.
.
يقول الحكواتي -عفا الله عنه- :
أخلاقنا و طباعنا
كصورةٍ لكاميرة فورية ، إنتاجها فوري للآخرين
ولا يحتاجون إلا لهزها قليلاً لتبان البسمة
أو تنكشف السوءة
.
كثير منا لا يكترث
بآراء الآخرين ، ولا نظرتهم
بإغفالٍ لـ : (أنتم شهداء الله في أرضه)
بعد أن كانت المروءة حرماً آمناً لا يُخرم
صارت حماً مستباحاً و عبارة : (طز للناس)
هي الغالبة
.
عندما تلج حشرة ما
ماشية .. طائرة .. زاحفة
إلى بيوتنا ، ثم يقفل الباب سهواً
(فتتخبّـط)
لتخرج
فماهي بخائفة ولا فزعة
ولكن نفرت منّا وعلمت أنّـا هنا
مستوطنون
فلا ملجأ إلينا منا
وما كان الأمر إلا :
.
( دخــول خــاطـئ )
.
فلا مزية فينا لتقدم إلينا
فالمتاع في الخارج أكثر منه في الداخل
هي تبحث عن أجواء صحية
لا تشوبها الأنفس الكريهة
الأنفس المتعالية
الأنفس الناقمة
الأنفس الحاقدة
الأنفس الرديئة
الأنفس الموبوءة
الأنفس المتأزمة
..
..
أجواء صحية ، تهطل عليها الرحمات
لاينبعث منها الحقد والسب واللعنات
.
ما بالنا ضللنا الطريق
وأضعنا من نلي وولينا أمرهم ، لا تتسع الأنفس لنا
فكيف بغيرنا
ضحكاتنا مشتراة بثمن بخس
صِلاتنا متكلفة كبيت العنكبوت
تقاربنا مشوبٌ بالحذر
الأنوف محمرةٌ بعزِّ الحرِّ
والأجسام محمومة بعزِّ القرِّ
.
قمةُ الغبن
أن نولد على الإسلام .. ثم نتخلف
أو أن يسبقنا بالدرجات من لم يولد عليه
أليس الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول :
(خيركم من طال عمره وحسن عمله)
فكيف بمن ولد على الإسلام ولم يستفد من ذلك
أليس أبو بكرٍ سبق الكلَّ عدا الأنبياء
بما تعلمون
وابن رواحة تخلف عن أصحابه الأربعة منزلة
بسبب تردد بسيط
فكيف بالطّوام لدينا
والفتن .. والإحن
.
متى
.
بل الأجدى
.
كـــفى
.
فمتى استفهام عن مستقبل
أما كفى ففيها القطع قبله
والوصول إليه قبله
.
قد يفهم شطركم ما أريد
وقد لا يفهم الآخر ما أريد
فلا عتب
على الآخر بشفاعة الأول
فنحن أمة يقوم بشأنها أدناها
ويصلي العيد طائفة فيُتجاوز عن الأخرى
.
و (يجيب العيد) طائفةٌ فهل يُتجاوز عن الأخرى
.
.
وهنا التساؤل لنجريَ عصفاً ذهنياً
كيف بالمعصية يقوم البعض بإهلاك البعض الآخر
وكيف بالطاعة يقوم البعض بالنيابة عن البعض الآخر
.
ألا تجيبون
قبل أن (أشق هدومي)
وأرحل
إلى كوكب عطارد
أقرب للشمس
ونفحها
ولكن أقلُّ حرارة من أجواء تعاملاتنا وأخلاقنا
القائضة
.
.