السؤال: وردت أحاديث بخصوص ليلة النصف من رمضان إذا وافقت ليلة جمعة ، وإليكم الأحاديث :
الحديث الأول : في مسند الشاشي الجزء 2 الصفحة 263 الحديث رقم 837
عن عبد الله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (( إذا كان صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم ؟ يقولها ثلاثاً . هيهات هيهات، يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً . قال : قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه تكون في نصف من رمضان يوم جمعة ضحى، وذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة، تكون هدّة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعة سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة فإذا صليتم الفجر يوم جمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم، وسدّدوا كواكم، ودثّروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا، ومن ترك هلك .
الحديث الثاني : في مجمع الزوائد جزء 7 صفحة 310
عن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يكون في رمضان صوت . قالوا : يا رسول الله، في أوله، أوفي وسطه، أو في آخره ؟ قال: لا ، بل في النصف من رمضان، إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً، ويصمّ سبعون ألفاً . قالوا : يا رسول الله، فمن السالم من أمتك؟ قال: من لزم بيته، وتعوّذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله . ثم يتبعه صوت آخر، فالصوت الأول صوت جبريل، والثاني صوت الشيطان، فالصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، ويميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم، وما المحرم؟ أوله بلاء على أمتي، وآخره فرج لأمتي، الراحلة بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكرة تغلّ مائة ألف . رواه الطبراني .
الحديث الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه .
"فهل هذه الأحاديث صحيحة؟ نرجو بيان ذلك"
أجاب عن السؤال الشيخ / د. محمد بن تركي التركي (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود )
الجواب :
أما حديث عبد الله بن مسعود: فأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1/228، رقم 638) – ومن طريقه الشاشي في مسنده 2/262، رقم 837 عن أبي عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن الحارث الهمداني، عن ابن مسعود.
وإسناده ضعيف جدا ، فيه عبد الوهاب بن حسين، أخرج له الحاكم حديثاً، وقال: أخرجته تعجباً، وعبد الوهاب مجهول، وقال الذهبي في تلخيصه متعقباً الحاكم: قلت : هذا الخبر موضوع (المستدرك 4/5222) وذكر هذا الحديث السيوطي وحكم عليه بالوضع (اللآلي المصنوعة 2/387) وانظر تنـزيه الشريعة (2/347)، والأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص : 450).
وأما حديث فيروز الديلمي: فأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/333، رقم 853 )) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (3/462، رقم 1687) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن فيروز الديلمي.
وهذا حديث موضوع، فيه عبد الوهاب بن الضحاك، قال عنه العقيلي : متروك الحديث. وقال الدارقطني : منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح وذكره غير واحد ممن ألف في الموضوعات ضمن الأحاديث الموضوعة، انظر (اللآلي المصنوعة 2/387)، الأسرار المرفوعة للقاري (ص 450)، تنـزيه الشريعة (2/345).
وأما حديث أبي هريرة : فله أكثر من طريق عن أبي هريرة ، وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات (3/461)، ثم قال : هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونقل عن العقيلي قوله: ليس لهذا الحديث أصل. وخلاصة ما تقدم أنه لا يثبت شيء من هذه الأحاديث، والله أعلم .
نقلا من موقع الإسلام اليوم.