يا أخي الكريم أنا لا أنتقد
إنما أبين فكرتي بتمام التأدب
ورسالتي للجميع بكل احترام وتقدير
فاسمح لي من خلال ردي عليك أن ألمح للجميع أن ما أود إيصاله هو الاتفاق لا الاختلاف
أريد أن يدرك الناس كلهم أنه لا أفضلية لأحد على أحد مطلقا لانتمائه أو عرقه
ومن خالط الشعوب والمجتمعات القريبة والبعيدة سيدرك وجود مقومات الحضارة والتميز عند كل طائفة
ويدرك أيضا أن الانتماء جبري لا يقبل الجدل
سيدي الكريم
احترام الانتماءت منهج حضاري لابد لأي مجتمع أن يتشربها ويدرك أن جميع البشر يمتلكون انتماءات وحضارات لا بد أن نحترمها بغض النظر عن الولاء المعنوي خاصة في عصر الانفتاح والتواصل
ولنجعل من اندماجنا إيجاد منظومة أرقى
لا التراجع خلف دعاوى مقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكل مجتمع تراثه وعادته وتقاليده التي انفرد بها وتميز بها عن غيره من المجتمعات
لأن مثل هذا التمايز الواضح في الأساليب الحياتية المميزة لكل قبيلة لم يتبلور حتى أخذ شكله بدون المرور بعدة عوامل جغرافية وتاريخية وبيئية واجتماعية شكلته وأوصلته للنمط الذي تراه الآن
والمجتمعات ما زالت في طور النمو والتشكل ولا يمكن أن تتجمد عند وضعية واحدة
فعلى سبيل المثال ( هذا المثل ) الذي لا يقبل الجدل حتى يؤكد أن الانتماء جبري أن ما عرف من أصناف الطعام في الجنوب يخالف ما عرف في القصيم وغيرها لم يأتي اختياريا ولكن استجابة لمنتجات البيئة التي نعيش فيها فما يزرع هنا يختلف عما يزرع هناك وهناك وهناك .... وهكذا
ولو استمر ضرب الأمثلة فسنجد الأكثر والأكثر حتى على مستوى صوت الحرف ومخرجه
بل أكثر من ذلك فيمتد التأثير حتى على المواهب
فالأبحر الشعرية القصيرة توجد في المناطق الجبلية لارتداد الصوت
والطويلة تغلب على شعراء الصحراء
رجال الصحراء فرسان قلم لأنهم تربوا مع القمر والخيل والليل
ورجال الجبال فرسان ريشة لأنهم تربوا في أحضان الطبيعة الخلابة والخضرة والشلال والضباب
صدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصف دعوى التمايز والعنصرية والعصبية بأنها ( دعوى جاهلية )
تحت تأثير هذه المعرفة لا بد أن يعرف الجميع أن التطور المعرفي يقتضي حتما أن نحترم ونعلم أبناءنا احترام الانتماء
هذه الفكرة بشكل عام ومركز حاولت أن أوضحها بقدر المستطاع
وأنا دائما أعلن احترامي الكامل لكل انتماءات الناس
والله ولي التوفيق