السلام عليكم
الثبات
أخرج الترمذي في جامعه والامام أحمد في مسنده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ياشداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضه فأكثر من هؤلاء الكلمات
اللهمَّ إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قباً سليما ولساناً صادقاً وأسألك من خير ماتعلم وأعوذبك من شر ماتعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب .
وصيةٌ من محب مشفق وصية رؤوف رحيم
وصية الثبات في وقت الزلل والفتن والمحن
نعم إنها وصيةٌ عظيمةٌ للثبات
في وقت كثرت فيه الشهوات وبرزت كثيرٌ من الشبهات وتنوعت فيه المباحات وتبدلت فيه القناعات وثقلت على بعض الناس الطاعات
بل وزل فيه بعضُ أصحاب الهيئات !
إن الفتن في هذا الزمان عظيمة وأن الوانها وأشكالها كثيرة
لقد أصبحنا في عصر لاتعرف من أين تأتيك الفتنةُ فيه
فتنةُ النساء وفتنة المال فتنة الجاهـ والشهرة فتنةُ الولاء والبراء وغير ذلك كثير
إن من أعظم الفتن وأخطرها وأشدها والتي تساقط فيها فئام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ليس من سائر الناس وعوامهم فحسب بل حتى من بعض أهل الخير فيهم
لهي فتنة الزيغ عن طريق الحق
فتنة التبديل والزيغ بعد الثبات وهذه وربي من أخطر الأمور على المسلم .
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويكثر من قول هذا الدعاء العظيم في سجوده وقيامه
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
بل وأخبر صلى الله عليه وسلم أن قلب أبن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء 0أخرجه الترمذي.
وليس نبينا فحسب بل حتى أبونا أبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كان يدعوا ربه الثبات
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)البقرة
قال سلامُ بن أبي مطيع كانا مسلمين ولكنهما سألاه الثبات.
قد يفتن المسلم في دينه وثباته وقد لايشعر بذلك
قد يظن أنه على الحق والصواب وهو لايدري أنه قد فتن في دينه من أجل هذا ولكي يعرف المسلم هل فتن في دينه هل اختل ثباته هل بدّل وغير أم هو ثابت على دينه متمسك بشرع ربه إن من يريد أن يعرف ذلك فليقرأ قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه وأرضاة . أٌقرأ قولهُ ثم ارجع الى نفسك وانظر في حالك لترى هل أنت ممن ثبتوا على الحق أم لا .
يقول رضي الله عنه عندما سُأل كيف يعرف الرجل منّا هل أصابته فتنة أم لا ؟
فقال إن كان مايراهُ حراماً بالامس حلالاً اليوم فقد فتن .
تعريف دقيق جداً بل هو مقياس لكل مسلم ليعرف نفسه ويختبر ثباته .
فأين من ملئوا الدنيا تهديداً وتخويفاً من خطر البث المباشر والقنوات الفضائية .
ثم هم اليوم اكبر روادها بل البعض من الدعاة إلى أخبثها وأخطرها وأفسقها
كيف تهافت من يحذر منها بالأمس الى بث الدعاية إليها والترويج لها
هل كان أحد يتصور أن يخرج في هذا المجتمع المتماسك المتدين بل ومن أهل الحسبة فيه الى من يدعوا مجتمعه الى الأختلاط في المدارس والجامعات والمستشفيات وسائر الاعمال ثم يتبعه بعد ذلك رجال ممن يظن الناس فيهم أنهم من أهل العلم والصلاح فيدعون مجتمعهم الآمن المتماسك إلى الأختلاط ثم يستخفّون عقول الناس فيستشهدون بوجود الأختلاط سابقاً في الأسواق والمساجد في طرح ممجوج ممقوت مردود
وهل يقارن عاقل رشيد بوجود الرجال مع النساء في الأسواق وأمام الناس هل يقارنهُ بالإختلاط بين الشباب والفتيات في المدارس والجامعات وداخل الفصول والغرف؟!
أينهم عن هذا الطرح قبل سنوات إن كانوا يظنونه حلالاً مباحاً مشروعاً وسكتوا عنه
فقد خانوا دينهم وأمانتهم وغشوا المسلمين بسكوتهم
وإن كانوا يرونه الآن حلالاً بعد ماكان بالأمس حراماً فقد زاغوا بعد الثبات
نسأل الله العفو والعافية
إن أموراً بدات تطفوا على سطح هذا المجتمع الآمن يشيب منها المولود
كان الناصحون يجابهون أهل النفاق والعلمنة والفسقة أما الآن فأصبحوا يجابهون بعض من ينتسبون الى هذا الدين ولاحول ولاقوة إلا بالله
..........
لعلّي أُكمل بعد إذ
(النفسيه نعال ابو كريم أعزكم الله)
[line]-[/line]
سبحان الله وبحمده
.... عدد خلقه ... ورضا نفسه .... وزنة عرشه .... ومداد كلماته ....
---------------------------------
لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه