مسرحية دق فليفل يا كمون تلمز للتجار وتبحث عن دور الأكاديمين

طارق الناصر · 25-06-13, 07:03 pm

قدمت مسرحية دق فليفل يا كمون ضمن فعاليات مهرجان بريدة وناسة 34 إضافة جديدة على المسرح في مدينة بريدة رؤى فنية هادفة حينما تمكنت فكرتها من إذابة لمختلف عناصر التجربة التي تميز فيها الكاتب والممثلون وذلك في محاولة لأن تظهر أهدافها في ثوب لا يخلو من تجانس العرض والمفهوم .
فالعلاقات مع طبيعة المجتمع وهاجس الشباب أتت امتصاصية وحل للتناقض كعملية بديلة من الاستلهام المباشر للموضوع إضافة إلى ما تلمحه من أبعاد في واقع الشباب الذي ركن إلى الكسل والتسكع في قصة منطقية فيها من الفكاهة ما يقرب إلى المعنى ، فهي تتحدث عن شباب تخرجوا ولم يجدوا فرصا وظيفية ( القشلة والتفخ ) ، وبحثوا عن طريقة للسفر بعد أوهام عيشهم فيها ( فرج ) الذي يتكئ على سرقة والده الاستغلالي ( أبو فرج ) ، ولأن القضية وطنية ويتحكم فيها الدين والعادات ، تحول الفكر إلى قصد التجارة بدعم أكاديمي تمثل بالدكتور الجامعي (عادل) الذي مثل دورا اجتماعيا وأكاديميا في نفس الوقت حينما فتح الآفاق أمام هذه المجموعة من الشباب .

نقلت المسرحية للحضور جملة من الأفكار والتحويلات الاجتماعية والفكرية التي تبدأ بالهمس واللمز على قطاع الأعمال والتجار ، وعلى تغيير مفهوم الأخوة الذين يرتبطون في الأب ، بل وفي مسألة أن البلد لا يزال يحتاج لسواعد أبنائه .
وعن علاقة المتلقي في هذه المسرحية والمسرح بشكل عام فقد تم تجسيد الفن المسرحي أمام عينه عبر كوكبة من الممثلين الذين شقوا للنجومية طريقا وهم عمر الدغيري وإبراهيم المزيرعي وغنيم الغنيم وعبدالعزيز الغنيم ، وكذا في تشخيص القضايا المطروحة كونها تلمس علاقة المتلقي مباشرة في محاولة لخلق تفاعل غير منقطع مما كون قناعة فهم كبيرة فالممثل استطاع أن يقول ما يريد قوله دون عناء أو أثر كبير للحرج كونه أسبغ على اللغة لهجة مدينة بريدة فكان الحوار سلسا ومظهره كمادة كلماتها وجملها طبيعية محملة بوجدان إرث بريدة الجميل .

المسرحية الهادفة والناجحة من إبداعات الكاتب عبدالله الحمد ومن إخراج غنيم الغنيم وشارك فيها الممثلون محمد الغنيم وأحمد الوهيبي وعبدالسلام المنيعي وفهد الحيسوني.
وحظيت المسرحية بحضور فاق الـ400 من الجمهور المتعطش للفن المسرحي على مختلف الفئات.