اشركت الولايات المتحدة الأمريكية الأقمار الصناعية في جهودها الحربية لمواجهة حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، فقد أطلقت أمريكا قمرا صناعيا للتجسس على طالبان وذكرت محطة سي إن إن أن القمر تم وضعه في المدار بواسطة صاروخ تايتان 4 وتم اطلاقه يوم أمس الأول الجمعة من قاعدة فاندينبرج العسكرية في كاليفورنيا، وأحيط اطلاق القمر بالسرية ويقوم بالتقاط صور للأرض لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي أي إيه» والتجسس بشكل خاص على شبكة الاتصالات في أفغانستان.
وكمؤشر على قرب شن ضربات جوية على قواعد طالبان اطلقت المضادات الجوية لحركة طالبان الحاكمة في كابول أمس السبت النار على طائرتين لم تعرف هويتهما حلقتا فوق كابول حوالي الساعة
00. 11 تغ
لمدة حوالي نصف ساعة حسب ما أفاد شهود. مما آثار الهلع في العاصمة متخوفين من بدء المعارك.
والطائرة التي اعتبرتها حركة طالبان «طائرة تجسس أمريكية» اختفت بعد ذلك من دون ان تصاب بالقصف وعادت الحياة الى حركتها الطبيعية في العاصمة حسب المصدر نفسه.
وأفادت وزارة الاعلام في كابول ان هذه الطائرة قد تكون «طائرة تجسس أمريكية» وقد استهدفتها صواريخ طالبان، ولم يكن بالامكان الحصول على توضيحات من أحد المسؤولين في الحركة.
وأفاد شهود في شوارع العاصمة ان الطائرة لونها أبيض مضيفين أنها كانت تحلق ببطء وعلى ارتفاع كبير ولكن كان بالامكان سماع صوت محركها.
وقالوا ان عناصر طالبان اطلقوا عليها النار من رشاشات كلاشنيكوف.
وأضافوا ان الطائرة حامت حول المدينة مرات عدة خلال حوالي نصف ساعة ما أثار غضب طالبان، وحوالي الساعة 00.12 تغ اختفت الطائرة من سماء كابول.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس. قال مصدر طالباني في قندهار معقل الحركة "نعتقد انها طائرة تجسس أمريكية ونحاول اسقاطها.
وراح الناس يتكهنون في شوارع العاصمة حول ما إذا كانت الطائرة تابعة للمعارضة أو طائرة أمريكية وذلك بعد أسابيع من التكهنات حول ضربات أمريكية محتملة.
وقالوا أنهم لم يروا سابقا هذا النوع من الطائرات خلال المعارك الاخيرة بين قوات تحالف الشمال المعارضة لطالبان.
وكانت حركة طالبان أسقطت في 22 أيلول/ سبتمبر في شمال أفغانستان طائرة من دون طيار وأقرت الولايات المتحدة بخسارتها غداة ذلك.
وفي خطوة فسرت على أنها محاولة من طالبان لفتح حوار مع الغرب أعلنت الحركة أمس السبت أنها ستفرج عن الصحافية البريطانية إيفون ريدلي التي أوقفت قبل أسبوع في الأراضي الأفغانية لدخولها البلاد بطريقة غير قانونية.
وأوضح سفير طالبان في اسلام أباد عبد السلام ضعيف لوكالة الانباء الافغانية الاسلامية أن إيفون ريدلي التي تعمل لصحيفة «صاندي اكسبرس» البريطانية سيفرج عنها «اليوم أو غدا».
وكان مصدر في أجهزة استخبارات طالبان قال لوكالة فرانس برس الجمعة ان إيفون ريدلي نقلت من جلال أباد «شرق أفغانستان» الى العاصمة كابول.
وأوضح هذا المصدر «لا شيء يسمح لنا في الوقت الحاضر بالقول انها جاسوسة».
وأوقفت إيفون ريدلي «43 عاما» برفقة دليلين أفغانيين في 28 ايلول/سبتمبرالماضي في منطقة تقع بين الحدود الباكستانية ومدينة جلال أباد وهي ترتدي البرقع. ولم يكن بحوزتها جواز سفر أو تأشيرة دخول صادرة عن حركة طالبان.
كما نقلت وزارة الأنباء الاسلامية الأفغانية عن بيان لوزارة خارجية طالبان قولها ان حركة طالبان الأفغانية الحاكمة قد تفرج عن عمال الإغاثة الأجانب الثمانية المحتجزين بتهمة تنصير الأفغان إذا توقفت الولايات المتحدة عن تهديداتها ضد أفغانستان.
ونقلت الوكالة عن بيان وزارة الخارجية قوله «اذا خففت الولايات المتحدة من معاناة الشعب الأفغاني وأوقفت تهديداتها فستتخذ حكومة طالبان خطوات للإفراج عن الأجانب الثمانية المحتجزين».وقال مسؤول من وزارة الخارجية جرى الإتصال به هاتفيا من قندهار مقر طالبان الجنوبي لرويترز ان مثل هذا الحل ممكن.
وألقي القبض على عمال الإغاثة وهم من العاملين في وكالة شلتر ناو انترناشونال للإغاثة ومقرها ألمانيا في أوائل أغسطس اب بتهمة نشر المسيحية وهي تهمة ينفونها.
على صعيد آخر أكد الملا عبدالرؤوف عارف حاكم «خوست» بجنوب شرق أفغانستان ان حركة طالبان قررت ان تحرق بيوت الأفغان الذين يقدمون المعلومات للولايات المتحدة بتهمة الخيانة.
وقال الملا عارف في تصريح نشرته صحيفة «بيشاور فرونتير بوست» الباكستانية أمس السبت: «ان هؤلاء الخونة سينفون من البلاد بتهمة الاخلال بسيادة الدولة ووحدتها والتجسس لصالح دولة معادية لحكومة طالبان الحاكمة في أفغانستان».
وفي محاولة لابعاد عقاب حرق المنازل والنفي خارج أفغانستان قال عارف:«ان ولايتي خالية من الخونة والجواسيس والمؤيدين للملك ظاهر شاه». وأضاف:«ان سكان ولايتي يعتبرون ظاهر شاه من المستضعفين الذين لا يصلحون للحكم، فالأفغان لن يدعوا شخصا العوبة في يد الأمريكان يمسك بمقاليد البلاد».
وأعلن أنه والشعب الأفغاني سينصرون الاسلام رغم كل المعاناة التي يواجهونها.وكانت قوات «المعارضة الأفغانية» قد أعلنت الأحد الماضي ان ما يقرب من 200 مقاتل من حركة طالبان انضموا الى صفوفها.
كما أفادت وكالة الأنباء الأفغانية الاسلامية التي تتخذ من باكستان مقرا لها ان طالبان أكدت ان القائد محمد سليمان بالاضافة الى ما بين 60 الى 70 من رجاله، انشقوا عنها، وانضموا الى قوات المعارضة المسلحة الأفغانية. وكانت حركة طالبان قد وصفت المنشقين بأنهم خدم للأمريكان.
العرض العادي
