العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 14-12-02, 12:33 pm   رقم المشاركة : 1
تعال معي
عضو محترف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : تعال معي غير متواجد حالياً
Lightbulb المدمرون وهواة الإبادة.. إلى أين؟


المدمرون وهواة الإبادة.. إلى أين؟

مجلة المجتمع 12/12/2002

بقلم : د. توفيق الواعي
عندما يكون التدمير رسالة، والإبادة حرفة، والخراب أسلوب حياة، يصبح على الدنيا العفاء، وعندما تصبح أرواح الناس لعبة، وإسالة الدماء هواية، ونهب ثروات الأمم ومقدراتها سياسة مشروعة ومستباحة، واستعباد الشعوب واتهامها وتجريمها بغير جريرة، أمراً تابعاً للأمزجة والأهواء، لا بد أن تقع الواقعة وتحل القارعة التي تندك منها الجبال وتنخلع لها الأكباد.
وعندما تصبح الفوضى قوانين دول، والقوى التي تدعى الحضارة طلائع للانحطاط، والأنظمة التي تتباهى بالديمقراطية والريادة زعيمة للغوغائية، ورائدة للتوحش والحيوانية تكون الحياة قد رجعت إلى عصور ما قبل التاريخ، عهود الهمجية والجاهلية الأولى. والحضارة المدعاة، والمدنية الزائفة، والديمقراطية المغشوشة لا تغني من الحق شيئاً، مثلها مثل المذاهب المدمرة والعقائد الفاسدة..، تفضي على الحضارات السامية والرسالات الباهرة بهمجيات مقيتة، وكوارث مخيفة، كما قضت الصليبية الفاسدة على الحضارة الإسلامية الباهرة في الأندلس.
تقول الدكتورة زجريد هونكه: في 2 يناير سنة 1492 رفع الكاردينال "ديبيدر" الصليب على الحمراء، القلعة الملكية للأسرة الناصرية، فكان ذلك إعلاناً بانتهاء حكم المسلمين على إسبانيا.
وبانتهاء هذا الحكم ضاعت تلك الحضارة العظيمة التي بسطت سلطانها على أوروبا، طوال العصور الوسطى، ولم تحترم المسيحية المنتصرة اتفاقاتها مع المسلمين بل باشرت عملية القضاء عليهم وعلى حضارتهم وثقافتهم.
لقد حُرِّم على المسلمين إظهار أي شعيرة من شعائر الإسلام، وفرض عليهم عدم استخدام اللغة العربية والأسماء العربية وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف ذلك يحرق حياً بعد أن يعذب عذاباً شديداً.
ولقد أدى ذلك إلى محاكم التفتيش التي استمرت إلى أن قُضي على المسلمين تماماً في الأندلس، وبعد مرور أربعة قرون على سقوط الأندلس أرسل نابليون حملته إلى إسبانيا وأصدر مرسوماً سنة 1808م بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية، وهنا ظهرت فظائع التفتيش، حيث تحدث أحد الضباط الفرنسيين عن بعض فظائع التفتيش فقال:
قمنا بحملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها محكمة تفتيش، وكادت جهودنا تذهب سدى، ونحن نحاول العثور على قاعات التعذيب، فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها، فلم نجد شيئاً يدل على وجود قاعات للتعذيب، وكان الرهبان أثناء التفتيش يقسمون ويؤكدون أن ما شاع عن ديرهم ليس إلا تهماً باطلة، فأعطيت الأوامر للجنود بالاستعداد لمغادرة الدير، لكن اللفتنانت "دي ليل" استمهلني قائلاً: أيسمح لي الكولونيل أن أخبره أن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟!! قلت له: فتشنا الدير كله ولم نجد شيئاً قال: إني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرفة فإن قلبي يحدثني بأن هناك سراً تحتها، وقد كان.. عثرنا على غرف التعذيب تحت الأرض ورأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي.
رأينا غرفاً صغيرة في حجم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى يموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي، وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية مازالت في أغلالها.
كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم، وهم في الرمق الأخير من الحياة.
كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.
أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبلون أيدي الجنود الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور.
ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجياً، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين.
ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جن الكثيرون من هذا اللون من العقاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة. كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره، فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه أرباً أرباً.
كما عثرنا على آلات كالكلايب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنف حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.
وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم وتتناثر لحومهم}.
وأظن أننا اليوم نتعرض لمثل هذه الإبادة.. أسباب تختلق هنا وهناك، وتطلق يد الأقوياء لالتهام الضعفاء، بإطلاق قوانين الذئاب الحرة بين الدجاج الذي لا حول له ولا قوة، بعد حصارهم وتجويعهم وأخذ مقدراتهم، ما الذي يلاحظه المراقب في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وألبانيا، والشيشان؟، وما الذي يلاحظه في فلسطين، وأفغانستان؟، وما الذي سيلاحظه في الفوضى القادمة من حصار وتجويع وتركيع وحرب إبادة في ديار المسلمين حسب مخططات نشرت بغير حياء أو خجل؟ إن محاكم التفتيش والإبادة تحاول اليوم أن تجد غطاءً عالمياً تمارس تحته جرائمها، وتجعله قانون حياة عصرية، لا يختلف عليه اثنان، أو يعارضه إنسان، ولا يتسلى بقتل الأفراد فقط، بل بقتل الشعوب وسحقهم جملة واحدة، وبمساعدة سلطات بعض تلك الشعوب في بعض الأحيان، أو رضاها. إن القوى التي تحكم العالم اليوم هي القوى التي أبادت الهنود الحمر واستولت على أرضهم بين عامي 1800م و1835م لخصوبتها، وهي القوى التي تريد أن تستولي على مناطق البترول لما تدره من خيرات. إن هولاكو القرن العشرين قد انطلق ومحاكم التفتيش تمارس أدوارها. فمن سيوقف هذا الزحف الأسود البغيض؟!، الله، الله ثم المؤمنون، المؤمنون، إن شاء الله.
العدد (1526)







التوقيع

عندما يسدل الليل جلبابه ماذا سيكون ؟ هذا مانعرفه في المرات القادمة .......... دعنا نتربى على الحياة الجهادية

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 11:19 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة