أو الكأس وقطرات الرز واللحم تتساقط فيه
.
.
حلوة الفكرة .. بكل صيدلية وتجمع طبي
أهلي كان أو حكومي
.
لأنه بالاعتراف أننا أصبحنا نأكل لنمرض
لا لنقوى ونَصِح
.
.
أحد الأصدقاء كان معي
أمام أحد محلات الوجبات السريعة بالفاخرية
وكنا نشاهد ولداً من الأولاد
احمرت أشداقه ، وانتفخت أوداجه وأجنابه
من التخمة هالرخمة هو وأهله
وهو يسحب خبزة بطول متر تقريباً
وفيها من الألغام و الدسم والأمراض الموقوتة
ما الله به عليم
.
.
ولا أتخيل أن شفت مثل هذه الخبزة أبداً
ويبدو أنه اشترى خبز فرنسي
وأتى لحشوها بأكلته المفضلة
وكله
لسد على ما تبقى من مجاري الهواء في جسمه
أحسست بالشبع من المشاهدة فقط
وهي تقطر مايونيز وتطفح بالكتشب والزيت
.
سألت من معي : كيف لمثله أن يأكل هذا ..
قال : دعه فليس عندنا متعة إلا الطعام
قلت : كلام سليم .. لكن ليس بهذه الشراهة
وعدم الاتزان
.
.
راقبوا خروج الطلبة بمختلف المراحل وشاهدوا
نسبة النحافة إلى الدببة القطبية والصحراوية التي تخرج
تجدوا ما يهول .. بون شاسع
.
أفرح عندما أشاهد ارتفاع مرتادي مضامير المشي
ودور الرياضة ، ثم أحزن عندما أكتشف
أن النسبة الأكبر من مصابين قدامى
بالسكر والضغط
وآخرين جدد
.
.
ذات صلة
.
رحت قبل يومين لأحد المستوصفات الأهلية
وأقول أهلية .. لأن الحكومية
المفترض تغير من مستوصف الحي الفلاني
إلى مستودع لصرفية الفيفادول .. شراباً وحبوباً
.
رحت للمبنى ، وبمالمتابعة يتضح المعنى
وجلست بانتظار إحدى العيادات
وبالصدفة تجاورني عيادة الأطفال
كثيرة الزيارات
وكانت هناك طفلتان ..
كلاهما رثتنان .. ولكن على تفسير أهل كل منهما
الأولى .. امتلأ فمها وملابسها بالشوكولاته
بشكل مفجع .. ويبدو عليها آثار النعمة
والأخرى .. حاصرت فمها أنهار المخاط من هاته لهاته
بشكل مفجع .. ويبدو عليها آثار الفاقة
.
أم كل منهما كانت وهي تتعامل مع تلك الرثاثة
كانت تستمتع و تعقب كل مسحة بمطخة
على طريقة كل منهما بالتعبير عن الحنان .. يا حنان
.
الجميع راضٍ بوضعه ولا يعير
طفلة الآخر أي اهتمام
والجميع ينتظر الزام .. وتنظر عيناه إلى الأمام
.
صورة حبيت أنقلها لكم
لحجم تفسير كل منا لمحبته ، ولنوع ما يسوؤه ويسره
فتبدل مظهر بنت النعمة لبنت الفاقة يعتبر نعمة .. وفرحة
وتبدل مظهر بنت الفاقة لبنت النعمة نقمة .. ولعنة
.
والكل راضٍ بما قسم الله
وتفسير الأم لمعاناة النظافة لبنتها يتضح من طريقة التعامل المتطابق
وإن اختلف السبب والجوهر
.
.
.
.
بمان الله