ليست قصة بل موقف يعبر عن كل القصة .
كنت بالحج ولظروف ما جلسنا شهر بمكة المكرمة وتعرفنا على كثير من الناس فى السكن ..مصريات مغربيات تونسيات ومصريات ..
هناك هناك سيدة دوما تجلس وحدها وتأكل وحدها ..كنت أراها وأسلم عليها كل يوما فجرا وكنا نتكلم بعض الكلمات البسيطة ..فهمت من خلالها أنها جاءت الحج على نفقة ولدها الذى قد استدان المال ليرسلها للحج ..
وهى غير متوافقة مع من يسكنون معها ظنا منهم أنها بخيلة ..فقظ كانت أحيانا لا تأكل إلا خبزا فقط طوال الوقت ..
حقيقة كنت لا أريد أن أجرحها فكنت أستمع لها وأطبطب عليها فقد كنت أصدقها رغم تكذيبهم لها ..وفأنا لا يهمنى صدقها أو العكس ..فهى تقضى كل وقتها فى قراءة القرآن وتدبر آياته ودعوتنا ..كانت كأنها تجاهد فى سبيل الله ..
المهم كانت لنا مجموعتنا التى نذهب معها مناسك الحج وهى لم تكن معنا ..لكنها فى بعض المناسك كانت تسألنى هل آتى معكم ..فأخبرها تعالى .
حقيقة المشى معها كان مريحا للغاية طول وقتها ذكر وتسبيح وتهليل ودعوات ..عندها يقين فى الله لا حدود له ..
آخر مناسكى معها كان طواف اﻹفاضة والسعى ..
بعدما انتهينا بفضل الله من الطواف والسعى ..جلسنا نصلى الغجر ..ثم قالت لى ..
أنا مش مصدقة إنى وقفت عرفات وعملت طواف اﻹفاضة وسعى الحج ..يا رب لك الحمد ..بقى أنت راضى عنى أوى كدة خلتنى أحج زى أى واحدة معاها فلوس ..هنا تكلم ربها ..
ثم سجدت لله شكرا ..كانت تريد أن تبكى ..قلت لها بالله لا تبكى مليش مزاج أعيط دلوقتى 😊
**
شعرت بأن هذه السيدة هى نموذج للرضا الذى يجب أن يكون عليه البشر ....
حتى أنى قلت لها ..حجنا هذا تعب ..فالحج السياحى راحة بعض الشيء ..
أخبرتنى المهم حجينا احنا كنا فين وبقينا فين ..
...
قبل سفرها ..جاءت لتسلم علينا فولدها يسكن عفيف ..أصرت أن تأتى ليشكرنا ولدها على مصاحبتنا لوالدته ..
وأهدتنى كتاب للأحاديث النبوية الصحيحة .
جزاها الله خيرا ...
العرض العادي
