" حتى الحب يتلاشى كالحزن تماما وتبقى الذاكرة "
أخيرا رأى حلمه بالأرض الموعودة التي كان يحلم بها ,,
رآها من فوق الجبال والزنوج ينحدرون لها من السهوب والأودية وفجاج القهر ,,
مارتن لوثر حيث لعنة الطبقية التي تضرب جذورها بين عينيه ,,
في الثاني من أبريل 2010 كان سيارات الشمال تقطع مدينة بريدة لفسطاطين الغرب والشرق
ولأن السيارات فارهة وأحياء الجنوب مصابة بندوب كبيرة في شوارعها من أثر الحروب التي مورست فوقها
كان الموكب يتجه باتجاه آخر عبر الدائري الشرقي لهذه المدينة
علَّ الطريق الكبير أن يخفف من ( أف ) و ( قرف) مستنقعات الجنوب
إذا هذا الحضور في مدرجات الدرجة الثالثة لأول مرة
هل فكرتم يوما أن تروا مثلا مثلا عبد الرحمن بن مساعد أو فيصل بن تركي لاقدر الله أو سلطان بن فهد بالدرجة الثالثة
خلف مرمى عصام الحضري مع درجة المعطوبين الذين جمعوا عشقهم لأشهر من أجل حضور مباراة
لايصلون إليها حتى تتجرح سواعدهم السمر من الزحام
إنه موكب الشمال في الدرجة الثالثة
في الأحياء الجنوبية حيث مصانع ترفهم الذي ملؤوا منه أرصدتهم
كان الحضور ملزما لتناول قهوة مرّة وأخذ فتاة سموها عروسا وسميناها نحن قطف الرمان
كان الحضور ترفا فنجان قهوة ومفطح من أموالهم أو عرقنا
نصف ساعة وساعة ويرحل الموكب حيث يقسم المدينة لشطائر حارة ملغومة تنتظر فوهة بندقية
هل سأل أحدكم لماذا حينما يُسأل طرف ما عن حيِّه ويكون شماليا ينطقها بسرعة وعلى مناخيره أبهة الفخر
وحينما يكون في الشماس أو العجيبة أو الغالة أو الجرادية يكون الالتفات نحو المجهول ,,
هل الأحياء تتحول في مدننا للعنات يُعرف من ساكنيها أنهم جدران واطئة ,,
إذًا كانت أختي في حوزة رجل شمالي ربما كانت قدمه هنا في الجنوب للمرة الأولى والأخيرة
ستنعم كفاها بعد أن كان النوى ملعبا فيها
سيسدل شعرها بعد أن رمم الفقر شواهده
ستلبس الحرير بعد أن كانت الأسمال سترها
ستسمع للمرة الأولى صوت الملاعق والشوك والسكاكين على الصحون
ستنام على سرير
ستوقفها الستائر المسدلة بدل الصحائف
ستسمع للمرة الأولى صوت العصافير البطان
لن يقول لها زوجها (تمسكي فيه مطب )
لن تلعق الإسفلت بحثا عن حفرة للعب ( الطب)
لن تنام على يدها ستعوضوها الوسائد
لن تقوم قبل الفجر لتسخين الماء
ستكون أختي أضحوكة لهم بلبسها
ستكون منظرا لغمزاتهم: ( يؤ مقرف الميك آب حقها )
مقرف هذا اللون وذاك التنسيق ,,
مقرف هذا المساء بحضورها : ( لساتها قروية )
مسكينة أختي حينما انتزعوها من جغرافية ليست لهم ولا تشبههم هم أرادوا ألا تشبههم
حينما انتزعوا منها ذاكرتها وأبقوها بلا ذاكرة ولا وطن
مسكينة أختي حتى الفساتين البيضاء ليلة العرس كانت فساتين أحيائنا لا أحيائهم
مسكينة لاتعرف كتم ضحكتها البريئة كلزوم للبروتكول الشمالي عليها فقط أن تبتسم وأن تستمع لـ الفنانة أليسا
أختي ( ..... ) أعرف الآن أنك ربما وللمرة الأولى ستكونين هنا في هذا المنتدى وسيكون لك يوزر خاص فيك
وستنطقي للمرة الأولى أيضا الإنترنت كنطق صحيح بعد ما كنتِ تظنين أنه وجبة جديدة لدى فلافل مطيع
وربما ستختاري هنا يوزرك ( بنت الشمال ) بعد أن انتزعوا بقية أشيائك
بعد الثاني من أبريل لم ترى أختي شروق الشمس حتى الآن ,,,
وظللت أنا على طرف سجادة أمي (أُهمِّزُ ) لها أحزانها ,,,