
والتباس الحق بالباطل
بعد إذن الله وتوفيقه
. . .
في النهاية
أتمنى أن أوفق وإياكم
إلى مايحبه الله ويرضاه