.
.
من السهل (دعس) أصبعين فقط
بأذنيك ، مع الضغط بشدة
وستنقطع عنك الأصوات
ولكن الصوت الوحيد الذي نعجز عن قطعه هو :
صوت دواخلنا
..
ما أجمل أن يكون الشخص مفتوح الأفق
يختار ما يناسبه ويعرض عن خلافه
لا يسمح لأحد أن يملي عليه الأوامر
ويصدر التعليمات وكأنه ولي عليه
باختصار :
.
استقلال
.
كثيرة المواقف التي نجامل فيها أشخاصاً
لمجرد المجاملة
ثم
ما نلبث أن نكتشف أننا نتقمص شخصياتنا
ولا يهمنا ذلك
ولكن في الحقيقة هي :
أننا خسرنا أنفسنا ، خسرنا حرية القرار ، خسرنا التجربة
.
.
أذكر مرة أني كنت بمطعم البيك بمكة الطاهرة
وكان على الطاولة المجاورة لي رجلان يتناقشان
وتتهادى إلى سمعي كلماتهم من دون استراق
كان أحدهم يتباهى للآخر أنه ثنى فلاناً عن تزويج ابنته لفلان
ويرفع صوته : ورائحة "الحراق" تنبعث من أشداقه
ويقول : وقلت له : أنه هذا الفلان "لم تمسه الحبال"
فتساءلت في نفسي : ما هذه الحبال التي سلم منها فمسته النار
ما لونها ما سمكها ما طولها
فلم يلبث وكأنه يرد علي : أعني أنه لم يكن له اختلاط يذكر بالناس
لم يدخل حَلقات ، لم يدخل مراكز صيفية ، لم يستلم أمراً
ولو بسيطاً بين العامة ..
.
خرجت حانقاً على ذلك الواشي الوابش
كيف يتسبب بعدم اجتماع اثنين على الحلال
كيف يقطع الرزق
كيف يقطع السبيل
كيف يمزق المَخدّة
ويخرج الريش
.
ولكن بعد إطالة التفكير وأنا متعلق
بأستار "لحجيٍّ" على دباب "ملوي" إلى الكعبة
.
اكتشفت أنه لم يجانبه الصواب ولو جزئياً
كيف تستطيع استلام زمام أسرة بلا تجربة
بلا خُلطة ، بل بالعزلة
عش وخالط ، واصبر على الأذى
.
.
هذه وغيرها يجب أن تكون أمام عيني
أي ابن آدم ذكراً كان أو أنثى
قبل البتِّ بأي :
قرار
اختيار
إصرار
.
اختر لنفسك ولا تسمح لأحد أن يؤثر عليك
ولا أن يختار عنك
.
.
.
بمان الله