[align=right]خالتي والقاضي
دخلت المحكمة وطلبت رؤية القاضي .وما إن دخلت عليه حتى أُصِبتُ بالحرج لمعرفتي به فهو يعرف والدي رحمه الله...ولم أكن أحب أن أذكر عنده مثل هذه الأمور العائلية(فنحن عرب والعرب حالتهم حالة)...!!ولكن مامن مهرب سوى أن أخبره بالتفاصيل..
بداية عرفته بنفسي وبدأت أشرح له القصة وموقف خالي بالكامل
قال: لي بأن الحل عن طريق المحكمة ليس في صالح خالتكولابد أن نأخذ الأمر بالإصلاح أولاً وبعدها لكل حادث حديث..!!طلب مني رقم جوال خاليوقال لابد أن أحادثه بشكل ودي أولاًوبالفعل....اتصل بخالي وعرفه بنفسه أمامي
وقال:هل أنت موجود مغرب هذا اليوم..؟؟عندها... لم يجد خالي بد من استقبال ضيفه....وفي مغرب ذلك اليومذهبت برفقة القاضي إلى خاليوتفاجأ خالي بشكل لامثيل له عندما رأنيبرفقة القاضي...!!فهو لايريد أن تمس سمعته بسوء في الخارجأما الداخل فلا شأن له به (وهذا هو حالنا كعرب جميعاًفآآخر ما نفكر فيه هو شؤننا الداخلية>>يا سياسي يا خطير)كذلك لأن خالي لديه قضايا كثيرة في المحكمة,ولا يريد أن تشوه سمعته...!!ماعلينا...ماعلينا...نعود لموضوعنا....تحدث القاضي مع خالي بلطف ولم يأتِ له بحديث واحد أو آية واحدة لإيمانه أولا بأن هذه قضية فطرية وإنسانية بالدرجة الأولى....
ومن حق هذه المرأة أن تمارس حقها الطبيعي..!!لم يكن أمام خالي سوى الموافقة والاستسلام التام,رغم حنقه الشديد علي وعلى الساعة
التي أصبحت فيها ابناً لأخته..!!بدوري لم أتكلم ولا بكلمة واحدة
فما يهمني هو أن يتم الموضوع ...وفي نهاية الجلسة طلب القاضي أن يكون هو المأذون الشرعي الذي سوف يقوم بعقد نكاح الزوجين..مما جعلني أكاد أطير فرحاً وأنسى كل همومي ومشاكلي مع زوجتي,لى الأقل في تلك اللحظة....خرجنا من عند القاضيوودعته وشكرته وأنا أسابق الريح,ولا أعرف إلى من أذهب أولاً هل أذهب.لخالتي الحزينة والمغلوبة على أمرها,أم أذهب لوالدتي الغالية والتي تنتظر خبرا مفرحاً كهذا,يبدو أن سيارتي حَسَمتْ الأمر فهي تبدو فرحة بالخبر ,وبارةحتى بوالدتي ربما أكثر مني فقد توجهتْ بي إلى بيتنا...ودخلتُ مسرعاً ومنادياً بأعلى صوتي ..أمي..أمي.. أمام نظرات واستغراب الخادمة...!!وجدتُ أمي تصلي...ولم أنتظرها حتى تفرغ من صلاتها
فجوفي لا يحتمل كتم خبر مفرح كهذا...فحدثتها وهي تصلي قائلاً:يمـــه...يمـــه أبشري ترى خالي وافق على زواج خالتي نورة....فأشارت لي بيدها كعادة الأمهات وهن في الصلات: (يعني أن ابتعد واسكت يا ولد خلني أكمل صلاتي جعلك الصلاح)..!!لكن كيف لي أن أصبر: أكملتُ كلامي وهي تصلي .وما إن انتهت من صلاتها,حتى قالت: أنت مجنون يا ولد...!!قلت : أنشهد إنه مابقى فيني ذرة عقل يمـــه..!!فضحكت وهي تقول : استغفرالله استغفر الله وأتوب إليه....الله لا يعاقبك..ثم قالت: بشرني الله يبشرك بالجنة...وحدثتها بكل التفاصيل التي صارت,قالت: الحمد لله...الله يفرحك مثل ما فرحتني وفرحت أُوخيتي...!!قلت :الفضل لله ثم لك يا يمة...
ثم وقفت وقبلتُ رأسها,وقلت عن إذنك يمــه...أبروح أَفَرح خالتي نورة
قالت: ماتشوف شر وأنا أمك والله يكتب الخير...اتصلت بخالتي وطلبت منها أن تفتح الباب لي...وجلست معها وأخبرتها بالقصة وكل الذي جرى بالتفصيل الممل...لم تخفي خالتي فرحتها بهذا الخبر حيث لم تكن تتوقع أبداً
أن يتم حسم الأمر بهذه السهولة ودون أي شوشرة وهو أكثر ما كانت تخشاه...خرجت من عند خالتي,واتصلتُ بجارنا أبو عبد الله وأخبرته بموافقتنا على ابن أخيه,ورحبت بهم في أي وقت يريدون....!!أخبرني بانه سوف يزورني هو وخالد ابن أخيه مغرب الغد بقصد التعارف,وفي مغرب اليوم التالي: استقبلتهم ورحبت بهم, واعتذرت منهم لعدم وجود خالي لحدوث ظرف طارئ له,واتفقنا على أن يكون موعد الملكة يوم الخميس القادم,ويتم بعدها تحديد موعد الزفاف...مرت الأيام...وتمت الملكة بحضور القاضي وخالي....وتم كل شيء على مايرام والحمدلله..وبالطبع لم نشترط مهراً ولا أي شيئ,سوى أن يكون أولاد خالتي معها,وأن يعاشرها بالمعروف وأن يسرحها بالمعروف أيضاً
وتتابع الأيام والمواقف بيني وبين زوجتي
متشابهة إلى حد كبير,,لا يغيرها سوى ترقبي لطفلنا الأول كل ما مرّ بنا يوم جديد,وكل ما أخذ حمل زوجتي بالارتفاع..و فكرتي عن هناء تتأكد لي كزوج يوميا,بأنها لن تكون قادرة على تحمل مسئولية أسرتي,ولكني أحاول جاهدا أن أثبت غير ذلك على الأقل ظاهرياً,فهي إلى اليوم لم تقنعني لا فكريا ولا عملياً وبالطبع حتى مطبخياً...!!باستثناء شياكياً وميكياجياً... وكون سلرياً..!!
زوجتي والمولود وأنا وهي ...وهي وأنا والمولود وأنا وأنتم ونحن وهم
أخ خ خ تعبتكم معي....شكلي هلوست في الحلقة الأخيرة...!!
وفي إحدى الليالي حيث
كنتُ مستسلما لنوم,انتبهت على صوت هناء وهي توقضني,وسبحان الله لأول مرة أشاهد زوجتي تقوم بهذه الحركات,فقد أخذت تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً
ثم تنظر إلى السماء وتتمتم,سألتها ما بها قالت:أشعر بأن ولادتي قريبة جداً وأخذت تبكي..!!
(يا حلاوتك وانت معايا)>>البيبي حيشرف...!!
شكله بيجي لابس طقم من بريماما....<<هذا محل لكن انتبهوا تراه ماركة)
خرجتُ مسرعاً إلى غرفة أمي,ووجدتها لتو قد فرغت من صلاة التهجد:
وأخبرتها بأمر زوجتي...!!فتوكأت على عصاتها وجاءت معي,ودخلتْ على زوجتي وأشارت لي بعصاها كي أخرج...!!طأطأتُ برأسي وخرجت...
مرت بضع دقائق ثم خرجت أمي...وسألتها مباشرة: هل أذهب بها إلى المستشفى يا أمي..؟قالت: بصوت حنون : لا....لاتوديها..هذا ابنك يسولف مع أمه..!!قلت مستغرباً وكأني أبله :ماذا تقصدين يا أمي كيف لأبني أن يسولف مع أمه..؟قالت: لقد أخبرت زوجتك وهي تعرف الآن...قبلت رأس أمي وأزاحتني بيدها قائلة:يا كثر ماتحبب راسي... دعني أذهب وأكمل صلاتي
دخلتُ على زوجتي,وكانت في وضع جديد علي..!!قالت أريد أن أذهب الآن إلى المستشفى...قلت: لكِ ما تريدين...لكن أنا أعرف بأن المرأة الحامل إذا جاءت
قبل موعد الولادة بساعات فمن المحتمل,أن يعملوا لها عملية قيصرية لكي يرتاحوا منها ومن صراخها...!!وما إن قلت لها ذلك حتى سكتت...!!
وتظاهرتُ بالنوم قليلاً ولم أستطع...ومرت بضع ساعات..حتى قارب الفجر على الأذان...ثم نهضتُ وأخذتُ عباءتها وألبستها إياها....وركبنا السيارة
وانطلقنا مسرعين حتى وصلنا المستشفى...
.
يتبع..... [/align]