.
.
.
عذراً على الإنقطاع فقد كنت لازلت أقوم بإعدادها ..
وكنت أنوي أن تكون هذذه الحلقة هي الحلقة الأخيرة لكن فيما يبدو أنه سيكون هناكـ حلقة أو حلقتين أخرى غير هذه ..
أتمنى لكم قراءة ماتعة ..
أخوكم جهز ..
سأختصر الأحداث لأصل معكم لنهاية تقنعكم إلى حد ما ....
::: 8 ::::
وصلت لأهلي وأنا في قمة الشوق ، أشعر برغبة في الحديث عن عذفاء ومواقفها مع أي شخص أقابله ، بداية مع قائد الأجرة الذي أقلني من المطار للمنزل ، كنت اتحدث وهو يشعرني بالاهتمام والتفاعل مع حديثي ، وكل معارفي إذا قابلتهم يسألوني عن عذفاء وعن حياتنا في عذفاء ، أو أنني انتهز أي فرصة اسمع فيها اسم عذفاء لأنطلق بالحديث عنها ، شعرت أن الجميع شغلهم الشاغل عذفاء ، هكذا أتصور المسألة ، بدأت أشعر بتركيز الأخبار على منطقة الجوف والنفود الكبير بعد انتقالي لها أو أنني بدأت أركز على أخبارها لأنني أصبحت جزء منها .
حاولت أن أزور جميع الأقارب والأصحاب في الأيام البسيطة ، شعرت إن الأيام أسرع منها العادة ، يوم الأحد كان اليوم الوطني (
إجازة ) كلمت المدير واستأذنت منه عن يوم السبت ما قصر وافق وكان هذا الشيء مفرح لي جدا ، ولكن حتى السبت والأحد مرت بسرعة أيضا .
الآن ما عندي إلا السيزو - ذات الدفع الرباعي - ، سيارة أخي لأسافر عليها ، الوالد قال : لازم تغير سيورها ، ذهبت صباح الأحد ووجدت الوكالات والورش مغلقة بمناسبة اليوم الوطني رجعت للبيت وبعد صلاة التراويح توجهت للوكالات مرة ثانية لعل وعسى ودون فائدة كلمت زميلي صالح القصيمي وأخبرته بالظرف وما كان بيده إلا أن ينتظرني ، وبعد جهد جهيد وجدت السيور عند محل فاتح خفية لدقائق بسيطة ، والحمد لله كنت قريب منه واشتريت السيور وركبتها توجهت بعدها للبيت وأخذت أغراضي ومشيت متوجه للقصيم الساعة الحادية عشر ليلا وصلت آخر الليل للقصيم ومريت بيت زميلي وحمل الحوض صناديق تمر ليوزعها على أهل الديرة مشينا إلى العدوة قبل حائل بـ 60 كلم وتسحرنا ثم كملنا طريقنا وطلعت الشمس علينا وحنا في تربة وكان طريق تربة الحيانية عرعر توه ( مطينة ) وفيه حديد ومسامير دخلنا للنفود ونسمنا الكفرات ومشينا إلى عذفاء مع الخطوط وعلى إحداثيات أخذتها من صالح القصيمي ، وصلنا عذفاء الساعة التاسعة والنصف وتوجهنا مباشرة للمدرسة وقعنا الحضور وكنا دايخين وما نمنا ، حضرنا حصة ورحنا للبيت لننام ..
،،
لا جديد في
عذفاء ، سافرنا وعدنا لها ولم تتغير بشيء ، إلى إنها تتجدد كل يوم مع الرياح والعواصف التي تغير ملامح الطرق و والمنازل ..
شقتنا كما هي
غير أنه سكن بها ضيف جديد
ضيف غير مرحب به في قلة من منازل عصرنا الحالي
ويعتبر المتسيد في الأغلب
حتى اعتبره البعض من أهم أساسيات البيت بل الحياة كلها
ضيف إن لم تجعل له حدود سيغرقك بسوء أخلاقه
وإن راقبة الله فيه ستستفيد من الخير القليل المتناثر في مستنقعه
إنه (
الدش )
الذي سيطر على الصالة منذ دخوله للمنزل
فأصبح هو الآمر الناهي
استنكره البعض ورحب به البقية
متعذرين بعدم وجود أي شي يربطهم بالعالم الخارجي غيره
والبعض يريده ليقضي على أوقات الفراغ والملل في هذه الصحراء
أما المستنكرين كانوا يتخيلونه زبالة للغرب
تحوي كثير من الأشياء الفاسدة ، العفنة ،
وقليل من الأشياء الطيبة
،،
ولعل الأغلبية كانوا مع تواجد هذا الضيف بالمنزل
فما كان من البقية إلا أن سكتوا سكوت الرضى المغلوب على أمرهم
،،
وحتى لا يفسد هذا الضيف الجو العائلي الجميل في المنزل
تم حذف أغلب القنوات الهابطة
ومنع مشاهدة المسلسلات والأفلام في الأوقات العامة اللتي يتواجد بها الجميع
’’’
مرت أيام رمضان بسرعة بين صلاة في جامع عذفاء ، وإفطار كنا نتعاون عليه ،
وجلسات على الطعس المجاور للبيت
،،
وبدأ الجو يبرد شيئا فشيئا
وذات يوم طرق الباب في الصباح
والجميع نيام قبل المدرسة
قام محمد المدني ليفتح الباب
إنه أبو مطني
صاحب المنزل
يريد سلمان العاصمة
،،
محمد المدني يوقض سلمان العاصمة من النوم
أبو مطني عند الباب يريدك
ذهب سلمان لأبي مطني وبعد دقائق بسيطة عاد ومعه تيس حلف أبو مطني أن يأخذوه أكرام لهم و لكي يستفيدوا من لحمه في رمضان
سلمان وضع التيس في الحوش وأغلق الباب
وعاد للغرفة
ليكمل نومه مع بقية المعلمين
،،،
لم يوقضه إلا صوت تصفيق ناتج من يدي محمد المدني وهو ينفض الغبار ،
و حسن المكاوي يتكلم بصوت عالي : ألم أقل لكم أغلقوا الباب
لو دخل ذئب علينا وش كان بيصير
سلمان العاصمة يسأل ياسر والشريف وش السالفة ؟
ياسر : ولا شي فقط تيس أزعجنا في الحوش وطلعناه برا ..
جهز وهو يركض للخارج
هذا التيس ضيافة لنا من أبو مطني
الحين وش بيقول عنا
لحق محمد المدني بسلمان العاصمة ليجدوا التيس يدور حول شبك الغنم بالقرب من منزل أبو مطني
أمسكوا بالتيس وأعادوه للمنزل مرة أخرى
وأخبروا جميع الزملاء عنه
لكي لا يتكرر نفس الخطأ
،،،
لم تدم حياة التيس طويلا
كتب الله لها النهاية على يد المتخصص عبد الله الجنوبي العصر من نفس اليوم
،،،
لم تكن المواقف كثيرة في رمضان
ربما لأن المعلمين جدد في المنطقة
وأهل عذفاء لم يتعرفوا عليهم كثيرا
وانشغال الناس برمضان
سبب من الأسباب
،،،
اتفق المعلمين في المدرسة جميعا على إقامة برنامج رياضي في ليالي رمضان
وكانت كرة الطائرة هي الأنسب
،،
فكل ليلة بعد التراويح يتوجه المعلمين إلى المدرسة وعلى رأسهم المدير أبو شيهانة
الذي يكتفي بالمشاهدة في أغلب الأحيان ...
كل ليلة يلعبون بها
تزيد من الألفة والترابط بينهم
،،،
وفي ليلة من الليالي الرمضانية والمعلمين في طريقهم للبيت
اعترض طريقهم جيب ونزل منه شابان
ليسألان سلمان العاصمة
أنت الشيخ ؟
سلمان : لست بشيخ ولكن أبشروا باللي نقدر عليه
- بيننا مراهنة على ذبيحة
ونريد أن تفصلوا بيننا
سلمان : خير
- اختلفنا في قوله تعالى : ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .. )
منا من يقول إن الخيط هو الحبل
ومنا من يقول إن الخيط الأبيض هو النهار والخيط الأسود هو الليل
فأي الإجابات صحيح
سلمان : يبتسم بعد أن تنفس الصعداء لأن هذه المسألة قرأها قبل فترة وجيزة ،
ليقول بعدها :
من يدفع أكثر تكون إجابته صحيحة
ضحك الجميع
وأكمل سلمان الحديث :
شيء جميل أنكم تتذاكرون مسائل دينكم
أما بالنسبة للإجابة فالصواب أن الخيط الأبيض هو النهار الخيط الأسود هو الليل ، وبعض الصحابة فهم أنه الحبل وهذا قبل أن تنسخ الآية لأن الآية أول ما نزلت لم يذكر فيها ( .. من الفجر ) وبعد هذا اللبس ذكر والله أعلم ..
بعدها علت الضحكات و قليل من المزحات ليركبوا سيارتهم ويذهبوا لدارهم ونحن نكمل سيرنا لدارنا ..
صالح المكاوي يداعب سلمان :
وش رايك تفتح مكتب للإفتاء هنا
سلمان يضحك :
فكرة حلوة بس بصراحة فاتت علي أتكلم عن حكم المراهنة إذا كانت بين طرفين وإذا كانت من طرف واحد
حسن مكاوي :
زين إنها فاتت عليك ولا كان متنا بهالبرد
سلمان العاصمة وعليه علامات الحزن :
بصراحة يوم كنا في الجامعة كان مشايخنا حفظهم الله ، دائما ينصحوننا بالجد والاجتهاد والحرص في طلب العلم لأننا قد نكون في قرى نائية ومنعزلة لنصبح ، خطباء ومفتين هناك شئنا أما أبينا ، وكنت وقتها وأنا أسمع هذا الكلام أمرره وكأنه لا يعنيني ، لأنني كنت استبعد أن أكون في منطقة لا يوجد فيها طالب علم .
حسن مكاوي وهو يفتح الباب إيذانا بالوصول :
أجل عرفت الحين إن الله حق
والله كلنا مقصرين بس الله يتوب علينا ..
تابعوا البقية ..
بعد يوم أو يومين