:
:
:
:
:
:
أحد دهاة العرب وساستها وخطبائها وقادتها ( اسمه كان زياد بن ابيه ـ أو ـ ابن سميه ) ،ولاه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه العراقيين ، وهو أول من جمع له بينهما فسار بالناس سيرة لم بها الشعث ، وأقام المعوج ، وكبح الفتنه ، واشتط في العقوبه ، وأخذ بالظنه ، وعاقب على الشبهه ، فهابه الناس وخافوه ، فعاش العراق أمنا ورغدا ، وأمن العراقيون لبعضهم لدرجة ان كان الشيء يسقط من يد الرجل او المرأه فلا يعرض له احد حتى يأتي صاحبه فيأخذه ، بل وأبعد من ذلكم فقد كان لاأحد يغلق بابه ، وكان زياد يقول مقولته الشهيره ( لو ضاع حبل بيني وبين خراسان لعرفت آخذه ) ، وكان مكتوبا في مجلسه عنوان سياسته ( الشدة في غير عنف واللين في غير ضعف ، المحسن يجازى باحسانه والمسيء يعاقب باسائته ) .
توفي في الكوفه من رمضان العام 53 للهجره.
من خطبه البليغه خطبته حين قدم البصره /
أما بعد فان الجهالة للجهلاء ، والضلالة للعمياء ، والغي الموفى لأهله على النار مافيه سفهائكم ويشتمل عليه حلماؤكم ....( وأخذ يعظهم ويستشهد بكتاب الله على مايقول ) .....
ثم قال : اني لأقسم بالله العلي العظيم لآخذن الولي بالمولى ، والمقيم بالظاعن ، والمطيع بالعاصي ، حتى يلقى الرجل أخاه فيقول ( أنج سعد فقد هلك سعيد ) أو تستقيم لي قناتكم ، ان كذبة الأمير بلقائه مشهور، فان تعلقتم علي بكذبه فقد حلت لكم معصيتي وقد كان بيني وبين قوم احن فجعلت دبر أذني وتحت قدمي ، اني لو علمت أن أحدكم قتله السل من بغضي لم اكشف له قناعا ولم أهتك له سترا ، حتى يبدي لي صفحته ،فاذا فعل لك لم أناظره ، فاستحفزو اموركم وأعينو على أنفسكم فرب مبتئس بقدومنا سيسر ، مسرورا بقدومنا سيبتئس .......
( حتى انتهى بقول )
انا قد أصبحنا لكم ساسه وعنكم زاده نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا ونذود عنكم بفي ء الله الذي خولنا ، فلنا عليكم السمع والطاعه فيما احببنا ، ولكم علينا العدل فيما ولينا .